السبت، 18 أبريل 2009

التعليم إلى أين؟ الجزيرة مثالاً

القضايا الكبيرة ماذا ننتظر لحلها هل سيحلها ملائكة أم سيحلها رجال؟ وهل هناك قضية اكبر من ما وصل إليه حال التعليم في بلادنا؟
تفخر الأمم بتعليم شبابها وتباهي به وتصرف عليه صرف من لا يخاف الفخر فالتعليم هو الاستثمار الحقيقي ولا يحتاج هذا إلى كثير إثبات وخصوصاً في ظل متغيرات الحياة المتسرعة.
مقدمة كان لا بد منها لندخل لواقع تعليمنا اليوم في السودان كل السودان وكنت سأستثني الخرطوم لو لا اعتراف واليها المتعافي الذي قال مرةً : التعليم في الخرطوم ليس على ما يرام إلا من باب الطشاش في بلد العمي شوف ).
وساقف على واقع التعليم في ولاية الجزيرة بحسبان أنها الولاية الأكبر عدداً بعد الخرطوم والتي كان التعليم فيها بخير إلى زمن قريب ولكنه بدأ يتدحرج إلى أن دخلت في مجموعة الولايات الأقل نمؤاً.
ماذا نأخذ على التعليم في الجزيرة
أولاً:
نقص مريع في عدد المدرسين وتكاد بعض التخصصات تكون شبه معدومة أو بمعدل منخفض ومن ذلك مادة الفيزياء. وكلما سألنا لماذا لا يكمل النقص والشوارع مليئة بالخريجين الباحثين عن عمل؟ تأتينا الإجابة وظائف مافي ووزير المالية ينتظر وظائف من المركز.( وماذا ستكون الإجابة إذا اضطررنا إلى التعاقد مع معلمين من دول أخرى؟)
ثانياً:
وجود المدرسات في مدارس البنين الثانوية كأخطر قضية تربوية إذ لا يقبل الشرع ولا العقل الشرقي هذه الظاهرة ولا ادري كيف حدثت ومن أجازها وبأي فتوى ومن وقف علي تقيمها وآثارها السلبية أم صار الآمر كله عد أيام لينته العام . لأن تترك مدارس البنين خالية خير عندي من أن تُدرِس فيها نساء.وإذا سئلت المُدرِسة لماذا أنتِ هنا ؟ لأجابت: مكرهة عليه
ثالثاً:
فصول اتحاد المعلمين وهي للذين لم ينجحوا والأصل فيها أنها عمل إضافي يقوم به المدرس عصراً. والواقع الآن أنها مدمجة نهارا مما يعني أن المدرس يأخذ لها من وقت اليوم الدراسي. وثانيا وجود هذا النوع غير النظامي مع الطلاب النظاميين فيه خطر كبير على التعليم . وبزيارة واحدة لأي مدرسة ثانوية بها فصول اتحاد معلمين لا يخالجك شك أن هذا هو سبب تدهور تعليم مدارس الأولاد على الأقل.ويقف وراء هذا الخلل نقابات المعلمين بحجة تحسين وضع المعلم المادي. يا نقابات الأحسن التضحية بأجيال أم المطالبة بزيادة الأجور؟ في كثير من الدول هناك علاوة بدل تدريس تزيد الراتب في بعضها 30% عن ما سواها من المهن.
رابعاً:
المباني والأثاثات:
رفعت الدولة يدها منذ زمن بعيد عن تأهيل المباني والأثاثات وتركت ذلك على المواطنين وهذا جر عدة عيوب منها الوضع غير التربوي للمعلمين والمدراء الذي جعل منهم جباة لا تربويين.وتعدد أشكال المباني والأثاثات وبؤسها من بؤس المواطن مما جعل المدارس كهوف مخيفة.وما نراه من أثاث مستورد في مكاتب الدولة لماذا لا نرى معشاره في مدارسنا ؟
هذه ملامح لتردي التعليم وقضاياه الكبرى التي تريد رجالاً يعترفوا بها أولاً ويقوموا على حلها ثانياً وأول من يقف على ذلك المجالس التشريعية - المعينة - والتي أتمنى أن لا تشغلها المكاسب الخاصة عن العامة .وواجب الشعب عليها وان لم يكن انتخبها أن تقدم له عربون صداقة ليوم نزيلةٍ؟
أما أصحاب ملفات التبرير الجاهزة والذين لا ينظرون إلا تحت أرجلهم ارجوا أن يلزموا الصمت ويتركوا الرجال لحل هذه القضية.
اكتوبر 2005 م

ليست هناك تعليقات: