الجمعة، 15 يناير 2010

العيد والوادي المتصدّع

كُتب في: 2007-12-25 الصحافة

العيد مبارك عليكم جميعاً
فشلت الأجهزة الحكومية في تحديد مكان وزمان حمى الوادي المتصدّع، ولعمري لهو عجز مؤسف. وأكثر الحلقات فيه إيلاماً هي تلك العينات التي بعثوا بها لخارج الحدود وانتظار النتائج. جامعاتنا أين هي؟ مراكز بحوثنا أين هي؟ وزارة الثروة الحيوانية كيف تريد أن تنافس بثروتنا الحيوانية (عفيناها من السمكية)؟ وإذا كان ما نسمعه صحيحاً إن الثروة الحيوانية (127) مليون رأس، نقول لهذه الرؤوس كان الله في عونك المسؤولون عنك لا يفلحون إلا في ملء الوظائف وعقد المؤتمرات وحين يجد الجد تُحجزي في بورتسودان في انتظار نتائج جنوب أفريقيا!! وتعودين بعد أيام الانتظار جائعة وهزيلة إلى حيث خرجت أو تباعين في طريق العودة بمبلغ زهيد. معليش خرافنا فإنساننا ليس أكرم منك.
اتصل بي صديق مهنئاً بالعيد ويسأل هل ضحيتم قلت: نعم..
استغرب جداً: كيف، أولا تخاف النزفية؟
قلت: سأحكي لك قصة صديقنا الطبيب البنغالي مشتاق الذي جاء للسعودية في مطلع ثمانينيات القرن الماضي من لبنان حيث قضى بلبنان خمس سنوات هي أشد أيام الحرب الأهلية، وسألناه كيف قضيت خمس سنوات في لبنان ولبنان لا نسمع عنها إلا التفجيرات والنيران؟ يومها لم تكن هناك قناة (الجزيرة) ولا قناة (العربية) ولا قناة (الحرة) ولا (cnn). وإذاعة الـ(بي.بي.سي) تسيطر على كل العالم.
قال الدكتور مشتاق وكل هذه السنوات الخمس لم أر ناراً ولم أسمع صوت رصاصة. الإعلام هو الذي يصوّر متراً ملتهباً ويوهمك بأن لبنان كلها نار.
وبنفس هذه الطريقة المشتاقية لم أر شخصاً ينزف ولا حيواناً ينزف، وعندما شاهدت تقرير وزارة الصحة بولاية الجزيرة ليوم في الشهر الماضي كانت الأصفار تملأ مربعاته اللهم إلا من مربع أو مربعين.
مجرّد ملاحظة لم أر عزوفاً في أريافنا من الأضحية ولكني سمعت من كثير ممن يسكنون المدن خوفاً واحجاماً عن الأضحية. ألا تحتاج هذه الظاهرة إلى دراسة علمية؟ وليكن مدخلها التوكل على الله بين الريف والمدن أو حب الدنيا والخوف من الموت بين أهل المدن وأهل الأرياف.
ولكن من كل هذا لنخرج بنتيجة واحدة واجبة العلاج هي ضعفنا العلمي ويجب أن يكون هناك معمل علمي يُرجع إليه في أي وقت ويضج بالعلماء والفنيين وجاهز بل يتقدّم المصائب ويطلعنا قبل أن نسأله.
ويجب أن يكون هناك تنسيق بين الأجهزة الحكومية وزارة الصحة ووزارة الثروة الحيوانية والإعلام ليعطوا حقائق منسجمة. أما إقناع الناس بصورة المتعافي (يملخ) ورك دجاج أو يشرب لبناً فهذا يحتاج لدراسة مسبقة.

ليست هناك تعليقات: