الجمعة، 25 ديسمبر 2009

المدرسة الالكترونية السودانية

سادتي كان المحسنون في السابق يبنون المدارس بالطين او بالطوب ويبحثون عن المدرسين ،ويبنون لهم (الميزات) التي يسكنون فيها. يفعلون ذلك حين تقصر الدولة في واجبها الذي من أولوياته التعليم والصحة والأمن - ومن عندي - والماء النظيف ويمكن كمان الطرق.
تغير الزمن وتغير التعليم وتغيرت المدارس ما عاد الفصل بجدرانه الأربعة ومعلم في مقدمته وسبورة وطباشيرة تكفي للتعليم فنشء اليوم عقولهم كبيرة وآمالهم أكبر والمعرفة في انفجار من كثرتها وقطوفها دانية.المعرفة اليوم في الفضاء الواسع لا تحتاج لمن يهاجر إليها بل هي التي تهاجر إليك.وذلك عبر شبكة الانترنت وبحمد الله الشبكة منتشرة في بلادنا وأسعارها في انخفاض فلماذا لا نستفد منها فائدة قصوى.
أستاذ جامعي شاب اسمه مكي عبد الماجد الأحمدي فكر في أمر الاستفادة من الشبكة العنكبوتية في مجال التعليم ( انه من محسني هذا العصر ولكن لن يبني مدرسة من طوب ولا من حجر لتسع مائة طالب بل مدرسة تسع كل طلاب السودان مدرسة الكترونية. هي موقع على الانترنت eschoolsudan.com فكرتها كبيرة ويمكن أن يقضي فيها طلابنا الوقت الكبير مستفيدين من الانترنت بدلاً من الاستخدامات الخاطئة المحجوبة منها والذي في طريقه للحجب بواسطة الهيئة القومية للاتصالات ذات البرج مشكورةً.
ويقول في المقدمة لهذه المرحلة (بين أيديكم مشروع مدرسة الكترونية موجهة للمقررات السودانية , والمشروع في مرحلته الأولى يوفر نظام امتحانات فوري في شكل مسابقات مسليه تساعد الطالب في مراجعة معلوماته وترسيخها. وقد رصدت إدارة المدرسة الإلكترونية جوائز تشجيعية للطلاب المتفوقون...حيث يتم على نهاية كل شهر اختيار طالب فائز في كل مادة. ويتم اختيار الطالب الفائز اوتوماتيكاً مع عرض قائمه لكل الطلاب الذين أحرزوا أعلى الدرجات).
هذه المدرسة إن وجدت من يقف خلفها ستكون نواة تعليم الكتروني حقيقي وهي مفتوحة للجميع – الآن – ويمكن لكل طالب الدخول إليها وغير طالب ومحاسنها لن استطيع حصرها ولكني أوجهكم للموقع.وأزيدكم من الشعر بيتاً أنها نالت جائزة عالمية رفيعة المستوى.دعونا ندعو لهذا المحسن الالكتروني.
مدرسة بلا مبان وتسع عدد ليس محدود من الطلاب ما رائكم؟؟
المح ألمعياً هناك اسمه الفاتح عروة أرشحه ترشيحا وأتمنى ان ينال إجماعا سكوتيا ليكون راعي هذه المدرسة يؤهله منصبه وتفوقه في هذا المجال.
هلا رعيتها رعاك الله.

الحمد لله أخيراً الحساب بالثانية

الخبر(علمت «الرأي العام» أن الهيئة القومية للاتصالات عمّمت توجيهاً لشركات الاتصالات العاملة بالبلاد (المشغلين) يلزمها التعامل بنظام الحساب بالثانية اعتباراً من السنة الجديدة.وأكّدت مصادر أنّ الهيئة حريصة على تنفيذ هذا التوجيه، وأشار إلى أنها لا تجد مبررات للتعامل بنظام الدقيقة)،
كم مرة كتبت في موضوع حساب المكالمات الهاتفية بالدقيقة وقلت هذا تطفيف؟ عشرات المرات تناول هذا القلم موضوع حساب شركات الاتصالات بالدقيقة في أغرب حالة من نوعها حيث وحدة الحساب هي الثانية في كل العالم تقريباً.وكثيرا ما استهجنت عذر شركات الاتصالات بأن السيستم system لا يحسب الا بالدقيقة وقلت كيف الكمبيوتر جاهز ليحسب بالمايكرو ثانية إن طلب منه ذلك. كثير من المحادثات تكون سؤال وإجابة لا يزيد زمنها على 3 الى 5 ثوان كيف تستحل شركات الاتصالات 55 ثانية بلا خدمة؟!!!!!!!!!
يوم دخلت الانترنت على أرباح واحدة من الشركات والتي لها عدة فروع في بعض الدول الافريقية والعربية وجدت أكثر أرباحها من السودان،قلت ليس السبب اننا ( ثرثارون وملحاحون) ولكن هناك سبب آخر هو طريقة الحساب؟ وهذه الشركات بهذه الطريقة أفقدت الاقتصاد القومي ملايين الدولارات طبعا هذا لا يمنع أن تكون بالمقابل قدمت خدمة جليلة للاقتصاد السوداني أكسبته قيمة مضافة وضريبة وصلت 20 %.
بعدما يئست من مردود الكتابة الصحفية لجأت الى المخاطبة المباشرة وأرسلت خطابا لموقع الهيئة القومية للاتصالات أناشد الدكتور عز الدين كامل أن يحق الحق، ولم يصلني رد وواصلت ، في ملتقى تفاكري مع الأخ وزير المالية د.عوض الجاز ورؤساء التحرير وقادة العمل الصحفي طرحت الأمر عليه ووعد بدراسته.
أيًّ كان لنا دور أو لم يكن ففرحتنا بإحقاق الحق كبيرة وانظروا كيف ستنخفض فواتير العقلاء ( العقلاء كي أخرج الشباب الذين يربربون بالساعات) الذين تنتهي مكالماتهم في ثانيتين وثلاثة سؤال وإجابة أين أنت؟ في المكتب. تعال حالاً.
الآن تربح شركات الاتصالات ربحاً حلالاً وسيقتصد كثيرون في حديثهم ويوفروا من أعمارهم الكثير الذي كان يضيع في إكمال الدقيقة،أكرر كثير من المكالمات يكفي فيها كلمة مثل (تعال انا في الباب) ثانية واحدة فقط أو ثانيتين.
هل نطمع بخدمات انترنت أرخص حتى يعم نفعها التعليم في كل مراحله؟
الحمد لله الذي أحق الحق ولو جاء متأخراً 12 سنة لبعض الشركات كم جمعت فيها الله أعلم؟
اللهم أرنا كل يوم ظلماً يُرفع.
صحيفة الحرة الخميس 24/12/2009 م

المجلس القيادي في امتحان عسير

كلما نهرب من الكتابات السياسية الا ولاحقتنا غصبا عنا. الحزب الحاكم او حزب المؤتمر الوطني يحسب نفسه أنه من أكثر الأحزاب الآن تنظيما وترتيباً، ومعه حق الإمكانات المتاحة له لا تتوفر لغيره من الأحزاب علاوة على ماضٍ كان مجيداً.وكأي حزب سياسي يريد أن يخوض الانتخابات يبدأ في تجهيز نفسه لها وترتيب أموره قبل وقت كافٍ.
جديد هذا الحزب لهذه الانتخابات أن نزل لقواعده وطلب من شورى الولاية أن تختار خمسة أسماء لمنصب الوالي ترفع للمجلس القيادي للحزب ليختار منهم واحداً (يخوض) الانتخابات باسم الحزب.
ومجلس شورى الدائرة يختار ثلاثة أسماء يرفعها للمجلس القيادي للحزب ليختار منها واحداً ينافس في الانتخابات لمقعد المجلس الوطني.
الطريقة متقدمة وجديدة على القواعد وفيها بحبوحة و ديمقراطية، لكن منْ هم مجلس شورى الولاية ومنْ هم شورى الدائرة الانتخابية وكيف تم اختيارهم؟ هذه ستفتح عيون كثيرة مستقبلاً ليعطوا هذه المجالس حقها من الاهتمام وقد زهد كثير من الناس فيها زمناً طويلاً ولم يعد يهمهم من يكون فيها لأنها كانت صورية وديكور ليس إلا عليه أن يبارك الطبيخ الليلي ويكبر ويصورونه وينصرف.ثم عدم العدالة في التمثيل خصوصا في شورى الدائرة الانتخابية حيث يمثل القرية التي سكانها 14 ألف شخصان والتي سكانها 200 يمثلها شخصان هذه تحتاج معالجة حبذا لو اتخذت سبباً لإعادة بعض الدوائر التي لم تخرج معادنها النفيسة.
امتحان المجلس القيادي لحزب المؤتمر يتمثل في السؤال الآتي:هل يريد بناء دولة أم يريد الاستمرار في الحكم كغاية؟ والإجابة على ذلك تقتضي في الحالة الأولى أن يتنازل المجلس القيادي عن الكثير من الفوقية ويقبل الأنداد وأهل الرأي وإن أراد الثانية – لا قدر الله – فما أكثر النفعيين والصغار وحارقي البخور ونعم يا فندم كلو تمام ولكن الحزب سيدفع الثمن مرتين مرة أمام التاريخ والثانية أمام الله.
أتمنى أن يضع المجلس قبل فتح القوائم والأسماء أن يضع ضوابط لاختيار عضو المجلس الوطني مثل المؤهلات العلمية، التاريخ، القبول ،وحيث الاستفادة من رأيه كمخطط ويبعد بعيداً الباحثين عن المخصصات و(المنجهة).هذا إن أراد بناء دولة أما إن أراد الثانية فستدخل الجهوية والقبلية وود عمي وود عمك وأربأ بمجلس قيادي لحزب حاكم في حجم المؤتمر الوطني أن ينحدر لهذا القاع.وأحذره من الموازنات التي عاش عليها النفعيون دهرا وأضاعت وقتاً طويلاً ولم تصب الا في جيوب دعاتها.
أما منصب الوالي فهذا من أخطر المناصب مستقبلاً وأول ما يبعد عنه القبلية حتى يمحو الحزب هذا العار الذي التصق به وحتى يعود الناس إلى الإيمان بأنهم كلهم من آدم وآدم من تراب فإذا ما اختار المجلس القيادي الولاة بطريقة الوزن القبلي فهذا داء سيدفع ثمنه الحزب غالياً.
أكون في غاية السعادة لورد المجلس القيادي كل القائمة لعدم تطابق كل من فيها للقواعد المطلوبة.وكتب عليها بالقلم الأحمر أعد.
صحيفة الحرة 23/12/2009 م

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

هل نحن أمة منقرضة؟

تشكو دول العالم الأول بل تدفع ثمن حضارتها غالياً وذلك في عزوفها عن الزواج وتكوين أسرة الذي لا داعي لنفقاته وتحمل مسئولياته ما دام أشياء كثيرة متاحة بزواج أو غيره، حتى المتزوجون منهم يخافون من مسئولية الأبناء ويكتفون بطفل واحد أو اثنين مما جعل معدل النمو منحدراً جداً عندهم ويقال أيما أمة معدل نموها اقل من 2,1 % فهي أمة مهددة بالانقراض.
طبعا ليس لهم سنة من رسول يتبعونها ولا قانون يجبرهم على التكاثر.الحمد لله على ما نحن فيه من خير ( تكاثروا إني مفاخر بكم الأمم).
غير أن انقراضا آخر يتهدد الخدمة المدنية في السودان بحيث كل إداري يصل سن المعاش يحدث فراغاً خلفه ( هذا إن مشى ولكن معظمهم يتحايل على التمديد بالمشاهرة أو التعاقدات الخاصة) وذلك لعدة أسباب أولها عدم وضوح الخطط وعدم وجود أو تطبيق لوائح الخدمة المدنية، التدريب أثناء الخدمة شبه معدوم اللهم إلا ذلك المربوط بالسفر والانتدابات وللكبار فقط، كل من جلس على منصب كنكش فيه ولم يطور ولم يدرب من بعده حتى يظل هو المفتاح السحري للموقع لا يعمل إلا بوجوده.وسمعت من إداري كبير أن بعض الإداريين في فترة إجازته يقفل كل ما يليه من أدارج ويحمل مفاتيحها بيده إلى أن يعود!!!! وسمعت أن بعض المتعاقدين بالمشاهرة من المكنكشين الذين تحتاجهم إداراتهم لعدم تدريبهم من بعدهم يحتلون المنصب الأول كما كانوا وهذا ضد القانون الإداري الذي لا يسمح بتولي المتعاقد بالمشاهرة بعد المعاش منصبا قيادياً.
جمعني مجلس بنخبة من خيرة مدرسي المنطقة يعملون الآن في مدرسة خاصة بعد سن المعاش كانوا يتكلمون بحسرة على واقع التعليم والمعلمين اليوم ويبكون على أيامهم، رغم أني خريج كلية تربية كانت ممتازة وعملت بالتدريس زمناً لكني لم أشاركهم في المناحة وقلت لهم كم دربتم من الأجيال التي جاءت بعدكم؟؟ الوضع الطبيعي تمليك الخبرات لمن بعدنا وكل جيل يجب أن يكون أفضل من الذي مضى بحكم تراكم الخبرات والتطور في كثير من مناحي الحياة.
لا يوجد تعاقب أجيال بالمعنى الحقيقي في الإدارة في هذا البلد يا سيادة الوزير ألسون مناني مقايا والمنتظرون من الشباب على الرصيف بمئات الألوف واستعمار مدني محلي يسيطر على الخدمة المدنية.
بهذه الطريقة إما أن تنقرض الخدمة المدنية أو يحتلها عواجيز لا يعرفون إلا أنفسهم ويبدو لي أن كثيراً من تخلفنا يكمن في سوء الإدارة أو الجهل بها أو الاثنان معاً.
من ينتصر للخدمة المدنية؟؟
الحرة 20/12/2009 م

تكرار أزمة الغاز سنوياً..لماذا؟

الحمد لله على كثير من نعمه فلم يعد الغاز لسكان العمارات فقط كما كان قبل عقدين من الزمان.اليوم الغاز دخل كل البيوت فقيرها وغنيها، لا أنسى إحصائية لتوزيع اسطوانات الغاز سنة 1995 كان نصيب عدد من الولايات صفر اسطوانة اليوم صارت لها أصفار عديدة أمام الواحد.
بعد هذه المقدمة الاعترافية ، لكن صناعة الغاز وتوزيعه تخذلنا كل سنة، في السابق كانت العلة قلة مواعين التخزين وفي العام الماضي عندما توقفت مصفاة الخرطوم للصيانة قالوا هذه أخر سنة يشعر فيها المواطن بفجوة حيث زادوا مواعين التخزين لتسد فجوة توقف الصيانة. قلنا خيييير الحمد لله نتحمل مالو!
هذه الأيام أطلت الأزمة من جديد وبقوة وقبل مواعيدها - فيما أعرف - حيث كانت دائما تكون في فبراير.سألنا تحت،تحت لماذا الأزمة وأين الوعد السابق؟ وأين التخطيط الجيد طلعنا بما فاده هذه لقصة.
استوقف قُطاع طرق إعرابياً وسلبوه كل شي ماله وحاجات تانية واكتشفوا سكينا في ذراعه. سألوه ما هذه السكين؟ قال : السكين لليوم الأسود.( وهل هناك أسود من هذا؟)
قالوا إن كثير من إنتاج الغاز اليومي يحول إلى مخزون استراتيجي!!!! كيف؟ وهذا المخزون الاستراتيجي لماذا أليس للازمات وأوقات الشدة؟؟ هذه الوزارة التي على رأسها هذا الشيخ الذي لا يشك أحد في ورعه وفضله وأدبه وزهده، هل تكفي مثل هذه المؤهلات في هذا الزمان لإدارة وزارة الطاقة التي تحرك معظم الحياة؟؟ هذه الوزارة هل تُراجع؟هل تُسآل؟
إذا كانت أزمة الغاز بهذا الحجم والمصفاة لم تتوقف ويقال ان انتاجها يحول للمخزون الاستراتيجي كيف حدث هذا؟؟ ولو كانت هناك أشياء لا يعلمها الصغار - - أمثالنا - في هذا الاستراتيجي، أين الاستيراد المجدول؟ العارف لحدود الاستهلاك وتوقعاته؟
مئات الأسئلة تطل برأسها وتكاد المرارة تنفقع من السؤال المكرر كيف تدار هذه البلاد ولمصلحة من؟
يا أيها الشيخ وزير الطاقة أدرك وزارتك إن فيها خلالاً ما؟ إما سوء إدارة أو سوء نفوس وكل هذا يحتاجك أن تتعبد به لله والعبادة ليست الصيام والقيام فقط.
أفتحوا هذا الملف نهاراً وارونا ما بداخله.
صحيفة الحرة ديسمبر 2009 م

الحصانة هل هي حقوق بلا واجبات

الحصانة لمن تمنح؟ للشخص أم للمنصب؟
كثيراً ما نسمع بطلب رفع الحصانة عن مسئول طلبته العدالة،يمر مثل هذا الطلب بعدة خطوات وقد يصاحبها البطء مما يلحق ضررا بالطرف الآخر.عندما يستخدم صاحب الحصانة يده أو يستخدم مسدسه ألا يمكن رفع الحصانة تلقائياً.كيف لا يعرف المحصن حدوده ويعرف واجباته.
ألا يعد قانون الحصانة ناقصا أو ضعيفا عندما افترض انها لا تمنح الا لعقلاء لا يستخدمون ايديهم أو مسدساتهم – أليس حمل المسدس اصلاً من قبل صاحب الحصانة يدل على أنها منحت لشخص لا يستحقها؟ حمل المسدس له رجاله إما قوات حفظ الأمن من شرطة وجيش وأمن أو الصعاليك واللصوص وقطاع الطرق وسيئي النوايا.
ألا يحتاج هذا القانون لإضافة في زمن كثير من حاملي الحصانات جاءوها بالخطأ وهم أقل من أن يحصنوا بقانون،بل غيرهم يستحق أن يحمى منهم بالقانون. صاحب الحصانة بالقانون كيف يخرق القانون الذي منحه الحصانة؟ هنا خلل إما فيه أو في القانون.
وحتى لا نظلم كل المحصنين نسألهم أليس فيهم من يسئ لهذه الحصانة؟قطعا فيهم واخبار الايام القليلة الفائتة تقول أن وزيرا استخدم المسدس وان آخرون استخدموا أيديهم وألسنتهم وفقدوا احترام القانون وطالهم.
في حالة الوزير،لو كنت مكان الوالي الذي عينه لعزلته فوراً وأكون في حل من إجراءات رفع الحصانة التي تأخذ زمنا يزيد حمق وغبن الخصوم فالوزير الذي يستخدم المسدس جاء للوزارة بالخطأ ويجب أن يصحح هذا الخطأ بسرعة أكبر من سرعة طلقات المسدس.ولأعتذر لشعب الولاية عن كل الفترة التي مثلهم فيها هذا الوزير الذي استخدم المسدس.
أما في حالة استخدام الايدي والصياح والخروج للشارع فالذي يقوم بهذه الأفعال يجب أن يحسب حساب ما يلاقيه .هل يريد أن يستخدم يده ولا يرد عليه أحد لأنه محصن؟ مثل هذا أفقد نفسه احترامها وعندما مُنح الحصانة افترض فيه المشرع استخدام عقله وعندما يستخدم هذه الادوات اليد والصياح والمسدس فقد تحول الى كائن آخر لا يستحق الحصانة وليس من العدل ان يستقوي بها على الضعفاء او الخروج على القانون.أما إذا اراد تصيف نفسه بالمناضل والثائر فليتخلَّ طواعية وبنفض يده من منصبه ويجب ان لا يجمع بين الكرسي والنضال فهذا تناقض لا يفعله الا الضعفاء والانانيون.
مراجعة هذا القانون أو توضيحه صار امرا مطلوباً . والعلاج النافذ هو العزل السريع والاعتذار.
صحيفة الحرة ديسمبر 2009 م

السبت، 19 ديسمبر 2009

شكراً سودانير

لم أكن من حجاج هذا العام ولا الذي قبله ولكن فشل سودانير في الموسم السابق سمع به حتى الصُم. وما من كاتب إلا كال لها من النقد ما عجزت طائرات الكارقو على حمله.ومن حقهم أن يكتبوا وبحرقة إذ الحج لا يأتي فجأة والحجاج ليسوا لا عبي كرة ذوي لياقة تامة بل معظمهم من كبار السن ومعظمهم لا يعرف كثيرا في السفر، وقلوب أهاليهم في حلوقهم الى أن يعودوا ،وبعد معاناة الحج يتكدسون في المطارات الساعات الطوال بل الايام في انتظار الطائرات التي لا مواعيد لها . كان ذلك في العام الماضي.
لم نسمع هذا الموسم من حاج اشتكى من سودانير بل زادت على ذلك إعلان يومي بعدد وأرقام الرحلات وجهة قدومها وفي الصفحات الاولى من كل الصحف تقريباً صراحة ثقة تحمد عليها سودانير إذ وعدت وأوفت وتحملت ثقل ما لحق بها من عار ومسحته.
عقدت مؤتمراً صحفياً – لم أكن حاضراً فيه - بشرت فيه بنيتها في رفع عدد ركاب الحج القادم الى 14 ألف راكب إن لم نقل لها شكرا ألا نكون كأصدقاء السوء إذا رأوا حسنة غطوا عليها وإذا رأوا سيئة نشروها؟
رب قائل ونصيبنا فيها متواضع جداً وهي أشبه بالشركة الخاصة (نشجع اللعبة الحلوة) بالمناسبة لا أفقه في الكرة إلا ان جكسا كان لاعبا في الهلال. نحن الآن بصدد الخدمة الممتازة والخدمة الممتازة لنا فيها عدة أنصبة رسوم المطار ورسوم الاجواء وقيمة الوقود والضرائب ورسوم المغادرة وما لا أعرفه أكثر يكفي الخزينة العامة شركات ناجحة تقدم خدمة ممتازة بدلاً من امتلاك جنائز لإعاشة الموظفين.
إن لم نقل لسودانير شكراً هذا الموسم فلن نكون منصفين وستكون مهنة الصحافة فيها خلل إن هي بحثت عن السلبيات -وهذه مهمتها – فقط ستزع احباطاً في نفس المواطن يحتاج الى العديد من مستشفيات الطب النفسي لعلاجه والعديد من السنين.
إن لم نشد بالتقدم في الكهرباء خصوصا طريقة دفع الفواتير وإدارة الحساب بين الزبون والشركة حيث لا أعرف كيف تدار الحسابات هناك ولم ترد في قائمة المراجع العام. بعد الكهرباء بعض من تقدم في البنوك من حيث ساعات العمل وماكينات الصرف الآلي أما الضحك على حملة الأسهم نحيله للمنتقم الجبار.وبعض من تقدم في مناحي كثيرة بعضه أمنيات وبعضه واقع كل هذا يجب ان يذكر وتذكر معه العيوب لنصلح لا لنحطم بلداً مازال (عرماناً) للإصلاح بلد احتله السياسيون وحسبوه ضيعتهم الخاصه.
شكرا سودانير تقبل الله دعوات الحجاج الذين نقلتيهم هذا العام وهم وأهلهم يدعون لكم.
صحيفة الحرة 18/12/2009 م

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

هذه البنوك لا تستحي

مازال في نفسي شيء من حتى فيما يسمى بالاقتصاد الإسلامي ، ويقيني انه لم يعط حقه من الدراسة والتحقيق وعماد ذلك علماء اقتصاد وعلماء فقه ، حبذا لو اجتمعا في رجل واحد . رب قائل وما لجان الإفتاء والأسماء التي تعج بها بنوكنا؟ الم تقم بهذا الدور؟ مع احترامي لكل ما قامت به ولكن الأمر يحتاج المزيد من البحث والجرأة وسعة العلم ومعرفة الواقع.
تدفق البنوك الأجنبية على بلادنا – رغم ما فيه من فوائد – يدل على أن هنا شي جاذب وحقا هو جاذب إذ ان البنك يستثمر أموال المودعين كيفما شاء دون أن يشاركهم في أرباحها بل يخصم من أموالهم رسوم خدمات مثل مسك الدفاتر ورسوم دفاتر الشيك وحتى طلب كشف الحساب يأخذ عليه مقابل. الذي جذب هذه البنوك أن سعر الفائدة الربوية لا يتعدى 8 % في حين أن ما سمي بالمرابحات الاسلامية يصل الى 18 % وقد كان أكثر من ذلك إذ وصل في يوم من الايام 37.5 % ( محفظة التمويل الزراعي مثالاً).
يوم سميت مصرفا اسلاميا رائداً وكيف فعل بأسهم مستثمريه وانحدر بقيمة السهم الى ( كيس تسالي أو زجاجة ماء صحة) نالني ما نالي من جزاء ،ولكن أريد أن أنصفه اليوم بكل شجاعة فقد طور العمل المصرفي الالكتروني وكان رائداً فيه وجر إليه البنوك الأخرى جراً لتلحق به. ( هل يحتاج ان نذكره تصريحا الا تكفي رائدا او نحن الرواد).
عدم مشاركة المودعين في الأرباح لم يشبع هذه البنوك بل تطلب مقابل كل خدمة تقدمها للمودع . بالله كيف يطلب مصرف من عميل سحب من ماله من فرع أخر وليس الفرع الذي سحب منه يطلب منه رسوم حوالة أي كأنه طلب تحويل المبلغ من فرع لفرع؟ أليس هذا حيفا لا يقبله عقل؟أليس هذا أشبه بمن سلمته أمانة ووضعها في جيبه الأيمن وحين طلبتها منه أعطاك إياها ناقصة بحجة أنه حولها من جيبه الأيمن لجيبه الأيسر وهذا الذي خصمه مقابل تحويل المبلغ من الجيب الأيمن للجيب الأيسر.
ما يسمى بالاقتصاد الإسلامي الذي بين أيدينا يدخل في دائرة السخرة ،ان سخر الله طيبون ليدير لهم أموالهم فهلوانيون.
محق البركة لا يأتي من الربا فقط ولكن من عدة مظالم.
صحيفة الحرة 15/12/2009م

الأحد، 13 ديسمبر 2009

مواطن يتبرع لوزارة المالية بضعف إيراداتها

مدخل أول:
محلية في ولاية الجزيرة - في زمن سابق - تُخرج ضباطها وموظفيها وتستأجر لهم السيارات للقيام بجمع القطعان. النتيجة أنهم جمعوا قطعان جملته 30 مليون وكانت مصاريفه من وقود وحوافز ونثريات وإيجار عربات 31 مليون.
مدخل خليجي:
وزير مالية دولة خليجية يقول الحكومة الالكترونية زادت ايرادات المالية 70 % كانت ضائعة في التحصيل اليدوي ( اختلاسات ،سوء إدارة ،مجاملات).ولك أن تتخيل كم هو1% من ميزانية الدولة الخليجية فكيف هي 70 %. في تلك الدولة لا يستلم موظف قرش كل التحصيل الحكومي يتم عبر البنوك وعبر ماكينات الصراف الآلي كل ما يخص وزارة المالية ينزل في حسابها مباشرة ويستلم المواطن إشعار الإضافة ويقدمه لموظف الجوازات او البلدية أو أي جهة حكومية.
ماذا يمنع وزارة ماليتنا في تحقيق الحكومة الالكترونية وكم من الأبواب المرهقة ستوصد. تخيل كل إيرادات وزارة الداخلية عبر شبكة حاسوب، كيف سيرتاح المواطن والموظف الذي ليس عليه عد نقود ولا تحرير إيصالات فقط استلام إشعار البنك أو ماكينة الصراف الآلي، وكذا إيرادات الجمارك والضرائب وكل من يتحصل مالا حكومياً.
أسألوا الهيئة القومية للكهرباء كم استردت من ديونها على المواطن عبر هذه الحوسبة وكيف ارتاحت وأراحت.وكيف صارت صديقة للمواطن وكيف صار المواطن صديقا لها.( يبدو أن حساداً أرادوا نحرها بالخصخصة).
اسألوا الجامعات التي صارت تتحصل رسومها عبر البنوك كم وفرت من وقت وكم قطعت من أعذار وكيف صانت مالها؟ وكيف يصرف أساتذتها وموظفوها رواتبهم بكل احترام عبر البنوك.
حين تحث وزارة المالية وحداتها لتحقيق الربط يجتهد رؤساء هذه الوحدات في تنفيذ الطلب ويلهثون لتحقيقه بكل الوسائل والتي قد تكون مجحفة أو تزيد التكاليف.في حين أنها لو خطت خطوتين لوجدت عشرات الحلول عبر الحكومة الالكترونية.
رب قائل نحن في بلد لكل ولاية حريتها والواقع يقول نحن في بلد فيه ولاية واحدة اسمها الخرطوم وما عداها ولايات تتسول فصلها الأول من المالية الاتحادية و لا تحسن جباية مالها ولا صرفه إن هي وجدته. ورغم ذلك يمكن أن تكون هناك حسابات فرعية داخل حساب وزارة المالية وليس ذلك بصعب على المبرمجين.
بالله إن كان هناك من يريد أن يحق حقا وينتصر لموارد هذه الدولة ما الذي يمنعه من تنفيذ الحكومة الالكترونية؟ اليوم وليس غداً حتى نتحرك قليلا من الترتيب 176 في قائمة الدول الفاسدة أتدرون من بعدنا العراق والصومال وافغانستان ( والله عيب).
إن حققنا هذه الحكومة الالكترونية ستتضاعف إيرادات وزارة المالية ،لن أقول للضعف بل عشرات الأضعاف وستنتهي سلبيات كثيرة تكتنف الصرف الحكومي.
محاسن هذه الخطوة لا حدود لها ستتيسر أمور كثيرة وستتوحد رسوم كثيرة وسيتوحد السودان عبر وزارة المالية تدفع لوزارة المالية من كل بقعة في السودان ويعود لكل ولاية حقها الشرعي عبر معادلة واضحة وضوح الشمس بمنتهى الشفافية.
كل من يرفض الحكومة الالكترونية هو مستفيد غير شرعي من خلل ما وستدور عليه الدوائر. وسيندم
ديسمبر 2009 م صحيفة الحرة

الى المكنكشين كفى

تعريف الكنكشة هي القبض بقوة، ومن أمثلة ذلك ما يفعله حارس المرمى حيث يمسك الكرة بقبضتي يديه ويضعها قي تجويف بطنه وينحني عليها ولا تخرج الا مع زوال الخطر.
حدثني رجل ثقة قال كنا في سيارة يقودها زعيم حزبي كبير في السبعينات من العمر - وقتها – وكنا كلنا شباب ذاهبون لمناسبة اجتماعية تخص الحزب وكان ذلك على طريق الخرطوم مدني،قال محدثي قلنا لزعيمنا :دع أحدنا يقود بدلاً عنك.فكان رده رحمه الله :شوفو يا أولاد نحن ما بنفك القيادة لاقيادة الحزب ولا قيادة السيارة. وقد كان لم يخلص الحزب منه الا الموت.
رواية أخرى :
زار وفد من حزب أمريكي السودان للوقوف على حال الأحزاب فيه ،أكبر أعضاء الوفد الأمريكي سنا كان 35 سنة .وكان أول لقاء له بالسيد الصادق المهدي سأل أحد أعضاء الوفد السيد الصادق او الإمام كما يحلو للبعض من كم سنة وأنت رئيساً للحزب؟ رد الإمام منذ 40 سنة. وكان هذا سؤالهم الوحيد ولم يوجهوا سؤالاً غيره.مما يعني (عرفنا العلة).
ليس من العدل أن نضرب مثلاً بالإمام فقط رؤساء الأحزاب كلهم في الكنكشة سواء ولا ولا يتنازلون حتى للأبناء بالمناسبة يبدو أن أفضلهم محمد إبراهيم نقد حيث لا نعرف اسماً لأولاده ولا بناته حتى الآن مما ينفي عنه تهمة التوريث ولكنه في الكنكشة شريك أصيل (للرجعيين).
رغم عدم توفيق جماعة قرفنا في اختيار الاسم إلا أن الأمر يحتاج معالجة ولو بعد حين فالملل من التكرار قد يصيب الكثيرين.لا تسألني الملل من ماذا؟كل الذين طولوا يصيب الناس نحوهم ما أصاب المكنكشين ولنقسم الكنكشة إلى درجة ثانية وثالثة في النهاية كنكشة.
بلاد بكل هذه العبقريات يعتقلها بعض في نفوسهم وكأن حواء لم تلد غيرهم وبما ان الحياء صفة حميدة بل هو شعبة من شعب الإيمان ولكن في حالة بلادنا لا أظنه كذلك، ان ننتظر الموت ليحل مشاكلنا فتلك مصيبة العاجزين وليس حياءاً.
الكنكشة ليست على مستوى قيادات الاحزاب فقط حتى النقابات وحتى الاتحادات صارت حكرا لأشخاص لا يغادرونها الا على النعش. والأسوأ ان لحقت بذلك بعض المهن صارت حكرا لأشخاص.
من يضرب هؤلاء في أصابعهم ليفكوا الكنكشة؟
لا أحد كل الأيادي مكنكشة.
صحيفة الحرة ديسمبر 2009 م

الصدقة بين الغرب والاسلام

ستمتلي الأعمدة بباقان وعرمان هذين اليومين فما عاد الوطن يشغل السياسيين بقدر اهتمامهم بذواتهم. فدعونا منهم وتعالوا نبحث في شي آخر.
جاءتني هذه عبر الايميل . نقرأها وندلي بتعليقنا عليها .
(في مدينة البندقية وفي ناحية من نواحيها النائية كنا نحتسي قهوتنا في أحد المطاعم
فجلس إلى جانبنا شخص وقال للنادل إثنان قهوة من فضلك واحد منهما على الحائط .فأحضر النادل له فنجان قهوة وشربه صاحبنا لكنه دفع ثمن فنجانين .وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد .
وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاث فناجين قهوة واحد منهم على الحائط .فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما ودفعا ثمن ثلاث فناجين وخرجا .فما كان من النادل الا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد .
وفي أحد الايام كنا بالمطعم فدخل شخص يبدو عليه الفقر فقال للنادل فنجان قهوة من على الحائط .أحضر له النادل فنجان قهوة فشربه وخرج من غير أن يدفع ثمنه.ذهب النادل الى الحائط وأنزل منه واحدة من الأوراق المعلقة ورماها في سلة المهملات .
تأثرنا طبعاً لهذا التصرف الرائع من سكان هذه المدينة والتي تعكس واحدة من أرقى أنواع التعاون الإنساني .
فما أجمل أن نجد من يفكر بأن هناك أناس لا يملكون ثمن الطعام والشراب
ونرى النادل يقوم بدور الوسيط بينهما بسعادة بالغة وبوجه طلق باسم .
ونرى المحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل هل لي بفنجان قهوة بالمجان
فبنظره منه للحائط يعرف أن بإمكانه أن يطلب .
ومن دون أن يعرف من تبرع به.
لهذا المقهى مكانه خاصه في قلوب سكان هذه المدينة). انتهت الرسالة ( النادل = الجرسون)
أليس هذه الصدقة الخفية التي دعا لها الإسلام قبل مواطني البندقية؟
ما الذي جعل مثل هذه القصة أو الممارسة الرائعة تحدث في الغرب وكأنها لا تحدث في الشرق؟ الواقع إن مئات مثلها تحدث كل يوم ولكن ليس بهذه الطريقة القابلة للتوثيق،كم من المسلمين بعطى أضعاف هذه القهوة دون ان يعلم به أحد. ملايين المسلمين يعملون أضعاف ذلك ولكن زادوا علينا بالتوثيق وهذا نصيبهم من صدقاتهم والمسلم ينتظر الأجر من الله في يوم آخر.
لماذا الانبهار ولماذا تداول هذه القصة عبر الانترنت؟
صحيفة الحرة ديسمبر 2009 م

الحصانة هل هي حقوق بلا واجبات

الحصانة لمن تمنح؟ للشخص أم للمنصب؟
كثيراً ما نسمع بطلب رفع الحصانة عن مسئول طلبته العدالة،يمر مثل هذا الطلب بعدة خطوات وقد يصاحبها البطء مما يلحق ضررا بالطرف الآخر.عندما يستخدم صاحب الحصانة يده أو يستخدم مسدسه ألا يمكن رفع الحصانة تلقائياً.كيف لا يعرف المحصن حدوده ويعرف واجباته.
ألا يعد قانون الحصانة ناقصا أو ضعيفا عندما افترض انها لا تمنح الا لعقلاء لا يستخدمون ايديهم أو مسدساتهم – أليس حمل المسدس اصلاً من قبل صاحب الحصانة يدل على أنها منحت لشخص لا يستحقها؟ حمل المسدس له رجاله إما قوات حفظ الأمن من شرطة وجيش وأمن أو الصعاليك واللصوص وقطاع الطرق وسيئي النوايا.
ألا يحتاج هذا القانون لإضافة في زمن كثير من حاملي الحصانات جاءوها بالخطأ وهم أقل من أن يحصنوا بقانون،بل غيرهم يستحق أن يحمى منهم بالقانون. صاحب الحصانة بالقانون كيف يخرق القانون الذي منحه الحصانة؟ هنا خلل إما فيه أو في القانون.
وحتى لا نظلم كل المحصنين نسألهم أليس فيهم من يسئ لهذه الحصانة؟قطعا فيهم واخبار الايام القليلة الفائتة تقول أن وزيرا استخدم المسدس وان آخرون استخدموا أيديهم وألسنتهم وفقدوا احترام القانون وطالهم.
في حالة الوزير،لو كنت مكان الوالي الذي عينه لعزلته فوراً وأكون في حل من إجراءات رفع الحصانة التي تأخذ زمنا يزيد حمق وغبن الخصوم فالوزير الذي يستخدم المسدس جاء للوزارة بالخطأ ويجب أن يصحح هذا الخطأ بسرعة أكبر من سرعة طلقات المسدس.ولأعتذر لشعب الولاية عن كل الفترة التي مثلهم فيها هذا الوزير الذي استخدم المسدس.
أما في حالة استخدام الايدي والصياح والخروج للشارع فالذي يقوم بهذه الأفعال يجب أن يحسب حساب ما يلاقيه .هل يريد أن يستخدم يده ولا يرد عليه أحد لأنه محصن؟ مثل هذا أفقد نفسه احترامها وعندما مُنح الحصانة افترض فيه المشرع استخدام عقله وعندما يستخدم هذه الادوات اليد والصياح والمسدس فقد تحول الى كائن آخر لا يستحق الحصانة وليس من العدل ان يستقوي بها على الضعفاء او الخروج على القانون.أما إذا اراد تصيف نفسه بالمناضل والثائر فليتخلَّ طواعية وبنفض يده من منصبه ويجب ان لا يجمع بين الكرسي والنضال فهذا تناقض لا يفعله الا الضعفاء والانانيون.
مراجعة هذا القانون أو توضيحه صار امرا مطلوباً . والعلاج النافذ هو العزل السريع والاعتذار.
صحيفة الحرة ديسمبر 2009 م

أين العقلاء يا ساسة؟

بعض الكتابات ومعها النقاش الخاص يتحدث بإحباط شديد وكأن البلاد في أسوأ حالاتها وهذا ما يختلف عليه الناس كثيرا . اختلاف السياسيين وإحباطهم وأفراحهم الحزبية ومكائدهم السياسية يجب أن لا تسري في عروق كل الشعب.أنظر أمامي للطريق العام وأجد مئات الحافلات والبصات تسير سيرا عادياً وألتفت للأسواق وتجدها ممتلئة بالباعة والشارين ، أنظر لمقاعد الدراسة في الجامعات والمدارس وكلها كالمعتاد تقريباً،انظر للمستشفيات مليئة بالمرضى والمعالجين.أما عن الزراعة فدون طموحاتنا قد نشارك في الخوض في نقدها ولكن ليس بالإحباط.الصحف والقنوات هي التي لا تبشر بخير.
من أين جاء الإحباط؟وحديث الناس عن تدهور الحال؟
بالأمس كنت استمع لصاحب محل كمبيوتر وأمامه لاب توب ومحله مليء بالأجهزة حتى بابه مما يدل على أنه في أحسن حال ولكن عندما بدأ يتكلم عن حال البلاد بعد أن اختلفت معه أن البلاد ليست بهذا السوء الذي يقوله. قال بالحرف الواحد ليس أسوأ من هذه البلاد إلا الصومال. يا ربي من أوصل هذا لهذه المرحلة؟
قطعاً الإعلام الذي لا يعرف إلا أخبار السياسيين المتناحرين بلا انتخابات، ما بالك إذا شمت هذه الأحزاب رائحة انتخابات؟؟ أكرر رائحة حتى الآن؟
يا سادتي الكلمة أمانة نعم هؤلاء السياسيون احتكروا كثيرا من الإعلام وكثير منهم لا يرعى في هذا الوطن إلا ولا ذمة ومصلحته فوق مصلحة الوطن – ولهم يوم – وقد تضاءلت مصلحة الوطن الذي اختزلت في مصلحة الحزب وهذه قُزمت في المصلحة الخاصة ورغم ذلك نطمع في ان يكون بينهم عقلاء ظاهرين او مستترين؟
هذه البلاد بألف خير لو علا صوت العقلاء على هؤلاء الساسة الذين شغلوا الإعلام بكل أنواعه.
في رأسي عدد قليل من عقلاء السياسيين (بالمناسبة أليست السلطة مما يُسكر؟ وهل السكران عاقل؟ انتظر إجاباتكم على اليميل) عقلاء السياسيين ليس شرطا أن يكونوا من التنفيذيين ولكن التنفيذي يجب أن يكون خلفه تيم من عقلاء السياسيين الناصحين المتخصصين ويجب أن يأخذوا بمشورته حتى لا نفقد وطنا كاملاً بتناحر باقان ونافع وأمثالهم ممن لا يحسبون للكلمة حساب.( أما ذلك الذي ليس في العير ولا النفير فلا داعي لضرب مثل به حيث لا شبيه له وسيظل عرماناً).يجب أن يحسب المتناحرون السياسيون بأنهم قد يفقدوا وطناً ولن يجدوا ما يتناحروا عليه.ونحن في مركب يجب أن نأخذ بأيدي الخارقين ونمنعهم من خرق المركب.
رغم قلة عدد عقلاء السياسيين في راسي ولكن لن اضرب مثلاً باسم وأسال الله أن يخيبوا ظني ويكون أكثر مما أعرف وأن يكون لهم دور يبين قريباً ويزيل عن هذه الأمة هذا الإحباط الذي بدأ يضرب نفوس بعضها وحتى لا يسري في جسدها سريان السرطان.
قال صلى الله عليه وسلم )تفاءلوا بالخير تجدوه)
صحيفة الحرة ديسمبر 2009 م

هل (الكرافتة) إلى زوال؟؟

الكرفتة أو ربطة العنق بالعربي هي ذلك القماش ذو الشكل السداسي غير المنتظم لطول ضلعين فيه طولاً مخل لدرجة ينسيك من أين بدأت حساب الأضلاع.
والكرفتة لامعة دائماً لا ادري لماذا؟ وبالمناسبة هل تغسل وتكوى ام تموت بنشاء مصنعها؟ ما عندي فكرة والله ولا املكها ولقد خُنقت بها مرتين يوم زواجي ويوماً في استديو التلفزيون وربطها لي في المرة الأولى صديق رحمه الله وفي الثانية الأستاذ مجدي شفيق.
شماتتي فيها كل يوم في ازدياد. وكأن اتجاهاً عاما بدا يرفضها وبدأ بالرؤساء فالرئيس إسماعيل هنية لم أشاهده مخنوق بها قط وكذلك أحمد نجاد الرئيس الإيراني لا يرتديها ابداً ويبدو أن الجماعة أصلوها وشبهوها بالصليب.ورويداً رويدداً راينا بعضاً من جماعتنا هنا يتحررون منها وعقبال ما تجد من يشتريها هو نحنا ناقصين دلاقين.
ثم لماذا نقبل كل ما يأتينا من الغرب كمسلمات.
الغرب نفسه في حالة تحلل منها ولست متأكداً ولكن يبدو أن كثير من الغربيين بدأ يظهر بلا كرفته.
تقاليد مصارفنا تجبر موظفي البنوك على لبس الكرفتة هل نحلم يوما بموظفي بنك يحملون ديباجات عليها أسماءهم ووظائفهم وليس موظفين مخنوقين يتمنون نهاية اليوم ليضعوها في جيوبهم فور بلوغهم الباب الخارجي.
من أقر هذا العرف وهل جلس له مراجعون أم ورثه القوم و هم على ما وجدوا آباءهم سايرون؟
طال الزمن ام قصر سيتخلى الناس عن هذه العادة والتلفزيون أكبر مروج لرفض الكرفتة كما أنه كان من اكبر المصرين عليها.
الغريب أن كثيرا من المداس الخاصة تجبر طلابها وموظفيها على هذه الكرفتة أو ما شابهها للصغار. هل يظنون ان هذا من التميز؟
آن لنا ان نقول الكرفتة الى زوال وقريبا سيجد اتحاد المصارف بديلاً طيباً يفرق به بين موظفي البنك وزباينه الذين يعتبرون أن التشبه بالغرب فلاح حتى ولو كانت درجة الحرارة 45 درجة مئوية في صيف خرطوم خانق.وأغرب من هؤلاء من تجده ببدلة وكرفتة وداقي الكدر في صيف الخرطوم الحارق لو كان في سبارة مكيفة لسكتنا ولو كان الفصل شتاءا قد نجد له العذر.
شكرا لكل من يتحرر من هذا الطبع الغربي الذي لا يمارسه احد الا وهو عليه ثقيل.ولم يفكروا فيه طويلاً ولم يخضعوه لنقاش حر.
ام هذا من أماني أهل العوض؟
اغسطس 2007 م

على هيئة المواصفات فحص هذا العرقي

هل جودة العرقي مدرجة في برنامج خطة هيئة المواصفات والمقاييس؟ ومتى سيأتي دور فحص العرقي؟ طريقة صناعته، معايرته ،الأدوات المستخدمة في تصنيعه، وقبل ذلك نوع التمر المستخدم في صناعته، ثم بعد ذلك طريقة التعبئة وأدوات التعبئة كل هذه مطلوب من هيئة المواصفات والمقاييس فحصها وتحديد المواصفة التي تضمن سلامة المستهلك.
لا أمزح ولكن رأيت في هذه الخرطوم أماكن مكشوفة لصناعة العرقي ليس محلاً ولا أثنين ولا ثلاثة بل عشرات الأماكن وفي الهواء الطلق لا تسترها حواجز ولا حيطان ( علشان ما واحد يقول لي الوداك شنو؟) وبما أنها في الهواء يراها المارة بلا أدنى جهد مثلها ومصانع الطوب مما يدل أن الحكومة على علم بها والولاية على علم بها والشرطة على علم بها وهي بهذا الوضوح مما يجعلنا نطالب هيئة المواصفات والمقاييس لتقوم بدورها في حماية المستهلك وضبط السوق.
وما دفعنا لدعوة هيئة المواصفات لفحص مصانع العرقي هذه هو ما رأيناه من أواني بدائية تستخدم في تصنيعه ولا ندري أي أنواع التمر يستخدمون وما دامت هذه المصانع مصرح بها او مسكوت عنها ضعفاً أو فساداً على الهيئة القيام بدورها حتى تضمن عرقي سليم لمواطنيها وحتى لا نكلف وزارة الصحة ومستشفيات الأمراض النفسية فوق طاقاتها.
وقديماً قالوا الوقاية خير من العلاج فعلى وزارة الصحة أن تضغط على هيئة المواصفات والمقاييس لوضع مواصفة علمية للعرقي.
كما تعلم عزيزي القاري إن لا داعي لكلمة مثل: الساكت عن الحق شيطان أخرس. إذ الحق ما عاد متفق عليه فما تراه حقا يراه آخر باطلاً وما تحسبه غير مخالف للقانون قد يكون موافقا لاتفاقية السلام وفي ظل هذه الازدواجية ما علينا إلا أن نترك وزارة الداخلية وفلسفتها ورسالتها المتمثلة في حماية الطرق من متهوري السائقين ومستخدمي المركبات والغرامات الفورية على قارعة الطريق فوزارة هذا همها – وما أكبره من هم – يجب علينا أن نرحمها من هذه الصغائر، ونذهب ونطالب هيئة المواصفات والمقاييس لتحمي المواطن من العرقي الملوث المصنوع بآنية بدائية ومعبأ بطريقة عشوائية والمصنوع في الهواء الطلق (عينك يا تاجر).
(أوقفوا الأرض أريد أن أنزل)
صحثف الحرة 2009 م

ما أجمل الاختلاف مع صديقي عثمان

عزيزي عثمان ميرغني مسكون بالتطوير، كيف لا وهو مهندس كمبيوتر،هذه التقنية التي لا تعرف الاستراحة وفيها في كل لحظة جديد.عثمان الآن يدفع ثمن اقتراحاته فقد كتب كثيرا عن توقف الصحف أيام العيد يوم كان كاتباً ، اليوم عثمان على رأس صحيفة فكان عليه ان يتبع القول بالعمل وقد فعل لم تتوقف التيار يوماً.يشكر بل يشكرون هو ومن معه.
هذا ليس موضوعي معه وليس موضوعي اليوم هو أننا فقدنا عمود حديث المدينة المكتوب بعناية الموزونة كلماته بماء الذهب، وصار عمود حديث المدينة لا يحتوى على مدهش عفواً أحتوى على مدهش يوم كتب ( انتشروا في السودان يرحمكم الله).
في ذلك المقال ثمّن على حركة المواطنين في العيد خارج الخرطوم وقدر عددهم بمليونين من البشر، وتحدث عن الحراك الاقتصادي الذي أحدثوه بهذه الحركة وكيفية انعكاسه حتى على الحمّالين وطالب بتسهيل السفر الداخلي طول العام وليس أيام العيد فقط.
عزيزي عثمان – هذه ليست مجاملة محفوظة فقط بل هو عزيز عليّ بحق – السفر ليس إنتاجاً في حد ذاته والذي ينقصنا الإنتاج والتنمية. ولنسأل أنفسنا سؤالاً لماذا جاءوا للخرطوم أصلاً حتى يسافروا منها لقضاء الأعياد؟ هذا هو السؤال الذي يبحث عن إجابة.إذا صح الرقم الذي قدرته بمليونين أكثر من نصف هؤلاء جاءوا من الأقاليم ليتبادلوا الخدمات في الخرطوم،الطالب والأستاذ جاءوا من الأقاليم ليقدموا الخدمة لبعضهم لتدني البنية التحتية في الريف،الطبيب والمريض جاءوا ليتبادلوا الخدمة في الخرطوم لنفس السبب وبعد ذلك عدد لا يستهان به هرب من الريف لأنه لم يجد ما يقنعه بالبقاء في الريف وتركه وحام في شوارع العاصمة يمني النفس بعمارة كالعمارة المسماة ( آخر فنيلة) ولن يفلحوا لتغير الزمن وما علموا وسيصنفون في قائمة الهامشيين.
سؤال لا يغيب على عاقل لماذا لا ننهض بالريف؟
اكرر مقولة ذكرتها كثيرا ، عند تبديل العملة مطلع التسعينات وجُد أن 70 % من الكتلة النقدية كانت بالخرطوم.غير أن صابر لم يقل لنا كم نسبتها في التبديل الأخير أقدر أنهم وجدوا أن الرقم مخجل – كرقم الفقر – قد وصل 90 % ولم يصرحوا به.وكل هؤلاء جاءوا ليجدوا نصيبهم في هذه (الكرضمة) ما أجمل قول شاعرنا الكبير محمد المكي ابراهيم:
ما أتعسها هذى الأرياف
ما أتعس رأسا مشلول الأقدام
ما أتعس راسا لا تعنيه تباريح الأقدام)
أخي المنطق الاقتصادي يقول حركة البضائع والمنتجات هي المطلوبة وليس حركة البشر إذ هي مؤشر على خلل إن لم تكن هي الخلل.
ما أجمل الاختلاف مع العقلاء!

ديسمبر 2009 م
صحيفة الحرة

عيد بلا شرطة مرور سريع

وسأظل أكتب عن شرطة المرور.
ما أجمل العيد - رغم هذا العمر – نفرح بالعيد ولكن ليس كفرح الصغار فرحنا من نوع آخر. رغم كل صيحات المتشائمين والناظرين لنصف الكوب الأعلى إلا أن الحياة تمضي في تطور طبيعي لا ينكره مكابر.نعم الطموحات مشروعة ولكن يجب ان لا نجحد ما بين أيدينا.
طريق الخرطوم مدني في عصر هذا اليوم – الاثنين – كأنه شارع داخل مدينة من الاكتظاظ بالسيارات والحافلات والبصات وغيرها من المركبات لدرجة يصعب التخطي معها مما يدل على أن تطورا اقتصاديا كبيرا قد حدث دعونا نختلف في طريقة توزيعه ولكن أن تجد كل هذه المركبات وقودها دون مشقة فدليل خير لا ينكره حتى المكابرين ومنهم من يقول مبالغاً 90 % من هذه السيارات سيارات حكومة أو حكوميين.
ومما أثلج الصدر خلو الطرق من دوريات المرور السريع مما جعل الناس أحراراً يغدون ويروحون بنفوس منشرحة والحمد لله لم نر ولم نسمع بحوادث طرق مما يجعلني أدخل في تحدي مع إدارة المرور بأن تخرج لنا إحصاءات الحوادث في وجود الشرطة وعدمها لنقارن وبعدها نثبت أن السلامة ليست كل أجندة هذه الدوريات بل الجبايات هي الهدف الأول. إذ المعروف أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم تقيد بنص. وبنفس القياس كل من على الطريق هو صحيح ما لم يثبت العكس عندها تطبق فيه القوانين إذ ليس من المعقول أن توقف سيارة تسير بالسرعة المنصوص عليها وتتبع كل قواعد المرور لتسال سائقها عن أشياء أخرى رخصتك، نعالك ، تفتيشك، ألا تريد التحقق من سلامة الطريق، الطريق سليمة لما الأسئلة والتوقيف؟؟ عندما يخطى المخطي يتحمل كل العقوبات والتي يجب أن تكون هي الحافز لفعل كل ذلك ،من الأذن بالسواقة ممثلاً في الرخصة وسلامة المركبة ممثلاً في ترخيصها وسلامة الآخرين ممثلاً في التأمين.
حتى نصل الى مواطن يحترم وطنه بقدر احترام الوطن له، أما إذا أصررنا على لعبة القط والفار بين الشرطة والمواطن فهذا فشل مستمر وعائده سالب جداً.
كان عليّ أن أحيي شرطة المرور السريع على خدمة ( التطويف) التي تمارسها عند العيدين ولكن الغبن الذي تُحدثه هذه الشرطة في النفوس والتعسف الذي يمارسه أفرادها مع السائقين ( ومعهم حق لهم فيما يجمعون 20% في أغرب حالة) وتتبع في سبيل زيادة دخلها كل السبل والعيب في القانون واللوائح وليس فيهم وحدهم.
لو لا خوفي من (الصوملة) لقلت خلونا في عيد دائم.
صحيفة الحرة ديسمبر 2009 م

السبت، 12 ديسمبر 2009

البلهارسيا ، البلهارسيا، البلهارسيا

ولاية الجزيرة بل مشروع الجزيرة من أكثر مناطق السودان ابتلاءً بمرض البلهارسيا وأهل شمال الجزيرة ظنوا أن هذا المرض قد تمت محاصرته بالقضاء على أسبابه ومن أشهر مسبباتها مياه الترع شرباً واستحماماً. وقد تمت محاصرته بفضل من الله و(بعض من وعي) ومعينات المياه الصحية.
ولكن تأتي الأخبار تباعا أن الحال في جنوب الجزيرة ليست بخير وخصوصا المناقل. عندما أخبرتني طالبة من كلية طب جامعة الزعيم الأزهري أنهم قاموا برحلة علمية لجنوب الجزيرة وفي قرية واحدة وجدوا أن 90 % من سكان القرية مصابون بالبلهارسيا،وضعت يديّ على راسي من هول ما سمعت وأنا الذي عايش مصابوا البلهارسيا ويعرف ما تفعله بالجسم وخصوصاً في مراحلها المتأخرة عندما يبدو المريض كقربة ماء محمولة على عودين( القربة بطنه والعودين ساقاه) هذا إن لم يبدأ النزف المعوي جراء دوالي المري.
ويأتي الأخ بله علي عمر موثقاً بالأرقام والنسب المئوية ما يجري من بلهارسيا في محلية المناقل ويعطينا نسباً تصل إلى 22% من تليف الكبد وهذا التليف يعني آخر مراحل البلهارسيا ولا تتناقض هذه النسبة مع النسبة أعلاه فالمصابون بنسبة 90% في القرية تلك – إن عاشوا – ستتليف أكبادهم ويرحلون عن الدنيا لأنهم لم يجدوا راعياً يسقيهم ماء نظيفاً وينشر فيهم بعضاً من وعي.
بدءً نحن بحاجة للشعور بالمشكلة وان تصبح هماً عاماً وخاصاً وان يجلس لها خبراء ومتخصصون من كل التخصصات العلمية ويأتوا بحل قريب وحل طويل الأجل ولو استدعى الأمر إرسال ماءً نظيفاً لقرى المناقل بخزانات ماء متحركة وهذا ما يفعله الرعاة للإبل والماشية. هل إنسان المناقل ارخص من الإبل والماشية؟
يوم كتبت في هذا العمود عن مركز محمد صالح إدريس للنزف المعوي قلت فيما قلت لماذا هذا المركز في الخرطوم رغم أن 99 % من مرتاديه من الجزيرة.والآن نرفع صوتنا عاليا إلى وزارة الصحة الاتحادية وإلى حكومة ولاية الجزيرة والى الجهات التي تريد أن تقوم بعمل إنساني، أن تقوم بدور الطب الوقائي أولاً حفاظاً على الأجيال القادمة بسقاية هؤلاء ماء صحياً نظيفاً وأن تقدم طباً علاجيا بإنشاء مركز مثيل لمركز محمد صالح إدريس للنزف المعوي بالمناقل أو بود مدني.
بالمناسبة تكلفة مركز النزف المعوي 3 مليارات تساوي تماما صفقة اللاندكروزرات التي اشترتها ولاية الجزيرة مطلع هذه السنة للوزراء والمعتمدين حتى يركبوا سيارات نظيفة.
اكتوبر 2007 م

يا ولاية الجزيرة بعضٌ من تنظيم

مواطن : أين المعتمد؟
سكرتارية المعتمد : في مدني.
مواطن : أمس كان في مدني.
سكرتارية المعتمد : طلبهم الوالي
مواطن : لاجتماع؟ أنا أعرف أن اجتماع الحكومة يوم الأحد.
سكرتارية المعتمد : لا هناك مهرجان في مدني.
مواطن : بالمناسبة كم مرة في الأسبوع يذهب المعتمد لمدني؟
سكرتارية المعتمد : ثلاثة أو أربع مرات وأحيانا خمس مرات.
مواطن : كل المعتمدين أم معتمدنا هذا وحده.
سكرتارية المعتمد : كلهم.

لا يختلف اثنان على دماثة خلق والي الجزيرة الأخ عبد الرحمن سرالختم رجل في غاية الرقة واللطف ( بالمناسبة ما لصق بذاكرتنا عن العساكر يحتاج مراجعة مش كلهم طبعاً) هذا الرجل اخذ من العسكرية نشاطها – ما شاء الله – ومن المدنية رقتها.( الحديث عن الرجال – الأحياء - لم يألفه الطبع السوداني نترك ذلك ليوم آخر).
ولاية الجزيرة - ولا أقول والي الجزيرة - رغم وسطيتها الجغرافية والاقتصادية التي يجب أن تكون مثالاً تأخذ الولايات منه ( طبعاً الخرطوم خارج المقارنة) كثير من برامجها يحتاج إلى توزيع ادوار. وبما أن الوالي رياضي من الطراز الأول نحدثه بلغة الكورة التي لا نعرف منها إلا القليل. لعبة الدافوري ذات المرمى الواحد لا تحتاج ترتيباً ولا خطط لذلك تجد كل اللاعبين مرهقين أدوا دوراً ام لم يؤدوا فتجدهم جميعاً خلف الكرة ، ويصعب أن تجد لها مشجعين.بعكس المباريات ذات المرميين واللونين وكل لا عب له مربع يلعب فيه كل المتفرجين يمكنهم تشخيص المقصر والمجيد ولها حكم يوقف كل عند حده، ولكل فريق إدارة تجزل العطاء للمجيد وتوبخ المقصر كل هذا لا يتوفر في لعبة الدافوري.
كذلك الفريق الحاكم والي ووزراء ومعتمدين يجب أن تكون أدوارهم موزعة بعناية وبرامجهم مصممة بعناية لا تكسرها كثرة الطواري والبرامج العارضة.ماذا يعني أن تكون المنصة أو الصف الأمامي مليء بالرتب الرسمية لحضور حفل او مهرجان أو غداء ضيف في وقت تتعطل فيه مصالح وأعمال المواطنين بالأيام والشهور؟؟
قد يقول قائل إذا ذهب المعتمد لمثل هذه المناسبات هناك من ينوب عنه ( هذا القائل لا يعرف كيف (يكنكش) هؤلاء وهم يفوضون من خلفهم على كل شيء إلا المال ولك أن تتصور تفويض بلا مال!!!
أخي الوالي ربما لم تنتبه لهذه الدعوات المتكررة وقد يكون مكتبكم من يقوم بذلك حسب ترتيب قديم من خلفكم. نسألك :ماذا يعني حضور الوزراء والمعتمدين للمناسبات؟ ديكور؟ تمامة جرتق؟
هذا ولم احسب ما يكلفه حضور هؤلاء المتكرر من وقود للفارهات التي تشرب الجازولين شراباً وليس استنشاقاً ولا وبدلاتهم وبدلات سائقيهم ومن معهم.
اكتوبر 2007 م

اتحادية الشرطة ، شرطة المرور مثالاً

هل أجيز قانون الشرطة ؟
هل صارت اتحادية لا تنحني للولايات؟
كل مسئول ينشط للتطور ويريده اليوم قبل غد ولكن بشرط أن لا يؤثر على جباياته (قل موارده لأن بعضهم يتحسس من كلمة جباية). ويا حبذا لو قابلت التطور زيادة موارد مثل ( بلاش أمثلة).
الإدارة العامة للمرور ومنذ عدة سنوات أنشأت شبكة لربط كل الولايات بشبكة واحدة حيث تجد المعلومة أين ما ذهبت. مثلاً إذا أردت تجديد رخصة لوري وافق انتهائها وأنت في الأبيض ما عليك إلا أن تتوجه إلى مكتب الترخيص التابع لشرطة المرور ومجرد وقوفك أمام الشباك وتعطي معلومة مثل رقم اللوحة تخرج كل البيانات على الشاشة وتدفع رسوم التجديد وتستلم وتواصل سيرك.
هذه الشبكة لا قيمة لها الآن ولكي تصبح لها قيمة ويستفاد منها لاقصى حد يجب ان يكون امر الترخيص اتحادياً رسم واحد يدفعه المواطن بلا ضيق ولا يلخبط له ميزانية ولا يجعله يسخط.
الواقع الآن غير ذلك تماماً رغم أن الشبكة غطت ولايات:الخرطوم،الجزيرة،البحر الاحمر،شمال كردفان،نهر النيل،سنار.ورغم إن المعلومات متاحة في كل هذه الولايات نجد ان هناك ولايات تصر على أن تجدد الترخيص في مصدر الحرف الذي على اللوحة مثلاً ج لولاية الجزيرة فعليها أن تجدد بولاية الجزيرة ولو صادفت نهاية الترخيص وجودها في الأبيض فعلى صاحبها واحد من اثنين أن يدفع غرامات على طول الطريق من الأبيض إلى مدني أو أن يتركها في الأبيض ويأتي هو إلى مدني وبعد ما يصل مدني يقولوا ليهو: فحص الأبيض دا ما شغال معانا) ويرجع مرة ثانية ويأتي ليلاً أو أن يدفع فوق الطاولة أو تحتها إلى أن يصل مدني.
طريقة أخرى أن يفحصها ويرسل الأوراق إلى مصدر الترخيص الأول وبعد ما يكمل كل الإجراءات يقوموا يقولوا ليهو الاستيكر sticker ما بنسلمك ليهو ولازم يقوم بإلصاقه شرطي وشايل سكين علشان يشلخو بعد ما يلصق علي الزجاج.
طبعاً الولايات تصر على ان تمارس احتكار تجديد الترخيص لتضع عليه رسوما ويدر عليها ذهباً لمحلياتها ودعم شرطتها ورئاستها ولعمري هذا منطق رديء هزم تقدم إدارة المرور وشبكتها .وجعلنا في ذيل قائمة الدول غير المستفيدة من التكنولوجيا كما نحن في أعلى قائمة الدول الفاسدة.
نريد أن نرى خير قانون الشرطة الجديد في أن تقول للولايات نحن مستقلون ونعمل بمعزل عنكم في ما يلينا سنرخص كل سيارة او شاحنة في أي مكان توفرت لنا المعلومات عنها وبرسم موحدٍ.وسنجدد كل رخصة يقف صاحبها امامنا اللهم الا إذا ضعف بصره او فقد طرفا من أطرافه.
نريد شرطة تقوم بدورها خير قيام مستفيدة من امكاناتها أي استفادة.
سبتمبر 2007 م

معلم يفتح النار على نقابته

لا يا نقابة التعليم
الأخ العزيز / الأستاذ أحمد المصطفى إبراهيم الصديق
السلام عليكم ورحمة الله
كتبت قبل زمان في هذا المكان مطالباً نقابة المعلمين بالركون إلى الهدوء والموضوعية والرصانة،إثر اشتباكها مع معالي وزير التربية السابق بولاية الجزيرة ، وأجدني اليوم أطالبها بالركون إلى الوضوح والعقلانية والرشاد ،وهي تعلن الإضراب عن العمل وتسحبه.
ان القضية التي سيقت كسبب للإضراب قضية ضبابية باهتة إن لم اقل ماسخة.
(( ظلم لجنة الأجور للمعلمين وعمال التعليم حيث فرقت بين العاملين في علاوة طبيعة العمل)).
وهذا كلام لا أول له ولا آخر :إذ هل اعت اللجنة علاوة طبيعة العمل لكل عمال السودان نما عدا عمال وزارة التربية والتعليم ( معلمين وعاملين)؟؟
أم هل أعطت اللجنة علاوة طبيعة العمل للمعلمين ولم تعطها للعمال في وزارة التربية والتعليم؟؟؟
أم هل أعطت اللجنة المعلمين علاوة أرفع من تلك التي أعطتها العمال؟؟
أم ماذا : يا عبا د الله أفيدونا أفادكم الله؟
هذه قضية ضبابية ينقصها الوضوح، إن لم أقل تمثيلية بائخة،مثل تمثيلية الإضراب أثناء تصحيح الشهادة الثانوية ،ثم ابتلاع النقابة لقرارها هذا بدون أسباب كما ابتلعت الأرض طوفان نوح،وكما حدث من قريب في إعلان الإضراب في كنترول الشهادة الثانوية ،وعادت وابتلعته دون إبداء الأسباب!
إن التوقيت الذي توخته النقابة لإعلان إضرابها المشؤم هذا،توقيت تنقصه العقلانية ،وإلا كيف اختارت اليوم العاشر من رمضان المعظم آخر أيام الرحمة من الشهر الفضيل،لتسرق البسمة من أفواه أبنائنا وبناتنا التلاميذ والتلميذات ولتنافي الرحمة منافاة قبيحة جداً ولتدخل الحزن في كل بيت في كل بيت فيه تلميذ ممتحن فضلاً عن الإرباك والتأخير الذين حدثا لكل لجان الكنترول في المدارس الثانوية على امتداد الوطن العزيز.
عن الرشاد يقتضي ان تترجل هذه النقابة وتعيد الأمر إلى جماهير المعلمين ليختاروا نقابتهم عبر انتخابات حقيقية، اكرر انتخابات حقيقية،تأتي بمعلمين حقيقيين لقيادة النقابة بغية إصلاح التعليم.
ان نقابة لا تعرف الضرر الذي يسببه إضراب يصادف أول يوم من امتحانات الفترة الأولى ليست جديرة بأن تدعى نقابة ولا ان تنسب للتعليم!!!
وان نقابة كل معاركها الدونكوشوتية حول العلاوات الهزيلة ،التي لا تسمن ولا تغني من جوع،في حين تغض الطرف ، جهلاً أو تجاهلاً، عن التدهور المهني للمعلمين وتدهور البنيات الأساسية للمدارس ، ليست جديرة بان تدعى نقابة ولا أن تنسب للتعليم!!!!
وان نقابة فشلت في إقناع أي معلم بالمكان الذي ذهبت إليه صكوك الاستثمارات،ليست جديرة بان تدعى نقابة ولا ان تنسب للتعليم!!
وإنني بالصوت العالي أدعو هذه النقابة الشاذة بان تخلي مكانها لنقابة سوية ينتخبها المعلمون حقا وصدقاً.

عبد الله أبو علامة
مدير مدرسة البشاقرة الثانوية
أحمد:
كما قال المصور المصري للمحتج على صورته:وأنا قبت حاقة من عندي.
سبتمبر 2007 م

مهندس عزيز يكتب _ كلبة للبيع

كنت استمع لإذاعة البي بي سي البريطانية الملكية والهوية،والعربية واللسان. شدني خبر احد إخواننا المصريين كتب إعلان كبير واختار شارع مشهور ورئيسي ليعرض بضاعته ولا يخفى أن مصر ام الدنيا يتقاطر عليها السواح وغيرهم من طالبي العلاج حيث بلغ من التقدم أحسنه ومن المنافسة أشدها والفيصل جودة الصنعة بالقراءة وحضور المؤتمرات حتى يواكب آخر ما وصل إليه التقدم العلمي في الطب عارضا بضاعة لا تبور أصلية ومن المنشأ. العملاء قادرون على الدفع وبسخاء فحياتهم غالية والفلوس موجودة. لا مساومة ولا مفاضلة سوق سبقهم عليه إخواننا في الفقر أبناء آسيا سوق تجارة الأعضاء ليس أعضاء الأسرة يا راجل كيف تسمح لنفسك التفكير في ان يبيع احدهم فلذة كبده وثمرة فؤاده لا وألف لا البيع محدد ومقفول في ذلك الشخص الذي تزوج وانجب وفتح بيتاً كان يفترض ان يكون في سعادة ابدية.ولكن دائما تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
العيال كبرت وزادت مصاريفها واعباؤها من التعليم والعلاج.
الراجل اتقفلت في وجهه كل ابواب الحياة المفتوحة والمغلقة خليها على حالها.
واعتمد على نفسه في سد الفجوة في الكساء والغذاء ادناه في العلاج بالمراكز الصحية المدعومة انها ليست مجانية يعني لازم يدفع وقرر بعد ان فشل في كل السياسات ربط الاحزمة وشد البطون...الخ. بكامل قواه العقلية وحالته المعتبرة اعتماد سياسة الاعتماد على الذات ان يبيع من أجزائه واطرافه ما زاد عن الواحد المفرد على الاقل في البداية وخاصة انها المرة الأولى ان يصبح تاجرا ويغير (الكارو الما نافع).
انه لا يريد ان يتصرف في فلذة كبده فله شريك لذا يجب ان يكون متحوطاً فالقانون لا يرحمه ويا ويله من (ابو بتاعة) .فقرر صاحبنا ان يبيع كليته على وزن ما خف وزنه وغلى ثمنه والملكية المحضة والسوق كالليل البهيم ورأيت فيه حال الكثيرين تحسده على جراته وسرعة تصرفه وحسن تدبيره لاموره الحياتية ويا عمي الأعمار بيد الله وما في حد وآخد حاجة معاه.هيا كلنا لها ولا دائم الا الدائم وحدوووه.
نورت لنا الدرب الله ينورها عليك لانك أصلك من دنيانا مسافر نحن على الدرب ونعاهدك ان الراية لن تسقط ابداً فالحكم الديمقراطي ينتهي بالوراثة في كثير من الأحيان والحمد لله على كل حال فقد وهبك الله من الأعضاء ما يكفيك بقية حياتك فهناك العيون وأجزاءها والأيدي والأرجل بأصابعها العشرين والكثير الكثير لن تحتاج لبيع حيواناتك أو تؤجر رحم الحاجة فخير ربنا كثير.
يا ولدي قم واكتب اعلان تقول فيه ( كلية للبيع ) واضح ومقروء ويا حبذا الرسم التوضيحي المصاحب حتى يكفينا الله شر المستثمرين والكارثة ان الولد كتبها بنقطة واحدة. فتكالب اصطحاب العيون الخضر ويسالون ان كانت من فصيلة الوولف فقلت :( - O ) تعطي كل الفصائل . عرفت انهم يقصدون الكلبة وليس الكلية ......أولاد آخر زمن عذرناهم في الأجنبية وحتى المدرس نفسه يخلط بين الغين والقاف وعينك ما تشوف الا النور.
م.محمد أحمد محمدإبراهيم
سبتمبر 2007 م

التجارة الداخلية قبل الخارجية

اشعر بدمي كله يجري نحو راسي وان شراييني لا تحتمله و يغلي دمي في عروقي يوم اسمع احدهم يتحدث عن الترتيبات التي تجري ليدخل السودان إلى منظمة التجارة العالمية ، ويزيد الغليان عندما يتحدثون عن عضوية السودان في الكوميسا وعندما يبحثون في سوق عربية للتجارة العربية العربية.
هل وقف احد هؤلاء المتحدثين على مصائب التجارة الداخلية وهل وقفت الدولة كلها على ما يجري داخل السودان وكيف تتحرك سلعنا من مدينة إلى مدينة أو من المزرعة إلى السوق وكم من العراقيل يقف أمام هذه التجارة.
أيها الناس صار كل من يستطيع الحركة تجارة أو نقل أو أي نشاط يتطلب حركة من مكان لآخر يده فوق قلبه ويحسب عشرات العراقيل التي ستعوق حركته نقاط بلا حصر وفنون ومسميات تحتاج مراجع وقواميس ليفهما الرجل العادي .
في طريقك للسوق نقاط الضرائب ادفع ضريبة المركبة : ترد يا قوم هذه سيارة خاصة ولوحاتها بيضاء لا ضريبة عليها . يأتيك الرد: بطل حركات نحن عارفين أنت شايل فيها حاجات بالأجرة . وتدفع الضريبة مكرها أو تحجز وسيلة نقلك . بعد قليل تقابلك شرطة المرور عربية خاصة وشايل فيها شوالات ؟ مخالفة مرورية ادفع 30 ألف ؟ تحلف بالله وبمن خلقك وخلق شرطة المرور أن ما على ظهر هذه الآلة هو خاصتك وليس مستأجر وهؤلاء الناس الذين عليها هم أقاربك ؟ لا مجيب 30 ألف يعني 30 ألف ؟
ونفس شرطة المرور تستوقفك كل 20 كلم لتثبت عدم مخالفتك وتبدأ تبحث عن سبب لتغريمك مثلاً الزجاج فيه شق ادفع 30 ألف . طيب يا سادتي الشق طوله 5 سم وفي أقصى اليمين وهذا لا يعيق القيادة ادفع 30 ألف وبطل كلام كتير .هل هذه مخالفة مرورية؟ اعرف أن المخالفة المرورية هي أن تقود باستهتار أو تقطع إشارة مرور أو تكون سيارتك غير مرخصة .
نقاط أخرى دمغة الجريح ، مكافحة التهريب ، الطرق والجسور الولائية الاتحادية وهلم جرا
لا مفر إن أنت دخلت أي سوق تجد متحصل السوق يقف بالمرصاد ويزيد من الرسوم كما يشاء فهو اشترى السوق من المحلية أو الوحدة الإدارية ويتبعه شرطي وما عليك إلا التنفيذ واللعن والشكوى لله .
التجار بين الضرائب ورسوم النفايات والعوائد والرخص التي فيها من الدعومات ما فيها وكل يوم هم في حالة دفع جديد ودعم جديد .
وبالمقابل التجارة كل يوم في كساد ونكد والوظيفة كل يوم في إشراق من كثرة مخصصاتها التي تأتي من جيب السوق وبعد قليل سيصيب التجارة الشلل ولن يجد الموظفون من امتيازاتهم شيئاً.
لن نستفد من الكوميسا ولا من التجارة الخارجية إن كان هذا حالنا الداخلي ها هي الشقيقة مصر تستفد من الكوميسا وتغرق أسواقنا بعشرات السلع - وتستاهل – ونحن لا نستطيع أن نقدم لها أو لغيرها كثير شيء نسبة لسوء وكثر عراقيلنا الداخلية . متى نتحرر من الداخل ونشعر بالأمان من أجهزة الجباية في دولتنا ونسوط السودان بالطول والعرض لا نخاف إلا الذئب على غنمنا ؟؟؟؟؟
عن حرية التجارة والحركة نبحث لا عن حرية الربربة والطربقة التي اطلت برأسها و لم تفدنا قط
لا أجد تشبيهاً لهؤلاء الذين يتحدثون عن منظمة التجارة الخارجية إلا كرجل يتحدث في المجالس عن الأخلاق والمُثل وبيته يفرخ الراقصات.
سبتمبر 2007 م

ال U N في الخرطوم

هذا ليس اسم إذاعة جديدة ولا مشروب غازي جديد ولكن هذان الحرفان ملاّ شوارع الخرطوم ومطارها لدرجة لافتة. وكان لزاما علينا أن يجدا حظهما في ما يحرق أعصابنا ويفور دمنا إلى أن نطفي ذلك بالكتابة وبعدها نكون قد برأنا أنفسنا بأضعف الإيمان.إلى أن نرى لنا دوراً في إزالة المنكر بغير الكتابة.
صراحة كل ما رأيت سيارة مكتوب عليها U N قرأتها USA وليس ذلك لعمش في عيوني ولا خلط لحروف الانجليزية في راسي ولا زغللة نظر ولكن U N ما عادت تعني معناها القديم ( الأمم المتحدة ) بل صارت USA الولايات المتحدة الناهي والآمر لكل العالم وتتعكز على U N وتسخرها لأجندتها كل هذا معلوم للعالم ولكن من يجرؤ على الكلام.
ندع السياسة لأهلها ولكن كيف نقبل لأنفسنا هذا الاجتياح وهذا الاستيلاء بلا إعلام. من يتجول في الخرطوم يتبادر إلى ذهنه سؤال أيهما أكثر سيارات ال U N ام سيارات الحكومة؟ وماذا تفعل هذه السيارات؟ والذين يراقبون المطار يقولون إن جزء كبيرا منه صار حكرا لطائرات مكتوب عليها U N بلا حسيب وبلا رقيب تهبط متى تشاء وتقلع متى تشاء وتنزل ما تنزل وترفع من ترفع وتخرج من بوابة جديدة سماها الناس بوابة ال U N .إلى متى نحن نتفرج عليها في صمت مريب و إن سألنا لا مجيب .هل كل هذه الأفعال تحت مظلة إغاثة دارفور؟ ومن أدرانا لو أن شركات عالمية للقمامة أو النفايات أو الفضلات ، او المخدرات ألصقت على جسم طائراتها هذين الحرفين و دخلت من هذه البوابة وحركت حمولتها داخل السودان بسيارات U N التي صار لها من كل نوع أسطول شاحنات، جيبات دفع رباعي ، صوالين ما بقي لل U N إلا أن تكتب على بعض سياراتها (مراسم) وعدد من المواتر لتكون دولة داخل دولة أو فوق الدولة.
نعيد السؤال مرة ثانية وثالثة ماذا تفعل ال U N في الخرطوم ؟
ومن منحها كل هذه الصلاحيات؟ وما المقابل هل هو إغاثة دارفور وقد سمعنا أن 80% مما يقدم لدارفور يذهب إلى الصرف الإداري لهذه المنظمات كم تساوي ال 20 % الباقية ألا نستطيع توفيرها من ذرة هذا العام الذي كان وفيرا؟ وكأن امتحان من رب العالمين ليرى ماذا نحن فاعلون بهذه النعمة هل سنجود بها للمحتاجين أم تعودنا على التسول ؟ ثم ثانياً هذا العالم لا يدفع دون مقابل وقطعا لا يرجو ثوباً من الله وليس هذا في أجندته وإنما يدفع نظير فوائد دنيوية.ما المقابل؟
وآن لنا ان نستفهم عدة استفهامات
هل دخلت ال U N عبر اتفاق مكتوب وهل هو قابل للمراجعة؟
هل دورها محدد وقابل للمراجعة من وقت لآخر؟
ماذا يقول المثل السوداني ( الباب البجيب الريح سدو واستريح)؟
سؤال أخير لصديقنا محجوب فضل بدري أليس للمك نمر أحفاد؟
سبتمبر 2007 م

الإصلاح والمصالح

كثيرون في سوداننا هذا يدعون للفضيلة والمناصحة ويريدون أن يصلحوا. منهم من يصلح بيده ومنهم من يصلح بلسانه ومنهم من يصلح بقلمه .والكل يريد أن يرى السودان على أفضل حال منهم من يريد أن يراه اخضراً كاستراليا وكندا ومنهم من يريده آمنا كما مكة وسويسرا . ومنهم من يريده غنيا كهولندا ومنهم من يريده عال مستوى دخل الفرد فيه كما الكويت .
ولكن الجديد الذي دعاني للكتابة إنني اكتشفت اكتشافا مذهلاً وهو الكل يريد السودان بخير بشرط أن لا ينقص هذا من مصالحه الخاصة يريده أن يتطور بعيدا عن كعكته .
بالمثال نوضح الآتي : المشروع الزراعي الضخم الإداريون يحصون لك من عيوب المشروع ما يشيبك ولكنهم لا يتطرقون للنفقات الإدارية أبدا .
الاتحاد (المشكلة ) يحدثك عن كل علل المشروع وإخفاقاته ولكن لا يتطرق إلى كيفية اختيار الاتحاد وكيف يأتي من القواعد وكيفية مشاركة الناس كل الناس فيه وبشفافية عالية حتى يختاروا الصالح بلا وصاية من احد .
التسويق والشركة السلعلع تحدثك عن قلة الإنتاجية والتوسع الراسي والأفقي كمخرج لازمة المشروع وهي تبطن إنها تريد توسيع حصتها ولا تعترف يوما بالعجز والبدائية في التسويق ودنو الهمة واللعب على الذقون اللعب على العام باسم الخاص وحاجات تانية حامياه.
الكل يريد سياسة التحرير الاقتصادي بعيدا عن سلعته ويلعب مليون لعبة ليخرج سلعته من التحرير ويبقى محتكرا احتكارا يحرم الملايين من خير التحرير لا داعي لان نقول السماد مثالا بل والمدخلات الزراعية كلها مثالا.
ويتدرج الأمر حتى أصحاب التاكسي يريدون السودان متقدما فقط بإلغاء ما يسمى اللموزين والأمجاد.
وقد يصل الأمر إلى المحافظة على المصالح بقذف الآخرين واتهامهم بما ليس فيهم و يعلمون والله من قبلهم يعلم انهم كاذبون.وعدم الشفافية والبعد عن المناصحة والوضوح يجعل الكثيرين يصدقون ما يقال لهم ويطربون ويسمعون لما يضحكهم من قبيل كلو تمام يافندم وكل من يقول هذا صحيح وهذا خطا ستدبج فيه التقارير المنفرة والتنفير متغير بتغير الأيام فتهمة الزمان الماضي ما عادت قوية قوة أن تتهم الآخرين بأنهم من ذاك الشق أو تلك الكوادر. رغم علمك في داخلك إن الأمر ليس كذلك وإنما هي حماية المصالح.
حتى الصحف التي نكتب فيها تريد الحق الذي لا يضر بمصالحها الإعلانية.
إن استمر الحال هكذا فإن المصالح الخاصة ستهزم السودان كله وفي لحظة سنبكي على السودان كله ونجد كل من كان يحرس مصالحه الخاصة جاثٍ على ركبتيه يلعن حظه وبكنكشته في الخاص أضاع العام ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
اللهم نسألك اللطف والتجرد . ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله .

سبتمبر 2007 م

ليلة مع خلاوي ولاية الجزيرة

إذا كانت بعض وسائل الاعلام تتعب الليالي قبل رمضان في الإعداد لبرامج
اللهو والغناء والمسلسلات الرمضانية. فلله رجال يسهرون السنة كلها في الإعداد والتفكير في كيفية تطوير خلاوي القرآن مذللين الصعاب التي تواجه القائمين على امر تحفيظ كتاب الله.
151 خلوة إعاشية
13959 طالب في ولاية الجزيرة
قيام في ليلة رمضانية من نوع آخر.عبادة من نوع آخر دعا إليها المجلس الأعلى لرعاية الخلاوي دعا اربعة اصناف من الرجال علماء اجلاء من جامعة القرآن الكريم ، تنفيذيون كبار والي الجزيرة الهمام ووزير تخطيط ولاية الخرطوم ، ووالي الجزيرة السابق ووزير مالية الجزيرة الحالي ( ام الجديد أحلى ).ثم رجال أعمال من (أحجام) متنوعة. ( أحجام حسية ومعنوية) ولم يمثل رجال الإعلامش إلا كاتب هذه السطور.
تحدثوا لساعات حديثاً يملأ النفس ثقة بأن هذه البلاد بخير كثير لا يعرف عنه الإعلام كثير شي والإعلام مشغول بالخرطوم وما يجري فيها – حتى الخرطوم فيها خير لم يُنقب عنه.
رجال جعلوا همهم الاهتمام بحفظة كتاب الله وأماكن تدريسه وهذه الخلاوي بعضها عمره قرون عددا منذ مملكة الفونج وتسير بالدفع الذاتي وتعيش على الكفاف ولم نسمع بقرية ذهب كبارها يطالبون بتصديق لفتح خلوة قرآن كريم كما يفعلون للمدارس في زمن سابق ( طبعا امر فتح المدارس الآن ما عاد يحتاج نائب الدائرة ولا الشريف الهندي والأزهري فقط المحلية تقوم بذلك وأكثر).
نعود لخلاوي الجزيرة تقوم الخلوة او هي اصلاً قائمة والعيشة على الله يرضون بالقليل ذرة وماء وملح.ولعدم الإعاشة آثار سلبية على الراضين بها من أمراض سوء التغذية . وعدم الإعاشة طارد لكثير من الراغبين أو غير جاذب ( مش لازم جاذب وجاذبة هذه الأيام لا بد من حشرها في كل شيء حتى تصبح جاذبة).
اجتمع في الخامس من رمضان بالخرطوم هذا النفر من الرجال المهمومين بأمر استمرار هذه الخلاوي وتطويرها وتأمين مصادر تمويل ثابتة.
ترأس الجلسة المبادر المهندس عبد الوهاب محمد عثمان وقدم البروف علي العوض مقدمة تنويرية عن وخلاوي القرآن بولاية الجزيرة الماضي والحاضر وشرح شرحاً طويلاً غير ممل ما كان وما هو كائن من أمر هذه الخلاوي وترك أمر تطويرها واستمراريتها للمناقشين وتدفقت أفكار طيبة ووعود مبشرة بأن أمر القرآن سيجد حظه في ولاية الجزيرة التي ان هي صلحت صلح السودان كله.التزم ممثل رجال الاعمال برواتب المشايخ ونقابة المعلمين التزمت بمبلغ ( صراحة انا شايفو شوية) بالمناسبة الباب مفتوح لكل من أراد ان يضاعف الله له أجراً مركب يرعى معلم قرآن ويعلم المعلم طلاباً يصبحوا شيوخاً وهكذا في انشطار حميد الى أن يصبح في كل بيت حافظ .
وخرجنا بأفكار جيدة وعد الوالي بدراستها بحيث تصبح معظم مدارس الأساس بالولاية مدارس قرآنية والمحافظة على الخلاوي القائمة وتطويرها.
وكان قنوتنا ان تكُون مجلس جديد وضع نصب عينيه تطوير الخلاوي والحفاظ على القائم منها نسال الله له كل توفيق.
سبتمبر 2007 م

ولاية الخرطوم تعلن الانفصال

في مجلس تشريعي الخرطوم يوم إجازة القانون المحلي لولاية الخرطوم تحدث نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه وطلب من المحليات التخفيف على المواطنين برفع أو تخفيض الجبايات.
ترى كيف كانت الاستجابة لرجاء نائب رئيس الجمهورية؟
أول ( تفخيخ ) عفواً أول استجابة قابلتني كانت عند الفحص الآلي حيث رُفعت رسوم فحص السيارات القادمة من الأقاليم من 50 جنيه إلى 450 (جنيه طق طرق) يعني زيادة بسيطة 9 أضعاف بس مش نائب رئيس الجمهورية قال خففوا على الناس شوية؟
فيما أعلم - علم من لا يعرف كيف تفرض الرسوم في بلادي - اعرف إن الخدمة هي خدمة تقدم للمواطن السوداني أين ما طلبها برسم واحد او هكذا يجب ان يكون وفحص السيارات خدمة مثله مثل خدمة فحص البول يجب ان يقدم لمن طلبها في المكان الواحد برسم واحد.
هل نفهم من أن الحكم المحلي هو مزيد من العنف على المواطن وزيادة تباين في وضع السودان بحيث تصبح مناطق غنية على حساب أخرى.
لو وقفنا عند جزئية تعقيدات المرور وارهابه المنظم للمواطنين إذا اردت ان ترخص مركبة طلبوا منك اموالاً فوق التصور وسنوياً.من يصدق أن ترخيص لوري يكلف سنوياً 1751 جنيه ( بالقديم مليون وسبعمائة واحد وخمسون جنيهاً) هذا المواطن الذي لا يحلم بهذا المبلغ حتى في المنام لأمور كثيرة يجد نفسه عليه دفع غرامات كثيرة او يتعطل عن العمل أو حاجات تانية حامياني (نحتفظ لصاحب العبارة بحقه الأدبي) أو نستخدم مصطلح الدفع تحت الطاولة.
قوانين المرور تعسفية جداً وسنوية رغم وجود شبكة اتصالات صرفت عليها إدارة المرور أمولاً باهظة. إلا أننا نجدها غير فعالة وكبلها قصر النظر الإداري الشره الى العائد المادي. ما معنى ان يكون الترخيص بالأحرف في كل ولاية مع وجود الشبكة؟ لماذا لا يصبح الترخيص اتحادي برسم واحد وبمسلسل واحد؟
الذي أفهمه إن كان المرور يقوم بوظيفته خير قيام ان أرخص السيارة في أي قسم مرور في السودان، ما دامت المعلومة موجودة على الشبكة والهدف مروري بحت.وعلى سلطات المرور ان تتحرر من هذا الخنوع للولايات وتقوم بدورها فقط ولا تصبح وسيلة لجبابات الولايات.
الحياة في بلادنا كلها في حاجة لمراجعة لا نحن متخلفون نقبل بالذي نحن فيه ولا نحن متقدمون لنصبح دولة متقدمة، انفصام داخلي بين الواقع والطموحات.
والإرادة السياسية كلها مشغولة بساس يسوس وتلعب كما تلعب فرق الدافوري يتقدمون معاً ويرجعون معاً. شوية تنسيق وان يتنازل بعض الكبار لهموم عامة الشعب قبل ان تصبح كل الجبهات ملتهبة.( ملتهبة من التهاب infection وليس من لهيب) .
سبتمبر 2007 م

طبقية الصحف الخرطومية

كنت اظن - وليس كل الظن إثم وإنما بعضه - لوقت قريب أن التباين في السودان اقتصادي بحت. لدرجة ان احد مفكرينا الكبار البروف الشيخ حسن مكي قال: في السودان 36 مليون منهم 6 ملايين يتونسون عبر الهواتف ب ( 3) مليارات دولار في السنة و30 مليون آخرون لا يجدون ماءً يغسلون به وجوههم.
نعم التباين الاقتصادي كبير جداً حيث البعد الحضاري بين الوسط والأطراف يحتاج إلى وحدات جديدة لقياسه.
مشغوليتي بالتباين في أنحاء السودان لم يزده إلا تباين الصحف صحف الخرطوم تحديداً ( وهل هناك صحف إلا في الخرطوم؟ وهذا أيضاً من التباين).في الشهور الأخيرة خرجت علينا عدة صحف وبأشكال مختلفة وأهداف مختلفة وأحياناً بلغات مختلفة.
لم يبق لصحف الخرطوم إلا أن تُصنف كما الفنادق 5 نجوم و3 نجوم وهكذا. صحف لطبقات فوق لا تهتم إلا بالثقافة والأدب والحوار السياسي والفكري كتابها كلهم ( لست ميالاً للتعميم ولكني لا أجد حرجاً في هذا التعميم وفي خاطري صحيفة واحدة ينطبق عليها هذا التعميم) كل كتابها لا تشكل المعيشة هماً لهم وأمام أسمائهم حروف الدرجات العلمية وإن حدثتهم عن معاناة الهوامش او الأطراف لا يفقهون كثيرا مما تقول. عندما تتصفح مثل هذه الصحف تحس كأنك تتجول في حي من أحياء الخرطوم الراقية.لم يسمعوا بالزراعة ومشاكلها ولا بالجبايات ولا بهموم غمار خلق الله تهدم المباني وغلاء الأعلاف وبوار الثروة الحيوانية.
وصحف خرجت لطبقة الشباب لا ترفع من همهم بل تنزلت الى رغباتهم ولا ادري هل هي إستراتيجية مؤقتة ليتعودوا على القراءة وتقدم لهم بعد ذلك في جرعات متدرجة أشياء مفيدة على قدر حلوقهم تفادياً لوقوف اللقمة الكبيرة في حلوقهم.
اما صحف القطاعات وخصوصا صحف الرياضة لا أفتي فيها بشيء لان بيني وبين الرياضة عداء قديم اورثني جهلاً بها الى يوم الناس هذا.ويوم أطلقت سؤالاً على مجموعة تشاهد مباراة في مكان عام لم يضحك لنكتتي إلا رجل واحد وكنت كأهل الكهف.
أتريدون السؤال الذي لم يضحك إلا واحداً لا مانع ( قلت هل حارس الهلال هو سبت دودو؟)
من كانت هذه معلوماته عن الكرة كيف يتحدث عن صحف الرياضة؟ أحمد الله بجهلي بها ليل نهار.
الصحيفة التي نعرفها كل من يمسكها يجد نصيبه فيها كالمطاعم أما صحف الخمسة نجوم!!!!!
سبتمبر 2007 م

التهميش الزراعي

وردت كلمة تهيش في القاموس السياسي اخيراً لدرجة الترهل.فالمفاوضات جلها عن التهميش والسؤال الاكثر وروداً :منْ همش منْ؟
لكني أملك إجابةً اليوم لمن همش من؟ فقط زراعياً
في أخبار الاسبوع الماضي ان 100 مليون دولار خصصت لزراعة القمح بالشمالية ممتاز ومبروك والشمالية أعلى إنتاجية (في القمح والسياسيين) من غيرها لبرودتها واكثر انتاجية في جوانب الشعر والغناء.
ولكن كم نصيب القمح في الجزيرة ؟ حتى الآن لم يخبرنا أحد وسؤال هل سأل سائل عن طريقة بيع قمح السنة الماضية هل سألوا من اشترى قمح الموسم الماضي وكيف كانت طريقة السداد؟ وهل في النية شركة قمح السودان على طريقة الشركة إياهها؟
هكذا تحتقن الجراح إلى أن تنفجر ويبدأ التطبيب وقد ينجح وقد لا ينجح وقد نحتاج إلى أطباء من الخارج يطالبون بما تبقى من مطار الخرطوم القديم.
من يضع السياسات الزراعية؟
هل من واقع دراسات ام لصاحب الصوت الأعلى؟
اين شعار النفظ للزراعة؟
أين النفرة الخضراء؟
مشروع الجزيرة ما يجري فوقه من حراك سياسي غلب الزراعة وتصارعت الفيلة ومات العشب.
من للزراعة والمزارعين هذه الرقعة التي تسمى مشروع الجزيرة فوقها 6 ملايين من البشر، كيف هانت الأرض ومن عليها على هؤلاء لماذا يبحث بعض الناس عن مناطق هادئة ليجرها إلى المعمعة.
حال زراعة القمح بالجزيرة هل أطلقت عليها رصاصة رحمة وتحولت بنودها شمالاً؟؟
العالم يشكو من ارتفاع أسعار القمح ونحن نستورد ملايين الأطنان من القمح لماذا لا نوظف كل ارض صالحة لزراعة القم ولو بنسب متفاوتة بدلاً من لعبة الكراسي إما هنا وإما هناك ؟ لماذا لا يكون في كل مكان صالح للقمح؟؟؟
عموما إذا لم يمول القمح هذه السنة بالجزيرة تمويلاً عاد خيرا على الدولة والمزارع فإن محقة بركة ا لزراعة لا محالة حاصلة.
سبتمبر 2007 م

الأستاذ حمدي وسعر الصرف

(الأذكياء دائما غرباء) أحمد
نقلت صحف الخميس الماضي خبرا وقف عنده كثيرون الخبر مفاده أن الأستاذ عبد الرحيم حمدي طالب بإخراج سياسة تحديد سعر الصرف من إشراف البنك المركزي وأن تؤول إلى لجنة مختصة تشارك فيها جهات عدة من بينها البنك المركزي.
وقد اعتاد الناس من الأستاذ حمدي الأفكار الجريئة والمدهشة وكيف لا وهو شيخ سياسة التحرير الاقتصادي ورغم ما حققته من نجاح إلا أن لها منتقدين من المثاليين وهو يدافع عن آثارها السالبة بان معالجاتها للآثار السالبة لم تنفذ وان الحكومات المتعاقبة أخذت ما يفيدها من سياسة التحرير ولم تعالج الآثار السالبة.وقبل فترة خرج على الناس بما عرف بمثلث حمدي.رجل بهذه القامة الاقتصادية وهذه الجرأة لا بد ان يقف الناس عند قوله في الاقتصاد.
اتصلت هاتفيا بالأستاذ عبد الرحيم حمدي استفسره عن ما نسب إليه: رد يا أخي هؤلاء الصحفيين الذين نقلوا عني لم يكونوا دقيقين في النقل فقد قلت يجب أن تحدد سعر الصرف عدة جهات يعني لجنة يكونها البنك المركزي وتكون برئاسة البنك المركزي وهذا معمول به في كثير من بلدان العالم. قلت : اذا الفرق كبير بين هذا القول وما نسب إليك ، فقد فهم من الذي نسب إليك هو أن تحدد سعر الصرف لجنة بنك السودان واحد منها.
بما ان قيمة العملة المحلية تدهورت بسعرة وبمعدلات انحدار شديدة في بداية سياسة التحرير وكل شي نسب لسعر الدولار في ذلك الوقت فاننا ننتظر ان يتعافى السعر بنفس معدلات الصعود ولكن هذا لم يتحقق وان الحياة لم تساير التحسن في عافية الاقتصاد وعزا الاقتصاديون ان اشياء كثيرة مرتبطة بسعر الصرف الذي لا يمكن تحديد سعره الحقيقي مرة واحدة وفجأة.
إذ الديون مرتبطة به وكثير من العقودات ستتأثر بسعر الصرف والصادر الآن هو أول المتأثرين بسعر الصرف رغم بطء تدرجه ومعلوم ومشهور خروجنا من سوق الهدي في الحج الماضي اذ بلغ كل الصادر 250 ألف راش في ادني صادر للهدي منذ زمن بعيد.وكي نعود لابد من سياسات منها على الأقل دعم الصادر بالحد الذي يجعل خرافنا منافسة لغيرها وهي على مرمى حجر من منى ومكة.
أخي حمدي مرحبا بالديمقراطية الاقتصادية التي في مقترحك بان يتشاور البنك المركزي مع لجنة من أهل الشان المتعلق بسعر الصرف ويحدد على ضو مقترحاتها حيث لا نقع في طائفية اقتصادية جديدة وقد شبعنا من المشايخ في السياسة والدين.
سبتمبر 2007 م

السبت، 5 ديسمبر 2009

المفاوضات القادمة مع متمردي الجزيرة

تقول العرب ( لكل إنسان شيء من اسمه) ويقول الفكي عبد الرحمن – رحمه الله - عكس ذلك تماماً قال يسموها نفيسه وهي لا نفيسه ولا حاجة ويسموه الفكي ويطلع ما فكي.
لذا يجب أن لا نرهق أولادنا بأسماء الصفات حتى لا تكون عليهم عبئاً مثل ذكي، صادق ، نافع ، شجاع ويكون عبئاً لا يستطيعون أن يعطوه حقه.
سمعنا بالإدمان وينتج عن كثرة ممارسة عادة معينة. من الناس من يدمن الخمر ومنهم من يدمن المخدرات ومنهم من يدمن شرب القهوة- والعياذ بالله – منها جميعاً. ولكن قائمة الإدمان ليست هذه حدودها فقد تدمن الحكومة من كثرة تعاطيها للمفاوضات قد تدمن المفاوضات والغريب أنها لا تستعمل الطب الوقائي وقديماً قالوا الوقاية خير من العلاج وأرخص.
أكثر المناطق هدوءاً هي الوسط والشمالية واعني بالوسط هنا ولاية الجزيرة وبعض ما حولها.هذا الهدوء لا احسبه دائم وقديما قالوا: احذر الحليم إذا غضب.
هذه المنطقة صبرت كثيرا على (تنقزت) السياسات الحكومية فوقها فبعد أن كانت مطمورة السودان ودخريه صارت الزراعة فيها طاردة وما ذلك إلا لانصراف الجهد الحكومي عنها وتولي أمر الزراعة باسم الحكومة من ليس لهم في الزراعة الحديثة باع لا طويل ولا قصير وإذا صلحت الزراعة بشقيها في الجزيرة سيصلح ما حولها التعليم والصحة والطرق.
سكت أهل الجزيرة طويلاً عطفاً على الحكومة وانتظروها لينفرج بعض من همومها لتلتفت إلى قضاياهم ولكن تفاجأ أهل الجزيرة بأن الحكومة بعد ان أصابها بعض من انفراج امني ومادي التفتت إلى غيرهم وزهدت فيهم وفي زراعتهم وأرضهم.
فإن هي تحدثت عن نفرة بيضاء وفرت التمويل لولاية الخرطوم وان تحدثت عن زراعة القمح وفرت تمويله للشمالية.
عندما يأتي الدور على الجزيرة تقدم لهم البنك الزراعي وشيكان ليضاعفا من أرباحهما ويجعلنا من المزارع ضحية وسوق.
كل هذا مما يغضب الحليم ويبدو أن الحكومة لا تعمل للجزيرة أي حساب وليست من أولوياتها.لا أدري منبع هوان أهل الجزيرة على الحكومة من أين جاء.
ولماذا تصر الحكومة أن لا تسمع إلا بعد خراب الديار واستخدام القوة وتدخل الأجنبي؟؟؟
عاصم واحد هو أن تمرد أهل الجزيرة لن يكون بالسلاح الناري لأنها منطقة وعي وهذا لا يعني عدم استخدام أسلحة أخرى.
سبتمبر 2007 م

التعليم التقني والبغلة في الإبريق

يبدو ان التفاتةً على التعليم الفني والتقني قد حدثت ( نسال الله أن تكون التفاتة خيرا من الالتفات إلى الزراعة ونفراتها متعددة الألوان النفرة الخضراء والبيضاء والحمراء وكلها انتهت بانتهاء العزاء بانتهاء مراسم الدفن).
بعد أن أغرقت الجامعات السوق بخريجين ليس بينهم ومتطلبات سوق العمل أي علاقة وبعد أن بدأت وفود العمالة الأجنبية تتدفق على البلاد في مهن متواضعة يمكن أن يملأها أي شاب نال قسطا من التعليم أو التدريب.
ظهرت إلى العلن بعض من تجارب متمثلة في عدد من الكليات التقنية التابعة لوزارة التعليم العالي في المحيريبا وبربر ونيالا وشرق النيل وبدأت تسير في خط واضح المعالم وسمعت ان كلية بربر على وجه الخصوص قطعت شوطاً طويلاً وافادت هيئة مياه الخرطوم فائدة كبيرة ووفرت لها مبلغ طائلة وذلك في إعادة تاهيل الطلمبات والموتورات ( لف ) .
وان التدريب المهني في الخرطوم قد ناله بعض من تأهيل المدارس ومراكز التدريب وان معدات ورش قد جلبت ورأيتها بعيني هاتين وكلف ذلك ولاية الخرطوم مليون جنيه ( بلغة الأمس مليار جنيه وعلشان ما يزعل صابر وجماعته استخدمنا الجنيه).
كل هذا طيب ولكن ما يسمى بالدبلومات في جامعاتنا يحتاج مراجعة وجراحة عاجلة جداً إذ أن هذا الدبلوم في كثير من جامعاتنا إن لم نقل كلها انحرف ولم يحقق أهدافه.
فمعظم هذه الجامعات تقدم دراسة الدبلوم نظرياً في تخصصات لا ينفع معها الا العملي ماذا يفهم طالب دبلوم قسم كهرباء لم ير الكهرباء في قريته ولا يعرف عنها كثير شيء ولو أجلسناه ألف ساعة وهو في قاعة وليس ورشة والمحاضر يلعلع ويشخبط في الدوائر الكهربائية لمئات الطلاب لن يفهم ما يؤهله للعمل وهذه مهمة الدبلوم الأولى سد الفجوة بين المهندس والعامل.
جامعاتنا صار الدبلوم عندها مورد اقتصادي ودعم موازنة ولعمري هذا ما لا يليق بجامعة أن تحشر آلاف من الطلاب وتقدم لهم دراسة نظرية وتمنحهم شهادات مقابل رسوم يدفعونها ووعد بالتجسير.
ما لم يُناقش هذا الامر بقوة ووضوح وتفطم هذه الجامعات من الدبلومات لن يجد التعليم التقني أو الفني مكانا ولن يقدم بلداً وسنجد جيوشاً من العاطلين حولهم أجانب يحاصرونهم حتى في منازلهم ليصلحوا لهم لمباتهم ومواسير مائهم.
الامر خطير وكل يوم يزداد خطورة ويحتاج وقفة من وزارة التعليم العالي وخيرا لها ان تدفع الثمن نقوداً بدلاً من ان يدفعه الوطن فقد اجيال لا هي مؤهلة ولا هي جاهلة.
اللهم بلغت اللهم فاشهد
اغسطس 2007 م

هل (الكرافتة) إلى زوال؟؟

الكرفتة أو ربطة العنق بالعربي هي ذلك القماش ذو الشكل السداسي غير المنتظم لطول ضلعين فيه طولاً مخل لدرجة ينسيك من أين بدأت حساب الأضلاع.
والكرفتة لامعة دائماً لا ادري لماذا؟ وبالمناسبة هل تغسل وتكوى ام تموت بنشاء مصنعها؟ ما عندي فكرة والله ولا املكها ولقد خُنقت بها مرتين يوم زواجي ويوماً في استديو التلفزيون وربطها لي في المرة الأولى صديق رحمه الله وفي الثانية الأستاذ مجدي شفيق.
شماتتي فيها كل يوم في ازدياد. وكأن اتجاهاً عاما بدا يرفضها وبدأ بالرؤساء فالرئيس إسماعيل هنية لم أشاهده مخنوق بها قط وكذلك أحمد نجاد الرئيس الإيراني لا يرتديها ابداً ويبدو أن الجماعة أصلوها وشبهوها بالصليب.ورويداً رويدداً راينا بعضاً من جماعتنا هنا يتحررون منها وعقبال ما تجد من يشتريها هو نحنا ناقصين دلاقين.
ثم لماذا نقبل كل ما يأتينا من الغرب كمسلمات.
الغرب نفسه في حالة تحلل منها ولست متأكداً ولكن يبدو أن كثير من الغربيين بدأ يظهر بلا كرفته.
تقاليد مصارفنا تجبر موظفي البنوك على لبس الكرفتة هل نحلم يوما بموظفي بنك يحملون ديباجات عليها أسماءهم ووظائفهم وليس موظفين مخنوقين يتمنون نهاية اليوم ليضعوها في جيوبه غور بلوغه الباب الخارجي.
من أقر هذا العرف وهل جلس له مراجعون أم ورثه القوم و هم على ما وجدوا آباءهم سايرون؟
طال الزمن ام قصر سيتخلى الناس عن هذه العادة والتلفزيون أكبر مروج لرفض الكرفتة كما أنه كان من اكبر المصرين عليها.
آن لنا ان نقول الكرفة الى زوال وقريبا سيجد اتحاد المصارف بديلاً طيباً يفرق به بين موظفي البنك وزباينه.
شكرا لكل من يتحرر من هذا الطبع الغربي الذي لا يمارسه احد الا وهو عليه ثقيل.
ام هذا من أماني أهل العوض؟
اغسطس 2007 م

مدنية الخدمة الوطنية

ألا يُخدم الوطن إلا عسكرياً؟
إلى متى يرتبط اسم الخدمة الوطنية بالدفار والتعلمجية؟
يبدوا أن القوم بدأوا فك ارتباط بالعسكرية المنفرة وصاروا يزرعون أشجاراً بدلاً من زراعة الذخيرة في خزنة الكلاش كفن يجب أن يعرفه كل من يمشي على قدمين ( أعوذ بالله منه فناً).
إذا خرجت علينا الخدمة الوطنية ببرامج كما زراعة مليون شجرة, أتمنى أن تكون في أماكن كثيرة ليس شوارع الخرطوم فقط.بالمناسبة الإصرار على أن يكون كل شي في الخرطوم هذا عمل كوضع البيض في سلة واحدة. فكثير من بلاد الله بعد أن منَ الله عليها بنعم ظاهرة وباطنة حولت عواصمها إلى مدن جديدة وقد يأتي يوم تفكر الحكومة بان تبني عاصمة جديدة.عندها تجد نفسها كانت ترقع في ثوب بالٍ كلما رقعوه تمزق في مكان آخر.
ننتظر من الخدمة الوطنية أن تكون جاذبة ( حلوة جاذبة كل شيء يجب أن يكون جاذب) بدلاً من هذه الهستريا التي تعتري كل من له معاملة في الخدمة الوطنية.وكما ذكرنا سابقا إلى متى خلو الطرف من حجرة أو صالة واحدة في الخرطوم فقط في الوقت الذي بنك السودان له فرع في كل مدينة ما بال الخدمة الوطنية تصر على أن يسافر لها كل طلاب السودان من أطرافه الأربعة (حوسبوها حوسبكم الله وإذا أصررتم على الجبايات أيضا سيقوم الحاسوب نيابة عنكم بها وللا ما بتعرفوا إلا البيع الحر دا يصر ودا يجر).
في انتظار غلبة الجانب المدني بدلاً من العسكري ونسأل الله أن لا نسمع كلمة مجند واللغة واسعة جداً لنقول متطوع متدرب منتدب وهلمجرا.ولتكن الخدمة مدنية مثل أن تحيي روح العمل الجماعي في هذا الشباب الهارب من الخدمة مثلاً إذا قام خريجو قرية ببناء فصل أو روضة تحسب لهم خدمة وطنية.
لو قاموا بصيانة مجاري تصريف الأمطار تحسب لهم خدمة وطنية وكل ذلك ضمن آليات تعرف ماذا تريد وتمتلك صلاحيات واسعة لا تنتهي عندي عسكري فقط وليس خلو الطرف منها في مكان واحد فقط.
عموما لو تنازل القائمون على الخدمة الوطنية من علاهم الفوق وطرحوا الأمر للنقاش والدراسة سيجدون آراء يستفيد منها الوطن والمواطن أكثر من
( صفا انتباه للخلف دووووووووووور).ولماذا لا أتقدم إلى الأمام بدلاً من للخلف دوور.
اغسطس 2008 م

قال مدير مشروع الجزيرة

في إجابة لمدير مشروع الجزيرة للإذاعة السودانية عن الموسم الزراعي الحالي قال: معلوم أن التمويل لزراعة الذرة والفول السوداني يقوم به المزارع من نفسه كتمويل ذاتي أما القطن فقد التزم البنك بتمويله. المذيع أو المحاور لم يكن بارعاً وإلا لقال له وأنت المقعدك شنو مادمت لا تقدم تمويلاً ولا تقوم بتسويق ماذا بقي لإدارة مشروع الجزيرة؟؟؟؟؟؟؟؟
وكيف تستحل مال الإدارة الذي تجمعه جنبا إلى جنب مع رسوم المياه وكأنهما من الأهمية للنبات سواء بسواء؟ وكأن النبات لا ينمو إلا بإدارة وماء. إلى كليات الزراعة في بلادي اهدي هذه المعلومة وأرجو إضافتها للمنهج فوراً.
من يفصل هذين الرسمين؟ دائماً ما تاتينا الرسوم مياه وإدارة الفدان 30 جنيه (جديد).
اروني ماذا بقي لجيش بركات من عمل؟ آه عرفت فتح العطاءءءءات. وحراسة القطن حتى لا يخرج من الدورة الزراعية؟ وإلا كيف يعيش الكارتيل.
(لسيارة الكابرس الامريكية دعاية في غاية الطرافة إذ يردد بعض الشباب في لحن خليجي جميل: كيف نعيش بلا كابرس ) نستعيرها اليوم كيف يعيشون بلا مشروع جزيرة فيهو قطن؟
يبدو انه من اللا أخلاق أن يعيش واحد على حساب آخر دون ان يقدم مقابلاً.ليس عيش ند بند ولكن عيش رغد في مقابل بؤس الآخر أشبه بمص الدماء.
زراعة متخلفة ومردود مخجل وتكلفة عالية ولا يسال عن النتائج دولة ولا حسيب مشروع عمره ثمانون عاماً يدار باللا علم ( اللا علم اسم الدلع لل.......)
يا سيادة المدير الجديد فقط ارني مادمت لا تمول ولا تسوق ولا تدخل تقانة ما دورك؟؟؟
للشوام مثل ضد الحياء لا ادري كيف أصيغه ( البيخجل من بنت عمو ما بجيب أولاد).
وما دمنا نستحي ونستحي ان نقول البغلة في الابريق ستظل مؤسسات المزارعين لا أقول على حالها ولكن سيطالها فقد تجدد الخلايا كحالة بيولوجية معروفة. إلى أن تموت وبعدها نفكر في تعويض الوقت المهدر والطاقات المفقودة.
الدولة تجهد نفسها بمشروعات كعلب الكبريت مقارنة بمشروع الجزيرة ولا تخصص من نفيس وقتها وعلمائها للاستفادة من هذا المشروع الذي أصبح لغزاً.
اللهم نسال كان لا نفقد الامل فيه اللهم نسالك عدم الزهد فيه اللهم انتشله من رقدته ليجمح عالياً ويفيض خيرا على الملايين لا على العشرات.
أغسطس 2008 م

حكومة ولاية الجزيرة القادمة!!!

نصف الناس ضد الحاكم وإن عدل.
(ليت هذا الأمر كفافاً لا ليَ ولا عليَ) سيدنا عمر رضي الله عنه.
سيدنا عمر يتمنى الصفر خوفاً من السالب وهو هو ذاك الذي حمل الطحين على ظهره ونفخ النار وعشى الصغار. وهو الذي نام تحت الشجرة وهذا مما سجل لنا التاريخ وعند الله كل صغيرة وكبيرة في كتاب.
في الأخبار أن الأخ والي ولاية الجزيرة حل حكومته وهو بصدد حكومة جديدة. شكراً لأجهزة الولاية السياسية والتشريعية بحلها لمستشاريات لم ير الناس منها مردوداً واصلاً ما وضعت إلا لزيادة الكراسي وتسهيل القسمة ولمجاملة جهات أو شخصيات معينة. احتمل الناس الصرف عليها ثلاث سنوات دون مردود ولو وزعنا الصرف السياسي على التعليم لخرجنا من الولايات الأقل نمواً.بمعنى الصرف على مستشار أو وزير أو معتمد يكفي لفتح داخلية مدرسة نموذجية نجمع لها نوابغ الطلاب والمدرسين ويدخلوا الجامعات جهارا نهارا ندا بند مثل طلاب الخرطوم الذين جلهم من نازحي الجزيرة بحجة تعليم الأولاد. لو فعلنا ذلك لعاد تجار المناقل والحصاحيصا ورفاعة وكل المدن التي هجرها أغنياؤها وحرموها من دورة الاقتصاد الذي يحركونه.
وووك خرمنا أصلوا التعليم دا جاري في دمنا كمدمنين له.
نعود لحكومتنا الجديدة
يقوم نَفس القوم وهم يجتمعون ليل نهار لاختيار بدائل جديدة.
هل في سجلاتهم ملائكة؟ قطعاً الإجابة لا. طيب عن ماذا يبحثون؟؟؟ القوي الأمين!!! هل هناك ضوابط هل هناك محاسبة؟ومن الذي يحاسب وما هي أدوات المحاسبة؟
قبل ذلك هل هناك برامج؟ هل هناك خطط؟أم كلها أمور مزاجية تخضع لشطارة وهمة التنفيذي؟؟؟
هل هناك عقوبات؟ أم الحياء وخلوها مستورة صارت ديدن الجميع.
إن لم تكن هناك خطط هل نبحث عن الذين يحترمون البحث العلمي والخطط ويضعون البرامج طويلة المدى غير المرتبطة بالأشخاص أم كل مختار يملأ ساحته بماسحي الجوخ والهتيفة؟ ( والله أكبر التي سقفها سقف خيمة الحفل أو صيوانه).
هل نحلم بتنفيذيين لهم برنامج طويل سجل فيها ما سيجري يوم 25/11/2020 ويريحونا من برامج (الحوامة) التي لا تقدم ولا تؤخر لا بل تؤخر.( برامج كعتمة الناقةز اتدرون ما معنى عتمة الناقة؟؟؟)
هل نحلم بحكومة تبحث في كل الدراسات السابقة وكل التوصيات السابقة دون أن تبدأ دوامة أخرى من المؤتمرات وورش مزارع النعام؟
هل هناك توصيات وخطط للتعليم جلس لها خبراء؟
هل هناك توصيات وخطط للصحة جلس لها خبراء؟
هل هناك توصيات وخطط للتخطيط العمراني جلس لها خبراء؟
هل هناك توصيات وخطط للخدمة المدنية جلس لها خبراء؟
أغسطس 2008 م

النفرة الرمادية

في أخبار الأربعاء 8/8/2007 الصباحية من إذاعة ود مدني أن ورشةً لزراعة النعام بصورة اقتصادية قد قامت , وإن ورقة قد أُعدت ووالياً قد حضر وسمعته يثني على ما سمع ودخل في التنفيذ مباشرةً واقتطع 250 فدان للمزرعة ومليار جنيه ( طبعاً قديم) لإقامة المشروع وسيعين في القريب العاجل مديراً للمشروع.
نسي الوالي أو معدو الورشة شيئاً مهما لم يسموها نفرة ولم يطلقوا عليها لوناً لذلك أتبرع لهم بالاسم واللون .دعونا نسميها النفرة الرمادية أو النفرة الغبشاء وهذا من لون النعامة طبعاً.
تأتي هذه النفرة بعد النفرة الخضراء، والنفرة البيضاء،والنفرة الحمراء.وكما تعلم عزيزي القاري أن الدولة بعد أن رفعت هذه الشعارات الأولى الخضراء للزراعة والبيضاء للبن والحمراء للحوم.بعد انتهت كل واحدة من هذه النفرات – على طريقة أنصار السنة – ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن.
ها هي ولاية الجزيرة وجدت لونا لنفرة أخرى.النعام بيضاً ولحما!!!
والله لا أريد ان ابخس الناس أشياءهم ولم احضر الورشة وقطعا قُدم فيها كلام علمي اقنع الوالي وفعل ما فعل من ارض ومال.لكن من يحدد الأولويات؟ ومن يضع الخطط ؟
أغنامنا وابقارنا لا مكان لها في خرط الولاية نشتري اللبن مثلنا مثل سكان المدن والذي يملك القطيع لا يعرف اين يبيع لبنه واللبن في شمال الجزيرة بسعر الخرطوم وفي جنوب الجزيرة يسقونه للعجول إذ لا سوق له ويتصدقون به بعد أن تشبع كدايسهم .اللحوم في الجزيرة التي يفترض أن تشبع السودان لحما وتصدر الفائض سعر كيلو اللحم فيها 15 جنيه ومرة ونصف سعره في السعودية ( متناسين الفرق في الأجور).
وبرضو مزرعة نعام !!!
كل رجائي أن تكون استصحبت الورشة مشاكل التسويق ومشاكل التصدير التي أولها الصفافير والجبايات.وبعدين ماذا يصدر نعام حي؟ أم ريش؟ أم بيض؟
كان الشيخ عبد المجيد الزنداني يحاضر عن الأجنة فقال له احدهم يا شيخ اتركنا من الأجنة التي في بطون أمهاتها هؤلاء قومك اليمنيون يمشون على الأرض وهم أحق بدعوتك من الحديث في مدن النفط عن الأجنة وإعجازها.
فيا والي الجزيرة الخراف قبل النعام والأبقار قبل النعام وإدخال الحيوان في الدورة الزراعية قبل النعام.وبعد أن نأكل لحوما بخمس قروش ونضحي بخمسين جنيه ونشرب اللبن طوال النهار بعدها ابدأ مشوار النعام.
ورغم كل الذي قلت أتقدم بطلب شراء أول مخدة ريش نعام لأنام طوييييييييلاً.
أغسطس 2007 م

إجابة سؤال الفــاتح النـور

الأستاذ/ أحمد المصطفى إبراهيم
تحية طيبة مباركة من عند الله
بالإشارة لمقالك وسؤالك لأولاد الأستاذ الفاتح النور عن إفادتك كيف نبتت مجلة كردفان بالأبيض؟ لك الشكر أجزله أن طرحت هذا السؤال تذكيراً برائد من رواد الصحافة الميامين ومثابراً من المتطلعين دائماً بحثاً للمعرفة والعلم رغم أني لم أكن من أبناء الفاتح النور ولكن من تلاميذه أعجبت به منذ أن كنت طالبا بالمدرسة الأهلية الوسطي بالأبيض في النصف الأول من أربعينات القرن الماضي ... في ذلك الزمان الجميل حيث الشباب يبحث وينقب في بطون الكتب والمجلات الوافدة والجرائد السيارة والإذاعات العالمية ويستوعبون ما يقرأون ويسمعون ويظهرون كفاءتهم ومقدرتهم في محاضرات في نوادي الأبيض الاجتماعية – نادي الأعمال الحرة ونادي الخريجين – كانت هذه الثلة الخيرة تنقسم إلى قسمين سياسيين حيث لا يوجد في ذلك الزمان بالأبيض غير حزب الأشقاء وحزب الأمة . التنافس بين الحزبين خلق منهم خطباء سياسيين وأدباء في المناسبات الأدبية لا يشق لهم غبار ... كان يجمع هذه المجموعة رابطه أخوية إذا يجتمعون في كل يوم جمعة في منزل أحدهم وكل منهم يعرض ما قرأه في الأسبوع المنصرم يشتد بينهم النقاش وتعم الفائدة... نحن الطلبة كنا نقوم بخدمتهم ونستمع لأرائهم ومناقشاتهم لولا ضيق المساحة لذكرت بعض أسمائهم ... كان الأستاذ الفاتح النور أكثرهم اطلاعاً وعرضاً لما قرأ وكان لا يميل للنقاش السياسي ولكنه فارس الحلبة في المواضيع الدينية واللغوية والدينية.
لم يكن مفاجأة لأحد عندما صرح ذات يوم بأنه سينشئ مجلة كردفان التي صدرت عام 1940م وكما يقولون ولدت بأسنانها لانها منذ الوهلة الأولى وجدت الرئيس المثقف المؤهل أدبيا المتمكن من اللغة العربية وقواعدها هذا ما نهله من الدروس في الجامع الكبير بالأبيض من علماء المعهد العلمي بأم درمان أو العلماء الزائرين من جامعة الأزهر الشريف ودار العلوم بالقاهرة. زيادة علي أن الأقلام التي شاركت في تحرير مجلة كردفان كانت أقلام وأفكار متمكنة من المعلومة الخاصة بالمنطقة زيادة علي الدفع القوي الذي وجدته المجلة من كبار الموظفين والأدباء والشعراء المتخصصين في شتى ضروب العلم. كل هذا جعل من المجلة منارة مضيئة ,زيادة أيضاً على المكتبة الأدبية التي أمدت المجلة بكل صنوف العلم والأدب لاسيما ارشيف الأخبار وغيرها 0
من حب الأستاذ الفاتح للعلم’بعد سنه من إنشائه مجلة كردفان سافر الى لندن وأخذ (كورس) مكثف فى اللغة الانجليزية حتى يواكب ما يصدر من المجلات والإذاعات الأجنبية 0
هكذا ولأن الأستاذ الفاتح النور - رحمة الله عليه- مثابرا ًومنطلقا للعلم في كل زمان ومكان ، وفى السنين الأخيرة من عمره الحافل بنى مسجداً بالأبيض. وعندما كنت سفيراً بالمملكة المغربية في النصف الأخير من ثمانيات القرن الماضي ، زار الأستاذ الفاتح المغرب أكثر من ثلاث مرات.
رحم الله الأستاذ الفاتح النور وأثابه بقدر ما قدم للسودان من خير ومعرفه انه سميع مجيب الدعاء.
المخلص
الشاذلي الريح السنهوري
سفير بالمعاش
4|7 /2007 م

التفتوا للتدريب المهني والمدارس الصناعية

يا أخي ما عارف لي ميكانيكي بس ما يكون سوداني.
حرام عليك ما لو السوداني.
يا أخي ديل جربندية ساكت.
جربندية كيف يعني؟
اتعلموها سلبطة ساكت تحت الشجر.
أريد من تعلمها في معهد حرفي.
كتبت يوم 27 /5/2007 عن كلية المحيريبا التقنية ووصلتنا رسالة بعدها من الأستاذ مجتبى الزاكي يقول أن عملاً كهذا يجري في ولاية الخرطوم وستشهد مدارسهم الفنية في الخرطوم إعادة تأهيل.وقد دعانا مشكورا بالأمس 5/8/2007 لحضور حفل توزيع المعدات اليدوية الذي شرفه والي الخرطوم الدكتور المتعافي.
المشروع عبارة عن معدات يدوية للورش ومعدات للمدارس الفنية النسوية .المشروع كما قال المتحدثون هو بداية الالتفات لهذا النوع من التعليم الذي طاله الإهمال كثيراً ووضح ذلك جليا في العمالة الوافدة لأقل الحرف.
بقي أن نقول قد سمعنا من أهل بيت التعليم المهني في ذلك اليوم الكثير ومن الوالي ووزير تربيته وكلهم يشكو من أن هذا النوع من التعليم كان يقوم على العون الخارجي وقد توقف العون الخارجي منذ 1984 ولذا صار حاله كما ترون نظريا او اقل من النظري وصار تعليما طارداً.
بعد مشاهداتي وسماعي لما يجري في هذا الحقل خرجت بالاتي (مدارس صناعية، معاهد حرفية، تلمذة صناعية،معهد حرفي ، مركز حرفي) أرى أن ينسف كل هذا ويجلس المهتمون بأمر هذا التعليم المهني والتقني ويضعوا له سلماً وتخصصات موصوفة وصفا دقيقا متى يقبل لها ؟ ماذا يدرس فيها؟ من يدرس فيها ؟ ماذا يدرس فيها؟مرحلة مرحلة وكل مرحلة تفيد منْ وأين؟ كل ذلك مستصحبين سوق العمل الداخلي والخارجي واللذان لا يقبلان إلا لغة العصر كما قال الوالي.
كل المناهج القديمة التي طالبت الأستاذة فتحية بطباعتها ووافق الوالي على طباعتها أرجو أن لا يكثروا من طباعتها. فكهرباء سيارات الأمس ليست كهرباء سيارات اليوم.ولا ميكانيكا الأمس هي ميكانيكا اليوم كل هذه طالتها يد الكمبيوتر. وما من سيارة ذات قيمة إلا موصولة بوصلات لها علاقة بالكمبيوتر متى ما وصلتهما أخبرك الكمبيوتر بمكان العطب ودرجته.
أما عن الشركاء المتشاكسون وزارة التربية ووزارة العمل يجب ان يقتسما لا السلطة والثروة ولكن الفضل.على وزارة العمل أن تخرج طواعية من هذا التعليم وتطلبه من وزارة التربية والتعليم العالي التي تمتلك التعليم التقني والذي نريد ان نقول عنه شيئا في يوم ما.
كان الوالي سعيدا بعد أن عرف أين ذهبت ملياراته العشرة.وكان لطيفاً جداً مع إحدى المديرات التي بدأت تحكي بإسهاب عن الفرن الذي ينقص مدرستها وقاطعها بي كم ؟ بي كم ؟ قالت 15 مليون فرد عليها موافقين.ولو كانت تعرف الزغرودة لزغردت .
بقي أن أقول سعادتي كانت ناقصة إذ كل شيء في الخرطوم وقبل أربعين سنة أو أكثر قال شاعرنا ود المكي:ما أتعس رأساً مشلول الأقدام.
اغسطس 20008 م

دعم الزراعة والنفرة التجارية

المزارع الاول : ها زول قالوا رقدوا لينا التركترات هبطرش
المزارع الثاني:وين؟
الاول :في البنك الزراعي
الثاني:وبي كم ؟
الاول: 60 الف جنيه.
الثاني : ات مطرطش؟ 60 ألف جنيه يعني 60 رطل سكر؟
الاول : لا لا بالجنيه الجديد بالقديم يعني 60 مليون.
الثاني: نان ديل يجيبوهم ليهم من وين؟
الاول : مُن زارنك فيهن علي مهلتك 5 سنين تجادعن فيهن؟
الثاني :كدي معليش
الأول : ها الاقلب دا ات فاكر 5 سنين بعاد؟؟؟ باكر بجن ان الله مد في الأيام.
فليفرح المزارعون لأن نصف الحقيقة مغيب عنهم.فالحوار أعلاه لا يدري أصحابه ما واجب الزراعة على الدولة ولا واجب الدولة نحو الزراعة.لم يسمعوا الدعم ولا بالتسويق.
المعلوم أن الآلات الزراعية تعتبر من الصناعات المتواضعة التي لا تكلف كثيرا فهي ليست في حاجة إلى مظهر ولا إلى أجهزة سلامة معقدة فقط ماكينة وصندوق تروس وساحبة أو رافعة وكل ذلك يتجلى في التراكتور الزراعي الذي عندما يبالغ في تحسينه تضاف إليه ضلالة.
وبحجة النفرة الزراعية طرحت جياد والبنك الزراعي عدد كبير من التراكترات الزراعية مشكورتان على هذا الانجاز. ولكن ما سكت عنه الطرفان هو هذا السعر التراكتور من جياد ب 50 الف جنيه يعني 25 الف دولار بدون أي ملحقات مثل المحراث والناموسة وو.
المعلوم ان الآلات الزراعية معفاة من الجمارك كيف وصل سعر التراكتور إلى هذا المبلغ والبنك الزراعي وضع أرباحه الآجل 10 آلاف جنيه 5 آلاف دولار ليصبح سعر التركتر ملط 60 الف جنيه!!! Too much
إلتراكتور بهذا السعر لن يعين في الزراعة وسيطلب الحاصلون عليه مبالغ كبيرة نظير حراثة الفدان ليفوا بالأقساط ولن يكون خدم الزراعة في كثير شيء . نريد من مهندسي النفرة الخضراء أن ينزل سعر التراكتور بمثل سعره في اوربا او ايران بدون ارباح مضاعفة ليمتلك كل 10 مزارعين تراكتور يحرثون أرضهم عدة مرات وبلا حساب ( لم أتحدث عن الجازولين الذي أصبح معوق أساسي للزراعة بعد اتحاد المزارعين) أما ان تظل أسعار حرث الفدان على حالها ليس للنفرة الخضراء ما تفاخر به وتحسبه انجازاً. ولكن إن كانت هناك نفرة تجارية فلتفاخر ببيع التراكترات.
قارنوا أسعار هذه التراكتورات بأسعارها في بلدان أخرى ذاقت طعم الزراعة.
يوليو 2007 م

وزارة الصحة ورقي التعامل

طلبت من صديقنا الطاهر ساتي طلباً قلت له اكتب مرة شيئاً طيباً إذ لا يعقل أن تكون الحياة بهذه الغتامة. رد عليَّ الطاهر وقال: بالله وريني حاجة حلوة نكتبها.
غير أني رأيت حاجة حلوة وأريد أن أكتبها بنفسي.وفي وزارة الصحة كمان،محل 1%)
ثورة الاتصالات وثورة الكهرباء يجب أن تكونا خادمتين لكثير من التطور إذ الكهرباء ليست للتبريد والتكييف فقط.
لو أحسنا التصرف في ما بيننا من خيرات لتحول كثير من حالنا ولما بقينا في ذيل القوائم – إلا قائمة الفساد طبعاً – ولكسبنا وقتاً هو مكون اقتصادي عالي جداً.
الذي يحير الكوادر البشرية والحمد لله موجودة والاتصالات موجودة والكهرباء إلى حد ما موجودة. لماذا لا تذهب كثير من الخدمات للناس في بيوتها بدلاً من العكس.لماذا عدد ناقلات الركاب في ازدياد وحركة الناس في ازدياد ؟
أحسنت وزارة الصحة التعامل مع الأطباء فصارت تقدم لهم كل الخدمات عبر الانترنت طلبات التقديم للوظائف والتوزيع على المستشفيات والدورات التدريبية كل طبيب يحمل ورقة فيها اسم الموقع وله كلمة مرور وبيانات متى ما ادخلها في الموقع أجابه الموقع بالذي يريد في توفير كبير لجهد الانتقال من اجل كلمة واحدة او ورقة واحد.
رب قائل وزارة الصحة تتعامل مع طبقة راقية من طبقات المجتمع وسهل لها ذلك الأمر. منطق مقبول ولكن كل طالب خدمة يمكن أن يصبح راقيا ومضطراً للتعامل مع الشبكة إذا كان الخيار بان يحضر من المناقل أو كسلا ليسأل عن كلمة واحدة :التقديم متين؟ ويضيع اليوم واليومين ( بلا خريف ) أما في الخريف قد يتحول الأمر إلى أسبوع أو أسبوعين ضيفاً ثقيلاً على العاصمة والعاصمة ثقيلة عليه.
وزارة التربية تتعامل مع طبقة ليست اقل رقيا من طبقة الأطباء بل هم أطباء الغد لماذا تصر وزارة التربية وخصوصا في ما يتعلق بالامتحانات واستخراج النتائج على الزحمة؟
رب قائل الرسوم دائماً هي العقبة ونتيجة الامتحانات غير المربوطة برسوم يستخرجها الطلاب من الانترنت وكذلك نتائج القبول في الجامعات من النت بقيت حلقة واحدة هي التقديم للجامعات واستخراج الشهادة ابحثوا لهم عن صرفة وطريقة يدفعون بها هذه الرسوم (كريدت كارد مثلاً) إذا كان لا بد منها وانشروا هذه الكتيبات على النت لتنشروا ثقافة سبقتكم بها شبكات الاتصال من سنين.
كثير من الخدمات الحكومية يمكن إن يقدم من خلال الانترنت إذا استغللنا هذه التكنولوجيا استغلالاً أمثل فقط بعض من فكفكة الأصابع من الكنكشة واستنباط الموارد.
نبارك التطور اين ما كان والدفع المقدم في الكهرباء يقف على قمة مباركاتنا.
حتى التفتيش الشهري بتاع المرور مادام هو دفع فقط وليس تفتيش يمكن ان نستخرجه من الانترنت بعد دفع عشرين جنيه وخمسة دمغة جريح.
يوليو 2007 م

المـادح المخمـور

بعض من أنواع المديح لا أحبها وخصوصاً الموغلة في الدارجة.ولا اعتبر المديح عبادة وقد يندرج في باب التسلية مثله مثل الغناء فقبيحه قبيح وحلوه حلو.وأزيد قد تكون له منافع كما للخمر منافع ولكن شره أكثر من خيره وما حجة المبررين له إلا من باب خير من غيره.ومثل هذه التبرير تبرير كسالى لم يبحثوا عن بديل يملأون به أوقات فراغ العامة التي لا تعرف للوقت قيمة.

بعد هذه المقدمة
صار المديح مهنة للتكسب وقد اشتهر المداحون في سابق العصر بالتجوال الذي هو أشبه بالتسول ولكن حياء المجتمع يكسبه بعض من شرعية وسكت عليه المجتمع كثيراً. غير ان تكسباً من نوع آخر ظهر إلى العلن مع سهولة الإعلام بالفضائيات وإذاعات الاف ام،قد يكون قصد القائمين عليها طيباً ولكنها بمرور الزمن خرجت من أيديهم أو اصلاً هذا مقصدهم والله اعلم بالنوايا.

قنوات أسماءها مثل أسماء الشواطين، فارور، جاعور، كارور وكل ما على وزن فاعول.ما خطتها؟ ماذا تريد ان تقول؟ ما رسالتها ؟ من وراءها؟ كلها أسئلة تحتاج الى إجابات.
نتحرك قليلاً لنقف على المادة المقدمة.
تقدم مادحاً ما اشتهر بورع ولا بقلة دين وإن حق لبشر أن يقيم تدين بشر آخر لما وجد له من الحسنات إلا اسمه ولأجلسه لامتحان ملاحق في التربية الإسلامية.
نذهب أبعد من ذلك ونقول لمن يمدح؟ ( أترفع أن أسال من يمدح؟) هل يمدح للشباب الذين غنى لهم بالأمس؟ فهؤلاء لا يرون في مديحه إلا أغنية أخرى في الأصل لا تهمهم كلمات هذه ولا تلك.
ما وقع مديح مادح حكمت عليه محكمة بالجلد لأنه وجد مخموراً وسبب إزعاجاً عاماً وشهد العقوبة طائفة من المسلمين.كل الذي تغير أن ظهر في كارور بالجلابية ويدندن بكلمات سميت مديحاً.
إلى أهل الرأي ( هذا هروب من حصر أهل الرأي في أهل الحل والعقد إذ معظمهم مشغول ببناء دنياه هذه الأيام) أهل الرأي في بلادي مطلوب منهم الوقوف الى ما يجري في هذه البلاد من موسخات إعلامية مقلدة لهيافات وبلاءات عبرت إلينا من الفضاء الخارجي.
هذا ما أثاره في منْ طُبقت عقوبة الخمر عليه إذ يمكنك أن ترجع المغالطين الى يوميات المحكمة وتأتي بمئات الشهود.ولن أتعداه إلى غيره غير إن لنا مثلاً ( البصل أب ريحةً واحدة).
عفوا القاري العزيز إن لم تجد إمتاعا تبحث عنه فالقضية أكبر من المتعة.

يوليو 2007 م

بين حماس وفتح

- ما لانهاية = + ما لا نهاية
لست بصدد حصة رياضيات.
ولكن ما لا نهاية يتساوى فيها الموجب والسالب. ومن أمثلة ذلك الأصوات العالية لا تسمع وكذلك الأصوات المنخفضة. وببساطة نريد أن نصل الى تساوي الضدين فهل تصبرون علينا؟
ما يجري في فلسطين بين الحركتين حماس وفتح ألا يشيب له الولدان؟ ألا يقطع القلب؟ فعلت حماس ما فعلت بعد ان (لاكت) صبراً فاق صبر ايوب وهي ترى العدوى بينها وليس خلف الجدار.وكلما عقدت اتفاقا مع فتح نخر فيه السوس ووجدته بلا جدوى.
توكلت على الله وخلعت حذاءها وقتلت العقرب.
في الضفة هاج وزمجر وحل الحكومة عباس:
وراح واحتضن اولمرت وتبسما معاً. الناظر الى عباس يحتضن اولمرت ويعبس في وجه إسماعيل هنية لا يدانيه شك بان هذا الرجل فقد بوصلته ( مستعارة شكرا للمستخدم الأول) وفقدان البوصلة هنا لا يحتاج درس عصر العبوس في وجه ابن البلد بلاش نقول الشقيق.
إذا أجلسنا كل مخابرات الدنيا وطلبنا منهم ان يوافونا بعمالة بعض الفتحاوين سيأتون بعد دراسات وتمحيص ليقولوا النتيجة ايجابية. وهذا موجب ما لانهاية الذي نعني. وإذا سألنا رجلاً – أو امرأة بلا جندرة- رجلاً عادياً شاهد أي لقطات من قمة شرم الشيخ سيوصلك إلى نفس النتيجة التي مكث فيها العلماء سنين.
ولأحمد مطر قصيدة تقول:-
عباس وراء المتراس ،
يقظ منتبه حساس ،
منذ سنين الفتح يلمع سيفه ،
ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دفه ،
بلع السارق ضفة ،
قلب عباس القرطاس ،
ضرب الأخماس بأسداس ،
(بقيت ضفة)
لملم عباس ذخيرته والمتراس ،
ومضى يصقل سيفه ،
عبر اللص إليه، وحل ببيته ،
(أصبح ضيفه)
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه ،
صرخت زوجة عباس: " أبناؤك قتلى، عباس ،
ضيفك راودني، عباس ،
قم أنقذني يا عباس" ،
عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا ،
(زوجته تغتاب الناس)

نشر بصحيفة الصحافة السودانية يوم ‏25‏/07‏/2007 م

لا تظلموا عبد الوهاب

صديقنا عثمان ميرغني مشهور بعقلانيته وبعيدة هي العواطف عن قلمه – لحدٍ ما – وقلَّ ما يجامل أو يقوم بدور علاقات عامة. وبعد كل هذه الميزات كتب يوماً عن المهندس عبد الوهاب محمد عثمان كلاماً إيجابياً جداً وذلك بمقابلة الجمهور يوماً في كل أسبوع يذلل فيه كثير من طلباتهم على عكس ما يفعل كثير من التنفيذيين بالهروب والانغلاق وراء الأبواب قال عثمان ميرغني ما قال بعد أن زار موقع لقاء الجماهير بنفسه وشهد للرجل بالجدية واحترام الوقت.وهما ميزتان تنقصان كثير من وولوا أمرنا.
ولا ابري نفسي من تهمة العلاقة الخاصة مع (عبده) فهو صديق وزميل دراسة وبلدياتنا أو من (اندنا) كما يقول الحلفاويون. وذلك يمكنني من عدة روايات تصب في حزم الرجل منها:كنا مرة في بيت أخيه وبيننا زائر من مكان بعيد يعرف إخوته. بعد الغداء طرح الرجل طلبه وهو أن اسمه في القائمة بعيد فكان رد عبد الوهاب يعني جائني اشطب ليك واحد واضع اسمك مكانه؟؟ فكان رد رجل لا يظلِم. لم يحتمل الرجل ولا إخوة عبد الوهاب الرد ولم يجدوا ما يقنعوا به عبد الوهاب. ولكني سعدت بالرد.
لا نريد أن نكثر من المواقف الخاصة ولكن مجلس تشريعي الخرطوم كما ورد في الصحف عقد جلسةً ساخنة قوامها أن وزارة التخطيط العمراني بإقامتها للطرق كانت سببا في السيول. قرأت بعض من ردود عبد الوهاب في الصحف.وكانت قريبة من ذلك الرد.
هذا المجلس التشريعي الذي لم انتخب أعضاءه ماذا يريد أن يقول هل كل الطرق الجديدة خطأ؟ ويريدنا أن نراجع فرحتنا بها. أعضاء هذا المجلس يتبخترون بسياراتهم الباردة سنةً إلا يومين قول عشرة قول شهر ولا يقولون شكراً لانجاز وعندما تتوسخ سياراتهم بالطين ينكرون كل جميل الطرق والكباري الطائرة والراكة؟
يمكن لأي وزير أو تنفيذي أن لا يخطي خطأً واحداً وذلك عندما لا يفعل شيئاً وكل ما كثر العمل تحدث الأخطاء ولكن العقلاء لا يحسبون الأخطاء فقط.
إنا لا ندافع عن الوزير بجهوية ولا بقربى ولكن بانجازات وسعة أفق في وزارة التخطيط العمراني لا ينكرها إلا من بعينيه رمد ولولا هذه الطرق والكباري كيف كان سيكون حال الخرطوم وكل يوم تدخلها ألف سيارة جديدة.
أيها المجلس التشريعي وأعضاؤه الكرام مشاكل هذه الولاية ليست طرقاً ولكن فاقة وفقر وقلة إنتاج طبقة كاملة ابحثوا لهم عن عمل ولا تضيقوا عليهم في ارزاقهم . كيف سمح مجلس بهذه الغيرة على مواطنه، بان يأخذ رسوم من (درداقة) ماكينتها طفل أو ولد يمكن ان تحسب ضلوعه دون ان يخلقع قميصه.
ارجو ان لا يظلم المجلس ولا الصحافة – ليست كلها طبعا فقط بعض الأقلام التي لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب – لا يظلموا عبد الوهاب في لحظة أمطار عابرة لا تملك الوزارة إمكانية للصرف على مصارف الأمطار التي سمعت من المتعافي أنها تحتاج إلى ملياري دولار.
امض عبد الوهاب ومن معك في وزارتك. لنا ولك الله في امة لا ترى إلا بعين واحدة.
يوليو 2007 م

اتحاد المزارعين وحصص الإنشاء

استمعت في يوم الأربعاء 20 /6/2007 م من إذاعة ود مدني في التقارير الصباحية لعباس الترابي ( لم أجد له وصفاً أأقول ممثل المزارعين (الدائم) في المجلس الوطني ، أأقول نائب رئيس الاتحاد، رئيس مجلس إدارة شركة الأقطان ، عضو مجلس إدارة بنك المزارع، ويتبع كل وصف الدائم ..........) سمعته يبشر المزارعين ببشريات طيبة في الأيام القادمة ويحثهم على الزراعة في مواقيتها وخصوصا الذرة والقطن.
(بشريات طيبة طُلق ساكت بدون أي تحديد).

وزارة المالية قالت أنها ستدعم المدخلات ولا علاقة لها بالدعم المباشر ولا تركيز الأسعار كما فعلت في السنين الماضية ( ويبدو أنها موجوعة مما ذهب إليه دعمها،ولكن أخلاقياً هي مسئولة عن الزراعة. علماً بأن صادراتها غير النفطية دون 10% ولابد من وزنة الاقتصاد وإلا .........).

د.عابدين محمد علي مدير شركة الأقطان – الدائم - استشاط غضباً عندما قال احد المزارعين: إن القطن الزهرة 200 رطل بذرة وزغب و 100 رطل قطن وقال د.عابدين: هذا كلام نظري وقطن العام الماضي كانت الأجسام الغريبة والشوائب تمثل 17 %. وأن سعر هذه السنة لا ضمان له في السنوات القادمة.
بعض من الاتحاد لا يريد لمثل هذه الحقائق أن تخرج للمزارعين في هذا الوقت بالذات ويريدونهم أن يزرعوا القطن بأي طريقة حتى تجد شركة الأقطان ما تشتريه وما تبيعه.
كثير من المزارعين حتى كتابة هذا الموضوع لم يستلموا سعر شراء قطن الموسم السابق ( ولا أقول الأرباح) ونحن في نهاية يونيو وقد كان الوعد أن يستلموه بعد الوزن في المحالج مباشرة ( بالله شوف مباشرة معناها تغير إلى أن أصبحت تلاتة شهور).
كثير من المزارعين سمعتهم بعد خروجهم من الانتخابات (الحرة والنزيهة) لمجلس إدارة شركة الأقطان التي جرت في مركز الشهيد الزبير بأنهم لن يزرعوا قطناً هذه السنة والقانون الجديد يبيح لهم حرية الزراعة.كل من يعرف أ ب الحساب لن يزرع قطناً بهذه المعطيات.
أرجو أن يكون الاتحاد صادقاً مع قاعدته ويبتعد عن خداع المزارعين لمصالح لا تصب في جيوب القاعدة. ويوضح لهم موقف الدولة من الزراعة وخصوصا وزارة المالية بأنها لن تدعم غير المدخلات الزراعية ولن تركز أسعاراً.( وهنا طرأ سؤال هل الجازولين من المدخلات الزراعية؟؟؟؟)
المسافة بين الاتحاد وقواعده كبيرة جداً متى يرى هذا الاتحاد انه يمثل راشدين؟
ومتى يعلم كثير من أعضاء الاتحاد أن كثير مما يقولون يصلح لحصص الإنشاء؟
بالمناسبة هل لهذا الاتحاد قسم إعلام ؟؟؟؟؟؟

يوليو 2007 م

(كلامات) في مستشفى الخرطوم

هذا الصرح مستشفى الخرطوم القديم وامتداداته مثير للنقاش من حانق عليه حتى الثمالة لما يسببه لوسط الخرطوم من إزعاج، لهؤلاء نضرب مثلاً بالمتعافي (أي متعافي لا يمكن أن يتعاطف مع مستشفى) ولكن المرضى هم الذين يسالون عن المستشفى.ويوم قال المتعافي قولته في مستشفى الخرطوم كتب أحد كُبار الصحفيين تحت عنوان ( مستشفى الخرطوم لا لا لا ) وعدد من الأسباب التي توجب بقاء المستشفى ومن تلك الأسباب أن الإمبراطور هيلاسيلاسى أثنى على مستشفى الخرطوم عندما زاره في ستينات القرن الماضي. واشهد على نفسي بأني كتبت رداً على الكاتب الكبير ( كبير لكن ما طويل) وقلت لو كان لي من الأمر شيء لسويت بمستشفى الخرطوم الأرض لسعة فنائه و كثرة (الكدايس ) الحايمة فيه أعني الكديسة الحقيقية لا المجاز أي القطط. لو كان لي أمره لحصرت مبانيه في ركن من أركانه ببناية من عدة طوابق لا يدخلها حتى الهواء ناهيك القطط.
وأخرى:-
في زيارة لمركز السلام للقلب ذلك الصرح الحديث الذي لا يدخله لا غبار ولا هواء - لا يدخله إلا مرضى القلب وبالمجان – في تلك الزيارة برفقة الوزير كمال عبد اللطيف عقدنا مقارنة بين المستشفيين مستشفى القرن العشرين الخرطوم ومستشفى القرن الواحد والعشرين سوبا ولم نجد رابطاً بينها إلا المرضى والأطباء.

زرت مستشفى الخرطوم الجمعة الماضية ورأيت العجب ثورة إصلاح هائلة جدران، أبواب، شبابيك ،أسرة، دهانات كلها نالت نصيبها من التحديث وغيرت رأيي في تسوية المستشفى بالأرض ،وتذكرت مثلاً دارجاً ( كان سِلم العود اللحم بعود). وفوق ذلك رأيت إعلانات لدورات وترقية عمل داخلي وأخرى تتحدث عن الجودة. وأسماء الغرف على لوحات جميلة.
يعني أي شيء غلط يمكن أن يجلس له عقلاء ويصححونه إذا وجدت العزيمة والنية الصادقة والشعور بالواجب.
ولنا أن نقول لا بديل (للفقراء) لمستشفى الخرطوم إلا مستشفى الخرطوم يحضرون مريضهم ويتحلقون ويفترشون النجيلة ويدخل على المريض عشرة ويخرج منه عشرون هذا يحمل حلوى وذاك يحمل عموداً وآخر صابوناً.
غير أن دورات المياه مازالت تحتاج المزيد من الصيانة والعناية والزيادة أكرر الزيادةويجب أن لا نحسب سعتها بعدد الأسرة ولكن بالمرافقين والزائرين.
لمدير مستشفى الخرطوم الجديد والذي سمعت أنه الدكتور كمال عبد القادر صاحب القلم الذي كان يعزف به (كلامات) ويشبعنا ضحكاً.كمال من ابناء الجزيرة وهذه الجزيرة كالغيث أينما نزل نفع. بالله يا كمال بعد تخلص من مستشفى الخرطوم ادخل الجزيرة الحصاحيصا مدني أبو عشر اللي عجبك.كتر خيرك.
بلا كتابة بلا سخرية do something .


يوليو 2007 م

مالية ولاية الجزيرة وإذلال المدرسين

حادثة:
في قسم من أقسام المرور مختص بترخيص السيارات يهرب إليه المواطنون من غلاء ترخيص الخرطوم. في ذلك القسم طلب منا الشرطي أن نخرج ونحضر من الشباك واختار لنا الشباك المقابل للشمس والشمس يومها حارقة والنهار نهار صيف.طلب ذلك رغم أن هناك صالة واسعة في الجهة المقابلة وبها مراوح وكراسي.واحترت في طلب الشرطي وما هو إلا صلف سلطة واستهتار بالمواطن.ذهبت إلى الرائد مدير القسم وشرحت له طلب الشرطي واستغرب أيما استغراب وأعاد الأمور لنصابها وجمعنا في الصالة ذات المراوح.

(أحلام ظلوط ) من مقولات الإمام الصادق المهدي المشهورة في وصفه للبترول.
وأحلام ظلوط لمن ينتظر من وزارة مالية الجزيرة تطوراً في طريقة صرف الرواتب.
قبل عدة شهور طلبت من الأخ وزير المالية بولاية الجزيرة أن يطور طريقة صرف الرواتب وحوسبتها بدلاً من هذه الطريقة العقيمة غير الآمنة وهي أن يخرج الراتب من المالية إلى المحلية إلى الوحدة الإدارية وهو محفوف بالمخاطر.وعددت له مزايا إنزال الرواتب في حسابات او عبر شيكات مخيراً كل عامل في الطريقة التي يصرف بها راتبه. وقد أبدى حماسا لهذا المقترح.
ولكن !
نفاجأ في هذا الأسبوع بان يُطلب من العاملين – وجلهم من المدرسين – الحضور الى رئاسة المحلية لصرف رواتبهم ولك ان تتخيل آلاف المدرسين يتكدسون أمام شباك واحد أو شباكين،ليصرفوا رواتبهم مهما بلغت بهم المثالية والأدب ولكن ظروف السفر والأمطار وبُعد المدارس كلها منغصات تجعل المُرضع منهن والحامل تستعجل صرف راتبها.
ولك أن تتخيل كيف عاملهم الصراف تخيل ألفاظ مثل (يا رعاع ) تُقال لمربين ومربيات فاضلات.( وفكة ما في لا تنقطع من لسان الصراف. دا جاء يعمل check ولا يعمل كرب؟)
سألنا قالوا: هذا ليس دائما ولكن مرة او مرتين في السنة للتحقق (to check) أي ليتحققوا من أن العاملين على قيد الحياة. يا له من منطق ويا له من علاج؟!!!!
آلاف الناس يحضرون لمكان واحد ليراجع رجل واحد وجودهم من عدمه؟ أليس من الأوفق أن يمر الصراف على المدارس مدرسة ،مدرسة كسبا لوقت المدارس المحسوب بالحصة بدلاً من حضور كل المدارس لسعادته وتخلو المدارس من المدرسين ويسيح الطلاب في المدارس او الشوارع كل هذا ليتحقق مندوب المالية من حياة وموت العاملين؟!!!!!!!!!!
ما ارخص الإنسان في نظر هؤلاء الفراعنة.
وبهذا المنطق اقترح على بروفسير عوض حاج علي مدير الإحصاء القادم أن يطلب من كل السودانيين الحضور إلى رئاسة الإحصاء ليحسبهم ثم يعودوا إلى منازلهم. يعني شنو كلهم 36 مليون رعاع.
يوليو 2007 م

استَفَزوا والـي الجـزيرة

أيما استفزاز له رد فعل سريع.
عندما يكون الاستفزاز بين شخصين قد يكون رد الفعل ملاسنة أو استخدام عضلات.
وعندما يستفز طالبٌ طالباً يكون رد الفعل سهر وعلو درجات.
اما استفزاز بنات حواء لبعضهن فليس لنا به كثير علم. ( اللهم الا راجل المراة )

ولكننا اليوم أمام استفزاز جديد ( أصبورا شوية ).
التعليم في أي مكان يحظى باهتمام كبير واختلاف كثير فليس في الدنيا منهج تعليمي متفق عليه بالإجماع.والتربويون – الحقيقيون – في هم دائم وشغل لا ينقطع بالمناهج وتطويرها. ومعلوم أن المناهج ليست المشكل التربوي الوحيد فمهما بلغ تطورها لابد لها من معينات تربوية أخرى من معلم مدرب وبيئة تعليمية جاذبة ( يا ربي ادخل جاذبة هنا شنو الأيام ديل جاذبة لا تدخل إلا في عبارة، وحدة جاذبة ، مثل الثروة الحيوانية والسمكية).
نعود للتعليم والبيئة الجاذبة. التعليم يحتاج إلى إنفاق كبير ولا يعلم مردود هذا الإنفاق إلا أولو العلم ( التجار والمستثمرون والرأسمالية الجبانة يمتنعون وكذلك الحكومات الهشة أو الضعيفة و قصيرة النظر) مردود التعليم ليس سريعاً كالمرابحات ولكنه بناء أمم يحتاج صبراً.
المجلس الإفريقي للتعليم الخاص احتفل في ود مدني بالمرحلة الأولى من مدينته التعليمية ونجاح طلابه بولاية الجزيرة المرحلة. الاولى التي افتتحها الاخ والي الجزيرة عبارة عن مدرسة جميلة وباعترافه واعتراف الاخ وزير التربية انها اجمل مدارس الولاية وقال وزير التربية سنجعلها مثالاًً للمدارس الخاصة (standard ) مواصفة قياسية أما الاخ الوالي فقد قال إن المجلس الإفريقي قد استفزنا بهذه المدرسة الجميلة المصممة على أحدث طراز.
المدرسة عبارة دورين مؤثثين بأحدث أثاث من الصين ( الصين من البترول إلى طاولات الفصول وكراسيها التحية لها كما يقول مقدمو البرامج هذه الايام كل ما ذُكر اسم ). وكمبيوترات وأرضيات سراميك ميادين .
صراحة أعجبتني صراحة الوالي وقلت اللهم اجعله استفزاز خير حتى نجد في كل محلية في السنة القادمة مدرسة على هذا الطراز يتنافس على دخولها طلاب كل محلية حتى تكون حافزاً يجذب اليه خيار الطلاب حتى نفصل الحشف من التمر. فصول مدارسنا الآن تجمع بين الحاصل على 270 درجة والحاصل على 140 وهذا ما لا يقبله عقل إذ سيكون صعباً جداً رفع ابو 140 الى 270 وكثيرا ما يحدث العكس إذ يجاري المتفوق المتدني و (يحتلان) معاً.
نكرر اللهم اجعله استفزازاً مباركا واللهم اجعله استفزاز خير وبركة وعم بنفعه الجميع.
أسألكم بالله دا مش استفزاز حميد؟

نشرت يوم 10/5/2007 صحيفة الصحافة