الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

سفارة السودان بلندن أكبر مخالفي المرور في بريطانيا

فتح مروري جديد. أقرأ هذا الخبر

الرأي العام: وكالات

أظهرت أرقام أصدرتها وزارة الخارجية البريطانية أن سفارة كازاخستان في لندن حلت في المرتبة الأولي، تليها السفارة السودانية، علي لائحة أكثر السفارات التي خالف دبلوماسيوها قواعد المرور في بريطانيا العام الماضي. وقالت صحيفة «دايلي ميرور الأربعاء إن مخالفات المرور استأثرت بـ 90 من أصل 96 جريمة ارتكبها الدبلوماسيون الأجانب، وتمضي الصحيفة ..... وجاءت السفارة السودانية في المرتبة الثانية بديون مقدارها 29680 جنيهاً استرلينياً ).

عندما قرأت الخبر سالت نفسي سؤالاً هل نكتب عنه ساخرين أم نسال أسئلة محترمة وعلمية؟؟

البعثات الدبلوماسية هي واجهة البلد في الخارج، والدبلوماسية علم وفن يدرس ولا يفوز بالوظائف الدبلوماسية فائز إلا بعد امتحانات ومعاينات كثيرة حيث تكون ثمرتها ممثل للدولة محترم ومسئول.

ما دهى ممثلونا في لندن إلى فضيحتنا ووضعنا في رأس هذه القائمة غير المشرفة ومع كازاخستان!!! عيب عليكم. ثم انظر للخسائر المادية 30 ألف جنيه إسترليني إذا حسبناها بالدولار حوالي 45 ألف دولار وبالجنيه السوداني 121.5 ألف جنيه تبني كم فصل دي؟؟؟؟ من عندي - رغم جهلي باللوائح الدبلوماسية - كل مخالف يدفع مخالفاته من جيبه الخاص وليس من ميزانية السفارة.

طبعا أخوانا في المرور سيفرحون بهذا الخبر من زاوية أن وزارة الخارجية ستستحدث ملحقيات جديدة باسم مثل ملحق مروري على وزن ملحق ثقافي وملحق تجاري وملحق عسكري وما فيش حد أحسن من حد غير أن وظيفة الملحق المروري هو تدريس الدبلوماسيين السودانيين قواعد المرور واحترام قواعده ( يا ربي بشيل معاهو دفتر إيصالات مخالفات حق المرور أم اورنيك 15 حق المالية؟؟؟؟!!!!). لكني أجزم بأن بعضهم اذا تم ترشيحه ملحقا مروريا بالخارج سيرفض ليه ما بقدر أقول ما عايز أصرح والناس ما بتريح كما قال ابراهيم عوض رحمه الله.

سؤال لماذا دبلوماسيونا مخالفون لقواعد المرور؟ عدة إجابات ( فرحانين بلندن وعرباتها، أصلاً لم يتلقوا تدريبا على قيادة السيارات ، الحس الوطني ضعيف ، شعوره بأنه يمثل دولة ضعيف ، شفقانين ، الغرامات تدفعها السفارة وهكذا ).

صراحة مثل هذا الخبر يجب ان يقوم له نفس وزارة الخارجية من عدة نواحي ويدرس دراسة جيدة حتى لا تذكر سفاراتنا في هذه القوائم. الفينا مكفينا وزائد.

غير أن الايجابية التي تستحق الذكر أن قائمة السفارات التي يقود دبلوماسيها في حالة سُكر.

اقول قولي هذا ولا أعرف من هناك غير الدكتور خالد المبارك.





الثلاثاء 29م9/2009 مصحيفة الحرة

هل نحلم بوزارة مالية واحدة في 2010

لا يختلف اثنان في أن تطوراً كثيرا قد حدث في بلادنا في هذه السنوات القريبة .لكن السؤال غير المختلف عليه هناك اخفاقات كبيرة و سهلة العلاج لماذا لم يلتفت اليها أحد؟

من الإخفاقات بل من غير المشروع الذي تمارسه أجهزة الدولة – صاحبة عدة المشروعية – ما ظل ماثلاً للعيان لسنين عدداً ولم نر من يوقفه في حدٍ معين بل هو في ازدياد.وحتى لا نلقي الحديث على عواهنه كما يقول نضرب لذلك مثلاً بل نقف على أعتاه ورأس كفره وهو رسوم وجبايات وزارة الداخلية هذه الوزارة أصبحت صنواً لوزارة المالية في الإيرادات. وقد صارت تجمع بالورق الأبيض ( غير إيصال 15 المالي المعروف) ما لا يقبله عقل وما من مال يجمع بالورق الابيض ليس على وزارة المالية عليه سلطان ولا المراجع العام حتى.

ثم كل مال مجموع بالورق الأبيض لم يشرعه مشرع بل جلس له نفر غير مخول لهم قانوناً جمع مال خارج وزارة المالية، وإلا فما دور المجلس الوطني والمجالس التشريعية .

مثال على ذلك معظم وحدات وزارة الداخلية التي لها علاقة بالجمهور مثل المرور الجوازات والدفاع المدني تفرض من الرسوم ما تشاء بورق أبيض أحيانا جنبا الى جنب مع ايصال 15 وفي كثير من الاحوال بدونه.

واضافت - عندما لم تشبع - شركة حكومية باسم الشرطة تقدم خدمات محتكرة مثل الفحص الآلي الذي تضع عليه رسوما باهظة تصل 150 جنيه لعملية لا تكلف 3 دقائق وفي حدها الاقصى 5 دقائق ولوحات السيارت كانت بمبلغ 46 جنيه ارتفعت لمبلغ 141 جنيه ولا ادري كم تكلف ولكن الاحتكار والغصب هما عماد هذا الدفع.هذا غير مخالفات المرور التي يشكون من قلتها حيث بلغت في خمس سنوات فقط 6 ملايين ايصال من عندي في حدها الادنى هي فقط 180 مليار.

علاج الأمر برمته إن ارادوا علاجه - كما في كثير من بلاد العالم - دفع الرسوم عبر البنوك او عبر الانترنت ترخيص السيارة بكذا تورد لحساب وزارة المالية رقم كذا رسوم استخراج الجواز بمبلغ كذا وكل المعاملات الأخرى. وبعد ذلك تتلقى وزارة الداخلية ميزانيتها من وزارة المالية ككل الوحدات الحكومية فصل أول ، تسيير ، تنمية.ويكون ذلك لكل مال يدفع للدولة عبر الجهاز المصرفي المتطور والصراف الآلي.

بهذا نصبح دولة متحضرة مستفيدة مما تملك من تقنية ونظام مصرفي ناضج.وتصبح لنا وزارة مالية واحدة.


الاحد 28/9/2009 م صحيفة الحرة

الرئيس يقول :الماء والكهرباء خط أحمر

حسن ما قاله السيد رئيس الجمهورية في اجتماع مجلس الوزراء قبل عيد الفطر فيما يخص الماء والكهرباء والعلاقة بينهما كبيرة فنحن من قوم حضروا الهيئة القومية للماء والكهرباء.يوم كانتا متكاملتين وليس ضرتين كما هو الحال اليوم.

أن تمتلك الدولة هذه المؤسسات لتكون في خدمة مواطنيها وهي مؤسسات حكومية وليست شركات هنا يجب ان يكون للدولة سلطان على هذه الممالك ولا تترك لمن ينحرف بالهدف الاعلى للهدف الادنى.حيث ان كل المال العام يجب ان يكون في خدمة المواطن وما الموظف الا خادم أمين لهذا الشعب.ولكن أن يعلو هم الربح في المؤسسة العامة على المنفعة العامة هذا ما لايقبله عقل.

نعود لهم الرئيس بشعبه هذا الحديث عن الخط الأحمر وقع على الناس بردا وسلاما غير انهم يذكرون أن بعضا من قرارات السيد الرئيس تحائل عليها متحائلون وافقدوها هدفها الذي قصده أو الذي فرحو به. ومن ذلك قراره بتخفيض الكهرباء بنسبة 25 % يوم افتتاح سد مروي وكيف أجهض القرار وطبق على200 كيلوواط الاولى فقط ليكون التخفيض 10 جنيهات للاسرة في حده الاعلى.قتل من تحت الرئيس الفرحة في الشفاه.

بما ان القرار كان على الهواء وغير مفصل حدث له ما حدث، وكي لا تقتل فرحة المواطن بهذا الخط الاحمر الرابط بين الماء والكهرباء ويلونه آخرون بلون آخر أتمنى ان يدرس القرارجيداً حيث يخرج لنا متكاملاً لا يظلم هيئة الماء ولا الكهرباء ويكون المواطن هو الرابح الأكبر ولا نسمع بعطش في سودان الماء والنماء.

وبعد ذلك لا أبرئ بعض المواطنين الذين لا يدفعون رسوم المياه الزهيدة وعندما ينقطع عنهم الماء يشترون استهلاك اليوم بأضعاف اشتراك الشهر.هذا نوع من المواطنين فاقد للتربية أوهو غير واعٍ.فلا نجامل في تثقيفه ولا زجره بالحسنى وان ابا فلا يلوم لائم من يؤدبه.

ثم نريد قرارا يضمن الماء للمواطن بلا انقطاع قرارا لا تعتذر فيه هيئة المياه صيانة ولا امدادا. نريد هيئات مؤهلة بعمالة مؤهلة واجهزة حديثة وما أكثر المؤهلين في شوارع بلادي الآن الذين يبحثون عن عمل.المهندس مكاوي من قراراته التي تحمد له ان أفرغ الهيئة القومية للكهرباء من العمالة غير المؤهلة لذا تطورت الكهرباء وهذا ما لاينكره عدو او صديق. رغم مآخذنا الطفيفة عليها في عدم العدل بين الريف والمدينة الا انها أكثر المؤسسات تطوراً.

يا سيادة الرئيس كيما يخرج قرارك كاملاً أخضعه لمؤسسات الماء والكهرباء والمواطنيين، ليلتزم كل بما عليه ولا نرى بعده كارو يجره حمار يحمل ماءً ولا ماسورة مكسورة تملأ الشوارع بركاً ولا شاشة بئر رصيده صفر.

واتقدم بمقترح أن ترفع قيمة اشتراك عداد الكهرباء الى 10 جنيهات تكون 7.5 جنيه هي رسوم المياه تدفع لهيئات المياه بالاقاليم بشرط ان تطور وتأهل بكوادر ومعدات حديثة، وسيكون دخلها من هذه الرسوم أكبر من دخلها الحالي الذي تعاني من جمعه اشد المعاناة والكهرباء تجمعه في غاية اليسر.

الاحد 27؟9؟2009 صحيفة الحرة

سهرة تلفزيونية فريدة

ما أن يقترب عيد إلا ويتبارى معدوا البرامج التلفزيونية في السباق على كبار الفنانين ليعدوا معهم السهرات النادرة – هذا يوم كانت القناة وحيدة والبث ارضي. وكثير من هذه السهرات كانت حكرا على الكبار مثل الأستاذ الكابلي والأستاذ محمد وردي والأستاذ محمد الأمين ( كل واحد يرتب حسب ما يعجبه).

غير أن جديد هذا العيد سهرة رائعة من نجوم حقيقيون نجوم لا يبحثون عن النجومية ولا يبحثون عن معجبين.السهرة التي انا بصدد الحديث عنها حضرت إعادتها قبل صلاة الفجر وكانت مع المقرئين لكتاب الله الحافظين له ونسأل الله ان يحفظهم. السهرة كانت من تقديم الرائع عمر عايس والمشايخ الزين محمد احمد ذالكم الرجل الذي جعل موجة fm 105 إذاعة القرآن الكريم القاسم المشترك لكل أجهزة الراديو وخصوصا في السيارات ما من سيارة الا 105 واحدة من محطاتها المخزنة هذا إن لم تكن الوحيدة عند بعضهم.

الشيخ الزين محمد أحمد إمام مسجد سيدة سنهوري الذي رايته لأول مرة في هذه السهرة يتمتع بقبول جاذب وأضاف عليه تواضع وسعة أفق.عندما سأله مقدم البرنامج عن الملكية الفكرية أذهلني بقوله انه ملكية فكرية للجميع من أراد أن يسجل من أراد أن يوزع الأمر متاح للجميع ( هذا رجل يؤمن بان الرزق من الله وليس شطارة وقانون).

الشيخ جبريل شوقار إمام مسجد القصر يبدو عليه - رغم وقار الشيوخ -المرح وروح النكتة كيف لا وقد حفظ القرآن في جزيرتنا الخضراء. ويأتي الشيخ عبد القادر الفادني والشيخ الفاتح محمد عثمان.أما الشيخ صالح أحمد صالح القادم من شمال كردفان فقد سيطر على السهرة بذكائه وخفة دمه - إن جاز التعبير وسمح المقام - وإطلاعه الواسع.

من اللافت في هذه السهرة أن واحدا من الشيوخ طلب من المغنين ان يستغلوا حلاوة أصواتهم في ترتيل القرآن وكانهم اجمعوا على ان أقرب الفنانين لذلك الأستاذ محمد الأمين وتخللت السهرة تكبيرات لمحمد الأمين وهو في مصلى العيد وكان صوتا قويا كالعادة ( قبل الفتح وبعد الفتح).

روعة السهرة تكمن في أن الغناء ليس سيد الموقف دائماً والفنانون ليسوا النجوم الوحيدون الذين يمكن أن ينتظرهم الناس في الأعياد.متعتي بهذه السهرة لا تقل عن اية متعة لسهرة مع الكابلي.

نكات هذه السهرة ذكرتني تريقة الشيوعيين على الإسلاميين يوم كنا طلاباً ويتهمونهم بالسذاجة وخصوصا في التنكيت ومن ذلك. ويضرب الشيوعيون مثلاً بهذه النكتة الكيزانية ( واحد عايز يصلي العصر صلى الظهر ) ويضحكون.

إن كان في تلفزيوننا الحبيب وحدة تقييم ورصد ها أنا اعبر نيابة عن كثيرين بنجاح هذه السهرة.
السبت 26/9/2009 الحرة

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

الاغنية التي قتلت مايكل جاكسون

صراحة اسمع بمايكل جاكسون ولم اسمعه يغني الا بعد موته وعبر هذا الايميل.لم أكن من المتصيدين لأخباره وبعد موته امتلأت صفحات الصحف بالحديث عنه ولم اتوقف عند واحدة منها.

غير ان بريدي الالكتروني جاءني بهذا الخبر واردت ان اشرك القاري فيه والتحقق من المتخصصين مطلوب ومستعد لارسال الصوت لمن يطلبه.

قبل موته كان مايكل جاكسون يحضر لاغنية قال عنها انها ستكون مفاجأة حفلته العالمية المقبلة التي كان سيبدأها في اواسط فصل الصيف في لندن وتليها عدة عواصم عالمية
ورفض تماما الافصاح عن اي شي عن الاغنية سوي انه سيغنيها فقط مع ألة ايقاعية ليس فيها أي عزف عزف بالوتر

وهذا ما حدث حيث سجل الاغنية مع عازف ايقاع امريكي مسلم اسمه (عمر يانجي) بعد ان وعده يانجي هذا على المصحف بعدم الافشاء عن سرها الى اي من كان

غير ان الاسطوانة التي توجد عليها البروفة الاخيرة التي تفيد باتقان مايكل جاكسون للكلمات واتقان عمر يانجي للايقاع سرقت من يانجي هذا قبل 6 ايام من وفاة مايكل جاكسون

تصوروا ما يكل جاكسون محبوب مئات الملايين من الناس كبارا وصغارا
يغني هذه الاغنية
تصوروا ماذا سيكون صداها وتأثيرها

هذه كلمات الاغنيه بصوت مايكل وايقاع عمر بانجي وهي آخر أغنيه قبل وفاته الله يرحمه
عند تشغيلك لقارئ الموسيقي انزله و اقرأ الكلمات في نفس الوقت الذي يغنيها مايكل
بيننا المحيطات وآلاف الاميال
لم اراك الى الآن ولكنك تسكن قلبي
حبي لك دائم ولن يموت ابدا
حبي لك يكبر وينمو...والدمع تملاء عيني
أنا دائما أفكر وأتمنّى
متى يأتي اليوم ؟

حينما اقف امامك داعيا
أن تقبل حجي
واقفا اطوف باحرامي بين يديك
واشرب ماء البركه من بئر زمزم
التحديات والأبتلاءات التي تعرضت لها
زادت لهيب ايماني
يا الله أنني انتظر نداءك لي
انني ادعي لذلك اليوم الذي اكون فيه قرب الكعبه
يا الله انني انتظر نداءك لي
انني ادعي لذلك اليوم الذي اكون فيه قرب الكعبه
أشعر بالحياه وبالقوه
اشعر بألاسلام يجري في عروقي
أتوق لرؤيه اخواني المسلمين وهدفنا واحد
ان نتبادل التبريك ونسبح بأسم الله الأعلى
اتمنّى بصدق ان يأتي ذلك اليوم الذي يكون فيه كل الناس مسلمين
وان يذكرون اسمك ويسبحونك في كل حين
واقفا اطوف باحرامي بين يديك
واشرب ماء البركه من بئر زمزم
التحديات والأبتلاءات التي تعرضت لها
زادت لهيب ايماني
يا الله أنني انتظر نداءك لي
انني ادعي لذلك اليوم الذي اكون فيه قرب الكعبه
يا الله أنني انتظر نداءك لي
انني ادعي لذلك اليوم الذي اكون فيه قرب الكعبه.

نشر بالحرة يوم الخميس 17/9/2009 م

الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

همر و حمير

قال أحد المتأثرين بالحرب: ليه هم يركبوا عربات ونحن نركب حمير.ولكنه لم يحدد من يقصد ب(هم).
من يركب الحمير؟ ومن يركب السيارات؟ فالحمير في قلب سوق أم درمان تتبختر جنباً الى جنب مع سيارات الهمر ( لا لا همر كتيرة هو كل السودان فيه همرين بالكتير تلاتة همرات) طيب نقول جنبا إلى جنب مع المرسيدس و الكامري والسوناتا.
بقليل من الجد نريد ان نسأل هل استصحبت الإستراتيجية التي يقف عليها د.تاج السر محجوب هذا التباين؟؟؟
المدرسون يعرفون شيء اسمه الفروقات الفردية بأن يكون في الفصل معدل الذكاء طويل المدى بالعربي في ناس شطار جداً وفي ناس نص نص وآخرون اقل من المطلوب فعلى المدرس الماهر أن يجد علاجاً لمثل هذا الصف ويعالج هذه الفروق حتى لا يفقد الشطار من زمنهم ولا يأخذ الآخرون كل الوقت.
هذه النظرية في التربية مبلوعة لحد ما ولكن في الاقتصاد يجب ردم الهوة السحيقة في المجتمع السوداني راسياً وأفقياً. نريد أن نقول خذوا من أغنياءهم بقدر ما نصت الشريعة السمحة . هذا واجب ولا بد من ان تجد الإستراتيجية القادمة علاجاً لمقولة ( نحن في بلد يزداد الغني فيه غنىً والفقير يزداد فقراً) إذا لم تعالج الإستراتيجية القادمة مسألة التباين في الاقتصاد السوداني من الفيلا للقطية ستكون إستراتيجية عرجاء.
ولو كان سبب كل حرب دارفور هو ان عدوهم يركب سيارات وهم يركبون حمير لقلنا بسيطة فالحمير في كل مكان في السودان. ولكن ليته قال لماذا يشربون ماء صحة ونحن نشرب كدراً وطيناً.
نختم بقول لأحد علمائنا الاجلاء:في السودان 36 مليون 6 ملايين يتونسون ب 3 مليار دولار في السنة و30 مليون لا يجدون ماءاً يغسلون به وجوههم))أ.هـ
رغم ما في قول العالم من عدم دقة لان بعض من الذين لا يجدون ماء يغسلون به وجوههم يشاركون بتاعين المليارات الونسة عبر الموبايل ويا بخت شركات الاتصالات.
هذا التباين هو ما يحتاج علاجاً لا نقول ليتساوى كل السودان ويصبح نسخة واحدة وهذا مستحيل لعدة أوجه ولكن نريد ردم الهوة السحيقة ونقرب هذا التباعد لتصبح الحياة نتقاربة ولا نقول متماثلة.
د.تاج السر محجوب من وجهة نظري الإستراتيجية التي تقف عليها للسودان ولربع قرن قادم ستكون تحت مجهر كل باحث، وشيل شيلتك.
نشرت بالحرة يوم 16/9/2009

نسوان التلفزيون وبوهية العينين

التلفزيون بخيره وشره لن يخلو منه بيت - إلا من أبا – ومن هنا تكمن خطورته وتجب رعايته وان يقوده رجال - أو نساء - يعرفون أثره واستخدامه الأمثل.
سبب هذه المقدمة إني سأتطرق إلى جزئية بسيطة من أجزائه وخوفي من أن يكون سبباً في نشر العادات السيئة شعر بذلك القائمون عليه أو لم يشعروا.يختلف الناس في تقييمهم للجمال ولكن قطعا هناك حد أدنى من الاتفاق .
ظاهرة انتشرت في القنوات السودانية – دون أن احدد لا أريد أن اذكر القنوات بالأسماء لأني اكره واحدة منها كراهية التحريم ولا أقف عندها لحظة أتريدون حرفها الأول س سؤال؟ الظاهرة هي ظهور مذيعات وضيوفهن من النساء بمنظر مقزز من أين جاءت لا أدري وهي طلاء الحاجب الأعلى بلون الثوب الذي ترتديه اعتقاداً منهن أن هذا شيء جميل وبعمل matching تجانس. غير أن الفطرة السليمة تنكر أن تصبح المرأة ملونة كما السيارة تبدو عيونها في شكل غريب على الفطرة صراحة من قال لهذه النسوة أن هذا شيء جميل، قد لعب عليهن. لا أريد أن أقف عند هابط قول بعضهن ولا هابط غناءهن ولكن فقط هذا المنظر البشع الذي أخشى من انتشاره إذ قد تحسب بعض المغفلات أن كل ما يظهر بالتلفزيون هو موضة ومقبول.
بالله تخيل عيون (مجلبطة) باللون الأزرق لأن التوب ازرق !!ما هذا البؤس أليس لهذه القنوات فنانون يحسبون الجماليات على الأقل في حدها المتفق عليه؟؟
أليس لهذه القنوات إداريون ذوي غيرة ولهم كلمة رجل مثل: ارجعي يا كديسة وغسلي وشك دا وتعالى وكان ما عجبك ما تجي.
فنيي الديكور أليس لهم كلمة بأن يقولوا الديكور للخشب الحيطان وليس لجسم الإنسان الذي أحسن خلقه الله.أسال الله أن لا ينتشر هذا المنظر البشع هذه العادة او التقليعة السودانية ونسال الله أن يعين القائمين على أمر القنوات لأن يرتفعوا بالذوق ولا يسقطوا به ويكونوا سبباً في انتشار العادات السيئة .
بالله النسوان أمات بوهية ديل ما ناقصات مخ كيف تلون جسمها على لون القماش حيث يصبح المخلوق تابعاً لمصنوع؟؟؟
رب قائل كل المسألة لفت نظر وها قد تحقق.التفت نظري ولكن اضطررت لأبحث عن ليمونة لما أصابني من غثيان.
صحيفة الحرة يوم 15/9/2009 م

مسجد الشهيد من له؟؟

بيوت الله في الأرض المساجد.والحمد لله أنها تتطور بتطور الزمن.
في عاصمتنا الخرطوم عدد كبير من المساجد، غير أن بعضاً منها كسب شهرة عالية إما بسبب خطيبه أو بسبب موقعه أو لسعته، الأسباب متعددة لشهرة المسجد. لكن المسجد الذي ينقل منه تلفزيون جمهورية السودان صلاة الجمعة لكل العالم عبر الأقمار الاصطناعية يجب ان يكون الاهتمام به على قدر عالِ من كل الجهات ذات الصلة.
صليت في مسجد الشهيد بعض المرات القليلة لكني في هذا الشهر الفضيل – رمضان – دخلته لصلي صلاة العصر وللأسف كنت غير متوضٍ، وذهبت حيث مكان الوضوء يا لهول ما رأيت مئات – إن لم اقل ألوف من الصائمين – ينتظرون بضع حنفيات وبعضهم ذو الحظ العاثر ينتظر خارج عدد من دورات المياه وأمام كل باب صفٌ طويل.
لن يلحق نصف هذا العدد بتكبيرة الإحرام وقد حضروا قبل الآذان. المكان ضيق الأعداد كبيرة والحنفيات قليلة لماذا؟؟ الم يفتح الله على القائمين على أمر هذا المسجد بسعة عقل؟؟
ماذا لو مددوا حنفيات في صفوف طويلة متقابلة تسع لمئات المصلين في وقت واحد ومثلها من دورات المياه. لست مهندساً ولكن لا بد ان تكون هناك معادلة هندسية عناصرها سعة المسجد ، عدد المصلين ، وقت الصلاة ، حجم المياه.
هذا من حيث الوضوء وضيق مكانه، أما ساحة المسجد ينتظرها الكثير من الاصلاح، برك الماء الآسن هذا ليس مكانها هذا بيت من بيوت الله، الحشائش تحتاج وقفة وتهذيب، الساحات والممرات تحتاج متخصص ليقول فيها رأياً. أما مواقف السيارات فذاك حديث آخر.
لندخل المسجد الحمد لله بارد ومكيف الفرش نظيف جيد، غير أن بعض المكيفات تنفث ماءها في صحن المسجد مما اضطر بعضهم لوضع جردل داخل المسجد ليذهب كثيرا من روعة الساحة. الصوت فيه خلل واضح خصوصا بالنسبة للذين يصلون في الدور الثاني كانا نسمع أصوات في الركعة الأولى لا ندري سببها غير أننا سمعنا انزلاق شباك صار يسمع المُبلِّغ من خلاله متابعة الإمام ليُسمع الذين في الدور الثاني.أمر بسيط وعلاجه ابسط .
اقول وبالله التوفيق وأنا حتى هذه اللحظة لا ادري لمن يتبع مسجد الشهيد لكن ما من مسجد الا وله لجنة من أهل الحي أو القرية التي هو فيها وبما ان _ شوف ثقافة الرياضيات نطت هنا – بما ان هذا المسجد ليس مسجد حي ولا قرية إذاً ممن تتكون لجنته؟ وماذا هي قائلة في ملاحظات العبد الضعيف الذي هو ليس مهندس ولا فنان، ترى كم من المهندسين صلى في هذا المسجد وماذا قالوا فيه لأنفسهم أو لزملائهم؟ ترى كم من مهندسي الحدائق صلى فيه وخرج ممتعضاً لهذا الإهمال؟
حاشية:
في سنة 1977 أحرمت من ميقات السيل الكبير كانت الحمامات فيه من خيش (شوالات) والماء بجردل بريالين من الإخوة اليمنيين. آخر مرة رأيت فيها ميقات السيل كانت فيه حمامات تحف تسع آلاف المعتمرين او الحجاج في آن واحد.عقبال مسجد الشهيد.
صحيفة الحرة 16/9/2009

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

حكومة جنوب كردفان

منذ عهد مايو كنت أسمع بمصطلح تقصير الظل الإداري،ومنذ ذلك اليوم الظل الإداري يقصر ويقصر بشتى أنواع الحكم الاتحادي الولائي. إلى أن جاء اليوم الذي صارت له وزارة الحكم الاتحادي ألفة الولايات. وصار لنا 26 ولاية.قلنا طيب لتسهيل الخدمات للمواطنين والقريب للعين قريب للقلب.غير أن الأمر صار يتمطط وأول عهد حكومات الولايات كان بكل ولاية 6 وزراء وشوية محافظين على قدر عدد المحافظات.
غير أني بالأمس سمعت خبر تكوين ولاية جنوب كردفان لا تهمني الأسماء ومع احترامي لكل منهم ومقدراته ومؤهلاته لكن تصور معي في ولاية واحدة هذا العدد من الدستوريين:-
1 – والي
2 – عدد 10 وزراء
3 – عدد 20 معتمد
4 – عدد 6 مستشارين.
مما يعني 37 دستوري لكل واحد منهم مخصصاته ورواتبه.
هؤلاء يريدون 37 سيارة لاندكروزر أو برادو هذا اذا لم يكن فيهم واحد مفتح ويقول عايز مارسيدس او اودي أو هوندا.37 × 130 =4810 جنيه بالجديد ( بالقديم 4.8 مليار جنيه) (السعر تقديري من عندي لأني لم اطلع سوق البرادو)
ونفس العدد 37 سيارة صغيرة للعائلة نفترض فيهم الاهتمام بالصناعات المحلية ونجعل لعائلة كل منهم سوناتا جياد. 37 × 70 = 2590 جنيه بالجديد ( بالقديم مليارين ونصف).
مجموع مبلغ السيارات بدون ديكور وأكسسوارات =7400 جنيه.
37 مكتب فاخر ، 37 سواق ،37 حرس، 37 مدير مكتب، 37 موظف مراسم 37 منزل حكومي 37 غرفة جلوس 37 غرفة نوم (بافتراض عدم التعدد) 37 مطبخ فاخر.
أليس فيكم رجل رشيد؟؟
كم من المدارس يمكن ان تبني بهذه الأموال ؟
كم من المستشفيات والمراكز الصحية يمكن أن تبني بهذه التجهيزات؟
كم من الآبار يمكن أن تحفر بهذه الأموال ؟
كم من الطرق يمكن أن تعبد بهذه الأموال؟
قرأت مرة عن دستوريي ولاية القضارف وان بعضهم عين مجاملة ولا عمل له غير الونسة مع زملائه ونتج عن ذلك تعطل العمل وكثرت مقولة الوزير في اجتماع وهو ليس اجتماع ولا حاجة بل جاءه عديم المهام ليقضي الوقت معه.ضرر مزدوج .
في ولاية بحجم جنوب كردفان لماذا جيش الدستوريين هذا؟ والمواطن كما رأينا في الشاشة أيام مشاكل ابيي يسكن عشة لا تقي بردا ولا حرا.
رب قائل هذه فاتورة السلام على عيني ورأسي هذا السلام ولكن من سيدفع فاتورة المجاملات هذه؟؟
أيام حكومة عبود كان يدير السودان 12 وزير فقط – نعم سودان الخمسينات سودان اليوم يختلفان – ولكن !!!!!!!
وبعد ان ينفض السامر ويغادر هذا العدد من الدستوريين كل يريد مستحقاته لا أدري كم هي ولكنها عشرات الملايين.
ابكي يا بلد المجاملات والترضيات.
نشرت بالحرة يوم 11/9/2009م

طموحات موازنة 2010

أن تسمع لساعتين ونصف عن موجهات موازنة 2010 وأراء ونقاش وتعليقات من قادة الإعلام.لا بد أن تبدأ بقول أنه نهج جديد نزلت فيه قيادات وزارة المالية كما ذكر ربانها إلى كل القطاعات قطاع البنوك وقطاع الزراع،وأصحاب العمل ،والعاملين بالدولة وأخيراً كانت التحلية بقطاع الإعلام.يسال كل منهم ما دوركم في موازنة 2010 ؟
يبدو أن كل القادمين لاجتماع الأخ وزير المالية د.عوض الجاز، جاءوا يحملون أسئلة إما في أوراق – كما فعل الأستاذ عروة - أو في رؤوسهم. غير أن الوزير فاجأهم بان الأمر ليس مؤتمراً صحفيا وإنما هو تفاكر حول دور الإعلام في موازنة 2010 م أسوة بالقطاعات الأخرى وأكد الوزير انه يعتبر الإعلام شريك أصيل.نقول شكراً نتمنى ان يلتزم الشريكان كلٌ بما عليه وله .( يا أخوانا الشريكان دي صارت علامة مسجلة أم يجوز استخدامها كالسابق).
الموجهات طموحة جداً والمتابع لها يحتار في كيف ان مشاكل هذه البلاد متفق عليها فقط الاختلاف في الأولويات، اهتمام بالزراعة ويأتي التفصيل داخل هذا الاهتمام ليقول ان الحبوب الزيتية تدنى إنتاجها او زاد الطلب عليها وللعلم كان الاستيراد من هذه السلعة سنة 2008 م 111 مليون دولار .( يا للعيب والفول ماركة مسجلة باسمنا فول سوداني).وقطاع منتجات الألبان أيضا وصل الاستيراد لرقم خرافي 212 مليون دولار ( خرافي مقارنا مع دخلنا).
البحث العلمي التطبيقي - مهمة جداً التطبيقي – سيهتم به أما البحوث النظرية ما من جامعة إلا ولها أطنان من البحوث.قال الرئيس القادم الدكتور عبد الله علي إبراهيم أن نصيب البحث العلمي الآن 0.05 %.رقم متواضع. وتطرق لما يصرف الآن على مراكز لا يرى لها العائد المطلوب.
كعادة الصحفيين المبنية على الأسئلة إلا أن الطرح جعلهم يفكرون في المطلوب منهم آنياً وجاءت أفكار الدكتور الناير في تقييم البعثات التجارية حتى يكون لها فائدة حقيقية وطالب بنك السودان بفروع في كل الولايات. يا دكتور الناير في ولايات كتلتها النقدية تشيلها في جيبك لزوم البنك شنو؟؟
وتوالت الخواطر عن دور الإعلام في الموازنة القادمة من جانبي أيضا كنت احمل سؤالين اثنين واحد عن سلعة السكر والثاني حول إرادات وزارة الداخلية ولكن أبا حنيفة هددنا بمد رجله. فقلت دور الإعلام مثلاً في رفع الإنتاج أن يقول هنا معوق إنتاجي ويصفه.لكن ينقصنا متلقي الرسالة نريد جهة تتابع المعوق الإنتاجي وتزيله في الوقت المناسب ويكون هذا دوراً مهماً للإعلام خصوصا من الإعلاميين من هو ملتصق بالقاعدة ويعرف عنها الكثير دون تقارير مكتوبة من طرف واحد.
من جانبي مرة أخرى لو أجهدت وزارة المالية نفسها أو جزءا من إداراتها للوقوف على قاعدة بيانات الرواتب لوجدت من يصرف من خزينة الدولة أكثر من راتب في وقت واحد. بندٌ آخر اسمه الحوافز لو تم تعريفه ومتابعته لوفرت أموالاً ليست بالقليلة.
إلى أن تظهر ملامح موازنة 2010 مسرورون بالشراكة.
نشرت بصحفية الحرة 10/9/2009م

الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

"عمر محمد إسماعيل" عفة اليد واللسان

في الثلث الأخير من عام 1994 م عدت من الغربة، وكنت جائعاً اجتماعياً فقد اغتربنا ونحن حديثي التخرج لا نعرف عن مجتمع المنطقة كثير شيء.وكان من الأسماء التي اشتقت للقياها لكثرة ما سمعت بها الأستاذ عمر محمد إسماعيل وهو علم من أعلام قرية النوبة ( يا أخوانا الناس ديل بقبلوا حكاية قرية دي؟ دعونا نتحايل ونقول بلدة). المعلوم أن بلدة النوبة بشمال الجزرة تفوقت على جاراتها بقِدم التعليم.( يا ناس اشهدوا قلت جاراتها ولم اقل جارتها).ومرت الأيام وعرفت عمر، أنت في حضرته لا ترى إلا الابتسامة الهادئة والذوق الرفيع لا يتحدث الا همساً ويسلم عليك وكأنك من جيله رغم فارق العمر. في حضرة عمر لا تخرج الا بالدهشة اما زال في هذه الدنيا هذا الصنف؟ الحمد لله. اللهم تقبل عمر الذي عرفناه متأخرين يا للحسرة.
حتى هذه اللحظة لم اقل لكم من هو عمر محمد إسماعيل،عمر هذا من الجيل الأول للمتعلمين وهو من مواليد 1932 بالمناسبة هذا العام يحتاج بحثاً الترابي ونقد والنميري وكثير من المشاهير ولدوا في عام 1932 وتخرجوا في حنتوب. غير أن شهرة فقيدنا عمر تختلف عن شهرة الآخرين فقد أجمع الناس على عفة يده ولسانه (طوبى لك يا عمر) واشتهر بتواضعه وقال صلى الله عليه وسلم : من تواضع لله رفعه. وإني اشهد أن يوم تأبينه الذي أحيته قرية النوبة يوم الجمعة الماضي 4/9/2009 م كان بحق شهادة محبة لهذا الرجل. ما من متحدث إلا وذكر حب الرجل لوطنه النوبة ( وكنت اسمع من أبي رحمه الله :حب الوطن من الإيمان. ولا ادري مرجعه) وما من متحدث إلا تحدث عن تواضع عمر وما من متحدث إلا ركّز على عفة يد عمر وعفة لسانه.
عمر محمد إسماعيل الذي بدأ عمله 1956 م ضابطاً إداريا في مجالس السودان الريفية لم يعمل في الخرطوم أبداً بل عمل في أرياف السودان دنقلا،قلع النحل،بارا،أم روابه،الجنينة،الناصر، المدينة عرب.
ثم عًين معتمداً للاجئين وهنا حكا الأستاذ فيصل عثمان حكاية نادرة بأن عمر ارجع فائض الميزانية لروما وتلقى خطابا بان هذه حالة نادرة أن يعيد معتمد لاجئين ميزانية.( من عندي بالدولار كمان)
بعدها صار محافظاً ( بلغة اليوم والياً ) للنيل الأزرق، وعندما عين والياً في بدية عهد الإنقاذ لدارفور أسر لصديقه الطيب الواعظ بأنه لن يستمر مع هؤلاء الجماعة كثيراً.لأنني أريد أن اعمل إداريا لمصلحة المواطن وهؤلاء يريدون من يطيع أمرهم. ورجل اجمع الناس على حبه لهذه الدرجة وشهدوا بقوته ورقته بإذن الله هو من اهل الجنة (وجبت).لا استطيع أن انقل كل تلك الليلة البقية عند رب العالمين.
رحم الله عمر محمد إسماعيل وبارك في ذريته.

نشر 9/9/2009 م

التامين الصحي بين القومية والولاية

في مطلع التسعينات حين استبدلت العملة نتج عن ذلك عدة مؤشرات كان أخطرها أن وجدت 70 % من الكتلة النقدية بالخرطوم.في استبدال العملة الأخير لم يعلمنا أحد بهذه المؤشرات ولقد تصيدت كل أخبار استبدال العملة ولم أجد نسب توزيع الكتلة النقدية وذلك جعلني أظن بهم ظناً أنهم وجدوا نسبة الكتلة النقدية في الخرطوم قاربت 90 %.( صبرنا يا صابر أجبنا على هذا السؤال: كيف وجدتم توزيع الكتلة النقدية؟).
في بلاد تشكو من عدم التوازن إلى هذا الحد لا يمكن أن تقوم كل ولاية بذاتها وعَرج آخر ضريبة القيمة المضافة التي توزع بين الحكومة المركزية والولاية بنسبة 60 % و40 % وايضا ً هذه 60 % تضخ في الخرطوم.
انشغل الناس كثيراً قبل عدة سنوات عندما أرادت ولاية الخرطوم أن تمارس حقها الذي كفله لها الدستور ( وتفرز عيشتها) صحياً فأقامت لها تأميناً صحياً منفصلاً عن التأمين القومي وبنفس نسبة تكويش الخرطوم على الكتلة النقدية (كوشت) على واردات الصندوق القومي للتأمين الصحي وأصابته - إن لم نقل بالشلل التام - نقول بالشلل الرعاشي. إذا كنا نبحث عن التكافل بين الأفراد أما كان حريا أن نبحث عنه بين الولايات؟
وبالمناسبة أموال الخرطوم هي من واردات الأقاليم.على سبيل المثال كل تجارة الولايات تضع أرباحها في ولاية الخرطوم كل الشركات الكبرى التي تمص أموال الأطراف مصاً – كشركات الاتصالات مثلاً – رئاساتها وحساباتها الرئيسة في الخرطوم أيعقل أن تترك الخرطوم لتنفرد بتأمينها الصحي؟؟؟
ثم ثالثا لا أملك إحصاءات صحية ولكن كم نسبة المؤسسات الصحية بالخرطوم لنسبتها في السودان؟؟ كم عدد الأطباء الاختصاصيين في الخرطوم وكم عددهم في الولايات؟؟؟ أبعد كل هذا تترك الخرطوم لتنفرد بتأمينها الصحي؟؟ يا لها من شقيق أناني؟؟ وأي الولايات ستبحث – غير الخرطوم – لتفصل تأمينها؟؟ ليس في الأفق ولاية واحدة ولا الجزيرة التي تنظر لجارتها بكل حسرة وهي ترى وأموالها تصب في الخرطوم صبا.
حسنا فعل مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة بالتأكيد على قومية التأمين الصحي وزاد الشعر بيتا بان وجه التأمين الصحي بشراء خدماته من مؤسسات وزارة الصحة والقطاع الخاص حتى لا يصبح التأمين الصحي هو البائع والمشتري وتحدث ازدواجية صحية.
للتأمين الصحي الآن عدة مؤسسات تنتظر الانصياع لأمر مجلس الوزراء الذي جاء للتأمين الصحي القومي بواردات ولاية الخرطوم وما أدراك ما واردات ولاية الخرطوم. عليه يكون مجلس الوزراء حكما عدلاً يجب ان يقبل التأمين الصحي حكمه الذي له والذي عليه.
ومن ناحية أخرى كما يقول المذيع في نشرة الأخبار على وزارة الصحة أن تنافس القطاع الخاص في تقديم الخدمة وأحسب أنها قادرة على تقديم خدمة ممتازة في زمن الثلاثي تابيتا، أبو عشة ، كمال. ( بالله شوف التجريد من الألقاب دا كيف؟؟).
نشر في صحيفة الحرة 8/9/2009

كليات التربية وذيل القائمة

التعليم الذي بين أيدينا غير مواكب ( وهذه اسم الدلع لمتخلف) كما الزراعة وبعض الصناعة . والتعليم الذي نبحث عنه أو الذي هو في رؤوسنا كتربويين حديثين بيننا وبينه أمد بعيد. لذا لا يمنعنا طموحنا أو أحلامنا بان ندلي بدلونا في ما هو كائن من التعليم الذي بين أيدينا.مثلنا في ذلك مثل من يسكن بيتاً من جالوص وله ارض في حي راقٍ لا يستطيع بناءها على طراز الحي الراقي وإلى أن تسمح إمكاناته لن يمسك يده عن ترميم بيت الجالوص الذي يسكنه.
بعد هذه المقدمة أريد أن أسال هل ما بين أيدينا من تعليم في تطور ام لانحدار وما السبب؟ قبل أن أتلقى إجابة لهذا السؤال سأقف عند واحدة من مكونات التعليم وهو لوقت قريب أهم مكونات العملية التعليمية واعني المعلم.
كان المعلم يُختار اختيارا نوعيا مميزاً . نحن من جيل كانت فرص التعليم فيه ضيقة لذا تعرضنا لعدة تصفيات بين كل مرحلة وأخرى يتقدم المئات ولا يدخل المرحلة التالية إلا أحسن أربعين من الأولية للوسطى وتتكرر التصفية بين المرحلة المتوسطة والثانوية وقمة التصفيات بين المرحلة الثانوية والجامعة الوحيدة ( الجميلة ومستحيلة) بهذه المقاييس كل المتقدمون إليها هم خلاصة متميزة .رغم ذلك كانت معرفة القائمين على الأمر لأهمية المعلم كبيرة ووضعوا المغريات ليدخل كلية التربية خير هذه الخلاصة لأن المعلم المميز يسد كثير من الثغرات.
كان الحافز لدخول كلية التربية وقبلها معهد المعلمين العالي أن يدخلها الطالب موظفاً في الخدمة المدنية بكامل مخصصات الوظيفة راتب وترقيات لذا كان يتقدم إلى كلية التربية ( الوحيدة) خيرة الطلاب طلبا لهذا الحافز المادي ولم تكن كلية التربية كلية من لم يجد كلية غيرها بتدني نسبته كما هو الحال اليوم، عشرات من كليات التربية الآن يمكن دخولها بنسبة 50 % ممن لم يتعرضوا لأي تصفية ترى كيف يعلم هؤلاء أجيال الغد؟ ألسنا نخرب بيوتنا بأيدينا؟؟؟
أليس هذا دمار وظن أكثر من دمار الحروب،الحروب تحطم حيطاناً وجدر يمكن إعادتها ولكننا – ما لم نلتفت – ندمر الإنسان وما أدراك ما دمار الإنسان؟!
الحل عندي هو ان نلتفت لهذه الكليات التفاتة كاملة بدأً من نوعية الطلاب المتقدمين إليها حيث نعيد مسألة التوظيف كحافز سيكون كبيرا نسبة لندرة الوظائف للخريجين في هذا الزمان حتى لأكثر المهن جاذبية – الطب.فما بالك إذا ضمنت للطالب وظيفة معلم من أول سنة جامعية قطعا سيتقدم لكليات التربية خيرة المتقدمين وهنا نكون قد ضمنا أهم عنصر في بيت الجالوص (المرق).
بعد ذلك نلتفت الى ما بداخل كليات التربية ونكمل كل نقصها الفني واللوجستي حتى نُخرج معلماً متدرب قادر على تعليم أجيال الغد وهم رأس المال الذي به تبنى الأوطان.
من أقوال البروفسير مندور المهدي – الأب- رحمه الله: إذا كانت دراسة كلية الطب ست سنوات يجب أن تكون كلية التربية 10 سنوات لأن الطبيب حين يخطئ يقتل واحدا ولكن المعلم حين يخطئ يقتل أربعين.
الحمد لله الذي اختاره لجواره قبل أن يرى حال كليات تربية هذا الزمان.

مرحبا بالانتخابات

هذه ايام الأخبار السارة وأكثرها لفتاً للنظر زيارة والي الخرطوم لأبي دليق ( ولك ان تكتب ل أبودليق ). هذه الزيارة تعهد فيها الوالي بتنمية الريف حتى لا ياتي الريف للمدينة, ووعد بالكهرباء والصرف عليها الى ان تصل الشبكة القومية ‘ كما تعهد بمد الطريق وشبكة المياه لكل المنطقة وليس لمدينة واحدة.اخيراً عرفنا ان ابو دليق تتبع لولاية الخرطوم!!!
رغم فرحتي بالماء والطرق لأي مكان في هذا البلد الحدادي مدادي ولمعرفتي بعذابات الطرق البرية غير المسفلتة في هذا البلد الواسع وشح المياه وعذابات النساء في جلب الماء من الآبار والتي آلة الرفع فيها الدلو ( حتى تنعم النساء بايدي ناعمة ويكون لهن نصيب في هذا الوصف) لذلك فرحت لأهل ابودليق وما حولها.
غير ان السؤال الملح لماذا كل هذا الالتفات للريف في هذا الوقت؟ سيجيب أكثر الناس جهلاً بالسياسة : يا صديقي الانتخابات على الابواب وصوت المواطن – احياناً - خير منه. لذلك من قلبي وليس عشقا في الديمقراطية من اجل الديمقراطية بل ليكتشف السياسيون ان في هذا السودان مواطنون لهم نصيب من الثروة بغير سلاح.
ديمقراطيات المجتمعات النامية ( اسم الدلع للمتخلفة) بينها والديمقراطية التي نريد بعد المشرق والمغرب ورغم ذلك وبهذه الحالة تقوم نفس السياسيين وتجعلهم يعرفون ان لهم شركاء في هذا الوطن والوطن ليس حكرا لبضعة آلاف من المقتاتين من السياسة وجعلوها لهم مصدر رزق ومهنة.
ايها السياسيون من بيده المال ومعارضين لكل منكم دور. دور المعارض ان يبصر الناس بما ينقصهم من خدمات وعد بتقديمها ام لم يعد لا يهم فستقوم نَفَس الحاكم ليصرف عليها رغبة ورهبة من الصناديق. ( رغم قناعتي الخاصة : ما من حزب حاكم او حركة حاكمة الا وهي فائزة في هيك انتخابات راقبتها لجان دولية او راقبها شواطين).
وفي خاطري درس لا ينسى في واحدة من انتخابات اتحادات المزارعين كنا وقوف مع شيخ فاضل في واحد من المكاتب، وصوتنا له وكنا عشرة اقسمنا جميعا اننا صوتنا له ورغم ذلك كانت النتيجة حصوله على 6 اصوات فقط.

الفحص الآلي أو التفتيش الشهري

نحمد الله على أن لنا شرطة مفخرة – في كثير من الجوانب – تتمتع بخبرات هائلة.والدليل على ذلك اكتشافها السريع لمرتكبي الجرائم والحوادث الأخيرة خير دليل ولم يعد البلاغ مقيداً ضد مجهول لزمن طويل ، لا أدري ذكاء الشرطة أم غباء الجريمة الذي ساعد في ذلك كله يصب في صالح الشرطة.
الا يحق لنا بعد تسجيل صوت الشكر هذا أن نقول لها إن نهدي إليها واحدا من عيوبها على طريقة سيدنا عمر حين قال : لا أن تهدي إلي عيبا من عيوبي خيرا من ان تضع في يدي ديناراً.
السادة الشرطة تطالب المركبات بالفحص الآلي عند الترخيص سنوياً كشرط من شروط الترخيص لمعرفة صلاحية المركبة وتمنح المركبة التي تجتاز الفحص شهادة صلاحية مدتها عام كامل.وذلك مقابل رسوم باهظة تصل الى 150 جنيه للمركبات الكبيرة وهذا الفحص لا يستغرق أكثر من 3 أو 4 دقائق ألا يحق لنا أن نسال هذه الشركة المونظ بها الفحص وهي شركة الوكيل ( شركة تابعة للشرطة ) من وضَع هذه التسعيرة؟ وعلي أي أساس؟ ولماذا احتكار هذه الخدمة ؟ ألا يمكن أن تفتح لعدة جهات بعد وضع الضوابط المنظمة لها لتتنافس لصالح المواطن تجويد خدمة وأسعار؟
قال لي الأستاذ عبد الرحيم حمدي يوماً: الضرائب والجمارك مقدور عليها بالقانون ولكن المشكلة في الرسوم.
بعد ان تدفع للشرطة ممثلة في شركتها رسوم الفحص لسنة كاملة تأتيك الشرطة من باب آخر لنفس الخدمة وتطالبك بتفتيش شهري للمركبات العامة برسم مقداره 20 جنيه شهريا أي 240 جنيه في السنة وإذا لم تفعله تغرم 30 جنيه متى ما مررت بنقطة مرور. أي ازدواجية هذه ؟
ما منطق الشرطة في التفتيش الشهري للمركبات العامة؟
سلامة الطريق وسلامة المواطن ربما تعطلت أو تلفت هذه المركبة العامة بعد التفتيش الشهري؟ يا عيني ، طيب بلاش الفحص السنوي. وما من آلة إلا معرضة للعطل في أي لحظة بعد ذلك يبقى حرص المواطن على سلامته وسلامة رأسماله. لماذا يجبر على ذلك هل يعقل أن يحرك عاقل مركبة بلا فرامل وينطلق بها في الطريق العام وإذا وجد مجنون او ثلاثة مجانين لماذا يعاقب كل الباقين بجريرة المجنانين.( لا أعني القبيلة فهي على عيني وراسي ولا جريرة لها قبيلة الشهيد حافظ جمعة سهل).
المتابع للشأن العام لا يداخله شك في ان التفتيش الشهري غير مقنع وما هو إلا وسيلة جباية حين تعمله تدفع 20 جنيه وعند إنكاره غرامة 30 جنيه. وربما اذهب أكثر من ذلك وأقول أن شرطة المرور لم تجد لها نصيبا في الفحص الآلي واستحدثت التفتيش الشهري وسيلة لزيادة الدخل.
من يحكم للمواطن في هذه القضية ؟
وزير الداخلية؟ مديرعام الشرطة؟ ام المجلس الوطني؟
عاقل يدخل.

رائدات: فاطمة أحمد إبراهيم

نحن من جيل تربى على أن الشيوعية عيب ورديف لقلة الأدب والولد الشيوعي مارق على سلطة الوالدين وغير مربى. هذا الولد فكيف بالبنت؟ كنا صغاراً يوم كانت فاطمة أحمد إبراهيم أول برلمانية تجالس الرجال كتفا بكتف وتتلقى الهمز واللمز من خصومها السياسيين ( وأخص المحجوب بصوته الجهوري ولغته المميزة) وكنا نسمع بعض ذلك من الراديو وسيلة الإعلام الأكثر انتشارا في ذلك الزمان مع الصحف.
تقدم العمر وتغيرت مقاييس كثيرة وتفتحت العقول – إلى حدٍ ما – وما عدنا نرى بعيون الآخرين ولا نسمع بآذانهم ولسنا طائفيين ولا صوفية حتى نحكم بحكم السيد أو الشيخ أو الإمام.
لا يعني ذلك أن الشيوعية صارت عندي فكراً محترماً بنسبة كبيرة فهي أيضا فكرة رجل ساق الناس إليها كما الأنعام. غير أني لا ادمغ كل الشيوعيين بختم واحد، فيهم كل أصناف البشر المهذب والمثقف والطائش والصعلوك والسكير والورع ( وهنا بيت القصيد اليوم).
قدمت قناة الجزيرة حلقة من برنامج رائدات مع الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم حكت فيها تاريخ نضالها ( طبعا سيرة ذاتية من طرف واحد بمعنى لم تذكر إلا الوجه الذي تراه مفخرة لها ) ومنه رفضها ان تصبح وزيرة بالتعيين من النميري ولكنها قبلت اليوم أن تصبح عضو مجلس وطني بالتعيين.
تابعت الحلقة بحنين للماضي وصور السياسيين القدامى تترى على الشاشة ومأساة الشفيع أحمد الشيخ ذلك الذي عقبناه على سجن كوبر في 1973 م ثورة شعبان وقرانا ما كُتب على جدران زنزانات القسم الشرقي (في الحقيقة هو حفر وليس كتابة).
سمعنا في حلقة رائدات كيف أن فاطمة عاهدت زوجها أن لا تتزوج رجلاً بعده وتعهدت بتربية أحمد – ابنهما - خير تربية واحسب انها أوفت بالعهد ولكن مدى شرعية عدم زواجها من رجل بعده؟ هذا ما لا تُسال عنه شيوعية؟
صراحة الحلقة ممتعة جداً ولكن أمتع ما فيها في نظري - وهو الذي دفعني للكتابة - ورع هذه المرأة التي رفضت ان تحج من المال العام .يوم عرض عليها اتحاد المرأة او البرلمان أن تحج .هذا الرفض رفع عندي صدق هذه المرأة لدرجة كبيرة كيف لا وهي أخت صلاح .من أين لهذه المرأة هذا الورع؟ من تربية البيت أم من تربية الحزب أرجح تربية البيت لأن في الحزب من أكل ناقة صالح والأحزاب لا تربي.
بالله كم من المشايخ ذوي اللحى الطويلة حج من المال العام؟؟؟؟؟؟؟ وكم منهم بنى من الحج بيوتا؟؟؟؟
ورعةٌ أنت يا فاطمة وليقس كل حاج من المال العام ورعه بورع فاطمة.
نسال الله لنا ولك يا فاطمة حسن الخاتمة.

غرفة كنترول سد مروي

عندما قال شاعر السبيعينات المجامل لمحبوبته الراسبة (الكمبيوتر غلطات كتيرة بيعملها ) ما كان صادقا ولكن جمال القصيدة ( وربما جمال المحبوبة) وموضوعها صرفا الناس عن الدفاع للكمبيوتر.
هذه المقدمة تقودني للدفاع عن الكمبيوتر- وكأني بل غيتس – الذي لا يخطي وإن أخرج مُخرجاً خطأ فهذا يعني أن المُدخل كان خطأ عكس الآدميون الذين يدخل المزاج والحالة النفسية عاملين مهمين في أداء عملهم وقد يغيب العامل الآدمي لأسباب اجتماعية ( حبوبتو ماتت ،خالتو طلقوها ،..).

في زيارتنا الأخيرة لسد مروي بدعوة من إعلام وحدة تنفيذ السدود وهي زيارتي الثانية للسد فرق بين تلك وزيارة الاسبوع الماضي السد بدأ يأخذ شكله الأخير اللهم الا لمسات finishing التشطيبات.
وقفت بإعجاب داخل غرفة التحكم حيث جلس الرئيس ليدشن التوربينين الخامس السادس وليس هناك مقص ولا طفلتين فقط ماوس كمبيوتر ونقرة click و6 شاشات LCD حجم كبير ولوحة ضخمة على الجدار مقسمة حيث يمكن للمهندسين من خلالها معرفة حركة كهرباء السد الداخل والخارج والتوربينات مرصودة بعناية فائقة .
بعد أن شرح المهندس ومن جميل ما قال – وقوله كله جميل – أنه في هذه اللحظة كهرباء السد 700 ميغا واط ولكن الشبكة لم تأخذ منها إلا 500 ميغا واط ويا لها من بشرى ولأول مرة يكون عندنا فائض كهرباء ومن عطشنا وجوعنا لكهرباء تشبه كهرباء العالم يحق لكل نساء السودان ان يزغردن ولرجاله أن يبشروا.وللمبالغة فائض الكهرباء أحلى من فائض الميزانية.(معقولة بس؟)
هنا سأل الرئيس سؤالاً يشغل الجميع نريد ان نقف على موقف الكهرباء والإجابة على ما يدور في أذهان الناس ولماذا القطوعات؟
أجاب المهندس ان كهرباء السد تمددت شرقا إلى بورتسودان وغربا إلى ما بعد كوستي وهي في طريقها للأبيض وجنوبا إلى الرنك شمالا إلى دلقو وفي طريقا لحلفا وبإذن الله عندما تكنمل كل التوربينات العشرة في مارس القادم ستكفي الكهرباء التوسعة الجديدة وبعدها بإذن الله ترتبط الشبكة القومية بمصر وإثيوبيا .
سألت سؤالاً جانبيا للمهندس المرافق لنا عن الفرق بين توليد السد والخزانين القديمين سنار والروصيرص وحكاية الاطماء والكتل الخشبية ؟ أجاب بهذا السد علاج لهذه المشاكل حيث ارتفاعه يسمح للطمي أن يترسب ولا يؤثر على البوابات وعلى تقنيات أخرى حديثة.
بقي سؤال ضيق المواعين الحالي إلى متى؟ كل ما نرى من قطوعات سببه لم يعد التوليد أو خروج كهرباء السد . هذه الأسلاك الهوائية متى تستبدل بكوابل ( كوابل ترجمتها حبليات بالله أيهما أسهل للقاري؟).
متع الله الجميع بهذه التقنيات العالية والتي نسأل الله ان يدخل خيرها كل بيت.

يا والي الجزيرة :هذا القانون لمن؟

رب قائل الفيه مكفيه ماذا تريد منه؟
أقول للقائل لست أنا الذي يريد منه ولكن كل رعاياه ينتظرون منه الكثير وهو أهل لذلك.والجاذب في مسألة اليوم انه وزير داخلية سابق يعرف أضعاف ما اعرف عن المرور وقرأ عشرات التقارير عنه.
بين يدي الآن قانون حركة المرور بولاية الجزيرة لسنة 2009 م . والذي اشهد ان مجلس الولاية التشريعي قد سهر عليه ليالي وتعب فيه كثيرا ليخرج بقانون ينصف المواطن من أكثر السلطات تسلطاً عليه ويحفظ للطرق حقها ويجد للسلامة طريقاً.
ولكن منذ صدور هذا القانون لم يذق له المواطن طعماً،على الأقل في طرق المرور السريعة، إذ مازالت المعركة مستمرة وشرطة المرور السريع تعذب – المنتجين – عذاباً دخل كثيرا من البيوت،المخالفات صارت غاية لذاتها ومعهم حق إذ القانون السابق يعطيهم 20 % من ما يجمعون.(تخيل!) عندها كيف لا يكون رأس الحصان المشرئب فوق صندوق الدفار مخافة وجوال السكر فوق سطح الحافلة مخالفة وهكذا.
القانون الذي بين يدي تقول المادة 3/أ تسري أحكام هذا القانون على جميع المركبات والأشخاص في جميع طرق المرور والمرور السريع المختلفة والتي تقع داخل حدود الولاية الجغرافية.
وتقول المادة 3/ب تنفذ شرطة الولاية والأجهزة المختصة الأخرى بالولاية ،دون سواها،الأحكام والإجراءات والتسويات المختلفة وغيرها من الضوابط والمعايير والأفعال المنصوص عليها في هذا القانون واللوائح والمنشورات الصادرة بموجبه.
المادة 52 /1 ..... على ان تورد جميع التسويات المتحصلة لوزارة مالية الولاية.
( يعني إن كل نقاط المرور السريع التي على طول طريق الخرطوم مدني غير قانونية وإيصالاتها غير قانونية).
أخي والي الجزيرة وأنت سيد العارفين إن طرق المرور السريع أو طريق المرور السريع الوحيد ملغم بنقطة مرور كل 25 كيلو متر أقول ملغم هي فعلاً ألغام تنفجر أمام أي شاحنة ولوري ودفار وحافلة وبوكس باختصار هذه النقاط لكل منتج وغير ذلك يفعل ما يشاء خصوصا السيارات الصغيرة.
أخي الوالي تعب مجلس الولاية التشريعي على هذا القانون لينطلق اقتصاد الولاية الذي كبلته هذه الشرطة ولكن النصوص وحدها لا تكفي ما لم تجد رجالا يطبقونها وبصفتك قمة الجهاز التنفيذي أرجو أن تنزل هذا القانون على الأرض ليذوق المواطن طعمه ويصدق أن ولاة أمره يهمهم ما يهمه.وأن القوانين أقوى من الاشخاص والقوانين لا تحتاج تخميراً لشهور.
والذي ينتظره المواطن من الوالي هو تطبيق القانون وإزاحة هذه النقاط من طرق المرور السريع ليصدق أن ما يُكتب من قوانين له قيمة.
أمنيتي أن أرى اورنيك 15 بيد ضباط شرطة المرور ويوردون حصيلتهم للمالية آخر النهار ويقول لهم المتحصل شكراً.

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

كبري السليم دنقلا

كدت أن أكتب "فول السليم دنقلا" ولكني أستحييت فما بالسليم ودنقلا أكبر من الفول رغم أن الفول صار رقماً في المائدة الشعبية لا يمكن تجاوزه (الشعبية بس؟ ، لقد شاركت وزيراً يوما ً فطور فول لا ينسى) .

لا أنسى يوم زرت دنقلا في وفد لإفتتاح مدينة طلابية من مدن الصندوق القومي للطلاب وكان المُفتتح هو نائب رئيس الجمهورية الأستاذ/ على عثمان محمد طه وكانت المدينة في مدينة السليم على ضفة النهر الآخر من دنقلا ، وكيف كان النهر هائجا إذ كان ذلك في أغسطس 2006 منظر البنطون والتزاحم عليه لدرجة "تحن" على البنطون وسائقه مما في إنتظارهم من سيارات تنتظر العبور وكيف كان منظر الشيخ أحمد على الإمام والشيخ يوسف على وشخصي الضعيف في مقدمتة وهو يتهادى في عرض النهر .

ما فعله البنطون في ذلك اليوم جيئة وذهابا" لساعات سيعبر على الكبري الآن في دقائق ( هذا إذا لم تنصب على جنبتيه نقاط شرطة مرور) .

نفرح بكل جديد ونفرح أكثر للطرق والجسور وقبل ذلك المياه. فرحنا بالكبري والطرق ليس تكملة لأدوات الترفيهية لكنها بنية تحتية فعلية كبري السليم / دنقلا بالذات هو رابط حقيقي لشمال السودان بوسطه ولشمال السودان بمصر .. اليوم فقط حلفا دنقلا لم تعد رحلة مغامرة خوفاً من أن تبتلعك الصحراء أو سيبتلعك النهر .

غداً تصبح السليم ودنقلاً كبحري والخرطوم ولك أن تتخيل مقدار النماء الذي سيحدثه هذا الكبري والمدن التي يربطها ، يصبح زينة للنهر مع إخوانه كريمة/مروي "أم الطيور / العكد ، المتمة، وكباري الخرطوم .

الرئيس بإفتتاحه لهذا الكبري فتح أبواباً للنماء وفرحاً وسروراً على الوجوه "وإن كضب الله الشينة" ستصل محاصيل كثيرة بسعر زهيد وفي وقت أسرع للعاصمة ،وبدورها العاصمة ستتنفس الصعداء من الهجرة الطوعية التي ستمارسها كثيرا" من أسر الشمالية بالخرطوم حيث إزدحام المنازل بالنازحين ويقال أن عدة أسر تتشارك في مساحات ضيقة بالكلاكلات والحاج يوسف وأطراف العاصمة ، هؤلاء سيعودون إلى حيث المساحات الواسعة والخضرة الدائمة ، وهذا مع الكهرباء والطرق والإتصالات لن يبكوا على شئ فقدوه في الخرطوم .

إن كان من كلمة أخيرة فإن الذي يريد تنمية عليه بتوفير الأمن قبل القروض فربنا عز وجل ربط الأمن بالطعام "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" .

يا من يشكون التهميش وعدم التنمية شاركوا في تأسيس الأمن وليس تقويضه لتنعموا بالتنمية .

ترى كم من ملايين الدولارات نثرت في أرض حيران "أبو هاشم" في زمان الإنقاذ؟؟.