الجمعة، 17 أبريل 2009

تكدس الميناء لماذا ؟

أولا : الحمد لله الذي جعل لنا ميناء متكدساً ، وقد مر على هذا الميناء زمن كان ( تلعب فيه البلي ) وهذه ترجمتها: لعبة للصغار تحتاج مساحات واسعة لتمارس فيه لعب البلي وهو كرات زجاجية هذا الشرح للحناكيش أو السحاسيح.
ثانياً : المؤشر الذي يحتاج معالجة هو أن الميناء متكدس باتجاه واحد . ( بالعربي البسيط الصادرات اقل كثيراً من الواردات ، لولا أنابيب النفط لكانت النسبة بين الصادر و الوارد كالنسبة بين راتب الفراش والقاضي ).
عودة لتكدس الميناء
اجتماعات كثيرة عقدت في عدة أماكن بين الجمارك والمالية والاستثمار وفي كل هذه الاجتماعات المتهم الأول قطاع النقل البرّي وعجزه عن الإيفاء بما عليه من واجب واتحاد النقل البري يدافع بان الخلل ليس منه وإنما امتيازات الإعفاءات الكثيرة التي فقدها .
لدرجة فكرت فيه بعض الجهات طلب النجدة من الدول المجاورة لتمدها بشاحنات . ولكن قديما قالوا: ليس الحكمة في تجميع الجن ولكن الحكمة في تشغيلهم .
قطاع النقل بل بصفة أدق عدد الشاحنات قد تضاعف بصورة مذهلة 1992 إلى 2002 دخلت السودان حوالي 10آلاف شاحنة في عشرة سنوات من 2002 إلى 2004 سنتين دخلت 20 ألف شاحنة مما يعني انه تضاعف عشرة مرات في العدد ، أما من حيث النوع والحمولات والمقطورات فالتطور كبير حتى للمراقب العادي .
بعد كل هذا ما الذي يجعل النقل متخلفا وبطئ ؟
إجابتي على هذا السؤال نظامنا الإداري يحتاج مراجعة ؟ بالعربي متخلف ولم يستفد من تقانة العصر. الجبايات عائقا أول أو نظام الشراكة فيها بلا شفافية .
هل تابعت عزيزي القارئ خطوات تخليص بضاعة أو عفش شخصي من الميناء أو المطار أو الحاويات ؟على كم من المكاتب مررت وكم ورقة تحمل وكم ورقة صورت ؟ دعك من تهافت بعض الجهات في الجمارك من ابتزاز وبيع الظرف الفارغ إجباريا وحصريا عندهم بخمسة آلاف وتصوير الورقة ب 500 جنيه فلندع هذه - التي تعد بالنسبة لموضوع اليوم - صغائر ؟
هناك عدة جهات تنتظر عند هذه المنافذ تريد نصيبها من الثروة كاش داون منها ما هو بقانون ومنها ما دون ذلك .
1 – الجمارك.
2 – هيئة المواني .
3 – المواصفات والمقاييس .
4 – دمغة الجريح.
ولكل واحدة من هذه عدة إجراءات وعدة طاولات واحدة بالقلم الأحمر وأخرى بها كمبيوتر وبعضها به إيصالات وبعضها فيه موظفين أو ثلاثة وعلى لسان كل منهم كلمة أمشى وتعال أو تعال بكرة .كأنه يرى إنجاز مهمة في يومها يقلل من أهميته.
إذا أردت أن تخلص قلم حبر أو حاوية أو مصنع ستحمل عشرات الأوراق وصورها وتظل تدور بين مكاتب هذه الوحدات .
ما الذي يمنع أن يقف المخلص فور وصول بضاعته أمام كاونتر خلفه عشرات الموظفين وتُخرج له ورقة واحدة من الكمبيوتر ويتجه نحو خزينة في نفس الكاونتر ويقدم شيكاً معتمداً ويستلم إذن خروج بضاعته مجرد نهاية الموظف من كتابة الشيك ورقمه على الكمبيوتر . كم حاوية ستخرج في الساعة الواحدة بهذه الطريقة؟
وكي لا يندهش جباة هذه الجهات : في نهاية اليوم يخرج كشف حساب من الكمبيوتر
نصيب الجمارك وهو كذا% = ......
نصيب المواني و هو 2% =.......
نصيب الجريح وهو 1% =.......
نصيب المواصفات = ......
ويعرف الكل ما له وما عليه هذا إذا كنا ننتمي لدولة واحدة ؟ أما إذا كانت كل جهة تنتمي لدولة فلا حول ولا قوة إلا بالله ؟
أما عن الطريق والتوقف المتكرر أرى أن تكون عند مخرج بور تسودان ومخرج الخرطوم وكل المدن جهة تراجع كل مستندات الشاحنة وبعد استيفائها كل ما عليها تعلق عليها لوحة ( فحصت يمنع توقيفها ) . كم سنوفر من الوقت ومن استهلاك جنبات الطرق والإطارات وصيانة الذمم والصفافير التي لا يعلم هدفها إلا الله.
هذا إذا كانت لهذه الدولة أهداف عامة لا تعرقلها أهداف خاصة وصغارة نفس .
وعندها سنقول كما تقول معظم مواني الدنيا : الانتظار صفر .


ابريل 2005 م

ليست هناك تعليقات: