الجمعة، 22 يناير 2010

تَصَــدَقْ

نظامنا الإداري مقلوب وهذه ليست مني ولكن من إداري كبير ومؤسس ذلكم هو الأستاذ محمد عثمان الخليفة وقد ذكر ليّ بعض عيوب النظام الإداري في السودان بعد مقال كتبته في صحيفة الأزمنة قبل خمس سنوات تقريباً.
وأعاد بعض ملاحظاته تلك في الأسابيع الماضية في عمود الدكتور عبد اللطيف البوني (حاطب ليل) .
ومرتكز النظام الإداري هو كل شيء ممنوع إلا بعد موافقة السلطات وهو موروث من فترة الاستعمار. إذ الأصل في الأشياء الإباحة مثلاً إذا أردت أن افتح مخبزاً أو دكانا ماذا يضير السلطات الإدارية ولماذا استأذنهم أولاً ؟لماذا ؟ قد يقول ضابط إداري (فنطوط يادوب تخرج)
: ما لازم نعرف مكان الفرن وهل الجيران موافقين أم لا؟ ونرد إذا اعترض الجيران سيبلغونكم باعتراضهم وإذا لم يبلغوا معناها موافقين انتو مالكم؟
لماذا لا نتيح الحرية لاقتصادنا ؟ وما هو مفهوم الحرية ؟ في كثير من بلاد العالم - والمتقدمة على وجه الخصوص - تفعل ما تشاء وتجرب ما تشاء فقط مطلوب منك شيئين أن تكون ذو عنوان معروف وأن تدفع ما عليك من ضرائب.
الفنطوط برضو ظهر وقال:بالله ضرائب بس وين الرخصة وين العوائد وين النفايات وين الرخصة الصحية وين دمغة الجريح وين الدفاع المدني وين الزكاة بالله قال ضرائب قال.
وبعد ان يدفع صاحبنا كل هذا سيقف في صف المنتظرين لوزارة الرعاية الاجتماعية ولو فكرت الدولة قليلاً لرأت أن كل ما دفع هذا من الرسوم ذهب علاوات وبدلات وحوافز ولم يعد على الدولة منه كثير شيء لذا الناس في بلادنا يهرولون نحو الوظائف.
نفترض أن الذي دفع كل هذه الأشياء تجلد وصمد وبقي في السوق ألا يضع كل هذا العبء على زبائنه؟ وبذا تكون هذه الأشياء من اسباب الغلاء.
نعود لتصدق
هذه الكلمة لازمة لبداية أي نشاط لماذا؟ هذا ما نبهنا إليه الأستاذ محمد عثمان الخليفة ماذا لو جربنا الانفتاح بان يبدأ كل إنسان أي نشاط تجاري او زراعي يريده ونأتي بعد سنة نأخذ منه الضريبة والضريبة فقط. كم من الطاقات سيتفجر؟ وكم من المترددين سينطلقون؟
كثير من الناس يفني رأسماله ووقته بين المكاتب ليسمحوا له بعمل شيء ما وعندما يجد الموافقة او عندما تكتب له تصدق بالقلم الأحمر يجد نفسه فقد كثير من رأسماله وكثير من طاقته وبدأ ضعيفا أو لم يبدأ؟
لماذا السلطات الإدارية دائما تحسب نفسها قَيمَة على الناس وهي المرجعية التي لا بعده؟؟؟؟
أخي رئيس التحرير اكتب على هذا تصدق ليُنشرْ.

الوسط الاقتصادي يوليو 2007 م

ليست هناك تعليقات: