الجمعة، 22 يناير 2010

بين استثمارين ( السودان ومصر)

عندما يتقدم غني لبنت حلال من أسرة فقيرة لا يسألون عن أخلاقه او دينه. وفرحتهم بمقدمه تسقط كل الشروط المطلوبة في الزوج , شيء من هذا حدث للاستثمار الأجنبي في بلادنا فما صدق ولاة الأمر بان مستثمرين من الخارج قدموا إليهم.فكانت الاستثمارات الأولى في غاية التساهل عبارة عن شركات نقل ركاب بصات وكانت كافتريات وفنادق،لا نقلل من أهمية ذلك ولكنه ليس أولوية لمليون ميل مربع ( وبعدين مع الميل كيف يختفي من حياتنا ؟ سأتطوع بتحويل الميل المربع الى كيلومتر مربع والله المستعان. لكن بعدها ما نسمع حكاية ميل مربع دي علشان ناس هيئة المواصفات والمقاييس ألغت النظام البريطاني منذ سنتين( الميل المربع 59، 2 كيلو متر مربع أو 259 هكتار بذا نحن في بلاد مساحتها 259 مليون هكتار ) فااااااضية.
وفي مرحلة وسطى جاءت استثمارات الاتصالات والفنادق والبنوك التجارية وكانت استثمارات ضخمة وفوائدها كبيرة جداً ( بالله شركة اتصالات في دولة شعبها يفطر بوش وطلابها وطالباتها يأكلن وجبة واحدة وفي أحسن الحالات وجبتين شركة الاتصالات تباع 1.2 مليار دولار وقالوا ربحت 800 مليون دولار في السنة الاولى).
نعود للاستثمار بعد هذه التخريمات
يقول مستثمر ان الإجراءات في السودان مقارنة بمصر عقيمة لدرجة لا تقارن ففي الوقت الذي فيه الأرض الزراعية في مصر تسلم خلال ساعات الأمر هنا يحتاج لشهور وفي مصر إما أن تكون الأرض تمليكاً او إيجار ولكل شروطه المعروفة حيث تطالب مثلاً 10000 فدان تتطلب 10 أجهزة ري محوري جاهزة للتسليم الفوري وعلى وزارة الزراعة صيانتها وكل ذلك مقابل 10% من الأرباح مقابل الأرض في السنة.ومع هذه الأرض خدمات متكاملة وعمالة جاهزة مجهز لها السكن .وإذا أردت أن تصدر لن يوقفك إلا البحر الأحمر (يعني صفافير ما في ) هدف الاستثمار في مصر مدروس وواضح وتعب عليه رجال أما الاستثمار في بلادنا يحتاج وقفة. وأول ما نسأل عنه ولاة الأمر ماذا ينقصنا من استثمار وفي أي مجال؟ وماذا سنقدم للمستثمر وماذا نريد منه ؟ما لم نجب على هذه الأسئلة وعشرات مثلها فلا نبكي على استثمار وتمتلي العاصمة بالاستثمارات الهامشية وستمتلي مكاتب الدولة بالرسوم التي تذهب حوافز وحاجات فارغة.
جهزوا الارض والخطط قبل المستثمر وبعد التجهيز قد يظهر مستثمرون سودانيون.ونربح مرتين.
من يعيد تخطيط الاستثمار بعلم؟؟؟؟
ماذا نريد؟ واين؟ وكيف ؟ ومتى؟
الوسط الاقتصادي يونيو 2007 م

ليست هناك تعليقات: