الأربعاء، 22 أبريل 2009

المغتربون وهدايا الوطن

هل جربت الاغتراب ؟ هل كنت تأتي محملاً بالهدايا
هل دفعت من راتبك ضريبة أو مساهمة وطنية؟
هل دفعت رسوم خدمات؟
هل دفعت رسوم قناة فضائية؟
ورسوم قدوم؟
هل كنت تدفع ذلك بسماحة نفس أم مكرهاً؟ الإجابتان متوقعتان، ولكلٍ مبرره من يرى أن في ذلك حق الوطن عليه ومساهمته ليلحق الوطن بغيره ويعيش فيه لا عند جيرانه وأقاصي الدنيا.وعندما يساهم في القناة ليرى بلده في الشاشة لا بلدان الآخرين فيدفع بسماحة نفس. ومن يرى الوطن في الحكومة وهو معها على خلاف ولا تستحق دعما ولا عونا وذهابها خير من بقائها لاختلاف برنامجه معها أو أيديولوجيته ( يا حليل زمن الأيديولوجيات والمشاريع الحضارية) فذاك سيدفع مرغما وقد يلعن في سره وجهره.
هذا الوطن بدأ يتعافى في عدة جوانب لا ينكرها إلا مكابر أو من بعينه رمد . فصرنا نحكي الحكاوي لأبنائنا عن زمن ندرة الخبز وندرة البنزين والوقوف ليلة وليلتين لجالونين وذلك في صفوف طويلة.ونقف عشرات الساعات لنحظى بمكالمة هاتفية من الكابينة الوحيدة التي في البوستة ويذكر كثير من المغتربين كيف أن بعض الشركات كانت تبيعهم اسطوانات الغاز بمئات الريالات والتسليم بعد عدة أشهر. وأشهد الله أني سمعت من احدهم بأنه جاء معه من بلد الاغتراب بخبز لندرته في السودان وعندما قلنا له وكم يوما سيمكث معك هذا الرغيف وماذا أنت فاعل بعد ذلك قال نعيش يوم يومين بدون صفوف والله كريم بعد ذلك.
وإجراءات المغتربين يوم كانت في شرق الخرطوم في ذلك الحوش كانت أياما من الإجازة تضيع في عمل الإجراءات وبعد انتقال جهاز المغتربين إلى جنوب الخرطوم وكيف انتشر السماسرة ليقوموا عن المغتربين بإجراءاتهم. الواقع اليوم صالات مكيفة وخدمات منظمة ولا يستغرق الأمر إلا دقائق وذلك بشهادة الذين بعيونهم رمد والأصحاء والمنصفين.
اليوم وبعد أن مشى البترول في عروق هذا الوطن ووقفت حرب الجنوب آن للوطن أن يلتفت لهذه الشريحة الهامة والمؤثرة في الحياة السودانية سلبا وإيجاباً.
ورأت الدولة – بعد طلب من جهاز المغتربين الراعي لمصالحهم – أن ترد لهم بعض الدين وهذه هي هدايا الوطن للمغتربين
1 – إعفاء العمال والموظفين من الضرائب نهائياً ( وهم أغلبية المغتربين)
2 – تخفيض المساهمة الوطنية إلى 150 دولار في السنة للمهنيين ( مثل الأطباء، والمحاسبين القانونين، ....
3 – رسوم الخدمات لتصبح 65 ألف جنيه في السنة.
4 – إعفاء جمركي كامل للأمتعة الشخصية عند العودة النهائية ( غير أني أرى عليهم أن يفكروا عشر مرات في ما هو متاح داخل البلد وما هم به قادمون. أجرة الترحيل فقط قد تساوي سعره المحلي والسوق ملئ بكل شيء محلي ومستورد)
5 – الزكاة على من راتبه أعلى من 977 دولار أو ما يعادلها ( بالريال السعودي 3683 ) كل من يتقاضى راتبا اقل من ذلك لا زكاة عليه.
6 – تعديل في الإفراج المؤقت وإجراءاته منها أن يدخل المغترب بسيارته مهما كان موديلها بشرط أن يتعهد بإرجاعها ( السيارات موديل 2006 لها شروط خاصة) بالمناسبة في مغترب عنده سيارة 2006 ( ما يجي راجع طيب نهائياً)
هذه هدايا الوطن لأبنائه المغتربين في هذه السنة ونتمنى أن لا يكون هناك اغتراب إلا للعلم واكتساب المهارات وان يسع البلد كل أبنائه.وعليهم أن يشكروا جهاز المغتربين ولو في مجالسهم الخاصة.وذلك أضعف العرفان.
يناير 2006 م

ليست هناك تعليقات: