الاثنين، 20 أبريل 2009

ورحل استأذنا العزيب أحمد سعيد

في رفاعة الثانوية بين 1967 -1971 درسنا على يديه الكيمياء كان أستاذاً بمعنى الكلمة، مدرسا يعشق مادته، ليس هو فقط بل كانت تلك المدرسة تحوي كوكبة من المعلمين ،في الرياضيات استأذنا احمد الشريف واستأذنا محمد الحسن أبو روف واستأذنا عبد السلام حاج علي في اللغة العربية الأستاذ (الآن الدكتور) وداعة محمد الحسن والأستاذ الشفيع وفي اللغة الانجليزية إبراهيم المليح رحمه الله واستأذنا سامي علي عبد الرحيم وجيل كامل من هذا الوزن كانوا مدرسينا وكنا طلابهم في زمن كان لكل مادة ما يكملها ويجملها معمل الكيمياء ومعمل للفيزياء واستديو للفنون وفي وسط المدرسة مسرح.
في المدرسة الثانوية لم تربطني به علاقة خاصة بل حب تلميذ مؤدب لمدرس فاضل يعرف كيف يعرض مادته في زمن تحجج فيه ضعاف المدرسين بان النقلة من التدريس باللغة الانجليزية للتدريس باللغة العربية هي وراء تدني عرضهم.
ولا أنسى معرضا للكيمياء تحت إشرافه أقمناه في تلك المدرسة لا نجد له مثيلا في مدارس اليوم إن لم اقل ولا بعض جامعات أيامنا هذه حيث اللفظية هي وعاء التدريس الأوحد.
ومرت الأيام بل مرت عشرات السنين وجمعنا به العمل العام الذي جعل من حضورنا لولاية الجزيرة متكرراً يوم كنا على رأس إحدى محلياتها. وكلما لقيته- وكثيرا ما اعمد لذلك - اشعر بارتياح غريب لا أقول الكتوف إتلاحقت ففي مثل حالة استأذنا العزيب لا يمكن أن تشعر بتلاحق الكتوف . تشعر باحترام كل من حوله له. واحترامه لكل من حوله ،جيل نادر.
بعد ذلك كنت الرابط بين مواضيع كان يرسلها بالفاكس للدكتور عبد اللطيف البوني لتنشر في (حاطب ليل). تلك المواضيع كانت معظمها عن التعليم وكيف لا يكتب إداري في قامته يرى التعليم في الجزيرة بهذا البؤس ( مدرسات في مدارس الأولاد الثانوية ، ومدراء هم للجباة اقرب منهم للمربين ، وكثير من الاعوجاج الذي يجب تقويمه حتى دخلت الجزيرة قائمة الولايات الأقل نمؤ).
في آخر مرة قابلته فيها يوم ذهبت أقدم له مجلدات (حاطب ليل) هدية من الدكتور البوني له ووجدت معه أستاذين من جيله واجتررنا ذكريات رفاعة يوم كنا طلابهم وكانوا هم أساتذتنا وسألته سؤال بات على شفتي عقوداً. لم يكن هناك غاز يا أستاذ العزيب – يومها- وكنا نوقد موقد بنزن في المعمل كيف كان ذلك؟ فأجاب : يا حليل ايام زمان كانت هناك ماكينة ملحقة بالمعمل لهذا الغرض.
في ليلة الخميس حلمت به يتقدم جمعا على منصه كمن يريد أن يقدم محاضرة أو شئ من ذلك ولم يكتمل الحلم . في صباح الخميس وأنا في طريقي لمدني نعى الناعي لي أستاذي العزيب ألا رحم الله العزيب رحمة واسعة ولا أقول بقدر ما قدم فرحمة الله ليس لها حدود.وبارك في ذريته.
اللهم ارحمه رحمة واسعة وادخله الجنة وموتانا وموتى المسلمين بغير حساب يا أرحم الراحمين.
نوفمبر 2005 م

هناك 3 تعليقات:

هاشم جادالرب يقول...

الاخ الفاضل / احمد المصطفى
اجلس الان الى مكتبى ...وقد واجهتنى بعض المعضلات فى عملى ...فخطر لى فى بالى كيف كان استاذى ومديرى العزيب احمد سعيد سيعمل لو كان موضعى ... مما دفعنى الى دخول google والبحث عن سيرة استاذنا الكبير رحمة الله علية وادى بى البحث الى مقالك هذا .
اخى مصطفى
لقد كان الاستاذ العزيب هامة عالية ورجل بمعنى الكلمة ،اخ وفى تجدة عند الشدة وشجاع لا يحابى فى الحق ولايخاف لومة لائم .
برحيلة قد فقد التعليم فى ولاية الجزيرة ركن من اركانه القوية ورجل له نظرة ثاقبة فى تقيم الامور واصلاح الاعوجاج الذى الم بالتعليم فى الولاية .
نسال له الله الرحمة والمغفرة .

هاشم جادالرب على ابوسن

غير معرف يقول...

الف رحمه ونور تنزل عليه اللهم وسع في مرقده واجعل قبره روضة من رياض الجنة وجزاءك الله خير الجزاء

غير معرف يقول...

بارك الله فيك
هند العزيب احمد سعيد