الخميس، 14 يناير 2010

ولاية الخرطوم تعلن الانفصال

كُتب في: 2007-09-13 صحيفة الصحافة

في مجلس تشريعي الخرطوم يوم إجازة القانون المحلي لولاية الخرطوم، تحدث نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه، وطلب من المحليات التخفيف على المواطنين برفع أو تخفيض الجبايات.
ترى كيف كانت الاستجابة لرجاء نائب رئيس الجمهورية؟
أول «تفخيخ» عفواً أول استجابة قابلتني كانت عند الفحص الآلي، حيث رُفعت رسوم فحص السيارات القادمة من الأقاليم من 50 جنيها إلى 450 «جنيهاً طق طرق» يعني زيادة بسيطة «9» أضعاف بس، مش نائب رئيس الجمهورية قال خففوا على الناس شوية؟
فيما أعلم - علم من لا يعرف كيف تفرض الرسوم في بلادي- أعرف إن الخدمة هي خدمة تقدم للمواطن السوداني أينما طلبها برسم واحد، أو هكذا يجب أن يكون، وفحص السيارات خدمة مثله مثل خدمة فحص البول، يجب أن يقدم لمن طلبها في المكان الواحد برسم واحد.
هل نفهم أن الحكم المحلي هو مزيدٌ من العنف على المواطن وزيادة تباين في وضع السودان، بحيث تصبح مناطق غنية على حساب أخرى.
لو وقفنا عند جزئية تعقيدات المرور وارهابه المنظم للمواطنين، إذا اردت ان ترخص مركبة طلبوا منك اموالاً فوق التصور وسنوياً.. من يصدق أن ترخيص لوري يكلف سنوياً 1751 جنيها «بالقديم مليون وسبعمائة واحد وخمسون جنيهاً» هذا المواطن الذي لا يحلم بهذا المبلغ حتى في المنام لأمور كثيرة، يجد نفسه عليه دفع غرامات كثيرة او يتعطل عن العمل، أو حاجات تانية حامياني «نحتفظ لصاحب العبارة بحقه الأدبي» أو نستخدم مصطلح الدفع تحت الطاولة.
وقوانين المرور تعسفية جداً وسنوية، رغم وجود شبكة اتصالات صرفت عليها إدارة المرور أموالاً باهظة، إلا أننا نجدها غير فعَّالة، وكبلها قصر النظر الإداري الشره الى العائد المادي، فما معنى ان يكون الترخيص بالأحرف في كل ولاية مع وجود الشبكة؟ لماذا لا يصبح الترخيص اتحاديا برسم واحد وبمسلسل واحد؟
الذي أفهمه إن كان المرور يقوم بوظيفته خير قيام، أن أرخص السيارة في أي قسم مرور في السودان، ما دامت المعلومة موجودة على الشبكة والهدف مروري بحت. وعلى سلطات المرور أن تتحرر من هذا الخنوع للولايات، وتقوم بدورها فقط، ولا تصبح وسيلة لجبابات الولايات.
الحياة في بلادنا كلها في حاجة لمراجعة، لا نحن متخلفون نقبل بالذي نحن فيه، ولا نحن متقدمون لنصبح دولة متقدمة، انفصام داخلي بين الواقع والطموحات.
والإرادة السياسية كلها مشغولة بساس يسوس، وتلعب كما تلعب فرق الدافوري، يتقدمون معاً ويرجعون معاً. وشوية تنسيق وأن يتنازل بعض الكبار لهموم عامة الشعب، قبل أن تصبح كل الجبهات ملتهبة. «ملتهبة من التهاب infection وليس من لهيب».

ليست هناك تعليقات: