الجمعة، 17 أبريل 2009

إلى والي النيل الأبيض وكل الولاة

في رسالة الأخ الجنيد التي نشرناها يوم الخميس 24/3/2005 م والتي تتحدث عن رسوم الماء بولاية النيل الأبيض وخصوصاً وحدة الشيخ الصديق والتي تُفرض حتى على ماتنشله النساء من العد وتحمله في صفائح على رؤوسهن . نريد أن نقف عدة وقفات.
يشهد لي الكثيرون دفاعي عن هيئة المياه في ولاية الجزيرة لما تقدمه من خدمات مياه حيث توفر الماء في بعض المناطق 24 ساعة مقابل مبلغ 9 آلاف جنيه والتي تقل فيها إمداد المياه عن 18 ساعة برسم قدره 7 آلاف في الشهر وقلت هذا مبلغ مقبول مع هذه الخدمات ويستاهلوا.
وفي رسالة الاخ الجنيد الباكية يكاد الانسان يموت حزنا على هذه الشرائح الضعيفة التي لم تستطع ان تهاجر من هذه المناطق الطاردة في وقت هاجر فيه كل من يستطع الهجرة.وعلاوة على ضعفها لا تقدم لها هيئة توفير المياه خدمة تذكر ماء من عد أي بئر سطحي ينشلنه بالدلو ويحملنه على رؤوسهن فلماذا الرسوم ؟؟؟؟؟
مسالة الرسوم هذه تحتاج وقفات. كنا نبكي في هذه الزاوية من رسوم الطرق ورسوم المرور ورسوم كثيرة ودرس العصر والضرائب والجمارك ولكن غيرنا لا يعرف هذه الأشياء وعندما لم يجدوا عنده ما يتحرك فرضوا عليه رسوم على ماء العد والبئر .
عندما فكت الدولة كثير من وحداتها الحكومية عكس الهواء كما يقولون التفتت هذه الوحدات وقالت للمواطنين : اصبروا بنجمكم وفي رواية بنجضكم .هؤلاء الموظفون يريدون عربات وتسييرها ومرتبات ومكاتب ومكيفات وفواتير موبايل وحوافز (بالمناسبة هذه الكلمة تحتاج تعريفا جديداً والذي اعرفه من معانيها القديمة أن من يبدع ويأتي بشيء خارق للعادة يُحفز ولكن كلمة حافز في الخدمة المدنية صارت اقرب إلى رقعة الراتب أي أن الراتب كان لا يكفي ويرقع بهذه الإضافة من دم المواطنين).
وبيت القصيد في هذه الرسالة الباكية إجازة مجلس تشريعي الولاية والذي على رأسه دكتور لا ادري أطبيب هو أم PH.D. كيف أجاز هذه الأوامر الجبايية بدون تفاصيل وهل تابع ما سببته هذه الإجازة لقانون المياه من ضرر على رعاياه وهؤلاء الأعضاء – أعضاء المجلس التشريعي - لأنهم اختيروا بالطريقة إياها فهم للسلطة اقرب منهم لرعاياهم ولو كان هناك تنافس على الصناديق حقيقي لما انحازوا لثلة من الموظفين على حساب المواطنين .
والأخ الوالي ما وأجبك الذي يسألك عنه الله قبل عمر البشير؟ ليس هنا بقرة عثرت بالعراق بل هنا إنسان يظلم إنساناً وفي الماء .
هؤلاء الموظفون أليست لهم كبد ألا تلين كبادهم لرؤية هذه الماكينات البشرية؟
أبعد هذه المناظر يريدون أن يكيفوا مكاتبهم على حساب هذا الجهد العضلي المضني ؟
ألا يستحون؟
لماذا نرمي شارون دائما بالغلظة والفظاظة ؟
مارس 2005 م

ليست هناك تعليقات: