الجمعة، 17 أبريل 2009

يا سيادة الرئيس ... شكراً

أولاً الحمد لله على سلامة العودة من الدوحة وتقبل الله عُمرة الرئيس ومن معه.قبض الشعب أنفاسه وكأن الرئيس يسافر لأول مرة. تابع الشعب بل العالم كله هذه الرحلة الموفقة وأثبت الرئيس عملياً انه يحكم شعباً كريماً شجاعاً يستحق كل خير وكما تكونوا يولى عليكم.
التف الشعب حول سيادة الرئيس كما لم يلتف من قبل حول رئيس،هذا ما لا ينكره أي مكابر وقد يختلف الناس في الأسباب - ما علينا - ولن نذهب في الأسباب وليس لدينا إحصاء حتى نبني عليه. غير أن أكبر الأسباب رفضاً ذلك الذي قال ( أن الناس قد خرجوا مكرهين ومهددين بقطع الماء والكهرباء وقتل زعماء القبائل .عفا الله عنك وأحسن خاتمتك يا قائله).
ما زلت مصراً ، إلى متى سنظل نبتهج متجمهرين ومتظاهرين؟ ومتى نضع شعار (الرد، الرد، الرد بالتنمية) على ارض الواقع. ما تنتهي ولاية من الجمهرة إلا وتخرج ولاية أخرى إلى متى؟ إلى متى؟
بماذا سيكافئ الرئيس وحكومته هذا الشعب على هذه الوقفة. هل يريد مني مشورة أنا الجالس في اللعوتة وحوله اثنا عشرة مستشاراً وخمسة وستون وزيراً بالإضافة إلى سكرتيره الصحفي صديقنا محجوب فضل بدري؟
سأقول
سيادة الرئيس لا ينكر التنمية التي حدثت في هذا العهد إلا مكابر ونبارك ذلك وندعو الله بتقبله وزيادته،عرفت كثير من المناطق الكهرباء والماء وكانت حلماً. هذا غير المشاريع الكبرى من بترول وسدود و طرق ومشاريع.
لكن هل كل مشروع يستحق أن يفتتحه الرئيس؟ ويتجمهر له الناس ويصعد الرئيس ويخطب في الجماهير إلى أن يبح صوته وكل كلمة من الرئيس مرصودة عالميا وتبنى عليها سياسات وتتناقلها الأخبار ويعقب ذلك أهازيج ودفوف تستوجب الطرب؟
ماذا لو أصبح الرئيس لا يتحدث إلا في الأمور الكبار ومن مكتبه ومن ورقة مراجعة قام عليها متخصصون في الخطابات الرئاسة. وبذلك يوفر الرئيس غالي وقته الذي نريده ان يصرفه في مراقبة الأجهزة التشريعية والتنفيذية. وان يسمع من أجهزته الأمنية.لا أرى معنىً لما يقدمه الولاة من تقارير أمام مجلس الوزراء، متى سمعتم واليا يقول ان من قصوري في الولاية كذا؟ معظم تقارير الولاة هي سرد ما أنجز ولن يستطيع مصحح ومدقق أن يضع نسبة مئوية للمنجز لأن كثير من الولايات ليس لها خطط سنوية.
معاناة المواطنين يجب أن يلتفت إليها الرئيس، مكافأة لهذا الشعب ومن ذلك بعض الأجهزة ترفع مبررات من جهتها دون حساب السلبيات الناتجة وتجد الموافقة لمبرراتها وأوضح مثال لذلك أجهزة وزارة الداخلية ( المرور مثالاً) جمعوا من الشعب 180 ملياراً - على الأقل - غرامات في خمس سنوات أين ذهبت هذه المليارات؟ كم دخل للخزينة العامة منها؟ أجيب: صفر. قانون المرور يحتاج مراجعة من فوق واقد احدث هذا القانون ولوائحة شرخاً بين المواطن والدولة كل يوم هو في ازدياد.
لا أريد أن أطيل
ولكن رغم حلاوة مشاريع التنمية وما تحدثه من فرح في نفوس الناس فليتنازل الرئيس عن المشاركة فيها ويجعل الأمر لمن بعده من نواب ووزراء وولاة.
ماذا لو بدأنا بكبري رفاعة الذي – الذي صار – كتبت فيه يوماً تحت عنوان ( استفزوا الرئيس ) حين قال له أهل رفاعة اثنان نسمع بهما ولم نرهما كبري رفاعة والقيامة.فاقسم الرئيس بأن يقيم الكبري وها قد قام الكبري وبر الرئيس بقسمه.
ماذا لو افتتح هذا الكبري غير الرئيس؟!!
معاناة أخرى لماذا سلعة السكر باهظة السعر؟ يباع للمواطن بضعف سعره في دول جارة وليس لها قصبة سكر واحدة. يخرج من المصنع بسعر بين 50 و60 جنيهاً ويباع للمواطن بين 100 و108 جنيهات فرق مدهش.
هذه امثلة ويمكن كتابة عشرات البنود التي تحتاج تصحيحاً ونقول كما قالوا قديماً
(كفي المرء نبلاً أن تعد معايبه).
ثم استفهام أخير : ما نسبة انجاز بعضهم إلى لعلعته؟

ليست هناك تعليقات: