الأربعاء، 27 يناير 2010

الأستاذ علي عثمان والاتحاد الوطني للشباب

قال محدث تابع للأمم المتحدة في مجال المؤسسات التعاونية مرة: في كثير من البلدان لا فرق بين قولك فساد وجمعية تعاونية.
لقد ظلم جمعيات كثيرة بهذا التعميم لا شك
تعجبني هذه الابتكارات ولمثل هذا فليجتمع الناس ومثل هذا يستحق ان يرعاه ويفتتحه نائب رئيس الجمهورية ومسألة عطالة الشباب وانتظار وظائف الدولة الشحيحة (الشحيحة هنا لعدد الوظائف وليس للدولة) فالدولة ما شاء الله قادرة ان تصرف على عشرين مؤتمر لا يودي ولا يجيب في كل شهر ناهيك عن سنة.
رعاية مثل هذه المشاريع هي تحريك للساحة الشبابية وهي تقديم الأنموذج وواجب الدولة ان تتقدم على المجتمع في بعض الامور وبعد ان يتعلم المجتمع او السوق تنسحب الدولة عن الساحة.( وين مع الشركات الحكومية؟؟)
احتفال الاتحاد العام للشباب الوطني بتوزيع معدات وورش، وأندية مشاهدة، ومواتر توزيع غاز بطريقة مبتكرة وسريعة وبالعموم يمكن ان نقول وسائل انتاج تخرج الشباب من دنيا العطالة لدنيا الإنتاج.وهناك معاهد حرفية صغيرة في شكل ورش متحركة استهدفوا بها خلاوي القرآن الكريم حتى لا تخرج فكيا ( جمع فكي) فقط لا مواهب لهم ولا معين لهم. وسترى بعض خلاوي القران السبورة المتحركة والطباشير لأول مرة ولقد ارتبطت الكتابة في هذه الخلاوي بالالواح الخشبية والدواية واقلام البوص.مع اصرار غير مبرر في عصر الكمبيوتر.وليتهم الحقوها برتاين غاز بدلاً عن الحطب ونار التقابة التي لا تنطفي حتى مع وجود الكهرباء. إذا نسي اتحاد الشباب هذه أرجو من الدكتور عبد العظيم مدير عام الغابات ان يلتفت لهذه ويبدا بتزويد الخلاوي التي تستخدم الحطب كتراث او كحاجة حقيقية للإضاءة ان يزودها برتاين غاز. حفاظاً على غاباته وغاباتنا.
افكار جيدة ودرست - في ما احسب - بعناية.
اختيار بعض القرى ومدها باندية مشاهدة خطوة في غاية الروعة إذ ستنتقل ثقافة الجلوس على كرسي ( من القرى ما لا كرسي فيها رغم انتشار البلاستيك) وثقافة مشاهدة التلفزيون المحلي والقنوات الخارجية كل ذلك سيحول ليل هذه القرى الى شيء آخر ( كم انت متباين ايها السودان ناس وين وناس وين!!!).
عموماً يبدو ان الاتحاد العام للشباب قد سلك طرقاً جادة وبدا يتلمس دوره ويعمل لقاعدته ( والرائد لا يكذب اهله)
مزيداً من الرعاية يا سيادة النائب الأول ويبدو أن هذه الجمعية التعاونية قد زالت عنها مقولة خبير الامم المتحدة أعلاه.

الوسط الاقتصادي أغسطس 2007 م

قريباً ( السودان في الخرطوم)

تعددت أسباب النزوح إلى العاصمة وكانت إلى وقت قريب حجة كثير من النازحين إلى الخرطوم التعليم والصحة. ترملت مدن مثل المناقل ورفاعة وكوستي حمل المقتدرون أولادهم وقطنوا الخرطوم بحجة الأولاد .
طبعاً نزوح أهل الشمالية زمنه بعيد وكذلك هجرتهم.
غير أن مبرراً ثالثاً سيدخل إلى مبررات النزوح إلى الخرطوم حيث 70% من اقتصاد السودان في الخرطوم والمبرر الثالث أن ولاية الخرطوم التفتت إلى اثنتين الزراعة بشقيها والتدريب المهني.وقد سمعت الوالي يقول: انه سيجعل من الدجاج طعاماً للفقراء وعامة الناس. وأضيف من عندي كما في كل بلاد الدنيا الدجاج طعام الفقراء إلا بلادنا هذه.وخصصت ولاية الخرطوم لذلك مبلغ 50 مليون ( لا اذكر جنيه وأم دولار. شايفين الحكاية بقت قريبة كيف والجنيه صار جنيه بحق).
وولاية الخرطوم تجعل من النفرة الخضراء واقعاً لا حلماً كما في أماكن أخر هي أحق بالزراعة. ولكني ارتعشت خوفاً حينما ذكر مبالغ الحليب المجفف المستوردة آخر علمي بها كان أننا نستورد لبن بدرة بمبلغ 30 مليون دولار سنويا ولكن والي الخرطوم قال إننا استوردنا العام الماضي لبن بودرة أو حليب مجفف بمبلغ 61 مليون دولار والرقم مرشح للزيادة لسببين ارتفاع الأسعار العالمية للحليب وزيادة الاستهلاك وتوقع أن تصل ورادات الحليب إلى 100 مليون دولار.
لا ادعي خبرة اقتصادية واسعة جداً ولكن لو كنت واليا للخرطوم لأعنت الولايات الكسيحة لتحقيق هذه الأهداف حتى يثبت مواطنيها من النزوح إليه واخص جيران ولاية الخرطوم.
ولكن إذا استمرت ولاية الخرطوم بهذا المنوال من جمال وسعة في الشوارع وكباري ومطارات جدد وجامعات وتدريب مهني فليس على والي الخرطوم إلا أن يجهز خططا سكانية لثلاثين مليون سينزحون للخرطوم للاستمتاع (بجدادها) وحدائقها ومدارسها وجامعاتها ومسارحها.هذا إذا لم ينفصل الجنوب أما إذا انفصل الجنوب فليعد العدة ل(25 مليون) نازح.
خذوا مني فكرة إعانة الولايات الأقل نمواً إما بالعون المباشر وإقامة مثل هذه المشاريع فيها أو بتنقلات الولاة بحيث يعلن كشف تنقلات الولاة كما كان يذاع بالإذاعة كشف تنقلات المعلمين.
اقتراح كسيح يؤسس لعدم المؤسسية وانجازات الأفراد أليس كذلك ؟؟؟

أغسطس 2007 م الوسط الاقتصادي

الرشوة تمحق بركة الزراعة

تقول العرب : (حشفٌ وسوء كيلة) الحشف هو رديء التمر وسوء الكيل نقصه.
لو كان من مزارعي الجزيرة من يحفظ هذا المثل لوجد له مكاناً في تسويق قمح هذه الموسم. لابد من سؤال لماذا لم يستلم كثير من المزارعين حتى كتابة هذه السطور مبالغ قمحهم على قلتها مقارنة بكثير من الذي يُصرف عليه؟ ( حقارة ولا شنو؟ أنا عارف مثل هذه القضايا لا تهم اتحادهم الذي هو في مكان آخر عن همومهم).
القصة وما فيها ليشاركنا عامة القراء أن مساحة كبيرة بمشروع الجزيرة زُرعت قمحاً وقدر الله أن يكون الإنتاج وفيراً لحد كبير ( وذلك لرحمة من الله بان كان موسم الشتاء طويلاً وبارداً والبرودة من متطلبات القمح) فرح المزارعون بالمحصول الذي هو ليس القوت الأساسي لهم.وأعانوا الدولة في تأمين جزء من الأمن الاقتصادي.
التفتوا وبحثوا عن طريقة لتسويق القمح، التكلفة عالية مما جعل سعر القمح لا ينافس المستورد تدخلت الدولة مشكورة والتزمت وزارة المالية بدفع الفرق بحيث يشترى المطحن القمح ب 770 جنيه للطن يدفع المطحن 600 جنيه وتدفع وزارة المالية 170 جنيه فرح المزارعون وشكروا وزارة المالية على واجبها الذي يجعل زراعة القمح في المواسم القادمة جاذبة. (تطير عيشة جاذبة مرة محشورة مع الوحدة مرة مع الزراعة مرة مع ...).
ذاق المزارعون الويل في تسليم القمح للمطحن(س) ( بالمناسبة اسم المطحن مع علم الجبر يحلوك من عدة مشاكل). انتظروا الأيام والليالي يلتحفون الثرى ليسلموا قمحهم للمطحن.
وبدا مسلسل الدفعيات طوابير وانتظار.مرة يصرفون جزء من دعم المالية ومرة يصرفون جزء من الذي على المطحن. ومنهم من صرف كل شيء كاملاً بلا نقصان ولا تأخير.
والطيبون المنتظرون بركة ما زرعوا ليأكلوا حلالاً مازالوا ينتظرون ويبدو أن انتظارهم سيطول كسائر الخير في بلادي.
لا يحدث الفساد إلا من خلل في النفوس وفي بعض مفاصل النظام. لو جهز المشتري ودفع كلما عليه دفعة واحدة لما حدث الذي حدث.ولو كان للزراعة احترام في بلادنا لما كان كل هذا (الاستكرات) للمزارعين. وماذا سيكون حال المحصول القادم؟؟؟؟ من يصدق مشترياً بعد اليوم؟ ولماذا نزرع ولا نعرف لمنتجاتنا أسواقاً.طبعاً للقطن مشتر وحيد عفواً سمسار وحيد يهز بعز عصا الدولة يأمر الناس بأن يزرعوا ويشترى كما يشاء ويبيع كما يشاء ويسدد متى شاء. والويل لمن يترك زراعة القطن أو يحدث الناس عن عدم جدوها.
ما معنى زراعة بلا سوق صادقة؟؟؟؟
لقد صاح المطحن سأشتري سأشترى وصدقوه ولم يفِ ولن يصدقوا مطحناً آخر وليأكل النمر المطحن.


الوسط الاقتصادي أغسطس 2007 م

الفحص السنوي أو التفتيش الشهري

ليس في الامر عجب
شرطة المرور رغم ما تقوم به من جليل اعمال يشهد عليها سكان العاصمة من وقوف في عز الصيف ومنتصف النهار لتسهيل مرور خلق الله ويكبر دورهم يوما بعد يوم مع ازدياد السيارات والتي تدفع مرة وربع المرة من قيمتها لجمهورية السودان في شكل جمارك 124 % لنكون دقيقين قبل أن يخرج علينا اعلام الجمارك ويقول ليس مرة وربع وهذه تعادل 125% ونحن حقيقةً نجمرك السيارات فقط 124%.
وبعد أن تجتاز الجمارك وتدخل عاصمتنا الفتية تطالبها ولاية الخرطوم 1200 جنيه الف وميتين جنيه ( وحتى لا يظن ظان ان هذه قيمة سندوتش فول نقول له بالقديم مليون ومئتا الف) هذا المبلغ فتح خشم علاوة على رسوم أخرى تصل 400 جنيه يعني 1600 جنيه زيادة على الجمارك.وغذا اردت التظليل أو الرقم المميز ستدفع أكثر.
خرمنا كثيراً
نعود لتفتيشنا الشهري هذه العادة الشهرية التي اعتاد عليها اصحاب المركبات العامة تحيرني وتحير أجعص جعيص حجة شرطة المرور فيها أنها تريد أن تتاكد من سلامة المركبات العامة التي تسير على الطرق القومية ولعمري الحيرة في اثنتين هل العربات الخاصة دائماً لا خوف عليها ولا منها فقط المركبات العامة حافلات بصات شاحنات لواري هي الخطرة؟أم المسألة جباية فلوس.
ثم انك فحصت المركبة فحصاً آلياً عند ترخيصها وختم بانها صالحة لمدة سنة ما الذي جعلك توقفها بعد شهر وتطالبها بالتفتيش الشهري وغلا عليها دفع غرامة(وفي الحالتين انا ضائع كما قال فرفور).
وما االذي يمنع عطب مركبة فحصت لسنة وفتشت لشهر من العطب في اليوم الثاني من الشهر المدفوع له التفتيش الشهري؟
اخشى أن يقول لي ناس شرطة المرور انت القلتها خلاص نعمل تفتيش اسبوعي.
وبعد ان ادخل في غيبوبة يقوم كاتب ويقول وماذا يمنع من ان عطب المركبة في بحر الاسبوع ويقوما ناس المرور يقولوا ليهو خلاص نعمل تفتيش يومي كل مركبة لا تمر على التفتيش اليومي لا تتحرك وإلا الغرامة. ويغمى على صاحبي. ويقوم فنطوط يكتب وماذا لو تعطلت في عصر ذلك اليوم. يقوموا ناس المرور يقولوا خلاص نعمل تفتيش على رأس كل ساعة.
وماذا لو تعطلت في الدقيقة 45 طيب نركب شرطي في كل مركبة عامة وعلى صاحب المركبة العامة أن يدفع نفقاته وبهذه الفكرة نضمن سلامة الطريق.
الوسط الاقتصادي أغسطس 2007 م

السبت، 23 يناير 2010

الافتتاح العاشر لسندس

تسعدني المشاريع التنموية وخصوصاً الزراعية وليس ذلك لأني مزارع أصيل فحسب ولد في الجزيرة ولكن لأن الزراعة هي الحياة لحماً ولبناً وخضر وفاكهة.
غير أن افتتاح سندس العاشر قبل يومين لم يفرحني وذلك لعدة أسباب منها فقدان الثقة في هذا المشروع والقائمين عليه وطول الانتظار الذي انتظره الذين ساهموا فيه – انتظار لا أرى له شبيهاً إلا انتظار دفن شارون رئيس إسرائيل السابق الذي هو ليس حياً ولا ميتاً منذ أكثر من سنتين – وكذلك سندس.وقد كتبنا قبل اليوم بعنوان من يحاسب الصافي جعفر؟ وطرحنا من الأسئلة ما طرحنا.وكأني بهم يقولون لا نجيب عليك الا عملياً طبعاً ردوا على الورق رداً متعالياً لا يقنع حتى من قام بصياغته.
سندس لغز بنى الناس عليه آمالاً عراض وحلموا بفلل تتوسط مزرعة كما الريف الانجليزي وفي المزرعة أبقار لها ركن قصي ومحلب تأكل من نعم الله التي حولها ومزرعة دجاج ترفد صاحبها والسوق باللحوم البيضاء وبيض المائدة مودعين مرض القاوت ولهم مفاصل كمفاصل الريبوت الياباني.
وانتظر المساهمون عقد ونصف ودفعوا دولارات لو اشتروها قطع سكنية في أطراف الخرطوم منذ ذلك الحين لصاروا من أغنياء الخرطوم ولبنوا العمارات في السوق المحلي واستمتعوا بإيجاراتها.
خاب فألهم وما عادوا يصدقون ما يقال عنه، مرة حفرت الترعة وبعد سنوات جاءت الطلمبات وبعد سنوات تجريب الطلمبات وهكذا من مخدر لمخدر.
غير ان الجديد الذي دعاني للكتابة أني لم أر الدكتور المتعافي في عدم توافق نفسي مما يقول قدر يوم افتتاح سندس.ومن قوله أنهم سيبدأون في دراسة التربة وأي المحاصيل سيزرعون استجابة لمتطلبات السوق المحلي والعالمي.آآآآآآآلآلآن؟؟ وكأن سندس نزل من السماء أمس ومنذ عقدين تبحلقون فيه وتتحدثون عنه ولا تعلمون ماذا ستزرعون فيه.وفقط الآن ستبدأ الدراسة.ما هذا يا قوم؟
يبدو أن هذا هو المسلسل القادم انتظار دراسات التركيبة المحصولية.
الى اخوتي المغتربين فكوا اجاراتكم وابحثوا عن من يحمل لكم عفشكم فالمدارس جاهزة فقط ينقصها خطاب نقل من مدارس أبناءكم القديمة.والطرق مسفلتة والبيارات محفورة والفلل لا ينقصها الا العفش والتشطيب ديلوكس.
والى الافتتاح القادم نستودعكم رعاية الله.

الوسط الاقتصادي أغسطس 2007 م

افتتاح دواجن بحري الجزيرة!!!!!!!

تم ضحى يوم الجمعة ‏10‏/08‏/2007 افتتاح دواجن بحري الجزيرة وهي مزرعة مساحتها 911 فدان ولها عدة عقود تعلو وتهبط وقد كانت في شراكة بين الإمارات العربية المتحدة والسودان.ويبدو أن مستثمراً جديداً دخل شريكاً ثالثاً وأيقظها من نومها العميق.
ليس هذا كل الخبر. لكن كيف تم الافتتاح هو الخبر. افتتحها نائب رئيس الجمهورية الأستاذ أو الأخ علي عثمان محمد طه – شخصياً – وجُمعت لذلك الحشود من المنطقة أطفال وطلاب مدارس. ومجندي خدمة وطنية على الشاحنات التي تصدر المواشي أيام الحج ومنعوا من النزول (هذا المنع خاص بطلاب الخدمة الوطنية ).ولفيف من المواطنين المتخصصين في المشاركة الجماهيرية هذا إذا لم أقسو عليهم وأقول مدمني اللملمة.
حدثني في صبيحة نفس اليوم صديق عزيز قال أراد الرئيس - السابق – نميري زيارة مصنع سكر سنار تجمع الموظفون والعمال لاستقبال الرئيس. حضر مدير المشروع وطلب منهم الانصراف إلى مواقع عملهم جميعاً وبقي هو ونائبه فقط في استقبال الرئيس وحضر الرئيس وطاف به المدير المصنع وطاف به على لاندروفر كل الغيط وجاء به عصراً.
من رتب لهذا الافتتاح؟
ومن طلب أن يجمع الأطفال؟
وماذا يستفيد الأخ نائب الرئيس من جموع الأطفال؟
أجزم انه لم يُشاور في كيفية الاحتفال وإلا لرفض أن تتجمع الجموع في انتظاره لثلاث ساعات وهم في هذه السن.أما ما صُرف على ترحيل هذه الجموع لو صرف على مدارسهم لكان خيراً باقٍ.
أعود ربما الحياء السوداني منع الأخ النائب في مناقشة الافتتاح وكيفيته.
إذ المشروع ليس مشروعاً يستحق أن يفتتحه نائب رئيس الجمهورية ونسأل هل لنا برتوكولات مكتوبة تحدد من يفتتح ماذا؟ إذا كان نائب رئيس الجمهورية يفتتح مزرعة دواجن من يفتتح مشاريع الذهب بألوانه الأسود والأصفر ولا نسأل عن ذهبٍ أبيض رحمه الله.
إلى متى ستستمر هذه الصيوانات والمايكرفونات وذنب هؤلاء العطشى والجوعى الصغار على من؟ وهل نوقشت ميزانية حشد وروجعت أشك في ذلك!!!
أخي النائب الأول عفواً مثل هذه المشاريع لا احسب أنها تحتاج لنائب رئيس هذا وإن كان ولا بد مرورك عليها كان يمكن أن يكون زيارة خاطفة برفقة عدد قليل من المسئولين.
أخيراً هل لأهل المنطقة نصيب في هذا الدجاج أم كله للخرطوم ؟؟
الوسط الاقتصادي أغسطس 2007 م

الجمعة، 22 يناير 2010

دعـم شـرطة

العين الساهرة.
وشعارها عين ولا غنى للمواطن عنها إن كانت شرطة مرور أو دفاع مدني أو نجدة أو مكافحة الشغب حتى شرطة الحياة البرية لها أصدقاء ( أتوقع أن يكون الدكتور محمد عبد الله الريح أولهم ) وشرطة الجمارك بالمناسبة هذه الشرطة تابعة لوزارة الداخلية أم وزارة المالية؟ صراحة إني في شوق لإجابة هذا السؤال.
هذه القوات نحترمها جداً ونكتب عنها كثيراً لأنها في حياتنا مثل الملح لا نذوق طعاماً دونه.
ومن فرط أهميتها في الدولة هي والقوات المسلحة لا يسأل مجلس تشريعي أو برلمان عن ميزانيتها – والله اعلم – ونجد كل الحكومات تصرف عليها صرف غني على ابنه الوحيد أو بنته الوحيدة.ولصعوبة عواقب عدم الدفع لهما بسخاء لا يتردد كائن من كان في أن يحجم عن توقيع ميزانياتها.
بعد كل هذا الإقرار بأهميتها والإقرار بالدفع موافقتنا لها في كثير ما تقوم به نريد أن نتعجب من ورقة اسمها دعم شرطة بيضاء ناصع لونها لا تسر الناظرين.
لماذا يدفع المواطن دعماًً للشرطة؟؟؟
هل أهميتها تجعلها تتعدى القواعد والحدود وتفرض دعماً تحدده بنفسها بدون مجلس تشريعي ولا رقيب ولا حسيب وأين يصب هذا الدعم بالأوراق البيضاء؟؟
المجالس البلدية أو المحليات عندما تفرض دعماً لخدمة معينة تتحصله باورنيك 15 المالي المعترف به ولا تفرضه إلا بعد نقاش طويل وتعديلات ومراعاة للواقع.كل هذا لا يحدث في دعم الشرطة الذي تفرضه على كثير من خدماتها مثل ترخيص المركبات واستخراج الجوازات والجنسيات والبطاقات وتجديد كل واحدة منها كل هذه البنود فيها دعم شرطة بورقة بيضاء لا علم لوزارة المالية ولا المراجع العام ولا المراجع الخاص به.
ثم ثانيا ما ينفق على هذه الوزارات الدفاع والداخلية اليس هو من المواطن ولكن بعد ان يمر على وزارة المالية لتقننه وتعرف اين ذهب على الاقل على الورق؟
صراحة أسأل ماذا لو فرضت كل جهة دعماً معتمدةً هذا المنطق؟ تفرض وزارة التربية دعم مدرسين. وتفرض وزارة الصحة دعم اطباء وممرضين وهاك يا سلسلة تطول ولا تقصر.
ثم ماذا بعد هل سنظل كل يوم نخرج خللا ونناقشه في حياتنا؟ أم الاوفق ان تراجع الدولة عبأها على مواطنها وتحاول رفع المعاناة عن الجماهير ؟؟( عبارة من عهد مايو شهيرة).
لنكون دولة محترمة يجب ان نبدأ التأسيس لاقتصاد يعرف المواطن ماذا سيدفع في سنتة كلها وأين؟ومتى؟؟ وعلناً وليس تحت أوراق بيضاء الله اعلم كم طبع منها وكم عاد بعد الطبع وكم خرج ولم يعد حتى الآن أوصافه كالاتي..................

الوسط الاقتصادي أغسطس 2007 م

مزرعة نعام بولاية الجزيرة!!!!!

في أخبار الأربعاء الصباحية من إذاعة ود مدني أن ورشةً لزراعة النعام بصورة اقتصادية قد قامت , وإن ورقة قد أُعدت ووالياً قد حضر وسمعته يثني على ما سمع ودخل في التنفيذ مباشرةً واقتطع 250 فدان للمزرعة ومليار جنيه ( طبعاً قديم) لإقامة المشروع وسيعين في القريب العاجل مديراً للمشروع.
نسي الوالي أو معدو الورشة شيئاً مهما لم يسموها نفرة ولم يطلقوا عليها لوناً لذلك أتبرع لهم بالاسم واللون .دعونا نسميها النفرة الرمادية أو النفرة الغبشاء وهذا من لون النعامة طبعاً.
تأتي هذه النفرة بعد النفرة الخضراء، والنفرة البيضاء،والنفرة الحمراء.وكما تعلم عزيزي القاري أن الدولة بعد أن رفعت هذه الشعارات الأولى الخضراء للزراعة والبيضاء للبن والحمراء للحوم.بعد انتهت كل واحدة من هذه النفرات – على طريقة أنصار السنة – ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن.
ها هي ولاية الجزيرة وجدت لونا لنفرة أخرى.النعام بيضاً ولحما!!!
والله لا أريد ان ابخس الناس أشياءهم ولم احضر الورشة وقطعا قُدم فيها كلام علمي اقنع الوالي وفعل ما فعل من ارض ومال.لكن من يحدد الأولويات؟ ومن يضع الخطط ؟
أغنامنا وابقارنا لا مكان لها في خرط الولاية نشتري اللبن مثلنا مثل سكان المدن والذي يملك القطيع لا يعرف اين يبيع لبنه واللبن في شمال الجزيرة بسعر الخرطوم وفي جنوب الجزيرة يسقونه للعجول إذ لا سوق له ويتصدقون به بعد أن تشبع كدايسهم .اللحوم في الجزيرة التي يفترض أن تشبع السودان لحما وتصدر الفائض سعر كيلو اللحم فيها 15 جنيه ومرة ونصف سعره في السعودية ( متناسين الفرق في الأجور).
وبرضو مزرعة نعام !!!
كل رجائي أن تكون استصحبت الورشة مشاكل التسويق ومشاكل التصدير التي أولها الصفافير والجبايات.وبعدين ماذا يصدر نعام حي؟ أم ريش؟ أم بيض؟
كان الشيخ عبد المجيد الزنداني يحاضر عن الأجنة فقال له احدهم يا شيخ اتركنا من الأجنة التي في بطون أمهاتها هؤلاء قومك اليمنيون يمشون على الأرض وهم أحق بدعوتك من الحديث في مدن النفط عن الأجنة وإعجازها.
فيا والي الجزيرة الخراف قبل النعام والأبقار قبل النعام وإدخال الحيوان في الدورة الزراعية قبل النعام.وبعد أن نأكل لحوما بخمس قروش ونضحي بخمسين جنيه ونشرب اللبن طوال النهار بعدها ابدأ مشوار النعام.
ورغم كل الذي قلت أتقدم بطلب شراء أول مخدة ريش نعام لأنام طوييييييييلاً.


الوسط الاقتصادي أغسطس 2007 م

الخدمة الوطنية وعذاب خلق الله

( اللهم لا تدخلني الفردوس لو كانت لها علاقة بحي فردوس الخرطوم) عادل الباز
( اللهم أسالك أن لا أتخرج والخدمة الوطنية هذا حالها) طالب جامعي.
كتبنا قبل اليوم ( 11/6/2006 م) عن الخدمة الوطنية وذكرنا بعض مآخذنا عليها.دعونا واخبرونا وفرجونا على ما يبذلون من جهد في تطوير الأداء الإداري المرتبط بالطلاب على وجه الخصوص يومها رأينا بداية شبكة ومعلومات سهلة التناول.قلنا الحمد لله ستفرج ولن يتعذب أولادنا وبناتنا من شباك لشباك.وكنت احسب ان سيتبع الشبكة إفادات عبر شبكة الانترنت كما بدأت كثير من مؤسسات الدولة تفعل لتقلل من كثرة التنقل من والى الخرطوم من مدن السودان البعيدة . وقلت بالحرف الواحد يوم كتبت عن رقي تعامل وزارة الصحة مع الأطباء عبر النت لا يعقل أن يأتي طبيب من كسلا أو المناقل ليسال الكورس متين أو التوزيع متين.كل هذا صار الأطباء يتلقونه في ثوان من الانترنت. ولا نظلم وزارة التربية والتعليم التي عرضت النتيجة على الشبكة وعرف 50 % من طلاب السودان نتيجتهم في ربع الساعة الأول.
وانتظرنا تطور الخدمة الوطنية، وقادتني قدماي في يوم عسر إلى شارع واحد وستين حيث يتجمع طلاب وطالبات السودان (لا حظ السودان) لأغراض شتى التجنيد ،التأجيل، خلو الطرف، وأشياء لست على علم بتفاصيلها.
المنتظرون من المرافقين أعدت لهم صالة ،من فوقهم سقف من حديد زنك وتنفث لهم المكيفات هواءها الساخن وأمامهم السيارات بعوادمها وركشات بأصواتها المقذذة وعوادمها النتنة.صراحة من أراد أن يسلق بيضا فعليه وضعه في صالة منتظري الخدمة الوطنية ويوفر الغاز.
قلت لا علاقة لهم بالمنتظرين لنرى بالداخل أصحاب الشأن.دخلت بعد أن مررت على حاجزين مدني وعسكري ويا لهول ما رأيت رمي جمرات، طواف إفاضة، نفرة عرفة، كل هذه الصور استدعيتها وأنا أشاهد جموع الشباب في النوافذ وعلى الكراسي والواقفين.
ترى كل ذلك لماذا لأن هناك أشياء مركزية لا تستخرج إلا من الخرطوم.تخيل طالب يأتي من نيالا او الأبيض او بورتسودان لان خلو الطرف مركزي.
قلت لمحدثي لا يقبل عقلي ما أرى إلا اذا كانت هذه الوراق لا يوقع عليها إلا رتبة المشير او الفريق أول وفيما دون ذلك يمكن أن نجد رتبة تقوم بالغرض في كل ولاية هذا إذا لم تقدم من خلال الانترنت ( عبيط أنت من خلال الانترنت والرسوم تمش وين؟؟؟)
ما دامت هذه الجبايات قائمة في معظم مرافق الدولة لن يهنأ مواطن بخدمة ولا تطور.
أقول قولي هذا واستغفر الله إن كنت ظلمت أحدا.ولكن إعادة النظر في أمر إدارة الخدمة الوطنية صار لازماً.

الوسط الاقتصادي أغسطس 2007 م

سؤال لبنك السودان

بعد أن انتهت ،أو كادت، عملية استبدال العملة بهذه السلاسة وهذا الهدوء الرائع الذي لم يعكر صفو أحد، على عكس ما تم في مطلع التسعينات. لا نملك إلا أن نحي ونشيد بهذا العمل الرائع ،رغم المبالغ التي صرفت عليه ونحن أحوج ما نكون اليها في بناء المدارس وحفر الآبار ودواء البلهارسيا والملاريا.لكننا نقبلها إذا كانت مهرا لوقف الحرب التي لن يربحها احد.والتي عطلتنا خمسين عاماً هي السياسيون الأنانيون.
(بلاش سياسة نخش في موضوعنا علشان ما يقوم واحد يمسك الكلمة والواحدة ويترك لب الموضوع).
بنك السودان بعد عملية التبديل امتلك بيانات كبيرة أين الكتلة النقدية في أي مكان الكتلة النقدية خارج النظام المصرفي؟ وغداً سيبحث ما سبب ذلك وسيوجه بفتح فروع مصارف في تلك الاماكن.
غير ان الذي ابحث عنه اجابة لسؤال واحد اجابت عليه عملية استبدال التسعينات وهو في ذلك الاستبدال كان نصيب الخرطوم 70 % من العملة السودانية وكل فيافي السودان الباقية فيها 30% لذلك هرول كل السودان الى حيث تمركز النقد السوداني.ولو جلس لهذه المعلومة نفر من علماء الاقتصاد ونفذ التنفيذيون ما وصلوا اليه بتجرد لما حدث الذي حدث لا في دارفور ولا في شرق السودان ولا في ولاية الجزيرة ولا في الشمالية.
والآن نسأل بنك السودان كم في الخرطوم من النقد السوداني؟ فوق ال 70% أم دونها؟ وأخشى ان يكون فوقها وهو مما يبدو لرجل عادي مثلي .وهذه المرة إن وجدنا الإجابة للسؤال - واحسب أن بنك السودان من الجهات العاقلة في هذه الدولة – يجب أن يبدأ اقتصاديو بلادي بمراجعة الخريطة الاقتصادية والبحث في إخراج المال من الخرطوم وسيتبع إخراج المال من الخرطوم أناس كثيرون جاءوا يبحثون عنه وتركوا الزرع والضرع وصاروا باعة في الشوارع أو متسولين.
وبعد هذا كل خوفي أن يسألني من اشترى كروسيدا وعندما صححه صاحبه أنها كريسيدا وليست كروسيدا قال له انتو انطقوها ونحن بنركبا .
أخشى أن يسألني سائل بعد كل هذه الفصاحة كم استبدلت من النقود؟
وستكون إجابتي خصر الأرقام الواقف بين الأعداد السالبة والأعداد والموجبة.

الوسط الاقتصادي أغسطس 2007 م

القطن ( بتـق)

عمر مشروع الجزيرة فوق الثمانين. ومنذ ميلادي ومعرفتي بسماع الإذاعات ما سمعت ما اسمعه هذه الأيام .في إذاعة ولاية الجزيرة مدني فقرة درامية هدفها تشجيع الناس لزراعة القطن.ولعمري هذا شيء عجيب يبعث علامات تعجب.
لماذا لجأت جهات بعينها للدراما لحث المزارعين لزراعة القطن.وهل المزارع في حاجة لهذه الدراما والدرامات أمامه ما تديك الدرب.
هل في الأمر جديد؟
رب قائل نعم هناك إحجام كبير عن زراعة القطن ؟ لماذا وهؤلاء الناس يزرعون القطن منذ 1911 ما الجديد؟ لماذا ترك المزارع زراعة القطن وان هو زرعه جهلاً منه بحرية قد نالها مع قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005 تتيح لفرصة زراعة ما يريد وقت ما يريد؟
ما الخبر هل هو نكاية في جهات بعينها مستفيدة من القطن؟ هل المزارع غير مستفيد لدرجة هجر زراعة القطن.
هذه الجهات تريد المزارع ليزرع القطن فهي لا تشاركه الخسائر كل همهما مجموع الأفدنة المزروعة.400 ألف فدان وبذلك تحسب كل جه عائدها من القطن


الري والادارة 30 ،الرش الأرضي = 45 الرش الجوي 175 الحرث=25 السماد = 64 التقاوى= 100 اللقيط = حسب الإنتاج المجموع 439 جنيه واجبة السداد متى ما أخذ المزارع البذرة وسجل اسمه في كشوفات زارعي القطن. هذا بالإضافة للسمسار كان يأخذ 2% الآن أصبح مشترياً يدفع متى يشاء لا يحاسبه احد فهو البائع والمشتري وممثل المزارعين.
هؤلاء المستفيدون الحقيقيون من القطن وليس المزارع الذي عليه ان يدفع كل هذا ان هو انتج او لم ينتج وزيادة على ذلك لقيط بواقع 30 جنيه للجوال وشخبطتة الكركعوب ( لن اشرح ) ٍوبلهارسيا. وبعد كل ذلك يستلم ما تبقى له من سعر بيع القطن بعد شهور عديدة والويل له إن سال أين حقي!!
لكل ذلك رأى المزارع عدم استفادته من القطن وفضل غيره من المحاصيل رغم رداءة التسويق لكن ليس هناك الكثير واجب السداد فقط رسوم الماء والإدارة 30 جنيه تزيد ولا تنقص.
بقي ان نشرح معنى كلمة( بتق) بعض النباتات بعد حصدها تنبت مرة أخرى ويقال لها بالعامية بتقت. وقطن السنة الماضية مازالت سيقانه في مكانها لأن المزارع نفسه مقفولة من قلة عائد القطن وعدم صرف مستحاقاته الباقية في موعدها لذلك تركه مكانه ومع أمطار هذه الأيام القطن بتق تاني.لذا لا داعي لزراعة القطن بس يحاسبوا مين؟؟؟؟؟

الوسط الاقتصادي أغسطس 2007 م

لا يمتثلون حتى للمحكمة الدستورية

يوم كتبت عن قرار مجلس الوزراء بخصوص نقاط الطريق الذي راح شمار في مرقة كنت احسب انه بقي لوقف هذه النقاط سلوك الطرق القانونية لإيقافها ولكني فجعت وفزعت يوم رأيت هذا الملف وهذه المكاتبات التي دارت بين وزارة العدل والمحكمة الدستورية ورئاسة الشرطة وملخصها كالآتي:-
1 - وزارة العدل تفتي بعدم دستورية نقاط تحصيل الرسوم من البصات والحافلات السفرية وترسل فتواها لرئيس الإدارة القانونية لولاية الخرطوم بتاريخ 30/9/2000 م .
2 - خطاب من مدير عام الشرطة إلى مدير الإدارة العامة للمرور ومدير شرطة الخرطوم موضوعه (الرسوم الولائية على وسائل النقل عبر الولايات) والخاص بإيقاف تحصيل الرسوم بواسطة أفراد الشرطة بتاريخ 6/2/2003 م .
3 - وزارة العدل المحامي العام يطلب من رئيس الإدارة القانونية بالولاية تفعيل الفتوى والخاصة بعدم فرض رسوم عبور وان بعض الولايات لا تتقيد بهذه الفتوى.عليه يرجى التكرم بالعمل بما جاء في هذه الفتوى ومتابعة تنفيذها باستمرار بتاريخ 16/1/2003 م
4 - المحكمة الدستورية:اتحاد غرف النقل ضد ولاية البحر الأحمر وأخريات موضوعه فرض رسوم على وسائط النقل وفقا لقرار مجلس الوزراء الصادر 21/9/1996 م والقاضي بعدم فرض الرسوم .قررت المحكمة الدستورية وقف التحصيل موضع الطعن وإعادة كل ما تحصلوا عليه من تاريخ رفع الدعوى 5/7/2004 م وحتى تاريخ استلام الأمر إلى مجلس الوزراء - ونفاد( هل أفادكم احد).
5- وزارة العدل المحامي العام ولاية البحر الأحمر وأخريات أحيل إليكم أمر المحكمة الدستورية القاضي بعدم تحصيل أي رسوم موضوع الطعن المقدم من الطاعنين أعلاه وإعادة ما تم تحصيله من تاريخ رفع الدعوى 5/7/2004
وبعد كل هذا العمل القانوني من أعلى جهاز ومازالت النقاط قائمة ولم يتحرك أحد.
أين الخلل؟ وما هذه الجهات التي تمد لسانها بكل استخفاف لأعلى سلطة قانونية ؟
وكيف تنفذ القوانين في بلادنا؟ ومن يقف على تنفيذها؟ وما عقوبة من لم ينفذ ؟ وما هي هذه الجهات التي مازالت تسرح وتمرح . ولكن لم يخبرنا احد بأين تصب هذه الأموال التي تجبى بغير اورنيك( 15) تسويات مرور + رسوم طرق وكباري الخرطوم).وهي مليارات وليست ملايين.يبدو - والله اعلم - )أن هذه الحكومة في برج عالي ولا تعرف ولا تريد أن تعرف ما يدور على الأرض بل لا يريدوا أن يسمعوا بهذه الصغائر فهم في مواضيع اكبر من ذلك أمريكا ، ابوجا ، خليل ، عبد الواحد ، أمري ، عبري.لنترك الحكومة التي إذا سارت في الطرقات في عربات مظللة ومكيفة لا تسأل ولا تعكر صفو وبرودة السيارة ودخول الهواء الساخن من جراء الوقوف والسؤال عما يجري بطرقاتنا.ونحيل السؤال لهذه الأجهزة القانونية وزارة العدل والمحكمة الدستورية كيف تقف على تنفيذ قراراتها؟ وماهي دورة القرار فيها حكما وتنفيذاً ؟ أسال الله أن لا تكون تترك تنفيذ قراراتها لجهات هي المستفيد الأول من هذه الجبابات التي أفقدت الدولة احترامها.
الغريب في الامر ان هذه النقطة الخاصة برسوم طرق وكباري ولايةالخرطوم لا تموت ابداً مثلها مثل الكلب لها سبع ارواح كلما ازاحوها من مكان وجدتها في مكان آخر.
الوسط الاقتصادي أغسطس 2007 م

الإذاعة السودانية وتكريس التخلف

البحث عن الجديد سمة العصر والتطور أو الانقراض شعار معروف على الاقل في دنيا الحيوانات.والمواكبة أو ذيل القائمة كما في الدول.
الإذاعة السودانية من رواد عواصم الوحدة السودانية قبل ال (اف ام) وبعدها فهي الأكثر انتشاراً وهي الأسهل تشغيلاً وهي التي لا تحتاج إلا لحاسة واحدة.
وفوق ذلك كله لها من ذوي الخبرات مما يجعلها فوق كل نقد. ولها من الزمن أريحه بحيث لن يقول لك مذيع:بالله لو سمحت في ربع دقيقة قل لنا متى ستخرج القوات الأجنبية من العراق ولماذا؟ كما يفعل مذيعو برامج بعض القنوات الذين يحسبون زمن القناة بالثانية.
اما مذيعو إذاعتنا فبالهم أوسع من مساحات بلادنا البكر.
بعد هذه المقدمة التي سنختلف في فائدتها وطولها نعود لعنواننا اعلاه.
في الإذاعة نشرة يومية بأسعار الخضر والفاكهة يقدمها مقدم اسمه الشيخ هذا الرجل يجهد نفسه في جمع معلومات الخضر والفاكهة على طول وعرض السودان ويقدم معلوماته ( المفيدة) بسرعة متوسطة ففي نشرته التي لا يزيد زمنها عن خمس دقائق يعطيكك اسعار الطماطم والعجور والكوسا والفجل والبطيخ والتبش في عشرات المدن. ويريك المعدوم في سوق الخرطوم.
غير أني أعيب عليه بعض الأشياء أولها الوحدات المستخدمة فهي تكريس لوحدات العصور الوسطى والتي يجب أن تنمحي من الوجود.
يحدث عن جوز الصفائح، وجوز الشولات ، واردب البصل ، جوز الطماطم في مدني بكذا وفي الأبيض بكذا وفي عطبرة معدومة.
شكرا المعلومة مفيدة ولكن وحدتها متخلفة وشوال العجور كوحدة فضيحة وصار بيننا من الأجانب ما لا يعرف إلا الكيلوجرام وحدةً للوزن واللتر وحدة للسعة والمتر وحدة للطول ووراء كل واحدة من هذه مضاعفاتها وأجزاؤها.
بالله إذا افترضنا أن صينيا يعرف العربية كيف يستفيد من معلومة جوز شوالات التبش 4 جنيهات؟ كم مفردة من هذه تحتاج لشرح؟
على الإذاعة أن تكون رائدة نهضة وتطور وتسحب المجتمع إلى أعلى بدلاً من تجاري المجتمع في تخلفه .
ثم أخيراً أين الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس مما يجري في اسواقنا؟ اراضيةٌ هي بالذي يجري في اسواقنا وكاننا في القرن قبل الماضي (جوز صفائح الطماطم وشوال العجور وارب البصل ) ما هذا يا مواصفات؟

الوسط الاقتصادي يوليو 2007 م

آهٍ من الضرائب آه

لماذا الضرائب مغضوب عليها من علٍ ومن أسفل؟
لماذا الضرائب متخلفة؟ ومتهمة بالظلم؟
لماذا الضرائب رغم كل تكنولوجيا العصر متخلفة ولا تذب عن نفسها التهم؟
هل ينوم موظف الضرائب مرتاح الضمير؟
لا يهمني تبديل أمين عام الضرائب. نفس الاسطوانة كل أمين عام يجد واقعاً رديئاً يحاول الإصلاح أو التصحيح ، في فترة الإصلاح أو التصحيح يكون آخرون في انتظار تحقيق الربط بحق أو باطل لا يهمهم يريدون الربط ولو من رجل واحد هذا لا يهم فقط ما بنوا عليه ميزانيتهم يجب أن يأتي. من أين ؟هذا ليس شأنهم.
مكاتب الضرائب بالأقاليم لا تكلف نفسها في توسعة المظلة الضريبية - كما يقولون - كل ما تفعله أن لها قائمة بأسماء تنقص ولا تزيد وكلما زادت عليهم وزارة المالية الاتحادية أو الولاية زادوا هذه الأسماء تقديرات. وهذه الأسماء الموجودة عندهم لأي سبب لقربها من المكتب أو لسهولة الوصول إليها فهي دائما تدفع ثمن التقديرات الجزافية غير المدروسة وتحقيق الرب.
والأعجب أنهم يعطونك إقراراً إن أنت ملأته لم يقرأوه وإن هم قرأوه لم يصدقوه وإن لم تملأه غرموك.وبعد أن يضع المفتش الميداني تقديراته تذهب لمدير المكتب ليضاعفها وإن أنت استأنفت سألوك سؤال نكير ورفضوا بعد ذلك استئنافك.
هذا كله تقدير والتقدير ظلمه اقرب من صحته خصوصا في حالة الضرائب هذه.
متى يصبر أهل الشأن على خطة تضع الضرائب موضعاً لا يظلم فيه احد، الكل يعرف ما له وما عليه. ويدفعها المواطن في طيب خاطر بدلاً من أن يدفعها وهو رافع يديه للسماء بدعوة ليس بينها وبين الله حجاب.
ثم اخيراً هل نعتب على من يصفنا بالكسل وهل هناك كسل أكثر من كسل الضرائب في جمع المعلومات الصحيحة والتقديرات الصحيحة والبرامج الصحيحة؟
هذا بعض مما عايشته في هذا الأسبوع ويبدو أن من أسبابه بعض ما كتبنا عن الضرائب في يوم من الأيام كل رائح يوصي قادماً عليك به فقد كتب كذا وكذا والله اعلم.وسندفع الضريبة وضريبة الكتابة من أجل قولة حق نلقى الله بها.ولنا خيار واحد بعد رفض الاستئناف هو إغلاق المحل.
ويبدو أننا سندفع ضريبة عن كل ساكن للقصر جديد.
ولتهنأ خزينتنا العامة بالمال المغصوب ولتتذكر ماذا فعلت الجبايات والظلم بما سبقها من ممالك.
الوسط الاقتصادي يوليو 2007 م

مستشفى الخرطوم (كلامات)

هذا الصرح مستشفى الخرطوم القديم وامتداداته مثير للنقاش من حانق عليه حتى الثمالة لما يسببه لوسط الخرطوم من إزعاج، لهؤلاء نضرب مثلاً بالمتعافي (أي متعافي لا يمكن أن يتعاطف مع مستشفى) ولكن المرضى هم الذين يسالون عن المستشفى.ويوم قال المتعافي قولته في مستشفى الخرطوم كتب أحد كُبار الصحفيين تحت عنوان ( مستشفى الخرطوم لا لا لا ) وعدد من الأسباب التي توجب بقاء المستشفى ومن تلك الأسباب أن الإمبراطور هيلاسيلاسى أثنى على مستشفى الخرطوم عندما زاره في ستينات القرن الماضي. واشهد على نفسي بأني كتبت رداً على الكاتب الكبير ( كبير لكن ما طويل) وقلت لو كان لي من الأمر شيء لسويت بمستشفى الخرطوم الأرض لسعة فنائه و كثرة (الكدايس ) الحايمة فيه أعني الكديسة الحقيقية لا المجاز أي القطط. لو كان لي أمره لحصرت مبانيه في ركن من أركانه ببناية من عدة طوابق لا يدخلها حتى الهواء ناهيك القطط.
وأخرى:-
في زيارة لمركز السلام للقلب ذلك الصرح الحديث الذي لا يدخله لا غبار ولا هواء - لا يدخله إلا مرضى القلب وبالمجان – في تلك الزيارة برفقة الوزير كمال عبد اللطيف عقدنا مقارنة بين المستشفيين مستشفى القرن العشرين الخرطوم ومستشفى القرن الواحد والعشرين سوبا ولم نجد رابطاً بينها إلا المرضى والأطباء.

زرت مستشفى الخرطوم الجمعة الماضية ورأيت العجب ثورة إصلاح هائلة جدران، أبواب، شبابيك ،أسرة، دهانات كلها نالت نصيبها من التحديث وغيرت رأيي في تسوية المستشفى بالأرض ،وتذكرت مثلاً دارجاً ( كان سِلم العود اللحم بعود). وفوق ذلك رأيت إعلانات لدورات وترقية عمل داخلي وأخرى تتحدث عن الجودة. وأسماء الغرف على لوحات جميلة.
يعني أي شيء غلط يمكن أن يجلس له عقلاء ويصححونه إذا وجدت العزيمة والنية الصادقة والشعور بالواجب.
ولنا أن نقول لا بديل (للفقراء) لمستشفى الخرطوم إلا مستشفى الخرطوم يحضرون مريضهم ويتحلقون ويفترشون النجيلة ويدخل على المريض عشرة ويخرج منه عشرون هذا يحمل حلوى وذاك يحمل عموداً وآخر صابوناً.
غير أن دورات المياه مازالت تحتاج المزيد من الصيانة والعناية والزيادة أكرر الزيادةويجب أن لا نحسب سعتها بعدد الأسرة ولكن بالمرافقين والزائرين.
لمدير مستشفى الخرطوم الجديد والذي سمعت أنه الدكتور كمال عبد القادر صاحب القلم الذي كان يعزف به (كلامات) ويشبعنا ضحكاً.كمال من ابناء الجزيرة وهذه الجزيرة كالغيث أينما نزل نفع. بالله يا كمال بعد تخلص من مستشفى الخرطوم ادخل الجزيرة الحصاحيصا مدني أبو عشر اللي عجبك.كتر خيرك.
بلا كتابة بلا سخرية do something .


الوسط الاقتصادي يوليو 2007 م

ميناء بشائر الثاني بالبارد

هل العيب فينا أم في إعلامنا؟
هل أصبحنا دولة نفطية لا يثير شعبها افتتاح ميناء بترول؟
هل نسي الناس صفوف البنزين وندرة المواد البترولية؟
هل شغلت الناس السياسة من اجل السياسة؟
هل فقد المواطن الحس القومي لهذه الدرجة؟
هل المعادة السياسية ألجمت الألسن والأقلام حتى لم يدلقوا حبر قلم في حدث مثل هذا؟
هل من الصحفيين من لا يكتب إلا إذا كان ضمن الوفد المشارك؟
بعد هذه (الهلهلات والهلاهل ) لم يجد افتتاح ميناء بشائر الثاني ما يستحقه من الإعلام – حسب متابعتي المتواضعة – ولو قارنا افتتاح بشائر ببشائر الأول أو المصفاة الأولى نجد الفرق كبير جداً في التغطية الاعلامية والاهتمام.
((وأوضح د.عوض احمد الجاز وزيرالطاقة والتعدين أن هذا اليوم يعد من ايام البترول السوداني الخالدات وان مسيرة البترول التي بدأت لن تتوقف ابدا وفاءا لأهل السودان وعبر عن شكره وتقديره لابناء السودان الذين حققوا هذا الانجاز الكبير وكذلك الشركات والدول التي تعاونت مع السودان في استخراج البترول وقد تم تنفيذ الميناء بواسطة وزارة الطاقة والتعدين وشركة بترودار لعمليات البترول بتكلفة ملياري دولار لتصدير البترول المنتج من مربعي 3- 7 من ولايتي اعالي النيل والنيل الأبيض ).
انجاز بهذا الحجم وبأيدي سودانية لماذا لم يبادله السودانيون الفرحة؟
يقول بعض الناس ( يا أخي البترول الأول شفنا منو شنو؟ ومشى وين؟) سؤالان يجب أن يجاب عليهما بوضوح. لا ينكر أحد أن حال السودان ليس مثل حاله قبل البترول.ولا يتصور أحد كيف ستكون حالنا و البترول وبأسعاره العالمية الحالية 70 دولاراً للبرميل هل بمقدورنا استيراده؟
كل هذه الأسئلة والأجوبة تثلج صدور القائمين على الأمر ويحق لهم أن يفرحوا بما قدموا ولا ينكره إلا مكابر أو معارض لم يدخل القصر أو هو في انتظار دخول القصر .
قطعا بترتيب للأوليات قليل كان سيكون المردود أكبر من الواقع بكثير.ولو لا أن كثير من واضعي الخطط لهثوا وراء العائد الأسرع حسياً ومعنوياً ومادياً لكان هذا السودان شيء آخر.
ونقول هسه ما فات شيء ( الجفلن خلهن اقرع الجايات) وجهوا خير هذا النفط للزراعة وبدراسة علمية لنرى السودان أخضراً كالسجادة ونردد (غنمي ترعى طول اليوم وسط المرعى)
ومرحبا ميناء بشائر الثاني في منظومة البترول السوداني لنا ولمن بعدنا من الأجيال.
ومراجعة لكيف يسير إعلامنا وما الملل وما الجاذب أمر صار هام.
وحبذا لو أجريت دراسة لمقارنة اهتمام الناس بمبارة كرة قدم و اهتمامهم بميناء بترول؟؟؟؟

الوسط الاقتصادي يوليو 2007 م

الغلاء ما أسبابه؟

الأسواق المفتوحة والتجارة الحرة مدعاة للتنافس وكسب الزبون. غير أن كل العوامل التي توفرت للتجارة مثل فتح الأسواق لكل وارد وفتح الاعتماد بلا تدخل من الدولة لم ينعكسا على أسواقنا ولم نشهد تنافساً حقيقياً يتذوق طعمه المواطن.
نغوص ونذهب لسوقٍ نعرفه سوق الإطارات (اللساتك)، على سبيل المثال.
سالت تاجر اللساتك: لماذا سعر اللستك ضعف سعره في الأسواق السعودية مثلاً .
اخرج التاجر ورقاً وقال: اكتب يا أستاذ:
1 – جمارك 25% 6 – عمولة مخلص 1.5 %
2 – قيمة مضافة 12% 7 – ضرائب 10%
3 – دمغة جريح 1% 8 – ترحيل 10 %
4 – رسوم مواني 2.5% 9 – المواصفات والمقاييس 1%
5 – فتح اعتماد 1.5 % 10 – خصم وإضافة 2 %
مجموع هذه النسب 67 % ويأتي بعدها هامش ربح تاجر الجملة وتاجر التجزئة
وهم يضعون هذه الهوامش متضمنةً ( نوائب الدهر) من ما تضعه المحليات من عوائد ورخص ونفايات لا يعلم كيف تقدر إلا رب العالمين وبما أنها مجهولة بالنسبة للتجار فهو يضع أعلى التقديرات ويضعها على سلعته. هذا ليس دفاعاً عن التاجر ولكنه واقع بلادنا انظروا إلى هذه القائمة أعلاه كم نصيب الخزينة العامة منها.
اللساتك هنا مثالاً وكل التجار يتعاملون مع بضائعهم بهذه الطريقة لذلك انفتاح السوق وحده لم ينعكس على المواطن إلا بالوفرة ولكن أسعار كثير من السلع غير مقبلولة مقارنة مع غيرنا الذين لم يسمعوا بدمغة الجريح والضرائب المزدوجة.

لن تتنازل الدولة عن رسومها وضرائبها بي اخوي وأخوك في ظل الأجهزة الرقابية الحالية ولن ينزل التاجر سعره وتبدأ (الشمطة) صاحب كل سلعة أو خدمة يعرضها بأعلى سعر متحججاً بالرسوم والجبايات.ولن يحدث التنافس الذي ننشده.
وكثير من سلعنا وخدماتنا ضربت الرقم القياسي في العالم على سبيل المثال البيض في يوم بلغ سعره 11 دولار للطبق الواحد في حين يباع في الخليج في أكثر اوقات الندرة ب (3) دولارات .
ما العمل؟
هل تعود المجمعات التعاونية لتنافس التجار؟
هل نعود إلى نظام وضع الأسعار؟ ويعود معه السوق الأسود والبيع تحت الطاولة؟
(وعارف ليك واحد عندو الحكاية دي بس انتظرني هنا)
ما المخرج من هذا السوق المعوج وفرة في البضائع لحد الإغراق وغلاء في الأسعار؟
نظر إليّ احدهم من بعيد يا راجل ما تبطل مقترحات بريئة ( اسم الدلع لساذجة طبعاً) عمن تتحدث ومع من والحكومة هي أكبر تاجر في السوق.

الوسط الاقتصادي يوليو 2007 م

تَصَــدَقْ

نظامنا الإداري مقلوب وهذه ليست مني ولكن من إداري كبير ومؤسس ذلكم هو الأستاذ محمد عثمان الخليفة وقد ذكر ليّ بعض عيوب النظام الإداري في السودان بعد مقال كتبته في صحيفة الأزمنة قبل خمس سنوات تقريباً.
وأعاد بعض ملاحظاته تلك في الأسابيع الماضية في عمود الدكتور عبد اللطيف البوني (حاطب ليل) .
ومرتكز النظام الإداري هو كل شيء ممنوع إلا بعد موافقة السلطات وهو موروث من فترة الاستعمار. إذ الأصل في الأشياء الإباحة مثلاً إذا أردت أن افتح مخبزاً أو دكانا ماذا يضير السلطات الإدارية ولماذا استأذنهم أولاً ؟لماذا ؟ قد يقول ضابط إداري (فنطوط يادوب تخرج)
: ما لازم نعرف مكان الفرن وهل الجيران موافقين أم لا؟ ونرد إذا اعترض الجيران سيبلغونكم باعتراضهم وإذا لم يبلغوا معناها موافقين انتو مالكم؟
لماذا لا نتيح الحرية لاقتصادنا ؟ وما هو مفهوم الحرية ؟ في كثير من بلاد العالم - والمتقدمة على وجه الخصوص - تفعل ما تشاء وتجرب ما تشاء فقط مطلوب منك شيئين أن تكون ذو عنوان معروف وأن تدفع ما عليك من ضرائب.
الفنطوط برضو ظهر وقال:بالله ضرائب بس وين الرخصة وين العوائد وين النفايات وين الرخصة الصحية وين دمغة الجريح وين الدفاع المدني وين الزكاة بالله قال ضرائب قال.
وبعد ان يدفع صاحبنا كل هذا سيقف في صف المنتظرين لوزارة الرعاية الاجتماعية ولو فكرت الدولة قليلاً لرأت أن كل ما دفع هذا من الرسوم ذهب علاوات وبدلات وحوافز ولم يعد على الدولة منه كثير شيء لذا الناس في بلادنا يهرولون نحو الوظائف.
نفترض أن الذي دفع كل هذه الأشياء تجلد وصمد وبقي في السوق ألا يضع كل هذا العبء على زبائنه؟ وبذا تكون هذه الأشياء من اسباب الغلاء.
نعود لتصدق
هذه الكلمة لازمة لبداية أي نشاط لماذا؟ هذا ما نبهنا إليه الأستاذ محمد عثمان الخليفة ماذا لو جربنا الانفتاح بان يبدأ كل إنسان أي نشاط تجاري او زراعي يريده ونأتي بعد سنة نأخذ منه الضريبة والضريبة فقط. كم من الطاقات سيتفجر؟ وكم من المترددين سينطلقون؟
كثير من الناس يفني رأسماله ووقته بين المكاتب ليسمحوا له بعمل شيء ما وعندما يجد الموافقة او عندما تكتب له تصدق بالقلم الأحمر يجد نفسه فقد كثير من رأسماله وكثير من طاقته وبدأ ضعيفا أو لم يبدأ؟
لماذا السلطات الإدارية دائما تحسب نفسها قَيمَة على الناس وهي المرجعية التي لا بعده؟؟؟؟
أخي رئيس التحرير اكتب على هذا تصدق ليُنشرْ.

الوسط الاقتصادي يوليو 2007 م

شيكان للتأمين مستعدة للموسم الزراعي

إذاعة ود مدني تذكرني بأيام النكسة 1967 وصوت العرب واحمد سعيد وذلك في أنها تقدم معلومات مبتورة – تسميها تقارير - ومن طرف واحد ولو كنت مكان مديرها لطلبت من مدير مشروع الجزيرة وأمين المزارعين ومندوب شيكان قيمة الإعلان التجاري الذي أذاعته صباح الخميس 21/6/2007 م.(في الصحف يسمونها - تجملاً - مادة تسجيلية).
مدير المشروع قال نصف الحقيقة وذلك بقوله أن وزارة المالية هذه السنة ستدعم المدخلات فقط ولم يقل لا علاقة لها بأسعار التركيز والدعم المباشر ولكنه لم يقل لهم من سيمول وكيف؟فقط طلب منهم التوجه إلى زراعة الذرة والقطن.لماذا القطن والقانون الجديد يعطي المزارع كل الحرية في ما يريد زراعته.
عمنا الأمين أمين عام اتحاد المزارعين كعادته بشر بموسم ناجح هذه السنة ولم يحدد عناصر النجاح ولا مصادره وهل علم بذلك من وداعية رمت له الودع أم قرأ الغيب الله أعلم!!!!
أما الذي فور دمي وتركت فوران الدم وصرت اضحك هو قول مندوب شيكان للتأمين الأستاذ حسن إبراهيم الحسن بأنهم جاهزون ومستعدون للموسم الزراعي!!!!!!!!!
بالله يا حسن أحسن تكونوا ما مستعدين؟؟؟؟؟؟؟
لم يقل المدير والأمين ولا المندوب كيف سيمول البنك الزراعي؟ وكيف ستؤمنْ وبكم ستؤمنْ شيكان؟ ولم يقولوا هل التأمين إجباري كما في السيارات إذ لا سمح الله لو صدمت حواشة زيد كم سيدفع لحواشة عمرو المصدمومة؟
ولم يحدث الاتحاد حتى يوم الناس هذا كيف أمن لهم في السابق وكم خصم منهم لحساب شيكان دون علمهم؟ ولم يحدثهم كيف وقع نيابة عنهم في حق وليس تمثيل؟أي معادلة هذه وأي ظلم هذا الذي يقع على المزارع ويجعله مغمىً عليه ابد الدهر والجراحون يجرحونه بلا بنج وهو لا يحس؟؟؟
أخي مندوب شيكان أضحكتني جاهزيتك. ولك أن تتصور أن صعلوكاً حمل عكازةً غليظة وجمع عدداً من الناس وقال لهم لازم تشتروا من الجزار فلان لحمه مهما كان هل سيرفض الجزار ؟ وهل سيعلن عدم استعداده للبيع. وفي حالة شيكان الأمر ليس بيعا بل أمول اقتطعت وتضع وفي النهاية قد تنقص وقد لا تنقص بالتعويضات. أنا أيضا جاهز أعطني مليارات التامين والحساب ولد.
مثل هذه الاتحادات لا تطالب بشفافية إذ هي مولودة بلا شفافية هذا إذا لم نذهب بعيداً ونشكك في أنها مولود غير شرعي( مولود شنو ياخي دي ديناصورات تقول مولود).

الوسط الاقتصادي يوليو 2007 م

جريمة بلا عقاب

قد تسألني كيف؟ هل فرط القانون؟ وهل تفلتت منه جرائم رغم كل هذه المواد وبعض هذه المواد يحفظها العامة.غير أني أرى أن هناك جرائم كثيرة لم ينص عليها القانون أو دخلت في نصوص لم تذكرها بعينها وتحتاج إلى متخصصين ليبينوها.لا أتحدث عن الجرائم الحديثة التي تحدث عبر النت أو ما صار يعرف بالجرائم الالكترونية.ولكني أتحدث عن جريمة تزداد كل يوم وقوعاً (ولا من شاف ولا من دري) هذه الجريمة موضوع حديثنا اليوم ( اصبر شوية ح تعرفها ما تستعجل) في تزايد كما أسلفنا وهي من القبح بمكان ويزداد قبحها عندما يُعرف فاعلها ولسوء الحظ يفعلها على مرأى من الناس ولا يبالي.( يا أخي ما قلنا اصبر شوية ح تعرفها بعد قليل).
وعبارة (ما بتشبهك) يبدو أنها صممت خصيصا لهذه الجريمة وهي جريمة مزدوجة وضررها مزدوج ضرر بيئي وضرر نفسي.والمشكلة المجرم معروف وكل يراه يفعل في منكره ولا يستطيع أن يفعل معه شيء . لا تسيء الظن وتحسب أن له (ضهر) والعندو ضهر ما بنجلد علي بطنه.
الجريمة هي هذه البصات السفرية الراقية والتي تسمى سياحية وهي لا سياحية ولا حاجة إذ الذين بداخلها مواطنون يترحلون داخل بلادهم من مدينة لمدينة وليس بينهم سائح واحد. هذه البصات ترمي قمامتها على الطريق وهي عبارة عن أكياس بلاستيك وكاسات بلاستيك وبقايا طعام وأحيانا فضلات أطفال في حفاظات وتخلف وراءها منظراً مقرفاً وإفساد بيئة.
هذه من الخارج وحدثني أخ فاضل وقال إن ما تبثه أجهزة الفيديو داخل هذه البصات (السياحية) لا يقل قذارة عن قاذورات الطريق التي ترميها إذ يبث فيها أفلام يستحي أي أب أن يشاركه أطفاله رؤيتها والمصيبة لو كان عندو طفل من ذلك النوع الذي يسأل يابا ديل بعملوا في شنو؟؟؟
أليست هذه جريمة مجرمها معروف؟
من يمسكه؟ من يعاقبه؟ وتحت أي قانون؟ الجزء الأول البلاستيكي لولاية القضارف وحدها قانون يحارب البلاستيك ونقول ثم ماذا بعد القضارف.
علاوة على الأثر البيئي هذه الزبالة منظرها على الطريق مقزز والذي يحير أنهم يفعلونها نهارا مستعصمين بسرعتهم.
لمن نعطي أرقام هذه البصات التي توزع القذارة بشقيها الحسي والمعنوي؟؟؟؟
لا تقولي أشكو لغرفة البصات السفرية فقد فعلنا ويبدو أن لا هم لهم إلا التحصيل .
قد عرضنا الجريمة فأسعفونا بنص وطريقة نبطل بها هذه الحركات المتخلفة.

الوسط الاقتصادي يوليو 2007 م

مزاولة نشاط - الدفاع المدني

إذا أردت تجارة في هذه البلاد ستحتار كثيراً في مسميات ما تطلبه مؤسسات حكومية كثيرة منك وتعتبره واجب السداد(كسر رقبة) ومقابل ماذا ؟ الله اعلم .ومهما كنت مثقفاً وملماً بالقانون وأين تشتكي مخالفي القانون ستجد نفسك اهون إليك أن تدفع وبلاش جرجرة ومضيعة وقت ،وفي الأخير يسموك بتاع لولوة.

مثلاً حدثني موزع غاز وقال:
1 - انه يدفع لإدارة النقل والبترول 50 ألف سنوياً.
2 – ويدفع للدفاع المدني مقابل دخول عربية الغاز مثل ذلك.
3 – ويدفع للمحلية رخصة سنوية 175 ألف.
4 – وللدفاع المدني 150 ألف مقابل ورقة صفراء فاقع لونها مكتوب عليها مزاولة نشاط.
واحتار بين الرخصة ومزاولة النشاط وما المانع من ان تاتي جهة ثالثة وتكتب على ورقتها ممارسة عمل تجاري. وتاتي رابعة وتقول تسيير.
الغريب في ممارسة النشاط أنها على ايام وزير الداخلية السابق كانت تحصل باورنيك 15 المالي المعروف المبرئ للذمة والقابل للمراجعة القانونية ، لكن اايصال هذه السنة- كما قال صاحبي – مكتوب عليه الآتي:-
(وزارة الداخلية ،رئاسة قوات الشرطة،هيئة شئون المالية والإمداد إيصال إرادات).كل في سطر منفرد وشعارين اثنين واحد شعار الشرطة المعروف والآخر كتب عليه شام.
كم دفتر طبع من ذلك؟ المراجع العام ولا وزير المالية لا علم لهما بذلك. كم جُمع بهذا الإيصال؟ الله اعلم فيما صرف؟ الله أعلم من أقره ومن شرعه؟ الله أعلم هل مر على المجلس الوطني؟ طيب بلاش مجلس الولاية التشريعي بلاش مجلس المحلية التشريعي؟
يشك صاحبي تماما في هذه الرسوم المتضاربة والتي يدفعها المواطن كسر رقبة. ما الفرق بين الرخصة ومزاولة النشاط؟؟؟؟؟
الى متى يدفع المواطن لهذه الجهات الحكومية ومن يرصد هذه التفلتات المالية ( نجيب حماس تحمينا من الأمن الوقائي؟).
أخي مدير عام الشرطة لا نشك في دور الدفاع المدني وعظم مسئوليته ولكن ذراع من اذرع الشرطة عليها واجبات جسام تدخل ضمن ميزانية الشرطة والامن. لماذا يدخل يده في جيب المواطن مقابل عمله؟ وبنفس المقياس لماذا لا توقفنا النجدة أو وتمد إلينا إيصالات وتسميها حماية المواطن او حراسة المواطن؟؟
أم أصابهم فيروس المرور وغاروا منهم؟؟؟

الوسط الاقتصادي يوليو 2007 م

جياد والبنك الزراعي والنفرة التجارية

المزارع الاول : ها زول قالوا رقدوا لينا التركترات هبطرش
المزارع الثاني:وين؟
الاول :في البنك الزراعي
الثاني:وبي كم ؟
الاول: 60 الف جنيه.
الثاني : ات مطرطش؟ 60 ألف جنيه يعني 60 رطل سكر؟
الاول : لا لا بالجنيه الجديد بالقديم يعني 60 مليون.
الثاني: نان ديل يجيبوهم ليهم من وين؟
الاول : مُن زارنك فيهن علي مهلتك 5 سنين تجادعن فيهن؟
الثاني :كدي معليش
الأول : ها الاقلب دا ات فاكر 5 سنين بعاد؟؟؟ باكر بجن ان الله مد في الأيام.
فليفرح المزارعون لأن نصف الحقيقة مغيب عنهم.فالحوار أعلاه لا يدري أصحابه ما واجب الزراعة على الدولة ولا واجب الدولة نحو الزراعة.لم يسمعوا الدعم ولا بالتسويق.
المعلوم أن الآلات الزراعية تعتبر من الصناعات المتواضعة التي لا تكلف كثيرا فهي ليست في حاجة إلى مظهر ولا إلى أجهزة سلامة معقدة فقط ماكينة وصندوق تروس وساحبة أو رافعة وكل ذلك يتجلى في التراكتور الزراعي الذي عندما يبالغ في تحسينه تضاف إليه ضلالة.
وبحجة النفرة الزراعية طرحت جياد والبنك الزراعي عدد كبير من التراكترات الزراعية مشكورتان على هذا الانجاز. ولكن ما سكت عنه الطرفان هو هذا السعر التراكتور من جياد ب 50 الف جنيه يعني 25 الف دولار بدون أي ملحقات مثل المحراث والناموسة وو.
المعلوم ان الآلات الزراعية معفاة من الجمارك كيف وصل سعر التراكتور إلى هذا المبلغ والبنك الزراعي وضع أرباحه الآجل 10 آلاف جنيه 5 آلاف دولار ليصبح سعر التركتر ملط 60 الف جنيه!!! Too much
إلتراكتور بهذا السعر لن يعين في الزراعة وسيطلب الحاصلون عليه مبالغ كبيرة نظير حراثة الفدان ليفوا بالأقساط ولن يكون خدم الزراعة في كثير شيء . نريد من مهندسي النفرة الخضراء أن ينزل سعر التراكتور بمثل سعره في اوربا او ايران بدون ارباح مضاعفة ليمتلك كل 10 مزارعين تراكتور يحرثون أرضهم عدة مرات وبلا حساب ( لم أتحدث عن الجازولين الذي أصبح معوق أساسي للزراعة بعد اتحاد المزارعين) أما ان تظل أسعار حرث الفدان على حالها ليس للنفرة الخضراء ما تفاخر به وتحسبه انجازاً. ولكن إن كانت هناك نفرة تجارية فلتفاخر ببيع التراكترات.
قارنوا أسعار هذه التراكتورات بأسعارها في بلدان أخرى ذاقت طعم الزراعة.

الوسط الاقتصادي يوليو 2007 م

بين استثمارين ( السودان ومصر)

عندما يتقدم غني لبنت حلال من أسرة فقيرة لا يسألون عن أخلاقه او دينه. وفرحتهم بمقدمه تسقط كل الشروط المطلوبة في الزوج , شيء من هذا حدث للاستثمار الأجنبي في بلادنا فما صدق ولاة الأمر بان مستثمرين من الخارج قدموا إليهم.فكانت الاستثمارات الأولى في غاية التساهل عبارة عن شركات نقل ركاب بصات وكانت كافتريات وفنادق،لا نقلل من أهمية ذلك ولكنه ليس أولوية لمليون ميل مربع ( وبعدين مع الميل كيف يختفي من حياتنا ؟ سأتطوع بتحويل الميل المربع الى كيلومتر مربع والله المستعان. لكن بعدها ما نسمع حكاية ميل مربع دي علشان ناس هيئة المواصفات والمقاييس ألغت النظام البريطاني منذ سنتين( الميل المربع 59، 2 كيلو متر مربع أو 259 هكتار بذا نحن في بلاد مساحتها 259 مليون هكتار ) فااااااضية.
وفي مرحلة وسطى جاءت استثمارات الاتصالات والفنادق والبنوك التجارية وكانت استثمارات ضخمة وفوائدها كبيرة جداً ( بالله شركة اتصالات في دولة شعبها يفطر بوش وطلابها وطالباتها يأكلن وجبة واحدة وفي أحسن الحالات وجبتين شركة الاتصالات تباع 1.2 مليار دولار وقالوا ربحت 800 مليون دولار في السنة الاولى).
نعود للاستثمار بعد هذه التخريمات
يقول مستثمر ان الإجراءات في السودان مقارنة بمصر عقيمة لدرجة لا تقارن ففي الوقت الذي فيه الأرض الزراعية في مصر تسلم خلال ساعات الأمر هنا يحتاج لشهور وفي مصر إما أن تكون الأرض تمليكاً او إيجار ولكل شروطه المعروفة حيث تطالب مثلاً 10000 فدان تتطلب 10 أجهزة ري محوري جاهزة للتسليم الفوري وعلى وزارة الزراعة صيانتها وكل ذلك مقابل 10% من الأرباح مقابل الأرض في السنة.ومع هذه الأرض خدمات متكاملة وعمالة جاهزة مجهز لها السكن .وإذا أردت أن تصدر لن يوقفك إلا البحر الأحمر (يعني صفافير ما في ) هدف الاستثمار في مصر مدروس وواضح وتعب عليه رجال أما الاستثمار في بلادنا يحتاج وقفة. وأول ما نسأل عنه ولاة الأمر ماذا ينقصنا من استثمار وفي أي مجال؟ وماذا سنقدم للمستثمر وماذا نريد منه ؟ما لم نجب على هذه الأسئلة وعشرات مثلها فلا نبكي على استثمار وتمتلي العاصمة بالاستثمارات الهامشية وستمتلي مكاتب الدولة بالرسوم التي تذهب حوافز وحاجات فارغة.
جهزوا الارض والخطط قبل المستثمر وبعد التجهيز قد يظهر مستثمرون سودانيون.ونربح مرتين.
من يعيد تخطيط الاستثمار بعلم؟؟؟؟
ماذا نريد؟ واين؟ وكيف ؟ ومتى؟
الوسط الاقتصادي يونيو 2007 م

الطاقة من الذُرة (العيش)

( يشكل "جنون الإيثانول"، الذي بدأ يجتاح الولايات المتحدة ودول أمريكا الوسطى والجنوبية باعتباره وقوداً حيوياً وصديقاً للبيئة أرخص من البنزين، ضغوطاً متزايدة على الإمدادات العالمية من الذرة) . (CNN) 4/6/2007 م
(وبات العلماء والباحثون في سباق مع الزمن مع وجود 114 محطة بنزين توفر وقود الإيثانول و80 أخرى قيد الإنشاء، فيما بلغ حجم إنتاج هذا الوقود حوالي خمسة مليارات غالون في العام الماضي، بزيادة تصل إلى 25 في المائة عن السنة السابقة.) المصدر السابق
لا يكفي أن نتسلى بالأخبار. لابد ان تكون لنا معها وقفات لأخذ الممكن مأخذ الجد والغوص فيه.
المزارعون في حيرة في الذي يزرعونه هذا الموسم فالموسم الماضي لو لا لطف الله ووقفة وزارة المالية لراح في خبر كان. وأسعار الذرة الآن غير مشجعة لزراعته مرة أخرى ونسبة لقلة إنتاج الفدان بما لا يقارن مع المعدل العالمي وارتفاع التكلفة كل هذه العوامل جعلت من زراعة الذرة هذه السنة ضربا من المغامرة.
ونقرأ: العالم يتجه لمصادر طاقة بديلة وكثيرا ما قرأنا وسمعنا عن استخدام الطاقة الشمسية ونتفرج على شمسنا الحارقة ولا ينالنا منها إلا السحائي والعرق والمشاجرة في الحافلات والأسواق.
وبدا العالم يتحدث عن الايثانول كصديق للبيئة وبديل للبنزين مما جعل بوش بجلالة قدره – ان كان لقدره جلالة – يذهب الى ألد اعدائه في امريكا الجنوبية ويوقع ( تحالف الايثانول).
وقومنا الى يوم الناس هذا لا يعرفون الذرة الا عصيدةً ومديدةً ومريسةً ( صراحه الاخيرة دي بي شوية معالجات ياها الايثانول ذاتو مش شايفين البشربوها بدورو كيف؟).
نعود أرضنا ليست اقل من شمسنا وماءنا وفير وبعقل مفتوح شوية علماء وتنفيذيون قلوبهم على هذه البلد يمكن أن ندخل في حلف الايثانول .يبدو أنه من الممكن وجود العلماء في هذا المجال لكن أين لنا بتنفيذيين لم تخرب السياسة أمخاخهم وجعلتهم لا يفكرون إلا في البقاء في مواقعهم؟ والى متى؟ لا ادري.
الامر عن أخذ مأخذ الجد وجلس له نفر سيغير وجه السودان كله.والايثانول من القصب أيضا طيب ما نكبر الفكرة.
من يصدق ان جوال الذرة الآن سعره 30 – 35 جنيه.وما حد عايزو؟ حولوه الى ايثانول وغيرو حالنا.
الوسط الاقتصادي يونيو 2007 م

صادراتنا غير النفطية 10%.لماذا؟

خبر عاجل
( صادراتنا عام 2006 م 5.1 مليار دولار 89.1 % صادرات نفطية والباقي 10.9 % للصادرات غير النفطية) وزير المالية – آخر لحظة الجمعة 15/6/2006 م
بالمناسبة يا أخي وزير المالية لو ما كان البترول يصدر عبر أنابيب لرأيت العجب. فقط جرب تصدير البترول لشهر وأحد بالشاحنات لترى كيف ستنخفض الصادرات بسبب الصفافير والدفع تحت الطاولة وفوق الطاولة!! أسألك بالله يا أخي وزير المالية ألا تعرف سبب انخفاض الصادرات غير البترولية؟؟ وماذا فعلتَ كحكومة لعلاج ذلك؟؟؟
طيب لنكون علميين ونرى دراسة أحد المستثمرين والمقارنة التي أجراها بين مصر والسودان في حكاية الصادر.
(شحنة الصادر السودانية تحركت من شندي لبور تسودان توقفت الشاحنة في 34 نقطة دفعت رسوم وغرامات في 15 نقطة. كلفت الشحنة 1318 دولار. نفس المسافة في مصر كلفت الشحنة 700 دولار ولم تتوقف في أي نقطة).دراسة م.مصطفى عبد الرسول مدير شركة تالا للاستثمار.
ترحيل طن الأعلاف - لاحظ ترحيل فقط – من السودان للأمارات بين 180 – 200 دولار في حين سعر طن نفس العلف القادم من اسبانيا وأمريكا وإيران يباع الطن في الأمارات 240 دولار نفس الدراسة أعلاه.
طن أعلافنا هذا يصل الأمارات بمبلغ 319 دولار ولا مجال لمنافسة غيره، لو لا لطف الله والسمعة الجيدة لمنتجاتنا الزراعية بأنها خالية من الكيماويات وهذا ما يجعلها تجد سوقاً محدوداً وكثير من المستهلكين لا تهمه هذه الميزة وأخشى أن نفقد هذه الأسواق ما لم نراجع بيتنا من الداخل. بالله يعقل أن تكون رسوم الميناء على الحاوية 200 دولار ولا يهم ماذا بداخلها ذهباً او خشباً.(يقوم د.عبد العظيم مدير الغابات يزعل لأن الخشب عنده أهم من الذهب) وزن الحاوية لا يستغرق دقيقتين برسوم قدرها 27.5 دولار الكرين 50 دولار طيب الميناء اخد 200 دولار في شنو؟؟؟؟ في المعارض تضع كراسة يكتب فيها كل زائر انطباعاته وبنفس الطريقة للصادر ورقة كل يضع فيها رسوماً لنفسه.

وبعد هذا ينتظر وزير المالية صادرات غير نفطية ووزير الزراعة يريد نفرة زراعية ووزير العمل يريد فتح فرص عمالة. هذه الدولة من يدير شانها الاقتصادي؟ في الوقت الذي تشكو فيه الدولة من قلة الصادرات هي تريد مليون عائد من الصادر قبل أن يغادر.وتريد له أن ينافس دولاً عرفت قيمة الصادر منذ زمن بعيد، دولاً ليس فيها كل شهر كوتة سياسيين يريدون نصيبهم من الثروة والسلطة إلى أن أصبح مجلس الوزراء كفصول اتحاد المعلمين.




نشر يوم الاثنين 25/6/2007 الوسط الاقتصادي

الخطط والشلل النصفي

احرص على سماع نشرة إذاعة ولاية الجزيرة الصباحية وذلك لعدة أسباب أولها أنني من ولاية الجزيرة رغم بعدنا عن مدني ولكنها أمنا – وهل يترك أحد أمه لبعد مكانها؟
هذه النشرة هي مرآتنا التي نرى بها ولاية الجزيرة وأحياناً مشروع الجزيرة (الفضل). ولست بصدد عيوب هذه النشرة التي من أولها هذه البدعة الموسيقية الطويلة بين خبر وخبر والموسيقى نفسها غير مألوفة لدى المستمع وكأنها مأخوذة من أفلام الرعب.دعونا من الموسيقى وكثرة التسجيلات مع كل من هب ودب وحقيقةً حقيقةً التي لو حسبتها لوجدت حصيلة كثير من التقارير شوية كلمات.
دعونا من كل هذا!!
الذي حيرني أن هذه النشرة أسبوعيا - تقريباً – تأتينا بخبر مفاده أن وزارة كذا قدمت خطتها لعام 2007 م لمجلس الوزراء.وأضع يديَّ على راسي وأقول في نفسي نحن في شهر يونيو يعني منتصف السنة وهذه الوزارات يا دووووب تقدم في خططها. ماذا كانت تفعل في الشهور الفائتة ؟ هل كانت تعمل بلا خطط؟ تلك مصيبة، وإن هي أمضت كل الشهور الستة السابقة في وضع الخطة نقول يا ربي الخطة دي حديد ولا زئبق أم هي حفر آبار بترول.
وإذا كان وضع الخطة يكلف ستة شهور كم من الزمن تحتاج للتنفيذ؟؟؟
هذه خطط مصابة بشلل نصفي أي شلت نصف السنة والله يعلم ما سيحدث في النصف الآخر.
كثير من دوائرنا الحكومية في حاجة لضبط جودة وفي حاجة للشعور بالزمن كقيمة اقتصادية وفي حاجة اشد لتوصيف الوظائف مهما كبرت ومهما صغرت. وإذا حدث هذا فسنجد زمناً نضع فيه خططنا وننفذها.
وداء آخر ابتليت به كثير من شاغلي المناصب القيادية هو (الحوامة) واللقاءات الجماهيرية، بالله عمركم شوفتوا بوش ولا بلير – رغم إجماع العالم على رداءتهما – هل رأيتم منهم واحداً في حشد او لقاء جماهيري؟ ويكورك والطبول والعصي تملأ المكان. أي مضيعة للوقت هذه التي تمارسها قياداتنا ؟؟
وأريد أن اسأل جاداً غير مازح هل في هذه الخطط عدد الأيام التي سيكون فيها المسئول خارج المكتب؟ ومرق لي شنو؟؟؟ وبكل أدب أريد أن أسال هل كل (مرقة) فيها بدل سفرية؟؟
الجزيرة هنا مجرد مثال ولكن هذه البلاد ستظل في تخلفها ما لم تعرف قيمة الوقت.
وسأقدم خطتي لهذا العام يوم 31/12/2007 الساعة 11:55 دقيقة منتصف الليل.
نشر يوم الثلاثاء 26/6/2007 الوسط الاقتصادي
الوسط الاقتصادي يونيو 2007 م

الزراااااعة للخلف دور

عشاق الكورة فرحون - ويفرحنا فرح الآخرين- ومن فرحتي بما حدث في السيشيل أن هناك عدد من السودانيين بالملايين سمعوا أن هناك بلداً اسمها السيشيل لأول مرة.جغرافيا مجانية في زمن عزت فيه الأطالس!!!
وبعض الصحف فرحت ونشرت خبر فوز المنتخب كخبر رئيس وذكرت أن الكرة السودانية كانت غائبة ل32 سنة.(صحيفة الصحافة مثالاً) طيب هناك كرة اسمها الزراعة واليكم هذا الاقتباس وقارنوه بواقعنا الحالي حيث كل الصادرات غير البترولية لم تبلغ 700 مليون دولار وفي تراجع شديد.
(في العام 93 / 94 ارتفعت قيمة جميع الصادرات تقريبا حيث سجلت صادرات الحبوب الزيتية 1.8 مليون دولار عن العام السابق بينما ارتفعت صادرات القطن إلى 86 مليون دولار بزيادة 36 % عن العام الذي قبله، الماشية و اللحوم بزيادة 60 %، الصمغ العربي بزيادة 29 % ، السكر والمولاص بزيادة 123.5%، الذهب والكروم بزيادة 108 %، الكركدى بزيادة 44.5 %)
دعونا نذهب لمنظمة الاغذية والزراعة FAO ونورد هذه الأرقام لتذبذب إنتاج الحبوب في بلادنا 199/2000 كان إنتاجنا 3.888 مليون طن.و بالنسبة للانتاج العالمي تعادل 0.19 % .وفي عام 2003 كان إنتاج السودان من الحبوب6.380 مليون طن. تعادل بالنسبة للانتاج العالمي 0.31 % .وفي عام 2004 م 3.642 مليون طن وهي تعادل 0.16 % من المنتج العالمي.
طالع نازل ويبدو أن هذا الطالع نازل لم يزعج جهة ومازال التعامل مع الزراعة تعامل سياسي – غير أننا متفائلون بان الامر سيسند لعلماء يوماً ما ويضعوا من السياسات التسويقية ما يصلح حال التسويق شبه المعدوم الآن. ولو كانت لي نصيحة لهؤلاء ان يمارسوا العلمية في الزراعة و التسويق بعيدا عن ما يسمى بالشعبيين أو بعبارة صريحة اتحادات المزارعين فهم من معوقات الزراعة في بلادي غفر الله لهم.
الى رعاة النفرة الخضراء والإخوة العلماء المطلوب دراسة علمية للتسويق مع صلاحيات لإزالة كل العقبات الإدارية والفنية التي تعيق الصدر وتدمغه بعدم المنافسة والمطلوب الآخر توحيد مركز القرار في هذا الشأن (ما لي والقرار في غير الزراعة كل حاجة عندها اصحابها .خد عندك حرية الصحافة وحرية الصحافيين اليومين ديل عندها كم محام؟؟) ونشر صلاحياته مركز القرار ليعلم الجميع جهة يلجأ إليها عندما يتفرعن المتفرعنون.( وانا ما بفسر وانتم ما تقصروا).
اللهم اجعل سوداننا أخضراً كإستاد الكرة في دولة أوربية.

الوسط الاقتصادي يونيو 2007 م

اتحاد المزارعين وحصص الإنشاء

استمعت في يوم الأربعاء 20 /6/2007 م من إذاعة ود مدني في التقارير الصباحية لعباس الترابي ( لم أجد له وصفاً أأقول ممثل المزارعين (الدائم) في المجلس الوطني ، أأقول نائب رئيس الاتحاد، رئيس مجلس إدارة شركة الأقطان ، عضو مجلس إدارة بنك المزارع، ويتبع كل وصف الدائم ..........) سمعته يبشر المزارعين ببشريات طيبة في الأيام القادمة ويحثهم على الزراعة في مواقيتها وخصوصا الذرة والقطن.
(بشريات طيبة طُلق ساكت بدون أي تحديد).

وزارة المالية قالت أنها ستدعم المدخلات ولا علاقة لها بالدعم المباشر ولا تركيز الأسعار كما فعلت في السنين الماضية ( ويبدو أنها موجوعة مما ذهب إليه دعمها،ولكن أخلاقياً هي مسئولة عن الزراعة. علماً بأن صادراتها غير النفطية دون 10% ولابد من وزنة الاقتصاد وإلا .......).

د.عابدين محمد علي مدير شركة الأقطان – الدائم - استشاط غضباً عندما قال احد المزارعين: إن القطن الزهرة 200 رطل بذرة وزغب و 100 رطل قطن وقال د.عابدين: هذا كلام نظري وقطن العام الماضي كانت الأجسام الغريبة والشوائب تمثل 17 %. وأن سعر هذه السنة لا ضمان له في السنوات القادمة.
بعض من الاتحاد لا يريد لمثل هذه الحقائق أن تخرج للمزارعين في هذا الوقت بالذات ويريدونهم أن يزرعوا القطن بأي طريقة حتى تجد شركة الأقطان ما تشتريه وما تبيعه.
كثير من المزارعين حتى كتابة هذا الموضوع لم يستلموا سعر شراء قطن الموسم السابق ( ولا اقول الارباح) ونحن في نهاية يونيو وقد كان الوعد أن يستلموه بعد الوزن في المحالج مباشرة ( بالله شوف مباشرة معناها تغير إلى أن أصبحت تلاتة شهور).
كثير من المزارعين سمعتهم بعد خروجهم من الانتخابات (الحرة والنزيهة) لمجلس إدارة شركة الأقطان التي جرت في مركز الشهيد الزبير بأنهم لن يزرعوا قطناً هذه السنة والقانون الجديد يبيح لهم حرية الزراعة.كل من يعرف أ ب الحساب لن يزرع قطناً بهذه المعطيات.
أرجو أن يكون الاتحاد صادقاً مع قاعدته ويبتعد عن خداع المزارعين لمصالح لا تصب في جيوب القاعدة. ويوضح لهم موقف الدولة من الزراعة وخصوصا وزارة المالية بأنها لن تدعم غير المدخلات الزراعية ولن تركز أسعاراً.( وهنا طرأ سؤال هل الجازولين من المدخلات الزراعية؟؟؟؟)
المسافة بين الاتحاد وقواعده كبيرة جداً متى يرى هذا الاتحاد انه يمثل راشدين؟
ومتى يعلم كثير من أعضاء الاتحاد أن كثير مما يقولون يصلح لحصص الإنشاء؟
بالمناسبة هل لهذا الاتحاد قسم إعلام ؟؟؟؟؟؟

الوسط الاقتصادي يونيو 2007 م

دمغة الجريح طال عمرها

إذا غوغلت - أي دخلت على غوغل في الانترنت – وكتبت كلمة دمغة الجريح ستجدها تكررت في الشبكة العنكبوتية 484 مرة هذا حتى الثلث الأول من يونيو 2007 وستدهش حينما تجد أنها سودانية خالصة ولا يشاركنا في هذه العبارة أحد في كل الناطقين بالعربية.
قرأت مرة للسيد وكيل الضرائب السابق الأستاذ عبد القادر محمد أحمد أنهم وافقوا على هذه الدمغة بعد تمنع شديد وتوصلوا إلى أن تكون لسنتين اثنتين فقط .ولكن هذه الجباية تدخل عامها العاشر أو عقدها الثاني. (يا أستاذ عبد القادر ما شفت ليك طفل مفطموم كيف يبكي).
هذا الجريح الذي تعلل به واضعو هذه الجباية كان أيام الحرب مستعرة بين الشمال والجنوب ( لا أعادها الله ).وأقاموا بها مستشفيات وعالجوا بها جرحى لا ننكرذلك.ولكن وكيل الضرائب عندما انتهى اجلها لم يستطع وقفها وهيهات فقد اصبحت مؤسسةلها فروعها ونقاطها وتدرحليباً ابيضاً يصعب فطام من شرب منه.ولكن الذين استمراوا هذه الجباية ولم ينظروا كيف غارت هذه الجباية جرحاً عميقاً في اقتصادنا.
ولزمن قريب هي إدارة منفصلة وزارة المالية لا سلطان لها عليها تبرطع خارج الموازنة تجبي كيفما شاءت وتصرف كيفما شاءت. هذه التشوه رغم كل ما سمعنا من (وكشف وزير المالية في تصريح خاص لـ"الصحافة"عن قرار لمجلس الوزراء بايلولة دمغة الجريح لوزارة المالية بدلا عن وزارة الدفاع وتحويل اسمها الى دمغة العلاج،على ان تخصص 75% من ايراداتها لدعم الخدمات الطبية للقوات المسلحة و25% للمالية.وقال الوزير ان هذه النسبة ستخفض تدريجيا لتؤول بكاملها للمالية خلال سنوات) الصحافة 24/12/2004 م

هل ما اقتطعنا من تصريح وزير المالية طُبق؟ لم نسمع بهذا التغيير حتى يوم الناس هذا. وقبل مدة أوقفت نقطة على طريق الخرطوم مدني صاحب دفار يحمل عليه بقرات من اللعوتة إلى الخرطوم وطلبت منه دمغة الجريح ولو لا لطف الله لجعل منهم جرحى يُعالجون عليها لا بها .ومازالت هذه النقاط باقية. أي دولة هذه التي يكسر قرار مجلس وزرائها شباب على الطرقات نهارا جهارا؟؟؟؟
ثم ألا تستحي وزارة المالية من ازدواجية الجباية هذه أليس هناك وزارة لصحة تُعنى بعلاج الجرحى وغير الجرحى أليس هناك وزارة دفاع تُعنى بكل ما يلزم الجيش لماذا اللعب خارج الميس؟؟؟
سؤال من يحسب الآثار السالبة لهذه الجباية المسماة دمغة الجريح على طرقاتنا وفي ثغرات البلاد وفي الأسواق ومن الناس إذا سأله الجباة دفع دمغة الجريح دعا بالجرح على كثيير من الجهات.
إلى متى هذا التفرد وهذه العبقرية الجبايية يا وزير المالية؟ كن قيماً على المال العام وضمد هذا الجرح النازف بالبتر.ولماذا لم تقل يوم زيادة القيمة المضافة زدناه 3 % وألغينا دمغة الجريح اليس هذا للمالية أربح وللطرقات والذمم ينظف.


الوسط الاقتصادي يونيو 2007

الجمعة، 15 يناير 2010

توسعة القصر الجمهوري

كُتب في: 2008-03-10 الصحافة

على أيام ثورة 17 نوفمبر أو عهد عبود لمن لا يعجبهم إطلاق كلمة ثورة على تلك الحقبة من ذلك الزمان الجميل، كان هناك خبر ثابت في نهاية نشرة الأخبار الصباحية يقول: زار القصر الجمهوري وسجل اسمه في سجل الزوار كلٌّ من ويعدد اسماء وهويات من زاروا القصر الجمهوري أمس. أذكر ذلك لأن جائزتي لتفوقي الأكاديمي في 1963م كأول لجنة دخول المرحلة المتوسطة كانت أن أخذني ابي -رحمه الله- لزيارة الخرطوم ومن ما لصق بالذاكرة من تلك الزيارة هو أن دخلنا غرفة بالقصر الجمهوري وسجلنا اسمنا في سجل الزوار (بعد عشرات السنين عرفت أننا لم نتجاوز الاستقبال الغربي الحالي ولم ندخل القصر).
والحمد لله الذي جعلنا نرى ساحات القصر في التلفزيون من بعيد لي بعيد. ونرى صالاته عند تأدية القسم. غير أن القصر لم يعد ذلك المكان القصي ولا يهتف الطلاب (إلى القصر حتى النصر) فدخول القصر بمعنى أصح صار هدف كل سياسي، منهم من يدخله ومؤهله للدخول حمل السلاح وخراب الديار. ومنهم من يدخله بانضمامه للحزب الحاكم أم نقول الكبير؟
ولكثرة هؤلاء السياسيين من وزراء ومستشارين ومساعدين ووزراء دولة وولاة ومستشاري ولاة، وحكومات الجنوب والغرب والشرق والذين أشك في أن الأخ رئيس الجمهورية يعرفهم واحداً واحداً (يا ربي إمكن عاملين ليهم ديباجات زي حقت الشرطة والجيش مكتوب عليها الاسم والرتبة ليقرأ الرئيس اسم الدستوري ويخاطبه به).
لكثرة هؤلاء بدأت الحكومة تستأجر لهم في أحياء الخرطوم الراقية وهذا أمر مكلّف وكيف يستأجر من له أرض ومال. من قال إن هذا الايجار لا يجر إلى مشاكل كأن تقول زوجة دستوري لأخرى: انت مأجرين ليكم بعيد كده ليه ومحلكم القصر الجمهوري وتقوم شمطة بين الدستوري المستأجر له وزوجته، أنا غير أشوفك في القصر ما برتاح.. كفاية بهدلة.
قبل سنتين تقريباً عند زيارة الرئيس الصيني كان من ضمن ما رشح من اتفاقيات شيء يخص القصر ترميم أو تأهيل لا أدري ولكن يومها أزعجني الخبر واعتبرته عدم أولويات، وبعد جيوش السياسيين المتزايدة علمت أن الحكومة تعلم أكثر منا كما قال عادل إمام وهي تعلم أن نصف الشعب تقريباً سينال ترضيات بتعيين سياسي وسيدخل القصر.
بما أن مبنى القصر تحفة أثرية يجب أن لا يمس لا مانع من بناء برج سياسي داخل حوش القصر يسع لآلاف السياسيين ويجب أن يستشار الفنانون التشكيليون ومتخصصي البيئة حتى يرضو بإزالة حديقة أو متحف القصر لبناء برج السياسيين. وما ذلك البرج إلا لأن من يدخل القصر لا يرضى الخروج منه.
لذا هم في زيادة وليس نقصان.. وسعوه وسّع الله عليكم

«لا نضمن سلامة الميرغني»

كُتب في: 2008-02-25 الصحافة

قال عثمان عمر الشريف «بعد الذي جرى لا نضمن سلامة السيد محمد عثمان عند حضوره السودان». صحيفة (الاحداث) 17/2/2008
يشهد الله إنني لست ميالاً للكتابات السياسية لبؤس الواقع السياسي وقلة المردود منها. لكن مثل حديث العضو (المحترم) أعلاه عن رئيسه يفقع مرارتي ويجبرني على أن (أنفشّ) في عمودي هذا.
ما ذُكرت الصوفية إلا وذُكر الزهد (رغم شكي في صوفية البعض).
درجة من درجات الصوفية تُخصي العقل وتجعل من الاتباع اتباعاً منفذين لقول شيخهم أو سيدهم بلا إعمال لرأي خاص أو مشورة. ولكن بعد هذا الوعي وهذا الانفتاح المعرفي وهذه القنوات التي لا تحصى وهذه الجامعات التي فاق عددها عدد المدارس الثانوية أيام (الأسياد) يأتي عضو من الاتحادي الديمقراطي أو الوطني الاتحادي أو الشعب الديمقراطي (أضعها في سلة واحدة لعدم وضوح الفواصل بينها ولكنها في النهاية غير واضحة الفواصل وأزيد وليست بالأمر الشاغل لكثير من السودانيين وأحزاب الساحة السياسية السودانية) ويقول إنه لا يضمن سلامة السيد محمد عثمان الميرغني عند حضوره للسودان. على ماذا أنت خائف عليه؟ وما هي السلامة التي لم تجدها لنفسك و(40) مليون نفس سودانية وتريدها لرئيسك محمد عثمان؟ وإن كانت سلامة رئيسك محمد عثمان أهم من سلامة كل هؤلاء فادرأ عنه الموت واجعله حيّاً إلى يوم القيامة لتستمتع بنظرة من أبي هاشم.
كيف كَّور هذا السياسي المدمن للسياسة والذي مارسها في كل العصور الشمولية والديمقراطية ولم يشبع ولم يترك كرسيه حتى لولده، كَّور المشكلة في شخص واحد؟ هل هذا كل مؤهله؟ حبه لرئيسه لدرجة أن يريد له سلامة لم تتوفر لنفسه ولا لأربعين مليون سوداني.
لو قال لا نضمن مستقبلين - يبيضون الوجه- عند حضور السيد لقلت صدق الرجل. واستفادوا من تجربة عودة السيد أحمد الميرغني. كنت في شارع النيل يوم حضور السيد أحمد الميرغني بالقرب من (الجنينة) شاهدت المستقبلين، لفت نظري شيء واحد ليس بين المستقبلين من عمره أقل من خمسين سنة (الساحة خالية من الشباب تماماً) وكان ذلك قبل عدة سنوات قطعاً مات من أولئك المستقبلون عدد مقدر، كما يقول السياسيون متفادين الاستدلال بالأرقام.
واستقبال جون قرنق وضع الاتحاديين في مأزق حتى استقبال وردي سيضعهم في مأزق كيف يكون عدد مستقبلي الميرغني أقل من سابقيه؟ هذا الذي يخافونه وليس سلامته. وكل يوم يمر ينسى الجيل الجديد أن هناك شخصاً اسمه الميرغني.
واقعة:
في السنة النهائية الجامعية واختها في السنة قبل النهائية قال لهما والدهما: هذا بيت الميرغني.. منْ الميرغني؟ سألتا في دهشة ولم تسمعا به إلا تلك اللحظة.
إني خيّرتك فاختار إما السلامة أو النسيان.

رسالة من معلم ثانوي

كُتب في: 2008-02-18 الصحافة

«حسابي معاك أنا كلو كسور»
لأول مرة منذ بداية خدمتي في التربية والتعليم -وهي ليست قليلة- لأول مرة أمسك ورقة وقلماً لمعرفة راتبي ما به وما عليه، حيث كنت أتعامل معه (عطية مزنين). وذلك لأسباب منها أن الأرزاق من الله والجاك حقك والشالو حقك.
لكن بأمانة المرتّب الأخير والذي طال انتظارنا له والسبب تقديم راتب العيد وهذه لأول مرة تحدث لي في طول مدة خدمتي أن نصرف راتباً قبل أن ينتهي الشهر، ونشكر وزارة المالية ووزارة التربية على هذه العيدية.
مرتب يناير الماضي تفرّست فيه كثيراً وكدت أن أحفظ تفاصيله وبعد انتهائي من معرفته بالتفصيل كدت أفعل معه ما فعله الموكل عندما عرض عليه المحامي العريضة التي سيرفعها نيابة عنه (بالله دا كلو حاصل عليَّ وأنا ما عارف)؟
وما ذلك إلا من الخصومات وبنودها ولكثرتها فهمت البعض وأريد مساعدتي في معرفة ما لم أفهمه. وأحسب أنها ليست مشكلتي وحدي بل مشكلة كل المعلمين.
وكل بند خصم تصاحبه عدة أسئلة نؤخرها بعد هذه القائمة من الخصومات:
1) المعاش (32) جنيهاً.. لأقرب جنيه.
2) المعاشيين (15) جنيهاً.
3) التأمين ( 16) جنيهاً.
4) مستشفى (3.5) جنيهات.
5) شيكان/صرح (6) جنيهات.
6) اتحاد/نقابة (10) جنيهات.
7) اتحاد عمال (2) جنيه.
8) مرحمة (3) جنيهات.
9) ج/ط/د (هكذا) (3) جنيهات.
وللنساء عمود آخر اسمه مرأة (2) جنيه.
النسبة المئوية للاستقطاعات تقريباً (16%).
تستقطع هذه الأموال شئنا أم أبينا بعلمنا أو بدونه.
بالمقابل إذا أردت أن يضاف لك علاوة أو استحقاق فإنك تطالب بما يؤكد استحقاقك فقد حفظنا ونحن في بداية عملنا اشعار علاوة اشعار ترقية وزدنا عليها أحضر القسيمة وشهادات الأولاد لتمنح علاوة اجتماعية مثلاً وتنزل متأخرة وكأنها قادمة من الواق واق.
أما سرعة الاستقطاع لا تضاهيها سرعة في اتصالات اليوم. واعلم ان الترادف في اللغة يعني المعنى الواحد لكني فهمت أنه في كشف المرتبات ليس كذلك فكل واحد يقابله رقم مختلف.
نريد من حكومتنا (الرشيدة) مراجعها العام والنقابة والاتحادات واتحاد العمال والتأمين الاجتماعي والمستشفى وشيكان وصرح وج/ط/د والمرحمة، أن يفيدونا ويرفعوا القناع عن وجوههم ويكون جميلاً لو كان ذلك في صحيفة المنابر الموسمية التي تظهر في أيام التصحيح مع الثلج والمراتب.
معلم بمحلية الكاملين
من أحمد:
آن للإنقاذ أن تنقذهم من طفيلييها..
عدد معلمي محلية الكاملين (3270) معلماً، النقابة نصيبها الشهري (32) مليوناً وسبعمائة ألف.
صندوق المعاشيين 3270 -15 = 49050 جنيه. شهر واحد يكفي لكل المعاشيين أين تذهب (11) شهراً أخرى؟؟
هذه الأموال من يراجعها (؟؟؟؟؟) ومن أقرها (؟؟؟؟).

علي شمو وكمال علي محمد

كُتب في: 2008-02-11 الصحافة

يصعب الحديث عن الأحياء هكذا في العرف السوداني، ولكن البروفيسور مأمون حميدة بدا بالسنة الحسنة واختار ما لا يختلف عليه إثنان البروف علي شمو، ولا وأظنني سأزيد على ما قيل فيه في هذه الأيام كثيراً. ورجل بقامته وعلمه وما قدّم يكسر حاجز الأعمار تكسيراً يصافحك بود وكأنه يعرفك منذ زمن بعيد.
الأستاذ علي شمو دخل قلوب الناس بالتواضع (من تواضع لله رفعه) في وقت تجد (فناطيط) يحيطون أنفسهم بهالة وعجرفة منفرة تحت قائمة (البريستيج)، ورؤوسهم ليس فيها معشار ما في رأس علي شمو.
كتب صديقنا الطاهر ساتي عن علي شمو كلمات ظننته لا يعرفها، فقاموس الرجل في الآونة الأخيرة ساخن جداً (ولا يرى في الوجود شيئاً جميلاً)، ولكن في ذلك اليوم كانت نفس الطاهر بكل جمال. هاتفته ممازحاً يا أخي نسيت تكتب اسم صاحب هذه الرسالة عن علي شمو. فضحك وقال إلا البروف لا نقبل فيه شيء أبداً.
رجل غيّر قاموس الطاهر ساتي إنه رجل يستحق التكريم وفوق التكريم. بالمناسبة أشعر بعنصرة تهزني من داخلي وأكاد أقول إن أهل الجزيرة جلهم مثل علي شمو على الأقل في التواضع وسماحة النفس والبعد عن (الدغالة) والأنانية.
غير أن هناك رجلاً لا أعرفه عن قرب ولكنه سياسي محترم بعيد عن الأضواء يؤدي عمله في صمت وبعيد عن الإعلام، ممتلئ تواضعاً، رأيته مرة في ندوة عن مشروع الجزيرة بقاعة الشارقة يجلس في صفوف الجمهور العادي في وقت يموت فيه آخرون على الصفوف الأمامية.. المهندس كمال علي محمد وزير الري يبدو أنه نمط من الوزراء انقرض أو كاد. إن كان كما نرى فيستحق تكريماً على الأقل يحرج كل الذين لا يعرفون (تلك الأيام نداولها بين الناس).
شيخنا علي شمو بارك الله فيك وفي عمرك وعلمك المحسن مأمون حميدة لك منا كل الشكر إن قلت إن الدنيا فيها غير السياسيين الذين يملأون علينا خياشيمنا.
من في الدور؟ في رأيي المهندس كمال علي محمد.

مشروع الجزيرة بالكاميرات..!!

كُتب في: 2008-01-31 الصحافة

في يوم السبت الذي يشبه الجمعة، غير أن الامام لا يصعد المنبر، عرض علينا تلفزيون جمهورية السودان مشروع الجزيرة لمدة ثلاث ساعات، عُرض المشروع وكأنه سجادة خضراء، أو كأنه سهل من سهول كندا أو استراليا. أولاً اعترف بأني لم أشاهد كل الساعات الثلاث، حيث تخللها وقت صلاة العصر.
* هل حقاً هذا المشروع «كله» بهذه الروعة؟ وماذا لو لم يعترف الأخ رئيس مجلس الإدارة بأن كل عيوب المشروع الكبير لن تصلح في موسمين والأمر يحتاج وقتاً.
* لو انتهى اليوم المفتوح بدون هذا الاعتراف من رئيس مجلس الإدارة، لطالبنا الدولة بوقف استيراد اللبن المجفف فوراً، ووقف استيراد القمح. لا بل سنقول إن ليست في الزراعة أية مشكلة، وما على وزارة الزراعة إلا التفكير في التوثيق وليس التسويق. ولنا ان نسأل هذا العرض لمن؟!
* لو قالوا إن بقرات «أبو جن» «100 بقرة» هي مثال لسكتنا، ولكن قالوا هذا إدخال الحيوان في الدورة الزراعية.. يا للطموح..!!
* لو قيل لي لخص في جملة واحدة مشكلة مشروع الجزيرة لقلت: لا أحسب أن على سطح الأرض من يملك «20» فداناً، وهو فقير غير مزارع مشروع الجزيرة.
الحديث عن القطن لم يتطرق لأسباب نقص المساحة المزروعة من «600» ألف فدان إلى «85» ألف فدان. ولم يتطرق لأسباب عزوف المزارعين عن زراعة القطن وتحولهم إلى زراعة البطيخ. «ونفس الوجوه ونفس الكلمات وكأن شيئاً لم يكن».
* في سنة 1998م حصلنا على حسابات القطن - لمرة واحدة في العمر - خرجنا منها بأن العائد على المزارعين من القطن فقط «6%» من جملة مباعه، مع ملاحظة أني لم استخدم كلمة أرباح، وهي ليست صحيحة البتة، ولن تصبح أرباحاً إلا إذا خصمنا منها كل الجهد اليدوي والسقاية، وكثير من النفقات المالية التي ينفقها المزارع على محصول القطن. والمزارع نصيبه من القطن ليس مربوطاً بيوم ولا شهر ولا سنة. وأحيانا تضع في خانة المحصول الاستراتيجي هذه الكلمة القاهرة المُسكِتة.
* لكل ذلك يوم تحرر المزارع بفضل من الله وقانون 2005م، تحرر أول ما تحرر من زراعة القطن التي لم تطالها تقانة ولا مكننة، وهي يدوية من يومها الأول إلى أسبوعها الثاني والثلاثين، جهدٌ السؤال عن عائده معارضة إن لم يكن كفرا أو هكذا أشاعوا.
* فَرح المزارعون بزراعة القمح لسببين، الأول هو أن زراعة القمح ممكننة من زراعته إلى حصاده، وسلعة سريعة العائد له الحرية في بيعها أو تخزينها بعد دفع تكاليفها نقداً أو قمحاً، ويمكنه بيعها جملة أو مجزأة «متناسين تجربة المزارعين مع مطاحن «س» العام الماضي». بعكس القطن الذي أسلفنا وأسوأ ما فيه آلية تسويقه.
* دعونا نتحرر من هذا الماضي الأليم، ونسأل هل مشروع الجزيرة الآن كما عُرض على الشاشة؟
* هل حقق العائد المجزئ للمزارع أو الدولة؟
* لماذا تقف الدولة بعيداً من هذا المشروع وتفكر وتنشئ مشاريع لا تبلغ معشاره؟
* ما هي عقبات هذا المشروع الضخم؟
* لماذا لم يذق المزارع طعم زراعته سبعين سنة؟ والدليل هذه القرى البائسة، وهذه البطون الممتلئة كبطون الحوامل. ولولا العائد غير المباشر من الزراعة المتمثل في التعليم، لبقيت قرى مشروع الجزيرة كقرى النيل الأبيض.
* هل الدولة راضية عن عائد المليوني فدان «بلاش من 200 ألف فدان، فقيل إنها غابات تخص اتحاد المزارعين.. مبروك».
* صراحة أن هذا المشروع مكبل بذوي المصالح الخاصة الذين استغفلوا الحزب، وجثموا على صدره عشرات السنين في تكرار إذا وصف بالملل صارت له مدحا.
* مشروع بهذه المعطيات يحتاج إلى وقفة من الدولة تعيد فيها الأمور لأهلها، وتثبت لقصيري النظر أن الخير وانطلاق المشروع بطاقته القصوى، سيعود عليهم وعلى غيرهم بخير مضاعف من هذا الفتات الذي يحرسونه، اللهم إلا إذا كانت متعتهم في بؤس الآخرين، هذا إن لم نقل في ظلمهم.
* كثيرا ما سمعنا أن التفات الدولة سيكون للزراعة، وأن البترول سيوظف للزراعة.. ولعمري هذا لا يختلف فيه راشدان.. كيف تستورد دولة بهذه الخيرات وهذه الإمكانيات حليباً مجففاً؟؟؟ كيف تستورد قمحاً؟
* معكننات مشروع الجزيرة أوضح من الشمس، ولكن من يقف لها؟ إلى متى هذا المشروع لذوي المصالح الخاصة الضيقة؟
* صراحة لا أرى شيئاً يستحق الاستيراد غير الإرادة والضمير.

الولد الشاطر في التلفزيون

كُتب في: 2008-01-29 الصحافة

يُحكى أنه في مدرسة من المدارس وفي فصل من فصولها كان عدد التلاميذ أربعين تلميذاً. هذه المدرسة ينقصها الكثير لتسمى مدرسة أبوابها مخلعة وشبابيكها بعضها موجود وبعضها خلعه الزمن،سبوراتها محفرة، كراسيها مكعكعة المدرسون يتفضلون على التلاميذ تفضلاً بتعليمهم أي دخول الفصل نافلة وليس فرضا.
سبحان الله لهذه المدرسة مجلس آباء ومجلس الآباء يضم أولياء أمور التلاميذ وعدداً من المدرسين ومدير المدرسة مقرراً.?هذا المجلس يفرض على التلاميذ - وهذا حالهم - رسوما دراسية لتسيير المدرسة.?الذي يدفعه التلاميذ من رسوم لا يعود على حال مدرستهم ولكن يكفي لتسيير مجلس الآباء.
أولياء أمور التلاميذ لا يعرفون عن التعليم كثير شئ وسندوا الأمر لمجلس الآباء والمدرسين.والمدرسة تسير بهذه البدائية والتلاميذ بالكاد ينالون من التعليم أقله وشيء لمحو الأمية أقرب ولكن على الأقل هؤلاء هم التلاميذ يروحون ويجيئون من البيت إلى المدرسة.وإذا سألوهم ألكم مدرسة؟ قالوا نعم.
سبحان الله تفرد ولد في هذه المدرسة أي بها ولد واحد فقط شاطر والباقين للامية اقرب. مجلس الآباء صار يتحدث عن هذا الولد الشاطر بمناسبة وبلا مناسبة ويحكي عنه في كل مجالس المدينة. المجتمع يسمع ويحسب أنها مدرسة عادية وبها ولد شاطر وواقعها يقول ان ليس فيها غير هذا الولد الشاطر.

مجلس آباء المدرسة لم يكتفِ بالتفاخر بولده الشاطر في المجتمعات المحلية ولم يقدمه في المحيط المحلي من محلية ومحافظة وولاية.
مجلس الآباء لم يستدع الإذاعة لتجري مقابلات مع تلميذها الوحيد وكيف هو شاطر في مادة الرياضيات وهو الحافظ لكتاب الله وذو اللغة السليمة والخط الجميل.
ولم يشركه في برنامج تلفزيوني ضمن آخرين بل مجلس الآباء استدعى التلفزيون ليحضر ويجري مقابلات مع الولد الشاطر وجاء التلفزيون وأجرى لقاءاً مع مدير المدرسة يحدثه عن هذا الولد الشاطر وتحدث للتلفزيون كل مجلس الآباء كل واحد يحدث عن هذا الولد الشاطر المؤدب.
مقدمو برنامج التلفزيون ما كانوا يسألون عن التعليم ولا عن حال التعليم في المدرسة ولم يقارنوا حال المدرسة بالمدارس الأخرى ولم يسلوا مجلس الآباء عن أهداف مجلسهم ولم يسلوهم كيف تكوّن مجلس الآباء ولا عن خططهم.
كل من رأى الولد الشاطر في التلفزيون حسب أن المدرسة عادية وبها ولد شاطر ضمن آخرين وما علموا أن ليس فيها غير هذا الولد الشاطر، والباقون للأمية أقرب.

حديث سكر من جيمس

كُتب في: 2008-01-24 الصحافة
* في أنباء هذا الأسبوع وتحديداً الجمعة، خرجت علينا الصحف بالخط العريض «إيقاف استيراد السكر» الصحافة. «حظر استيراد السكر» الرأي العام.
ومضمون الخبرين أن السيد وزير التجارة جيمس كوك أصدر قراراً بإلغاء تراخيص استيراد السكر. وذلك لعدة أسباب. منها أن سعر السكر المستورد أقل من السكر المحلي!!! وهنا العجب. والعجب الثاني أن «أن الوزير أوضح أن سعر جوال السكر ينبغي ألا يتجاوز مبلغ 40- 50 جنيها فقط. وقال إن السبب الرئيسي لارتفاع سعره لدى وصوله للمستهلك، دخول الوسطاء والخلل في عمليات خروج السكر من المصانع إلى الموزعين» «الرأي العام» الجمعة 18/1/2008م.
هؤلاء الإخوة الجنوبيون ممتعون جداً، وأثنيت على الدكتور لام أكول يوم كان وزيراً للخارجية، حيث قال لقناة «العربية» يوم 14/6/2006م: «أن ليس هناك اختلافاً بين أهل السودان، ولكن الاختلاف اختلاف سياسيين».
* وها هو جميس كوك يقول سعر الجوال بين 40 و50 جنيها. غير أني أختلف معه في الأسباب التي ذكرها، اللهم إلا إذا كان يقصد بالوسطاء الحكومة نفسها. «بالمناسبة الآن يصل جوال السكر زنة 50 كيلوجراماً للمستهلك بمبلغ 108 جنيهات».
* قبل أربع سنوات أجريت دراسة لسلعة السكر ونشرتها في هذه «الصحافة». واخترت لها عنواناً هكذا «سكرنا مالح». خلاصتها أن هذا الشعب يدفع للحكومة في تلك السنة «600 مليار جنيه بالقديم طبعاً» من خلال سلعة السكر فقط هذه الـ «600» مليار يدفعها الشعب للحكومة في فرق السعر بين المصنع وآخر محطاته التي هي المستهلك، تخيل كم من الفقراء يدعم هذه الحكومة من خلال السكر؟ عجبي..!!
من يصدق أن هذا المنع الحكومي ستقابله نفقات لحراسة الحدود ومراقبة بنفقات عالية. ولو حرر السكر لذاق طعمه المواطن الفقير، فلماذا تحرس الحدود السكرية ؟الإجابة في غاية الغرابة، لأن سكرنا السوداني عند جيراننا ارخص سعراً من سعره في الداخل.
* دعونا نتعامل بعلمية. وعلى الحكومة قبل كل شيء أن تدرس اثر تحرير السكر ايجابياته وسلبياته، وأين تصب هذه المليارات التي تتحصلها الحكومة من المواطنين؟ كم من السعرات الحرارية تنقص الفقراء من قلة السكر لديهم؟ ومن أين يعوضونها؟
كم تنفق الحكومة على حراسة الحدود ومراقبتها لمنع التهريب؟ أين ذهبت المليارات التي انتزعتها الحكومة من أفواه الفقراء عبر سلعة السكر؟
* ألا ترون أن الشعب لم يستطع أن يفرح بسكر النيل الابيض؟

تعليم الكاملين في الورشة

كُتب في: 2008-01-20 الصحافة

تعليم الكاملين في الورشة
إذا قال أحدهم إن سيارتي في الورشة علم السامع أن سيارة صاحبه بها عطل. ويعلم السامع ضمناً أن صاحب السيارة حريصٌ عليها ولا يهملها ولا يسير بسيارته كيفما يتفق حتى تتراكم عليها الأعطال وتمنعها الحركة. نعم، تعليم الكاملين كالسيارة المستعملة تماماً ولم تصن منذ وقت طويل، ويبدو أن تعليم الجزيرة كله في حاجة إلى صيانة.
دخل أدب الورش إلى محلية الكاملين، وهذه طفرة في حدِّ ذاتها جديدة فالاستعانة بالمختصين لا يستغني عنها جاد، ومهما كابر السياسيون فإنهم في حاجة إلى خبرات المختصين. فالمجالس التشريعية(كنكش) عليها أشخاص صارت السياسة مصدر رزقهم، ومعظمها بالتعيين السياسي.
أقامت محلية الكاملين في هذا الشهر ورشتي عمل، الأولى للتعليم قبل المدرسي والتعليم الأساس، كانت بجامعة القرآن الكريم بالكاملين. والثانية لأسباب تدني التعليم في المرحلة الثانوية والتعليم الصناعي كانت بالقاعة الدولية بمدينة جياد الصناعية.
كلا الورشتين خرجت بتوصيات تنتظر جدية المنفذين التي لا نشك في طاقاتها الجديدة، ولكن الشيطان في التفاصيل، وشيطان التعليم في نصيبه في الميزانية العامة وميزانية الولايات. قالوا إن بنداً لصرف الضيافة في القصر لو حُوّل للتعليم لتغير حاله (180) درجة -كما يقولون-. (بالمناسبة التحوّل (360) درجة يعيد الأمور إلى وضعها الأول فاهمين وللا أعيد!!).
أكبر المكاسب من ورشة جياد أن الناس علموا أن بداخل جياد أناساً من طينتهم يأكلون كما نأكل ويشربون كما نشرب وليسوا من سماء آخر ويريدون الرفعة للسودان كافة.
وأفرحت جياد على لسان الأستاذ أحمد عبد الرحمن نيابة عن مسؤول تعليم جياد الباشمهندس حسن عثمان مدير شركة الكوابل أفرحت المنطقة التي حولها وبدأت بعلاج أصعب مشاكل المنطقة وتبرّعت بإنشاء مدرستين ثانويتين نموذجيتين يتم القبول لهما بالتنافس بين الطلاب ليُقبل بها أعلى المستويات وتكون حافزاً للطلاب ليتنافسوا عليها. وهو نهج خرطومي، الشيخ مصطفى الأمين أقام وقفاً تعليمياً ضخماً هو مدرسة الشيخ مصطفى الأمين النموذجية ويصرف عليها بعده أولاده. كيف لا تقوم جياد بمثل فعل رجل؟ لسان حال جياد اسمعه يقول بل أكثر وقد نفيض خيراً على المنطقة كما أفاض سد مروي على منطقته.
بقي أن نقول، شرّف الورشتين الأستاذ نور الدائم حسين وزير التربية والتعليم بولاية الجزيرة والأستاذ عبد المنعم الترابي معتمد محلية الكاملين، وتعهدا بانفاذ التوصيات التي تخرج بها الورشتان.
هناك توصية شرعية يجب أن تكون عاجلة التنفيذ وهي إعادة انتشار المدرسات في مدارس البنين بالمرحلة الثانوية.

افتتاح كشك بسط أمن شامل

كُتب في: 2008-01-16 الصحافة

كدت ان أن اكتب العنوان هكذا (وزير داخلية ووالي يفتتحان كشك بسط أمن شامل) ولكن تذكرت ماضي الرجلين العلمي والعسكري وما يوجب ذلك من احترام لهما وكسبهم الماضي.
صراحة الأدب الاحتفالي كله لا يعجبني وكثير من الاحتفالات عدمها خير منها.وكثير منها مضيعة للوقت ، وقت الدولة الرسمي والشعبي هذا غير التكاليف المادية للاحتفالات وهذه اللحظات التي يقص فيها السيد وزير الداخلية البروف وبجانبه الفريق أول ركن شريط بسط امن شامل سبقها إهدار وقت كبير لمنسوبي الإدارة المُفتتحة وضاعت في أثناء التجهيز حقوق مواطنين وأيام إنتاج إذا جمعناه علمنا لماذا نحن ( فقراء وثرثارون ).
في وقت يقيم فيه الولاة المشاريع الكبرى ينشغل ولاتنا بسفاف الأمور والمهرجانات والمؤتمرات وقصور الثقافة وقصور الضيافة والورش التي هي للاحتفالات أقرب إذا لم تنفذ توصياتها.
بالله هل هناك ادنى مقارنة بما صارت عليه ولاية البحر الأحمر في أعوام محمد طاهر ايلا الثلاثة وبين ما نُفذ من مشاريع في ولاية الجزيرة على مدى سنين الإنقاذ كلها؟ طبعا المقارنة بالخرطوم ليست واردة وكأنها ولاية من بلد آخر ويقوم عليها رجال من صنف آخر.
فرحنا بطريق وطريقين وبكهربة قرية وقريتين وبالبئر والبئرين فإذا بغيرنا ينفذ مئات الكيلومترات المسفلتة ويضيء ليالي ولايته كلها.رب قائل لتلك الولايات دعم اتحادي لماذا لا يطال ولايتنا الدعم الاتحادي؟؟؟ ألف علامة استفهام وألف إجابة.
وقبل أن نلوم الحكومة الاتحادية لننظر لواقعنا هل صرفنا ولايتنا يذهب الى ما ينفع الناس وبالعدل في بنوده.
كم بنود الصرف في ولاية الجزيرة على قصر الضيافة؟؟ سؤال همس به الناس كثيراً هذا القصر هل هو دليل على كرم ولاية الجزيرة أم على سفاهتها؟
( السفيه في الشرع الذي لا يحسن التصرف في ماله).
ما صرف على هذا القصر وما صرف عليه كم مدرسة من مدارسنا البائسة كان سينقذ؟
نعود لافتتاح كشك بسط الأمن الشامل إذا كان الوزير والوالي يفتتحان كشك بسط امن شامل ماذا سيفتتح رئيس قسم الشرطة؟ قميص جندي أم تربيزة؟. ورئيس اللجنة الشعبية ماذا يفتتح؟ هذا إذا رضينا بأدب الافتتاحات ولن نقبل بافتتاحات إلا في حجم تعلية خزان الرصيرص.
بحثت عن شيء يستحق الافتتاح في مشروع الجزيرة ولكن وجدت كل الأماني ترتد إليّ وتقول إنك تحلم.
تنويه واعتذار :
سقط اسم كاتب عمود الأحد( الجزيرة التي تنتحب) والتعليق عفواً د.عوض الكريم عوض الله
تعليق الكاتب على مقال الأحد:-
أخي الدكتور عوض الله ورغم كل ذلك لم تقل البغلة في الإبريق.والعيب ليس في قانون مشروع الجزيرة ولكن..............

الجزيرة التي تنتحب

كُتب في: 2008-01-13 الصحافة

مررت على الجزيرة وهي تبكي ** فقلت علاما تنتحب الفتاة
فقالت كيف لا أبكي أهيـــلا ** من الإنقاذ قد ولوا وفاتوا
رسالة إلى أهل الإنقاذ:
نعم، تنتحب الجزيرة وتبكي بكاءً مرّاً وتنادي يا أهل الإنقاذ تعالوا وخذوا بيدي وإما أن أموت موتاً لا حياة بعده.
كم كنا نستمع نحن أبناء الجزيرة لهذه الاستغاثة من أهلنا في الجزيرة ولكن ليس باليد حيلة. فقط ذات مرة حرّكت هذه الاستغاثة مشاعرنا وكان لا بد من نقلها إلى المسؤولين في الخرطوم. واجتمع نفر من أبناء الجزيرة في الخرطوم وانتدبوا ثلاثة منهم لمقابلة الأستاذ علي عثمان محمد طه، وأوفدوا الأستاذ الطيب محمد عثمان الواعظ، الأستاذ محمد عبد المعروف، وشخصي الضعيف عوض الكريم عوض الله. قابلنا نائب رئيس الجمهورية في منزله وقلنا له نحن لسنا اتحاد مزارعي الجزيرة ولسنا اتحاد مزارعي السودان، وكلنا من أبناء الجزيرة جئنا لننقل لكم الشكوى التي يجأر بها أهلنا في الجزيرة.. حدثناه عن كل ما سمعناه وعرفناه عن الحال التي آل إليها مشروع الجزيرة، وقد أمَّن على كل ما قلناه، وقال لنا: نحن الآن بصدد قانون جديد لمشروع الجزيرة وقد صدر القانون وطبّق ولكن هاكم نتيجة التطبيق حسب ما ورد من أهلنا المزارعين.
1- القانون ألغى وظيفة الباشمفتش وأسند ري المحاصيل للجان في القرى تتابع نزول الماء في القنوات والترع ولا يملك الواحد من هؤلاء وسيلة مواصلات حتى يذهب عشرات الكيلومترات بحثاً عن انسياب الماء، والباشمفتش الموجود في المكتب أصلاً حرم من ممارسة عمله الطبيعي وهو مراقبة المياه في الترع الرئيسة والفرعية وقطع القانون صلة المفتشين بالزراعة والري وهذا خطأ كبير أدى إلى مشاكل كبيرة في المشروع.
2- الخطأ الجسيم في قانون مشروع الجزيرة أنه أعطى المزارع الحرية في اختيار المحاصيل التي يريد زراعتها بنفسه ونتج عن هذا أن النمرة الواحدة المزروعة تجد ذرة وبامية وفول سوداني وطماطم وأحدث هذا ربكة لاختلاف وقت حصاد كل محصول عن الآخر.
وتحدث لنا أهلنا في عطلة العيد عن أن هذا القانون كارثة حلّت بنا وبالمشروع ويجب إزالة هذه الكارثة بالسرعة المطلوبة.. سألناهم عن الحل الذي يريدونه. قالوا الحل أن تكلّف الحكومة الأستاذ علي عثمان ليعسكر في الجزيرة كما عسكر في نيفاشا بدلاً من (28) شهراً فقط (28) يوماً مع فنيين صادقين وتنفيذيين صادقين مشهود لهم بالكفاءة والمروءة.
إن هو فعل هذا أو قريباً منه سيتحوّل حال الجزيرة وسيعود أبناؤها الهائمون على وجوههم في طرقات الخرطوم.
والله المستعان..
<<<<<<<< قودوين يوقع للنصر الإماراتي بجانب ايداهور أمس
الجراح يهدد بالجوء للفيفا ورئيس النصر يهديء اللعبة
في وقت متأخر قامت ادارة نادي النصر الاماراتي امس بتوقيع اللاعب قودوين معارا في كشف النادي، بجانب محترف المريخ السابق ايداهور، ويتقدم اليوم الاتحاد الاماراتي بطلب للاتحاد السوداني بنقل كرتي اللاعبين الى نادي النصر الاماراتي..
وعلمت الصحافة ان رئيس نادي النصر اجرى اتصالات مع إدارة عجمان للتهدئة والموافقة على انتقال اللاعب الي ناديه.

برافو ناس كدباس..!!

كُتب في: 2008-01-02 الصحافة

اذا لم تستح افعل ما تشاء.
الحياء شعبة من شعب الإيمان.
من تواضع لله رفعه.
* كتب الأستاذ محب ماهر في صحيفة «السوداني» تحقيقاً حول حادثة بل مأساة بنطون كدباس الذي لم يمتثل لأوامر «الشيخ» أحمد المجذوب وزير الدولة بوزارة المالية، ولم يعطه الأولوية ولم يُخرج له الدهماء من الناس والسيارات «الجربانة» من البنطون ليعبر السيد «الشيخ» احمد المجذوب بسيارته الفاخرة. ولسان حال الوزير يقول كيف يعبر هؤلاء النهر قبلي وأنا الوزير؟ أية دولة هذه وأين هيبة الدولة؟ «لا حكاية هيبة الدولة تبع المعتمد بعدين نرجع ليه».
* هذا وزير المشروع الإسلامي المتأدب بأدب الإسلام، والذي يُفترض فيه أن يمارس «يؤثرون على أنفسهم» عملياً وحب لأخيك ما تحب لنفسك.. وينتظر الأجر من الله في كل صغيرة وكبيرة، أو هذا عشمنا فيه. ولكن الرجل أسكرته السلطة وصار يرى الناس صغارا صغارا صغارا، وما عرف المسكين أن السلطة زائلة والدنيا كلها زائلة.
* ويحق لنا الآن أن نقول من أين جاء هؤلاء؟ ولكننا نعرف من أين جاءوا، وعلينا أن نستبدلها بكيف صار هؤلاء؟
* والسوداني بطبعه يمقت الاستفزاز ولو نزل «الشيخ» الوزير من سيارته الفاخرة، وصافح المواطنين، وبارك عليهم العيد أقسم - ولم أرهم - أنهم كانوا سيعطونه الفرصة، هذا إذا لم يحلف عليه أحدهم بأن يشرب الشاي أو القهوة معه على الضفة الأخرى من النهر. ولكن أن يستكثر عليهم حتى أن ينزل زجاج سيارته أو يتحدث معهم، فهذا صلف لا يقبله السوداني مهما كان مستواه.
* السيد المعتمد زاد الطين بلة، وحاول استخدام السلطة والشرطة في سوء تصرف يحسد عليه.
* بالله ماذا لو قال المعتمد بعد أن وجد السيَّارات في البنطون للريس: تحرك، بس من فضلك من هناك تعال بسرعة. وبعدها يفتح سيَّارة الوزير ويجلس معه في المقعد الخلفي، ويتبادلان الحديث في العام والخاص لنصف ساعة، ويسأله عن الميزانية الشرسة القادمة التي ستفعل ما فعله ماو في الصين، وستقضي على كل الطبقات الدنيا.. بالله لو فعل المعتمد هذا، أما كان سيكسب الموقف له ولوزير دولته التي يطالبان بهيبتها التي تقصفها تشاد بالطائرات وتحتفظ بحق الرد.
* أيها المعتمد أية هيبة للدولة تريد وأنت تستصغر مواطنك أمام الوزير؟ كيف ستقابل هؤلاء المواطنين بعد أن يغادر الوزير الذي ربما لا تلقاه بعد اليوم إلا أمام رب العالمين، وأنت وهو وأهل كدباس حضور بين يدي الله؟
* لا حل لهذه المعضلة إلا أن يعتذر المعتمد والوزير لاهل كدباس في كل وسائل الإعلام.
* والى أهل كدباس ألف تحية.. وللذين لم ينزلوا للوزير من البنطون.. هذا عشمنا فيكم.. والله يحفظكم.. وإن لم تفعلوا ذلك فلا خير فيكم ولا في جعليتكم ولا سودانيتكم.
* وباسم المشروع الحضاري جاءوا.. ولكن كيف صاروا؟

قناة الشروق: خليناها ليكم

كُتب في: 2007-12-27 الصحافة

* السماء مفتوحة وكل يوم قناة جديدة، ولكن العبرة في منْ يصمد.
* انتظرنا طويلاً بث قناة «الشروق»، ولقد كانت فترة الانتظار طويلة «مدة حمل الإبل 12 شهراً». وأخيراً خرجت علينا «الشروق» ولسان حالها يقول لقناة أم درمان أو لتلفزيون أم درمان المبثوث عبر الأقمار الاصطناعية، خذ جماهيرك وسنحوش الهاربين منك. «طبعاً كثير من جماهيره هم من الفقراء الذين لا أطباق لهم».
* تلفزيون السودان ذو الشعار البهي لا نملك إلا أن نشاهده ولو لساعة في اليوم. هذا التلفزيون تسيطر عليه مجموعة كما الحال في كل مؤسساتنا حتى السياسية منها، انظروا إلى أحزابنا ولا تخدعكم التي عقدت مؤتمراتها والتي لم تعقد، أروني حزباً تعاقبت عليه الأجيال؟ ليس في القيادة فهذا داء قديم وصل لمرحلة اليأس كالأمراض المزمنة.. كل أحزابنا متكلسة، ومعظم جامعاتنا متكلسة وتحتكرها فئة ولا تؤمن بالأجيال القادمة. «استثني الهيئة القومية للكهرباء».
* عندما غرق تلفزيون السودان ولم يفلح في إطلاق قناة فضائية تقدم للعالم غير التي تقدم لمواطنيها، أطلق تلفزيونه بعجره وبجره، وبذا فقد الكثير من مشاهديه إلا المضطرين من جيلي، ولكن جيل أبنائنا يصعب أن تجده يشاهد القناة السودانية أو تلفزيون أم درمان.
* اسأل هل في هذا التلفزيون دائرة بحوث؟ وإن كان الأمر كذلك، إلى متى طق الحنك يسيطر على هذا التلفزيون أربعة كراسي أو خمسة وهاك يا طق حنك، وممكن نسمع أغنية. وثانية التلفزيون لا تكون لها قيمة إلا مع الإعلان، عندها تكون الدقيقة ثمينة جداً، وعند الحكي والتحكر يرخص الزمن.
* قناة «الشروق» حرة في ما تقدم، وليس وراءها وزارة ولا ميزانية عامة «هذا مبلغ علمنا». في الأيام الماضية شاهدتها كثيراً، وأكثر ما أعجبني فيها برنامج الأطفال، برنامج تعب القائمون عليه وبذلوا جهداً يشكرون عليه، وقدموه بصورة تعليمية ومستقبلية، فالمركبة الفضائية والكنز المبحوث عنه واللغة أشياء جميلة. وتتمتع القناة بمراسلين أكاد أقول في كل مدن السودان.
* كما شاهدت برنامج «ساعة شبابية» رغم أن المشاركين كلهم من الخرطوم بل من شرق الخرطوم، ولكن لا ضير، فلم يعد لهم مكان في تلفزيون أم درمان بعد تقسيم الثروة والسلطة، فكانوا أول الفاقدين لأماكنهم في تلفزيون السودان. وذهبوا لقناة «الشروق» ولسان حالهم يقول: خليناها ليكم.
* وإن كان من نَقد «نَقد بالفتح ولم اقل نُقد بالضم» نقدنا لقناة «الشروق» لماذا المذيعون غير السودانيين؟ هل رأيتم كيف أبعدت قناة «الجزيرة» كل السودانيين من أمام الكاميرا اللهم إلا في الحج، حيث ظهر في العام الماضي صديقنا فوزي بشرى ذو الصوت الجهوري واللغة السليمة، وهذا العام محمد كبير الكُتبي، وعندما يكون الاستطلاع أو التقرير من وسط أفريقيا، يظهر صديقنا العزيز أمير صديق.
* إلى الأمام قناة «الشروق» وما أحلاها من قناة بلا كارور بلا جارور..!!

العيد والوادي المتصدّع

كُتب في: 2007-12-25 الصحافة

العيد مبارك عليكم جميعاً
فشلت الأجهزة الحكومية في تحديد مكان وزمان حمى الوادي المتصدّع، ولعمري لهو عجز مؤسف. وأكثر الحلقات فيه إيلاماً هي تلك العينات التي بعثوا بها لخارج الحدود وانتظار النتائج. جامعاتنا أين هي؟ مراكز بحوثنا أين هي؟ وزارة الثروة الحيوانية كيف تريد أن تنافس بثروتنا الحيوانية (عفيناها من السمكية)؟ وإذا كان ما نسمعه صحيحاً إن الثروة الحيوانية (127) مليون رأس، نقول لهذه الرؤوس كان الله في عونك المسؤولون عنك لا يفلحون إلا في ملء الوظائف وعقد المؤتمرات وحين يجد الجد تُحجزي في بورتسودان في انتظار نتائج جنوب أفريقيا!! وتعودين بعد أيام الانتظار جائعة وهزيلة إلى حيث خرجت أو تباعين في طريق العودة بمبلغ زهيد. معليش خرافنا فإنساننا ليس أكرم منك.
اتصل بي صديق مهنئاً بالعيد ويسأل هل ضحيتم قلت: نعم..
استغرب جداً: كيف، أولا تخاف النزفية؟
قلت: سأحكي لك قصة صديقنا الطبيب البنغالي مشتاق الذي جاء للسعودية في مطلع ثمانينيات القرن الماضي من لبنان حيث قضى بلبنان خمس سنوات هي أشد أيام الحرب الأهلية، وسألناه كيف قضيت خمس سنوات في لبنان ولبنان لا نسمع عنها إلا التفجيرات والنيران؟ يومها لم تكن هناك قناة (الجزيرة) ولا قناة (العربية) ولا قناة (الحرة) ولا (cnn). وإذاعة الـ(بي.بي.سي) تسيطر على كل العالم.
قال الدكتور مشتاق وكل هذه السنوات الخمس لم أر ناراً ولم أسمع صوت رصاصة. الإعلام هو الذي يصوّر متراً ملتهباً ويوهمك بأن لبنان كلها نار.
وبنفس هذه الطريقة المشتاقية لم أر شخصاً ينزف ولا حيواناً ينزف، وعندما شاهدت تقرير وزارة الصحة بولاية الجزيرة ليوم في الشهر الماضي كانت الأصفار تملأ مربعاته اللهم إلا من مربع أو مربعين.
مجرّد ملاحظة لم أر عزوفاً في أريافنا من الأضحية ولكني سمعت من كثير ممن يسكنون المدن خوفاً واحجاماً عن الأضحية. ألا تحتاج هذه الظاهرة إلى دراسة علمية؟ وليكن مدخلها التوكل على الله بين الريف والمدن أو حب الدنيا والخوف من الموت بين أهل المدن وأهل الأرياف.
ولكن من كل هذا لنخرج بنتيجة واحدة واجبة العلاج هي ضعفنا العلمي ويجب أن يكون هناك معمل علمي يُرجع إليه في أي وقت ويضج بالعلماء والفنيين وجاهز بل يتقدّم المصائب ويطلعنا قبل أن نسأله.
ويجب أن يكون هناك تنسيق بين الأجهزة الحكومية وزارة الصحة ووزارة الثروة الحيوانية والإعلام ليعطوا حقائق منسجمة. أما إقناع الناس بصورة المتعافي (يملخ) ورك دجاج أو يشرب لبناً فهذا يحتاج لدراسة مسبقة.

هل تقبل وزارة المالية الحرام؟

كُتب في: 2007-12-06 الصحافة
:
ان تزاد القيمة المضافة في سنة واحدة مرتين وترتفع من 10% الى 12 % والمبرر تأخر بعض آبار النفط والميناء مما سبب عجزاً مالياً وقبلنا. وان تزاد مرة أخرى ضريبة القيمة المضافة من 12% الى 15 % ما المبرر؟ وبرميل البترول بين 90 و100 دولار ما المبرر هذه المرة ، لا أرى مبرراً لذلك إلا سهولة تحصيل القيمة المضافة والتي تحصل فور دخول أية سلعة وينتظر المورد تحصيلها بعد سلسلة طويلة من المستهلك.
غير أن هناك قيمة مضافة يسيل لها لعاب «أتخن تخين» تلك التي تتحصل من مشتركي الاتصالات والذين بلغ عددهم - إذا صحت الإحصاءات 6 ملايين مشترك - هؤلاء الثرثارون بلغ ربح إحدى الشركات منهم العام الماضي 800 مليون دولار، تخيل هذا الربح بعد المرتبات الرائعة والسيارات الفارهة والمباني الجميلة والجوائز اليومية القيمة، وربحت هذه الشركة هذا المبلغ المهول من هذا الشعب « الدايش » كم دفع المستهلكون من قيمة مضافة لوزارة المالية ومقدارها يومها 10 % لا انتظر إجابة من احد فمثل ما للدول أسرارها العسكرية فللجباة أسرارهم.
غير أن الذي يحيرني ويحير كل رشيد أن هذه الشركات مطففة مطففة تأكل أموال الناس بالباطل ليل نهار من يتحدث ثانية أو ثانيتين تحاسبه الشركة بدقيقة كاملة أي أنها تُدخل في جوفها مالاً حراماً لكل الثواني غير الفعلية. وليس هناك من مبرر تقني لهذا الفعل في زمن التكنولوجيا هذا وحكاية السيستم system كلام لا ينطلي على عامي ناهيك عن بلد الجامعات فيها بلغت ال 26 جامعة.
طبعاً كتبنا في ذلك كثيرا وسنظل نكتب ويقال ان غيرنا ذهب بالأمر أكثر من ذلك وأوصله للقضاء ولكننا لم نقف على نتيجة ذلك.
جديد قولي في هذا ألا تعلم وزارة المالية مصدر هذه القيمة المضافة من الاتصالات خاصة وأنها مال إن لم نقل مسروقا فهو مال مغصوب؟ هل تقبل وزارة المالية بهذا المال؟ أسال وأسأل إلى أن أجد إجابة كيف تركت هذه الشركات تمص من دم ضعفائنا من طلاب جامعات يأكلون وجبة واحدة او وجبتي طعمية ليشحنوا هواتفهم؟ وبعد ذلك تريد وزارة المالية 15 % قيمة مضافة جلها ثواني محسوبة بالتطفيف.
هل ننتظر من المجلس الوطني أن يفرض على شركات الاتصالات عبر الهيئة القومية للاتصالات ان تحاسب بالثانية والملي ثانية؟ ليدخل جوف وزارة المالية مال حلال، ويتحول كثير من الرصيد إلى بطون طلاب وطالبات أجاعتهم الدولة والهواتف.
إن لم يحدث شيء من هذا سنرفع أيدينا لله دعوة ليس بينها وبينه حجاب.

حكومة بورتسودان تتقدّم شعبها

كُتب في: 2007-12-09 الصحافة

كتبت في فبراير 2006م في هذا المكان بعد رحلة لبورتسودان تحت عنوان: (سنعيدها سيرتها الأولى)، مشاهدات من المدينة بعد تغيّر وجهها وصارت نظيفة وممتعة.. وها أنا أعود إليها بعد سنتين تقريباً وأجد العجب العجاب.
المدينة اليوم لا يعرفها من يعرفها. جديدة، جميلة، مضاءة إضاءةً تحسدها عليها الخرطوم، مش مدني ولا كوستي. ما من شاطئ إلا وصار منتزّهاً ومتنفّساً صراحة، أخذنا صديق بسيارته وطاف بنا ليلاً بكورنيش جديد شبهته فوراً بكورنيش رأيته في أبو ظبي قبل عدة سنوات، وقلت إن مهندس هذا الساحل لا بد إقتبس فكرة أبو ظبي (نفس الملامح والنظرة ذاتا وبسمتو).
أما عن الطرق داخل المدينة أمرها عجيب عجيب لا تذكّرك إلا بالسعودية، ما من شارع رئيس أو فرعي إلا صار مسفلتاً، كيف لا والوالي محمد طاهر إيلا وزير طرق سابق، صب كل خبراته (الطرقية) في مدنه، ولا أقول مدينته لأنني سمعت أن سواكن وجبيت نالهما نصيب دسم من سفلتة الشوارع. للمفارقة، بعض البيوت الأسفلت الذي يمر أمامها أغلى تكلفةً منها (مش في الخرطوم قالوا في واحد سفلت الطريق إلى بيته من المال العام ليقال إنه من علية القوم؟) إذا كان المقياس شارع الظلط أمام البيت فناس بورتسودان كلهم اليوم من علية القوم.
ما يقلق حكومات الخرطوم منذ الاستقلال أن طموحات شعبها أكبر منها، وهذا له معنيان إما ضعف الحكومات أو وعي المواطن العكس تماماً في حكومة بورتسودان (لن أفسّر)، ولكنها فرصة طيبة لحكومة ولاية البحر الأحمر لتمسك بالمواطن وتطوّره حضارياً رغم أنفه وتظل في هذا السباق وتنال الأجر من الله. وتحرج حكومات كثيرة لا تضع منهجاً ولا خطة وطق الحنك والنميمة وأكل لحم البشر يكبلها عن كل فعل حميد.
هذه مشاهدات من لم يبحث كثيراً في بواطن الأمور ولم يقف على اتفاقية الشرق إلا عبر وسائل الإعلام. غير أن الذي سمعته وقرأته منها يطمئن على أنها يقوم عليها عقلاء تطوير شرقهم همٌّ من همومهم (هذا الاستثناء لأنني لم أجد سياسياً ذا حياء وطالب باقتسام الثروة فقط كلهم يلحقونها باقتسام السلطة).. هذه الاتفاقية بها مشاريع تنموية محسوبة ومنصوص عليها.. عدد من المدارس والآبار والمستشفيات ومشاريع زراعية وخلافه.
أخطر ما في الأمر حكاية أن يكون الإخلاص في العمل مربوطاً بالموطن الصغير فهذا تقسيم للسودان موقوت كالقنبلة الموقوتة أي مربوط بوقت. وبذا نكون قسمنا السودان دون أن ينص على ذلك في اتفاقيات.

حجاج بالمال العام

كُتب في: 2007-12-02 الصحافة

في المدرسة الأولية درسنا أركان الإسلام والأركان الأربعة الأولى لم يذكر فيها استثناء، الشهادتان والصلاة والصوم والزكاة، وعند الركن الخامس شرط واضح حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا. وتوسّع العلماء في الاستطاعة، ولكن يهمنا هنا الشرط لماذا رغم أن الاستثناءات في الصوم والصلاة موجودة غير أنها لم ينص عليها في هذا الموقع إلا الحج لمن استطاع إليه سبيلا.
في كل سنة وفي مثل هذه الأيام يبدأ الناس في وداع أقربائهم من الحجاج، وفي الأرياف معلوم من سيحج هذا العام ومن أين له بمال الحج إما رجل مقتدر أو زوجة مقتدرة أو مغترب أرسل نفقة الحج لامه أو ابيه أو لهما معاً وهكذا.
غير أن هناك نوعاً من الحجاج يظل عرضة لألسنة الناس، وهم أولئك الرسميون الذين يحجون على حساب الخزينة العامة، أو النقابيون الذين يحجون من اشتراكات الأعضاء. طبعاً لكل جهة من الجهات التي ذكرنا، ملف مبررات محفوظ، وأنه يأخذ حقه مقابل خدمته للناس سنة كاملة ومن حقه أن يروّح عن نفسه بهذا الحج (الملح)، وأخشى ما أخشى أن بعضهم يحسب أنه يحج بالمال العام ليغفر الله له ذنوبه تجاه منصبه من تقصير وعدم عدالة، ومن محاباة وتضييع للمال العام مجاملة أو خلافه.. وأحسب -والله أعلم- أنه سيزيد ذنوبه ولن يغفر له الله.. وأخشى ما أخشى أن يكون مبرر بعضهم «يا أخي غيرنا زمان كانوا بيعملوا بيها حاجات بطّالة جداً».
حتى الآن، ما دام الخوف من الله لا ينقر قلوب الكثيرين دعونا نستخدم الشفافية مع حجاج الميري هؤلاء فقط في نشرة الأحوال الجوية أو دليل سفريات اليوم بعد أن تعدد استعلامات المطار؛ الطائرات الرائحة والمغادرة، أن تضاف فقرة: وكان من حجاج يوم أمس من الرسميين فلان من وزارة كذا، وفلان من ولاية كذا، وفلان من محلية كذا، وفلان من نقابة... وفلان من اتحاد...
صراحة ما يزيد الأمر إيلاماً، هناك من اتخذ الحج عادة كل سنة حاج وأحياناً يأخذ في معيته الأسرة كلها.. من يوقف هؤلاء عند حدهم؟! ماذا لو خرج قرار بأن يحج الرسمي مرة واحدة فقط من المال العام أو من ماله الخاص ليكون قدوة للمسلمين الآخرين، ولا يضيّقوا على عباد الله بتكرار الحج؟! ولقد سمعت الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- يتحدّث عن عدم تكرار الحج وأبواب الخير كثيرة لينفق فيها ويتقرّب بنفقته إلى الله ويفرّج همّ مسلم قد يكون من رعاياه الذين يسأله الله عنهم وتحت رعايته..
(يا أخوانا البلد دي ناقصها ملك ولا شنو؟؟)..

أحبطتني قناة المعرفة

كُتب في: 2007-11-29 الصحافة

E-mail:ahmed4570@hotmail.com
أن تكتب في أسبوع واحد في موضوع واحد برؤيتين متناقضتين تماماً أمر يحتاج لشجاعة والحمد لله لا أظنها تنقصني. وإيماني بالتعليم كأولوية يفرض علينا أن نتجرّد من الأغراض الخاصة والمجاملة.
استهليت الموضوع السابق بهذه العبارة «وكيف لا يفرح مثلي بقناة المعرفة؟»، صراحة بلعت فرحتي يوم ذهبت ملبّياً دعوة الافتتاح، وكاد مؤشر فرحي يصل إلى الصفر لولا أنني حبسته عند الـ(5%).
كنت أحسب من صيغة الدعوة أن الأمر عام ولجميع أهل السودان، وذلك لأن في كرت الدعوة السيد وزير الإتصالات والسيد وزير التربية، حسبت أن القوم استشعروا تباين السودان وأرادوا إزالة الفوارق بتمليك المعرفة في مساواة لكل رعاياهم.
وكما أسلفت في المقال السابق أن وزارة التربية والتعليم استشعرت فوائد الإتصالات واتخذت من تجربة مصر الشقيقة قدوة وها هم قد بدأوا المشوار بقناة واحدة والبقية تأتي. (هذا درس لي بأن لا أكتب إلا بعد أن أرى بقية البعير).
إلى الذين حضروا حفل الافتتاح أنا هنا لست بصدد رداءة الإعداد وثرثرة مقدّم الحفل هذا الحفل ليس فيه شيء يحمد غير تلاوة آيات القرآن في بدايته. وهذه ليست القضية فقد التقينا بنفر كريم عوّضنا لقاءهم تعب المجيء.
الذي جعلني أخفض من فرحي بها (95%) أنها قناة تجارية مشفّرة الدخول إليها بالقروش، وهذا ليس عيبها الوحيد وهي لولاية الخرطوم فقط وستأتي ولاية الجزيرة لاحقاً (بالمناسبة شارك في الاحتفال وزير تربية الجزيرة الأخ نور الدائم حسين مشكوراً وأتمنى أن يكون خرج محبطاً مثلي).
(صوت: يا أخي لماذا كل هذا الهجوم على القناة هذه قناة تجار أنت مالك؟ شوف الحكومة وين).
هذا كلام صحيح نشكر هؤلاء التجار الذين بادروا بإنشاء قناة المعرفة وأتمنى أن يكونوا أحرجوا وزارة التربية الاتحادية التي هي مسؤولة عن الريف قبل المدن والفارق بين مدارس الريف ومدارس المدن يحتاج إلى آليات كثيرة أولها وأهمها قنوات تعليمية تساعد في ردم الهوّة بين مدارس خاصة أشبه بالفنادق -لولا أصوات التلاميذ- وبين مدارس أمثلة الجملة الفعلية فيها (أكل الجمل المدرسة).
عفواً، إن قسوت على القائمين على قناة المعرفة بارك الله في تجارتكم وشكراً لكم بإنزال هذه التجربة التعليمية للواقع السوداني.
إن لم تُقم وزارة التربية قنواتها التعليمية فوراً ولكل السودان ومجاناً فإنها تشارك في جرم جعلْ الأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقراً.

دار مصحف أفريقيا

كُتب في: 2007-11-27 الصحافة

* في منتصف سبعينيات القرن الماضي ومايو في أسوأ حالاتها.. كان هناك بص من ماركة كومر مكتوب على جانبيه بخط عريض «جمهورية السودان الديمقراطية- معهد الكليات التكنولوجية» أو شيء من ذلك القبيل، في وقت السودان بينه وبين الديمقراطية بعد المشرقين والمغربين، والوقود معضلة ناهيك عن التكنولوجيا.. مرَّ البص من أمامنا ونحن طلاب في كلية التربية، وما كان من أستاذنا- يومها- البروف اليوم محمد حسن سنادة، إلا أن علق بلطف «بالله شوف البص ده شايل كم كذبة؟».
* ومن يومها تخزن في باطن عقلي أن لا اصدق اللوحات واللافتات، إلا بعد أن أرى ما بداخلها.
* أمر شبه يومياً وأقرأ لوحة مكتوب عليها «دار مصحف أفريقيا» وأتخيل أن مطبعة كمطابع السوق العربي أو المنطقة الصناعية بحري، تربض داخل هذه المباني، وربما يسرح بي الخيال وأرى كوماً من الأوراق وعمال الحبر الأسود على سواعدهم ووجوههم. «هذه صورة المطابع التي رأيتها وهكذا رسخت.. هذا غير إخلاف الوعد بانجاز المهمة في وقتها، وأعذار سوء الطباعة والبلد كلها كده».
* برفقة طيبة مع صديقي الأستاذ حمد العاصم مدير الشؤون الاجتماعية بالندوة العالمية للشباب الإسلامي ومكتب الخرطوم، تشرفت بزيارة مصحف أفريقيا في الأسبوع الماضي. واستقبلنا الدكتور حسن محمد علي بوجهه الطلق وصدره الرحب- رجل يعرف ما يريد أن يصل إليه، وهذا ما نفتقده في كثير من الـ: «.......» «يا أخي كفاهم هريتوهم هري».
شرح لنا الدكتور حسن حاجة البلاد وجيرانها للمصحف، وكيف أن النقص مريع ومهول، ومهما فعلت مطابع مصحف المدينة المنورة التي أنشأها المغفور له بإذن الله الملك فهد بن عبد العزيز، فلن تروي عطش المسلمين للمصحف.. هذا غير ما تقوم به الدار من طباعة المصحف بروايات يُخشى عليها من الاندثار، مثل رواية الدوري مثلاً، واجتهادات أخرى لطباعة معاني المصحف بلغات محلية مثل الشلك والنوير.
* وبعد هذا الشرح طاف بنا الدكتور حسن مدير الدار على المطابع.. ويا لهول ما رأيت- ما شاء الله- كأنك خارج السودان، خطوط إنتاج في غاية الروعة، وعدد قليل من العاملين عليها، ماكينات طباعة معظمها رقمي وحديث وألمانية الصنع، مكان الطباعة في غاية النظافة، مما يدلل على مهنية عالية «إنهم يطبعون كلام الله.. ويبدو هذا شعور كل من يعمل في هذه الدار، أنه يتعبد قبل أن يتكسب».
* وبقي أن أقول طباعة المصحف ليست بالأمر الهين، وليست كطباعة الصحف التي عمرها يوم واحد.. يراجع المصحف لا أقول كلمةً كلمةً ولا حرفاً حرفاً، وإنما أدق من ذلك بكثير، بل يراجع حركةً حركةً، حتى يخرج خالياً من كل عيب طباعي أو تصميمي.
* وصراحة بقي كثير مما يجب قوله عن هذه الدار، ولكن مساحة عمودنا لها حدود، ولا تحتمل أكثر من ذلك.

مرحباً بقناة المعرفة

كُتب في: 2007-11-22 الصحافة


وكيف لا يفرح مثلي بقناة المعرفة؟ (لشرح كلمة «مثلي» لتضع في مكانها الصحيح العبد الفقير لله كاتب هذه السطور مدرّس قديم وبدأ تخصصاً في تكنولوجيا التعليم). قرأت في الصحف أن الدكتور أمين حسن عمر عقد مؤتمراً صحفياً أعلن فيه انطلاق قناة المعرفة وهي قناة تعليمية تهتم بالمناهج التعليمية المقدّمة في التربية والتعليم في مرحلتي الأساس والثانوي. وهي ما ظل يسأل عنه التربويون الطموحون الذين يعرفون حاجة بلادنا الواسعة لقناة تعليمية، الوسع ليس هو الصفة الوحيدة التي تتطلّب نشر التعليم عبر قناة، ولكن هناك عاملا آخر، عامل التباين الرهيب في هذا السودان بينما الخرطوم أو الوسط لنكون أكثر دقة (ولو لا علاقة خاصة تربطني بالأستاذ عبد الرحيم حمدي لقلت مثلث حمدي) من هم خارج هذه المنطقة أشد حاجة لقناة تعليمية ليواكبوا أو ليساووا الآخرين من أولاد وبنات الوسط. ألا يعرف هؤلاء القوم القسمة إلا في الثروة والسلطة؟؟ طبعاً سيقول قائل الثروة والسلطة ستنهض بالأقاليم المقتسمة للثروة والسلطة ولكن الواقع الذي بين يدينا لا يؤيد ذلك. أسمعك عزيزي القارئ تسألني أنت تربوي أم سياسي؟ ارجع لموضوعك ظللت أتابع القنوات التعليمية المصرية قناة قناة، وللعلم هي ليست قناة واحدة بل لكل مرحلة قناة، تبدأ بقناة الأطفال التعليمية إلى قناة الجامعة وبينهما قنوات للتدريب المهني والزراعي والصناعي وتعليم الكبار، هؤلاء الجيران يفوقوننا في كثير ولكن من قومي مَنْ لا يسابقهم وينافسهم إلا في اللعب (أعني باللعب هنا لعب كرة القدم وليس أي لعب آخر). أخي الدكتور أمين حسن عمر نقبلها بداية ويجب أن تهيئ لها كل مستلزمات القناة التعليمية وتصرف عليها صرف من يعلم أن كل قرش يُنفق فيها يدخل إلى ملايين العقول المتعطشة للعلم، ولعمري هو رأس مال حقيقي وثروة غير مباشرة ولا تدخل الخزينة العامة عبر الإيصالات، ولكنها تدخلها بطرق شتى كفايةً وتجويداً وسلماً. غير أن الاسم يحزّ في نفسي وأراه لا يتناسب مع قناة تعليمية المعرفة أوسع وأشمل من التعليم، هل يمكن مناقشة مثل هذا الرأي وإعادة النظر في الاسم؟ حبذا لو سميت القناة التعليمية الأولى ليكون الباب مفتوحاً لقنوات أخر. أخيراً هي إضافة مفرحة وخير من كافور وفارور وجاعور وكارموني وسالموني. والحمد لله أن ما زال في القوم عقلاء