الجمعة، 17 أبريل 2009

الســماد!

كم عدد مصانع السيارات والشاحنات في بلادنا؟
كم عدد مصانع الحديد في بلادنا ؟
كم عدد مصانع الآلات الزراعية ؟
كم عدد مصانع البسكويت في بلادنا ؟
كم عدد انواع المشروبات الغازية؟
وأخيرا كم عدد مصانع السماد في بلادنا ؟
ستجد رقما من 1 الى 20 تكتبه أمام كل الأسئلة إلا السؤال الأخير لن تجد غير الصفر إجابة متفق عليها ؟
الكل يتحدث عن الزراعة ، وان السودان سلة غذاء العالم. وعندما نبحث عن الزراعة لا نجد إلا نمطاً متخلفاً وحتى الذي دخلته يد التحديث هيمنت عليه المصالح الخاصة وسجنته فئات لمصلحتها الخاصة .
من يصدق أن كل السلع في السودان محررة ودخلت المنافسة التجارية الحرة . يوميا تطوف على قرانا عربات التوزيع وتتبارى في الترغيب على سلعها من مشروبات ومأكولات ومنظفات ولا نفقد إلا سلعة واحدة هي السماد ؟
هذا اللغز الذي حير المزارعين.
قبل أربع سنوات كان الجوال زنة 50 كيلوجرام 26 ألف جنيه. وفي السنة التالية وصل سعره الى 37 الف. وبعدها قفز إلى 46 ألف وفي الموسم الماضي وصل سعره الى 70 الف جنيه .
المعلوم ان سعر الطن 180 دولار × 2500 جنيه = 450000 جنيه
الطن 20 جوال
450000 ÷20 = 22500 جنيه .
ما الذي جعله يصلنا من نافذة واحدة بأكثر من ثلاثة أضعاف سعره الحقيقي .
من وراء هذا الفلم ؟ والى متى سيستمر العرض ؟
لماذا لا نجد السماد كما كل المنتنجات المستوردة والمحلية في كل قرية ومن عشرات الجهات؟
لماذا كل موسم نجد سمادا واحدا ومن دولة واحدة وبالقطارة ؟ ولا يصل إلا في أحرج الأوقات التي سيشتريه المزارعون بأي سعر .
نجده مرة من ليبيا ومرة من مصر ومرة من قطر لماذا لا نجد كل هذه المنتجات في كل موسم وفي كل مكان لا يضبطها إلا العرض والطلب ؟
طبعا هناك إجابات جاهزة الناحية الفنية وخشية التلوث . أليس في كل منافذنا إدارة مواصفات بمختبراتها ؟
الاسمنت عشرات الأنواع ويحتاج نواحي فنية ؟
الدقيق عشرات الأنواع ويحتاج نواحي فنية ؟
لماذا هذا الاحتكار السمادي ولمصلحة من ؟
لا تتحدثوا عن إننا قطر زراعي ما لم نحرر تجارة السماد أو نوطنها بإنشاء - إن لم نقل عدة مصانع - بمصنع واحد يكون للدولة فيه – ترغيبا - نصيب كسرا لحاجز الفساد عفوا الاحتكار . والحمد لله المدخلات البتر وكيمائية ما عادت حجة بعد المصفاة .
كفاكم ارتزاقا من هذا السماد ودعونا نشعر للزراعة بطعم !!
يونيو 2005 م

ليست هناك تعليقات: